الله والبعير – مغالطة التشبيه
ابتكر الإنسان فكرة الله ليفسر وجود الكون والحياة ولتفسير وجود الشر والمآسي جعل الله وبكل خبث يقوم بصنع الشيطان ثم يعقد معه صفقة للإيقاع بأكبر عدد من الناس لكي يملأ بهم جهنم. قال أحدهم : من ذا الذي يحتاج للشيطان في وجود الله؟ لقد وفى وكفى
لكن كيف قامت منهجية الوثنخافية في البرهنة على فرضية الله؟ هل كانت منطقية أم مجرد تخبطات ساذجة؟ في الحقيقة لم يقدم معبد الوثنخافيين شيئا سوى مبدأ خاطئ يسمى بمبدأ البعرة والبعير
الاستدلال على وجود الظني
طبقا لمبدأ البعرة والبعير الشهير يتم استخدام الشيء اليقيني الراسخ للاستدلال على وجود الظني المتزعزع
وعندما يستدل شخص ما على صحة افتراض أو وجود شيء لا دليل على وجوده بذاته بشيء يقيني راسخ فهذا يعني أن هذا الشيء المستدل عليه ظني متزعزع خاضع لتغير الحقائق والمعلومات. وهكذا استدلال لا يقدوم إجابة أكيدة بل يقدم افتراضا للإجابة على سؤال ليس له إجابة أكيدة من الأساس
مغالطة التفكير التشبيهي
مبدأ البعرة والبعير مثال شهير على مغالطة التفكير التشبيهي. تكمن هذه المغالطة في أن التشابه لا يعني التطابق. البعرة لا يمكن أن تطابق الكون لأنها نتيجة ثانوية احتمالية لوجود المادة وكذلك البعير لا يمكنه أن يطابق الخالق لأنه ايضا كان نتيجة ثانوية احتمالية لوجود المادة. عندما أشبه خلق الله للكون بصنع الإنسان للسيارة فهذا لا يعني أن السيارة تتطابق مع الكون ولا أن الإنسان يتطابق مع الله. أي أن هذا التشبيه لم يثبت شيئا. لا ينفي أن الله مجرد فرضية وأن خلقه للكون مجرد افتراض. بمعنى آخر هذا التشبيه لا يعفي من يدعي وجود الله من مسؤولية برهنة ادعائه بالطريقة المنهجية الصحيحة. في النهاية يمكن للكون أن يكون أتى بطريقة غير الطريقة التي أتت بها البعرة. ويمكن للكون أن يكون أتى بطريقة غير الخلق. ويمكن لله وكريشنا وفيشنوا أن يكونوا مجرد فرضيات خاطئة
يتم الستخدام الشيء اليقيني للاستدلال على الشيء الظني. البعير يقيني والله كائن ظني. ومبدأ البعرة والبعير في حقيقة الأمر يعني أن البدوي كان يقينه بوجود البعير أكبر من يقينه بوجود الله فاستخدم البعير كموجود يقيني ليستنتج بعقليته البسيطة وجود كائن ظني افتراضي غير مستقل بذاته ولو كفكرة يمكن فهمها دون ربطها بالبعير
وبشكل أعم استخدام الكون لاستنتاج وجود الله يعني أن يقين المستخدم بوجود الكون أعلى من يقينه بوجود الله
وذلك لأن الكون حقيقة إدراكية للدماغ البشري بينما الله فرضية مستنتجة حسب المعطيات وطريقة التفكير اختلف عند سكان الشرق الاوسط عنه عند سكان الهند والصين. الله كائن ظني متزعزع غير مستقل بذاته ولا يقيني بوجوده ولا يمكن تخيله إلا عن طريق ربطه بالبعرة والبعير
استخدام اليقيني كالبعير أو الكون للاستدلال على وجود الظني كالله أو كريشنا أو فيشنوا لا يعني أنه تم اثبات الكائن الظني. هذه ليست طريقة منهجية مقبولة في المنطق. بل يعني أن الكائن الظني لا يملك برهانا ذا مصداقية ويجب النظر إليه كفرضية بدائية خاطئة
الله فرضية منطلقها التوسل بالجهل
استخدام الانسان والذباب والبعوض والمدركات الحسية كتفسير لوجود الله يعني أن الله شيء ظني مشكوك في يقينيته غير مستقل بذاته في عمليات الدماغ الذهنية
وجد الله لسبب واحد فقط وهو أن المستخدم لم يجد تفسيرا لوجود الحياة والانسان والذباب سوى افتراض وجود كائن قام بخلقهم
عجز الانسان عن معرفة كيف يمكن للمادة والحياة أن تظهر ألجأه إلى إجابة سطحية ساذجة
-يوجد كائن أوجدهم.
