في دين الملك
من الأخطاء الفادحة في سجعيات القرآن والتي يتم تجاهلها هو اعتقاد مؤلف القرآن أن فرعون هو اسم شخص معين مثله مثل موسى ومثل هارون ومثل قارون
لهذا السبب رغم أن الساجع تكلم عن اليهود من عهد ابراهيم إلى زمن المسيح إلا أنه لم يذكر لفظة فرعون إلا مع موسى. ولم يقل الفرعون بالتعريف ولو مرة واحدة ولم يقل الفراعنة بالجمع ولو مرة واحدة كما نتوقع أن يقولها الشخص الذي يعرف أن لفظة الفرعون لقب وليس اسما. قال فقط فرعون. فعل فرعون قال فرعون الخ الخ الخ
فرعون يوسف
ساجع القرآن تلقى تعليمه الكهنوتي مبكرا على يد بحيرى منذ سن الثانية عشرة وكان أبو طالب يأخذه إليه ثم تولى ميسرة غلام خديجة فعل ذلك بعد أن عجز أبو طالب عن السفر. ثم تولى ورقة بن نوفل بعد ذلك تعليم محمد. وتذكر سيرة محمد معلمين آخرين كجبر ويسار وبلعام الخ
نتيجة لذلك تلقف الساجع قصص العبرانيين واعتقنها وصدقها. نعرف اليوم من غياب ذكرهم في النقوش والآثار أنهم لم يكونوا أكثر من فولكلور شعبي على الأرجح
من هذه القصص قصة يوسف. ورغم أن البعض قد يقول يمكننا ايجاد دليل على مجاعة أو دليل على جفاف في تاريخ مصر القديمة إلا أنه لا يوجد أي دليل اثري على وجود يوسف وذلك الزمن كان مليئا بالمجاعات والجفاف.ولأن يوسف شخص أثر في الحياة الاجتماعية والسياسية فإن غياب ذكره عن النقوش لا يعني سوى شيء واحد : شخصية وهمية لم توجد. لأنه لو وجد شخص بنفس أهميته فلن يهمل حيث وقد ذكر أناس أقل اهمية منه في فترات زمنية قبل وبعد فترته
وعندما ذكر محمد قصة يوسف سمى الفرعون بلفظ الملك. ولم يقل الفرعون. لأن الساجع ببساطة ظن أن فرعون هو اسم شخص واحد عاش ايام موسى وغرق ولا وجود له أيام يوسف. ولذلك لم يتقبل عقله أن يسمي صاحب يوسف بالفرعون وسماه بالملك
ورغم أن الفراعنة كانوا بالمئات إلا أن لفظة فرعون في القرآن لا تشير إلا إلى شخص واحد بعينه عاش وغرق أيام موسى. ساجع القرآن لا يفهم من فرعون إلا شيئا واحدا : اسم رجل ايام موسى غرق بسبب العصا السحرية
وبدل أن يرى الكهنوت هذه الحقيقة البسيطة خرجوا بفذلكة ترقيعية مدهشة : يوسف جاء في ايام حكم الهكسوس لمصر ولم يكن الحاكلم الهكسوسي يسمي نفسه بالفرعون بل بالملك؟
يتجاهلون أن الساجع لم يقل الفرعون قط بل قال فرعون. وعامله كاسم رجل وليس كلقب. ولم يذكره خارج قصة موسى. حتى في عهد مملكة سليمان التي عاصرت طبقا للتوراة عصر الفرعون شيشق لم تذكر لفظ فرعون حتى بدون ال
جهل محمد أن الفرعون لقب لملوك مصر
1
لنأخذ هذه السجعية على سبيل المثال
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)
يقول فرعون وليس الفرعون.ويمنعه من الصرف لأنه اسم علم. إنه يعتبره اسم رجل معرفة. لم يكن يعرف أنه لقب بمعنى الملك وأنه يجب أن يقول الفرعون وليس فرعون وأنه يجب أن يكون منصرفا
تخيل أن أحدهم قال لك
أغرقنا أسرة رئيس إنهم كانوا ظالمين
على الفور ستلتقط أذنك الشذوذ. وستعرف أنه يجب أن يقول : أغرقنا اسرة الرئيس وليس أغرقنا اسرة رئيس. لأن رئيس لقب وصفة وليس اسما
لكن ماذا لو كان رئيس هو اسمه وليس لقبه؟ ستكون الجملة عادية ومفهومة
2
في السجعية أعلاه كان يجب أن يقول أغرقنا آل الفرعون. لكنه قال آل فرعون. تماما مثل آل ابراهيم وآل عمران وآل محمد. ظن لفظة فرعون مثل لفظة ابراهيم وعمران اسم لشخص واحد بعينه واستعمل آل معها كما يستعملها مع اسم علم
3
لاحظ ايضا اعراب اللفظة. لم يكسرها أو ينونها رغم أنها مضاف إليه. بل نصبها. وهذا بالضبط ما يفعله العرب مع الاسم. ويسمى ممنوعا من الصرف فلا يجر بالكسرة بل بدلا عن ذلك ينصب بالفتح لأنه اسم علم ممنوع من الصرف.
