يولج الليل – خطأ وترقيع
بسبب ميل محور الارض يختلف طول الليل والنهار في الارض خلال ايام السنة ما عدا عند خط الاستواء. هذه المعلومة البسيطة لم يدركها ساجع القرآن وحيره ما يحدث فعبر عنه بلغة بدائية ساذجة في متناول كل راعي غنم في زمنه وهي : يولج. الإيلاج شيء سهل للبدوي ليجعله تفسيرا لاختلاف طول الليل والنهار خلال السنة لكن فهم دوران الارض وميلان محورها ليس بمتناول رعاة الغنم في تلك العصور المظلمة
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى – 31 لقمان
ألم تر. هكذا بدأ السجعية. يتحدث وكأن إيلاج الليل والنهار في بعضهما شيء بديهي مسلم به ومعروف للجميع وهو إنما يقوم بالتذكير والاستشهاد له. عبارة ألم تر تظهر أنه كان يكرر معلومة شائعة في أوساط الناس في زمنه دون أن يدرك أنها خاطئة. يقولون القرآن ليس كتاب علوم. وهذا صحيح فلا يمكن لراعي غنم أن يؤلف كتاب علوم. وهذا الترقيع قد يبرر للسذج غياب المعلومات الصحيحة لكنه لا يبرر ورود المعلوةمات الخاطئة : قلوب يعقلون بها – كوكب يوقد من شجرة – شمس تغرب في عين حمئة – يولج الليل في النهار
هذا يوضح القرآن للتفسيرات البدائية الخاطئة. عندما يقترب غروب الشمس تخف شدة الاستضاءة شيئا وشيئا بسبب نقص الفوتونات الواصلة وعندما يبدأ خط الأفق بالارتفاع لتغطية الشمس يضمحل ضوء النهار وتبدأ العتمة تدريجيا حسب درجة الهبوط التي مكننا بها حساب الشفق بدقة عالية ولسنوات عديدة قادمة
التفسير المتوقع من راعي غنم حان وقت عودته للخفوت التدريجي للضوء والانتقال من فترة النهار لفترة الليل هو الإيلاج. الليل يلج في النهار رويدا رويدا ثم يسلخه
هذا تفسير خاطئ لشيء يرى بالعين المجردة : خفوت الضوء تدريجيا
لن يعرف السبب في اختلاف طول الليل والنهار ولذلك لن يقوله. وإذا كنت تجهل شيئا فإنك لن تقوله ولن تذكره. الحقيقة البديهية ببساطة. لن يقول شيئا عن دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس لأن من يجهل شيئا لا يمكنه أن يقوله. لن يقول شيئا عن ميل محور الارض ب 23.5 درجة لأنه لا يعلم ذلك. باختصار لن يقول شيئا علميا حقيقيا واحدا لأن من يجهل الشيء جهلا تاما يستحيل أن يذكره استحالة تامة
لكنه يستطيع أن يقول أن الليل يلج في النهار. وعندما يرى الليل ينقشع تدريجيا والنهار يقوى ضوؤه تدريجيا سيقول أن النهار يلج في الليل. هذا في متناول أي جاهل يرى بالعين المجردة اختلاف الليل والنهار
ترقيع وخطأ
دأب الكهنوت على تحريف الألفاظ والضحك على العوام بمحاولات إيهامهم أن هذه العبارات الساذجة دقيقة وعلمية. يقول أحد الوثنخافيين
لا يوجَد إلا شكل واحِد هَنْدسي، فإذا كانت هناك كرة تدور أمام منْبَع ضَوئي يتداخل فيه الضوء مع الظلام، فأنت بالمغرب والعشاء تجد تداخل الضوء مع الظلام، وكذا عند الشروق، ففي حال المكعَّب فالضَّوء يأتي فجأةً، وكذا في الموشور والمقطوع إلا الكرة
حسنا هذا ادعاء باستنتاج رياضي فأين البرهان؟ كيف اثبت أنه لا يوجد إلا شكل هندسي واحد؟ لا يوجد أي استنتاج في الرياضيات ليس عليه برهان. إذا لم يوجد البرهان فهو خاطئ. في الحقيقة نستطيع برهنة العكس. فما يحدث هو اختلاف زاوية السقوط وما نحتاجه إذا وضعنا مخروطا أو منشورا أمام مصدر ضوء هو أن نبرهن ان زاوية السقوط وشدة الاستضاءة تختلف من نقطة لأخرى على المخروط. وبما أن ذلك ما يحدث فعلا عند قياس الزاوية ومقدار شدة الاستضاءة فقد برهنا على كذب هذا الادعاء.
لكن تسمية اختلاف زاوية سقوط الاشعة بالإيلاج خطأ علمي. ما يحدث هو اختلاف شدة الاستضاءة التي تتناسب مع جيب زاوية السقوط وتكون في أعلى قيمها عند الزاوية 90 ثم تتناقص حتى الزاوية -18. يبدأ الشفق من الزاوية -6 وينتهي عندما تصبح -18. بالطبع نتفهم كيف أن رارعي غنم في القرن السابع يسمع أصواتا لا يسمعها غيره لم يعرف هذا وسماه إيلاجا لكن ماذا نقول عن عبدة الوثنخاف الذين تواجدوا في القرن 21 وأدمغتهم عالقة في القرن السابع
لا يدرك الوثنخافيون أن الرياضيات ليست مثل القرآن كلام دش وإنشائي لا قيمة له .في الرياضيات أي استنتاج تدعيه يحتاج إلى برهان وإلا فهو كاذب
لاحظ أن عبد الوثنخاف أعلاه تجنب عمدا كلمة إيلاج أو دخول واستبدلها بكلمة تداخل لأنه توقع أن لفظة تداخل أسهل للترقيع
كشف التدليس
في الحقيقة القول أن الضوء والظلام يتداخلان خطأ ايضا. خفوت الضوء وشدته ليس تداخل كما أنه ليس إيلاجا ويتم وصفه علميا بشدة الاستضاءة. لدينا شدة استضاءة عالية وشدة استضاء صغيرة وهكذا. والكهنوت كما أعفى نفسه من البرهان في إيمانه بالخرافات الدينية كتكلم النمل والهدهد والكائنات المجنحة التي تهبط من الفضاء أعفى نفسه ايضا من البرهان في ادعاءات رياضية وفيزيائية وأعطى نفسه الحق بفبركة ما يشاء
منطقة الشفق تحدث بسبب تغير شدة الاستضاءة حسب عدد الفوتونات الواصل وليس بسبب الإيلاج
يغطي النهار مساحة من الارض تبلغ حوالي 2.55 * 10^8 كم مربع ومثله الليل وهذه المساحة موجودة لكل من الليل والنهار طوال الوقت.الصورة التالية توضح ذلك