وهذا الكائن كيف وجد؟؟
-هذا الكائن له قدرة على التكون التلقائي وصنع نفسه بنفسه.
وكيف تأتت له هذ القدرة؟؟
نجهل ولا نعرف
هذا استنتاج كما نرى بني على الجهل. الاحتكام الى الجهل هي المغالطة المنطقية وراء ظهور الله في الفكر البشري كتفسير للكون والحياة
هذا يعني منطقيا أنه لا يمكن اعتبار الله حقيقة راسخة حتى يتم معرفة كيفية وجود الكون والتحقق بما لا يدع أي شك في ان الله هو الآلية وراء ذلك واستبعاد أية احتمالية أخرى لم ينتبه لها بعد
لأن كيفية وجود الكون ما زالت مجهولة. وكذلك المادة والانسان والذباب وبقية الكائنات. هذا يجعل الله مجرد افتراض مشكوك في صحته
الاحتكام للجهل نتيجته خاطئة
الحقيقة أن المؤمن يجهل كيف جاء الكون والحياة فيعتبر ذلك دليلا على وجود خالق
لكن الجهل بالشيء س لا يعني وجود الشيء ص
هذا استدلال غير ذكي وطريقة بدائية وساذجة. والأمثلة على هذا الخطأ الساذج كثيرة
لم يعرف الانسان البدائي ما سبب مرض الصرع فظن ان المصروع يتخبطه الشيطان من المس وقد ثبت خطأ ذلك
لم يعرف الانسان البدائي ماهية الرعد الذي يسمعه مع المطر فوضع له تفسيراته ومنهم ساجع القرآن الذي جعله ملكا يسبح بحمد الله
لم يعرف الانسان البدائي ماهية الشروق والغروب ولم يفهم لماذا تبدأ الشمس بضوء ضعيف فظنها تدخل في عين حمئة عند الغروب وتأتي من مكان لا ستر للناس فيه عند الطلوع
لم يعرف الانسان البدائي ظاهرة الكسوف فظن الدعاء والصلاة يعجل بفرج الشمس. ولم يعرف آلية الشهب فظنها تحمي السماء من تنصت العفاريت. ولم يعرف لماذا تتلألأ النجوم فظنها توقد من شجرة زيتونة. ولم يعرف كيف تتكون الجبال فظنها تثبت الأرض أن تميد
وطبقا لمغالطة الاحتكام للجهل يظن المؤمن أن وجود الانسان على الأرض هو دليل على وجود خالق
في الحقيقة لو وجد خالق لقام بخلق الانسان في كل مكان في الكون بدل إضاعة هذه المساحات الشاسعة
لو وجد خالق لما حصرت الحياة في نقطة ضئيلة ولقام هذا الخالق باستثمار الكواكب الأخرى للاعمار والاستخلاف
الله إجابة سطحية لسؤال عميق
فكرة الله فكرة افتراضية مجردة. لجأ اليها الانسان القديم لتفسير الوجود
كيف وجدت المادة؟؟ الكون؟؟ الحياة؟؟
الانسان تطور ليكون قادرا على التفكير والافتراض. ولذلك كان وجود فكرة الاله مسالة حتمية في تاريخ البشر
تطور ذكاء الانسان ليسمح له بطرح سؤال عن كيفية ظهور الحياة والمادة ولكنه لم يصل الى الحد الذي يسمح له بعدم الوقوع في فخ الافتراضات السطحية الساذجة
لكن الحقيقة أن عدم معرفة ظهور المادة والحياة لا يجعل الله حقيقة
بل يظل افتراضا. فرضية ولدها الجهل بكيفية وجود المادة وظهور الحياة
فهل حقا ما زال الانسان يحتاج لفرضيات الانسان البدائي للاجابة عن هذه الاسئلة؟؟
لنناقش ذلك ببعض التفصيل وبشكل مبسط للقارئ العادي
ما يقول العلم عن المادة
الحقيقة العلمية عن المادة في الحقيقة لا تتوافق مع فرضية الخلق. كل العلماء يعرفون ذلك. فالدليل العلمي المتراكم كله يصب في مصلحة عدم حاجة المادة الى خالق.