يمكن لمن لا يحب النحو أن يبحث عن الممنوع من الصرف في جوجل ويتأكد بنفسه
4
قال الساجع في سورة العنكبوت : وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ
أورده بدون أل . ومنعه من الصرف. وجلبه بين اسمي علم آخرين قارون وهامان. وكما هو واضح يتكلم عن ثلاثة أشخاص محددين بأسمائهم : قارون وفرعون وهامان. وما ذكر معطوفا بين اسمي علم وكان ممنوعا من الصرف غير معرف بأل فهو اسم علم.
قبل موسى
قبل موسى ظن مؤلف القرآن عدم وجود فرعون لأنه ظن فرعون اسم شخص بعينه. ولذلك في قصة يوسف سماه الملك. وعرفه بـــ ألـ. فلم يقل ملك بل قال الملك:
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ
هل وافق زمن يوسف زمن الهكسوس؟
بالتأكيد لا لأن يوسف شخصية وهمية لا أثر لها باي نقش. قصة من الفولكلور اليهودي. كما أن القرآن كتاب فارغ تاريخيا فلا يوجد فيه أي تاريخ صحيح. حتى أنه توهم أن زمن موسى ومريم أم المسيح نفس الزمن وقال عنها يا أخت هارون. كما قال عنها ابنت عمران. وعمران هو والد موسى وليس والد مريم الذي اسمه يواكيم.
تواجد الكهسوس في بعض مناطق مصر بين عامي 1600 – 1560 قبل الميلاد.
وإذا اردنا معرفة زمن يوسف فليس لدينا سوى التوراة (المحرفة بنظرهم إلا في موضوع زمن يوسف ربما 😅) فيوسف شخصية وهمية طبقا للآثار ولا وجود له. وطبقال للتوراة يمكن القول أن ابراهيم عاش حوالي عام 2000 قبل الميلاد. ويوسف يعتبر الجيل الثالث بعد ابراهيم-اسحاق يعقوب يوسف. فإذا أعطينا كل جيل فترة 20-40 عاما فإن زمن يوسف يصبح حوالي 60-120سنة بعد ابراهيم. اي حوالي العام 1900 ق م على افضل تقدير. وهذا يسبق زمن دخول الهكسوس لمصر بأكثر من 300 عام.