المادة لا تخلق ولا تفنى. حقيقة علمية وصفة اساسية للمادة. المادة كانت دائما هناك في حالة أو أخرى
المادة لم توجد ولن توجد في حالة عدمية. قد توجد المادة في حالة طاقة مظلمة أو صور أخرى لكنها كانت دائما هناك. إذا كنا لا نعرف كيف فلا يعني سوى شيء واحد وهو: لا نعرف كيف
لا يوجد عدم في الفراغ التام بل يوجد مادة ومادة مضادة في حالة طاقة يمكنها في اية لحظة توليد المادة
اذا وجد جرام من المادة مع جرام من الماة المضادة فان حالة المادة تتلاشى لتحل محلها حالة الطاقة. الطاقة الكلية صفر لكن لا يوجد انعدام.ما زالت المادة موجودة في صورة أخرى. المادة والطاقة وجهان لشيء واحد
هذه الحالة قد توحي للفهم السطحي بالعدم. ولكنها ليست كذلك
هي صعبة الفهم على العوام ويمكن أن يستغلها الكهنوت ببساطة مستفيدين من جهل الانسان العادي بالحقائق العلمية وعدم اكتراثه واتكاليته على الإجابات المعلبة الجاهزة التي تم تلقينه إياها من أسرته ومجتمعه ومدرسته
شكل فينمان يشرح هذه الحقيقة العلمية صعبة التقبل من العامة
اثبتت تجارب تذبذبات الفراغ التام أنه في فراغ تام وخال من اي شيء تم رصد تكون تلقائي للطاقة . والطاقة هي الوجه الآخر للمادة
توجد المادة في الفراغ التام في هيئة جسيمات مادة ومادة مضادة. يمكنك فهمها عن طريق رؤيتها وكأنها كمية موجبة بجوار كمية سالبة مساوية لها بالمقدار حيث جمعهما يساوي الصفر ويوحي للفهم البشري بالعدم وعند انفصالهما يكون لكل منهما قيمة مغايرة للصفر احدها موجب والآخر سالب
هذه التجارب اثبتت ان التكون التلقائي للمادة والانفصال التلقائي عن المادة المضادة ممكن وغير مستحيل
الفراغ التام او ما يظهر للانسان على انه عدم ليس كذلك ابدا. انه يحتوي كمية من الطاقة التي يمكنها التحول إلى مادة
هذا ببساطة يعني ان الكون لا يحتاج الى خالق ويمكنه التكون تلقائيا. هذا ما حاول ستيفن هوكينج تبسيطه في كتابه التصميم العظيم
هذا ما يشير إليه التطور العلمي. ومع الزمن ستتوضح أمور أخرى أكثر من هذا. السؤال ببساطة هنا لماذا لا يستطيع البعض قبول مبرهنة علمية ويفضلون بدلا عنها اللجوء لهرتلات كهنة ومشعوذين وإلى ضلالات ناتجة عن اضطرابات ذهانية وهلاوس سمعية وبصرية وأفكار بدائية؟
اذا امكن لجسيم واحد ان يتكون تلقائيا فانه يمكن لمليارات الجسيمات بل ومليارات الاكوان ان تتكون تلقائيا
النقطة الاساسية هي أن التكون التلقائي للمادة اصبح حقيقة علمية. أي شيء وراء ذلك ليس الا مجرد تفاصيل
الطاقة المظلمة اصبحت حقيقة علمية وكل يوم يتراكم الدليل لمصلحتها. الطاقة المظلمة كما يعتبرها لورانس كراوس هي طاقة الفراغ التام. ويمكنها طبقا لتجارب طاقة الفراغ التام تكوين المادة بشكل تلقائي
كوننا وربما مليارات الاكون الأخرى طبقا لـ لورانس كروس في كتابه
(A universo from nothing)
هو منتج من منتجات الطاقة المظلمة
الطاقة المظلمة أصبحت مفهوما علميا راسخا. وقدرتها على التكوين التلقائي للمادة مما يظنه الانسان البدائي عدم أصبح أيضا حقيقة مثبتة
علميا يكاد الامر يكون محسوما. خلص ستيفن هوكينج في كتاب التصميم العظيم إلى أن الكون لا يحتاج لخالق. علميا لم تعد فكرة الخالق ضرورية لتفسير ظهور الكون. الكون المكون كلية من الطاقة-المادة لا يخلق ولا يفنى بل يتحول من صورة لأخرى. الطاقة المظلمة وطاقة الفراغ التام تعني أن الكون لا يفنى بل يمكنه أن يكون في حالة طاقة فراغ تام وهذه يمكنها التحول إلى صورة مادة تلقائيا وببساطة
العلم والحياة
تفسير ظهور المادة يجيب عن كل شيء فما دونها مجرد تفاصيل
افترض الانسان البدائي ايضا ان الحياة كانت بفعل فاعل وهو الخالق مرة اخرى
فهل يستحيل فعلا ان توجد الحياة بشكل تلقائي؟
يجب ان نفهم معنى الحياة بشكل علمي ومستقل عن الرؤية البشرية البدائية
الوحدة الاساسية للحياة هي الحمض النووي. مادة كيميائية يمكنها استخدام الطاقة وتحويلها من صورة لاخرى واستغلالها في البناء والهدم والاستقلاب والتفاعلات الكيميائية والتكاثر
الحمض النووي هو شفرة الحياة وهو في نهاية الأمر عبارة عن مادة. ذرات نيتروجين وكربون وهيدروجين واكسجين وفوسفور اخذت شكلا معينا بطريقة تجعلها تستخدم الطاقة بالطريقة التي تستخدمها
هل تكون الحمض النووي تلقائيا مستحيل؟؟
مرة اخرى الجواب هو لا. بل ممكن
تميل الذرات الى ترتيب نفسها بشكل معين اذا تمتعت بتدفق معين للطاقة
هذه ما توضحه نظرية السوفتنيت
كل ما نحتاجه مادة وسيال طاقة. وهذا متوفر في كل ركن من اركان الكون. لكن الاشكال التي تنتج قد تختلف بكشل كبير ويكون احتمال ان يوجد تشكيلان متشابهان في نقطتين مختلفتين من الكون لا اتصال مباشر بينهما شبه مستحيل
وفي نقطة ما من الكون كان هناك هذا التشكيل الفريد الذي جمع الكربون والاوكسجين والهيدروجين والنيتروجين والفوسفات ليكون حمض الريبو ديوكسينيوكليك
عدم العثور على تشكيل مشابه آخر في مكان آخر من الكون هو دليل على التكون التلقائي الذي لا يمكن ان يتكرر بسبب العدد الهائل من الخطوات المتتالية التي تمت بشكل فيزيائي بحت
في الحقيقة لو كان هناك خالق وراء هذه العملية لقام بنفس العمل في اماكن اخرى بسهولة
لكن الحمض النووي ليس الا الحجر الاولى في البناء؟؟
كيف تكونت الكائنات الحية؟؟
هل يمكن ان يتم ذلك بشكل طبيعي تلقائي دون الحاجة لخالق لتفسير حدوث ذلك؟؟
الجواب مرة اخرى نعم
الحمض النووي الاولي تخصصه الكيميائي هو بناء البروتينات
قام الجزيء الاول البسيط ببناء بروتين كغشاء له. هذا هو شكل أولى الكائنات
ولكي نحصل على بكتيريا لا نحتاج الا الى قدرة هذه الحمض على التضاعف واضافة نيوكليوتايدات جديدة وانشاء سلسلة أطول
فهل هذا ممكن؟
نعم. يستطيع اي حمض نووي التضاعف. عن طريق التفاعل الكيميائي مع الذرات والجزيئات المحيطة وضمها اليه لتكوين نيوكليوتايدات جديدة
كل اضافة تعني بروتين جديد اضافي. وكل بروتين يعني القدرة على بناء مركبات جديدة. لكي نحصل على جدار خلية نحتاج الى عدد قليل من النيوكليوتايدات. اضافة عدة جزيئات للسلسلة لا غير. يمكن عمل ذلك تلقائيا بواسطة الجزيء الام دون الحاجة لخالق افتراضي. فقط توفر الذرات والجزيئات المطلوبة . ما دامت الطاقة-المادة متوفرة فالباقي مجرد تفاصيل