لكن في النهاية لا نحتاج لخوض حسابات الزمن طبقا لكتاب كهنوتي كالتوراة. يجب اثبات وجود شخصية يوسف أولا بطريقة علمية عن طريق علم الآثار ليتم اقحامه في التاريخ الحقيقي المستنتج من الآثار ولا يوجد أي داعي لنهتم بشخصية وهمية لا دليل عليها سوى كتب الكهنوت. فحكاية الهكسوس لم تخطر ببال مؤلف القرآن. ولا يعرف عنها شيئا. وفشل حتى في التلميح لها. فما الذي يجعلهم يصدقون أنه يعرف ذلك؟ لا شيء سوى الوهم ومخادعة الذات
بعد موسى
بعد موسى ظن مؤلف القرآن أن الفراعنة انقرضوا وقضي عليهم تماما وتوهم أن اليهود حكموا مصر واقاموا ممكلتهم فيها وورثوا كل أملاك الفراعنة
يقول الساجع
فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)
ويقول مؤكدا اعتقاده هلاك كل المصريين
فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (56)
ويقول مؤكدا اعتقاده الخاطئ بأن اليهود ورثوا كل أملاك الفراعنة
فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا
وفي سجعية أخرى أوضح من هذه يقول
كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28)
وفي سجعية أخرى لا غبار عليها تكفي بمفردها للبرهنة على بشرية القرآن واضطراب مؤلفه يؤكد أن اليهود ورثو مملكة الفراعنة يقول
فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)
وفي سجعية أخرى يتكلم كالعالم بالأمور ويظهر موسى وهو يأمر أتباعه بالعودة إلى مصر
اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم
عاش الساجع ومات وهو يظن أن فرعون هو اسم شخص واحد غرق في البحر ومعه كل الفراعنة. وعاش ومات وهو يعتقد أن اليهود ورثوا كل مملكة الفراعنة وحكموا مصر. بينما يصدق عبدة الوثنخاف أن جاهلا كهذا كان يعرف تاريخ مصر ويعرف الهكسوس ايضا 😅😅😅😅 وما إلى ذلك
ظهر هذا المعتقد الوهمي الخاطئ في كلام ساجع القرآن عن أجيال اليهود بعد موسى ايضا. وارتكب غلطات عدة. وكما هو متوقع من شخص يجهل أن الفرعون لقبا وليس اسما فشل مرة أخرى في ذكر لفظة الفرعون وهذا مفهوم فهو يظنه شخصا واحدا غرق ومات وانتهى أمره زمن موسى
على سبيل المثال زعم مؤلف القرآن أن سليمان كانت له ممكلة عظيمة لا تنبغي لأحد من بعده. مع ذلك فشل في ذكر أنها عاصرت دولة الفرعون شيشق مثلا أو اي فرعون آخر
والمثير للدهشة أن الجارة الأولى للدولة السليمانية هي دولة الفراعنة فكيف توسع في الأرض ولم يحتك بهم؟ أم أن معاركه البطولية الخارقة كانت مع دولة الجن والعفاريت؟ لو كانت مملكة سليمان حقيقية لكانت أول دولة يحتك بها هي الدولة الفرعونية ولكان الفرعون أول من يذكر. لكنها ايضا مملكة وهمية من صنع خيال العبرانيين على ما يبدو
ورغم أننا نجد آثارا للفراعنة المعاصرين لزمن سليمان التوراتي إلا أنه لا اثر لمملكة سليمان هذه. ونجد آثارا للمالك الآرامية ولا نجد أثرا لهذه المملكة السليمانية. ونجد آثارا للبابليين ولا نجد شيئا عن المملكة العظيمة التي فيها تشتغل الرياح في الجيش ويشتغل الجن في رياضة الغوص وتمارس النمل إلقاء الخطب التحذيرية ويؤلف الهدهد سجعا بالعربية ويتحكم أفاتار بالهواء يرسله شهرا وينتظره شهرا. مثل هذه المملكة العظيمة لا وجود لها في الواقع. لا وجود لها ولو على شقفة فخار. موجودة فقط في قصص ألف ليلة وليلة وفي فولكلور العبرانيين
الخلاصة
قال ساجع القرآن عن حاكم مصر ايام يوسف الملك وليس الفرعون لأنه يجهل أن الفرعون هو لقب ملوك مصر ويظن فرعون اسم شخص واحد بعينه
لفظة فرعون أينما وردت في القرآن لا تعني سوى شيء واحد : شخص عاش ايام موسى ومات غرقا بسبب العصا السحرية. رغم أن عدد الفراعنة بالآلاف وتواجدوا على مدار آلاف السنين
يوسف شخصية عبرانية لا وجود لها بالنسبة لعلم الآثار
زمن يوسف طبقا للتواريخ المتاحة من التوراة تسبق حكم الهكسوس بحوالي ثلاثة قرون
لا يوجد تاريخ واحد صحيح في القرآن ولذلك لا يمكننا معرفة زمن يوسف أو موسى أو سليمان من القرآن ويلجأ الوثنخافيون المسلمون للتوراة التي يعتقدون أنها محرفة لاستخراج التواريخ التي يعتقدون أنها غير محرفة
يوسفيات
إعلانات- Advertisements
كما انه يسرع الاستقلاب ويقوي الرغبة الجنسية ويساعد في مقاومة الخمول
ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