ولكي نحصل على سيتوبلازم وعلى شبكة اندوبلازمية وجهاز جولجي وليسوزايم وميتوكوندريا وانزيمات وكربوهيدرات وقنوات أيونية وشلالات تفاعلات لا نحتاج اكثر من عدة جزيئات اخرى يضيفها الجزيء الاول عن طريق التفاعلات الكيميائية من الذرات التي تحيط به من كل مكان. هذه الذرات تتكون من جسيمات يمكنها أن تتكون من الفراغ التام في بادئ الامر كما رأينا
لم نعد نحتاج الى خالق لتفسر الأمر
علميا لم نعد نحتاج لفكرة خالق لتفسير وجود الكون أو الحياة. وعلى من يدعي فرضية الخالق عليه أن يثبتها. وأي ادعاء لم يتم اثباته لا يستاهل مجرد النظر فيه أو التفكير مرتين. هو ادعاء خاطئ حتى يثبت العكس. انتهت اللعبة هنا وللأبد
فمتى وكيف ظهرت فكرة الله اذن؟؟
ظهرالله كفرضية بعد حوالي خمسة الف الف الف سنة من ظهور الجزيء الاول للحياة على كوكب الأرض
قبل ذلك لم يكن لله أي وجود في هذا الكون
استمر الجزيء الاول في بناء نفسه عن طريق اضافة ذرات اكثر واكثر
وكل نيوكليوتايد يتم اضافتها يتم اضافة صفة جديدة وحزمة اضافية من التفاعلات الكيميائية والمواد الكيميائية.
تظهر هذه الحزم الاضافية على شكل بروتينات واعضاء ووظائف حيوية
بعد وصول عدد النيوكليوتايدات الى 3 ألف ألف ألف وحدة ظهر كائن اسمه الانسان
تكوين هذا العدد من النيوكليوتايدات ووضعها جوار بعضها بنفس الترتيب هو كل ما نحتاجه لانتاج انسان
هذه العملية يمكن ان تتم بطريقة طبيعية وتلقائية ولا تحتاج الى خالق
لكن احتمال تكرارها مرة أخرى في بقعة أخرى من الكون مستحيل
يستحيل إعادة عملية تكوين الانسان في أي بقعة أخرى إلا في حالة واحدة: وجود خالق
سلسلة الأحداث التي رتبت 3 مليار نيوكليوتايد بشكل محدد يمثل برنامج الانسان وشفرة حمضه النووي لا يمكن تكرارها بهذا الترتيب الطويل الذي يصل لثلاثة مليار وحدة إلا إذا وجد كائن وراء ذلك
فبينما يمكن تكرار تكون الحمض النووي البسيط في الطبيعية لان عدد الاحداث التي نحتاج حدوثها بشكل متسلسل قليل نسبيا الا ان اعادة انتاج كائن حي كالانسان يكاد يكون مستحيلا
لاننا نحتاج الى تركيب 3 مليارات وحدة بشكل تلقائي بترتيب محدد
الطبيعة يمكنها فعل ذلك مرة واحدة تحت ظروف معينة
هذه المرة الواحدة حدثت على كوكب الارض. لم تكن الإنسانية اكثر من صدفة يتيمة على كوكب نائي. ولو كان يمكن تكرارها لظهرت بشكل مستقل في بقعة أخرى من هذا الكون اللامتناهي
وجود انسان آخربنفس التركيب على كوكب آخر تكون بطريقة مستقلة عن انسان الارض سيكون دليلا على وجود خالق
لكن عدم وجود مثل هذا الكائن الا على كوكب الارض وغياب الدليل على وجود خالق فقط يعني بثقة عالية انه لا يوجد خالق. صحيح أن ذلك لا ينفي وجود الخالق بشكل قطعي لكنه يجعل افتراضه بدون دليل أمرا غير ضروري
فلو وجد خالق لكان بامكانه فعل ذلك في مكان آخر وعدم تضييع هذه المساحات الشاسعة من الكون بدون استغلال
وجود الإنسان دليل دحض للخالق وليس دليل اثبات
في الحقيقة سيكون وجود اي كائن معقد فوق مستوى البكتيريا والاوليات على كوكب آخر غير الارض بنفس تركيبته على الارض سيكون اشارة قوية على وجود خالق
فلو وجدت ثدييات او ديناصورات او طيور على كوكب آخر بنفس تركيب ما نجده على الارض فسيدل ذلك على وجود مصمم لان اعادة انتاج تلك الكائنات بطريقة طبيعية وتلقائية مستحيل
لكن , حتى الآن على الاقل , لا يوجد مكان آخر. وبالتالي لا يوجد خالق على الارجح
صحيح أن احتمال وجود حياة خارج الارض أمر وارد. لكن إذا وجدت حياة في مكان آخر في الكون فلن تشبه الحياة هنا. بمعنى أننا لن نجد نفس تركيب الانسان أو النمر أو الاسد أو الديناصور. لن يكون الأوكسجين هو العنصر الذي يقبل الالكترون في سلسلة نقل الالكترون في علمية التنفس الخلوي , المصنع الأخير لانتاج طاقة الحياة في الخلايا. قد يكون عنصرا آخرا مثل الكبريت. ولن تكون الكائنات الحية معتمدة على الكربون العضوي في بناء الانسجة فقد تعتمد على البورون مثلا. ولن تكون العظام معتمدة على الكالسيوم والفوسوفور فقد تعتمد على الحديد
بمعنى أن احتمال وجود حياة بشكل تلقائي في مكان آخر غير الارض ممكنة لكن تطابقها مع شكل الحياة على الارض مستحيلة إلا في حالة واحدة: وجود خالق مصمم يعيد نفس العملية ونفس الخطوات
لماذا هناك انقراض بدلا من عدم انقراض؟
ولهذا السبب هناك انقراض. والكائن الذي ينقرض لا يمكن ان يعود. لان عملية انتاجه كانت تعني سلسلة من الاحداث الطبيعية التي يكاد يكون اعادة انتاجها بنفس الترتيب مستحيلا
فانقرضت الديناصورات وحيوانات الماموث وكائنات اخرى عدة
لو كان هناك خالق لاعاد انتاجها. لكنه لا يوجد
ولكي نعيدها نحتاج الى حمضها النووي لنستنسخه
ولو انقرض الانسان فلن يمكن إعادة انتاجه تماما كما لم يمكن إعادة انتاج الديناصور بشكل طبيعي
ولو انقرض الانسان سينقرض معه الله. فـ الله فكرة خلقها الانسان ولا وجود لله قبل وجود الانسان ولن يكون له وجود بعد انقراض الانسان
الكائن الحي عبارة عن برنامج كيميائي محفوظ في الحمض النووي. كلما نحتاجه لانتاجه هو انتاج حمضه النووي وتفعيل البرنامج
حمضه النووي تكون نتيجة لعمليات كيميائية طبيعية جمعت عددا من النيوكليوتايدات في ترتيب معين يكاد يستحيل ان يتم اعادة انتاجه بشكل طبيعي وتلقائي
لكي يعاد يحتاج الى خالق. وقد يتمكن الانسان من اعادته لانه لديه الفهم النظري الذي قد يترجم الى قدرة عملية. سيكون الانسان هو الخالق
المراجع العلمية والدراسات الموثوقة على هذا الموضوع كثيرة ومتوفرة على النت وكلما يحتاجه الباحث عن الحقيقة هو البحث فعليا عن الحقيقة.
عندما يظل العوام متمسكين بالدين لانهم لم يستطيعوا فهم وجود الكون والحياة واطمأنوا لتفسير الكهنوت الساذج وهو أن هناك خالق فهم يظنون أن العلم لا يملك إجابات عن هذه الأسئلة. في الحقيقة هو إما يجهل الإجابات العلمية المتوفرة للآن أو لا يستطيع فهمها بسبب عدم قدرته على فهم العلوم الحديثة كالفيزياء والجينات والاحياء التطورية أولا يريد فهمها لتفكيره الرغبوي الذي يجعله يقوم بـانتقاء بعض آراء المائلين لوجهة نظر توافقه وتجاهل الكم الهائل من الحقائق التي لا تتوافق مع التفكير الكهنوتي
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