يمكنك حساب ذلك بالطريقة التالية باعتبار الشكل الهندسي للأرض

R= 6371 km
اذا اردنا حساب اي من النهار او الليل فان
a = 0 و b = R أو b= -R
و بحساب تكامل الكرة ككل سنجد ان المساحة التي يغطيها الليل = المساحة التي يغطيها النهار
=

والمساحة الكلية هو ضعف هذه القيمة. وبالتعويض بقيم
R و pi
نحصل على المساحة التي يغطيها النهار والليل
تجربة عملية
يمكن عمل تجربة بسيطة لتوضيح هذه الفكرة. ضع مصباحا مضيئا على الطاولة في غرفة مظلمة ثم شغله .امسك كرة بيضاء امامه فالوجه الذي يقع عليه الضوء يكون نهارا والأخر ليلا . قم بتدوير الكرة بسرعة معينة وستجد كيف تتعرض الأجزاء المختلفة من الكرة للضوء. اذا قمت بمحاكاة حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس فستتضح لك الفكرة
الوصف السليم لما تراه أن حركة الكرة حول نفسها تعمل على تعريض المناطق المختلفة فيها تدريجيا للضوء وتختلف شدة الاستضاءة في النصف المواجه لمصدر الضوء حسب زاوية سقوط الضوء
ستلاحظ أن بقعة الضوء ثابتة وبقعة الظلام ثابتة والذي يتغير هو المكان على الكرة حسب سرعة تدويرها. لا الضوء يلج في الظلام ولا الظلام يلج في الضوء. في الحقيقة لو أوقفت الكرة عن الدوران ستثبت الاماكن ايضا
وأغبى وصف لهذه الظاهرة ربما على الاطلاق سيكون يولج الضوء في الظلام ويولج الظلام في الضوء
باختصار الليل والنهار فقط ظاهرة ضوئية فاذا كان لديك مصدر ضوء ووضعت امامامه كرة فان النصف المواجه لها سيتلقى الضوء والنصف البعيد سيكون مظلما….وبتدويرها ستعرض الاماكن المختلفة للضوء والظلام
المساحة المضاءة ستظل ثابتة على الدوام كذلك المساحة المظلمة. ولا يوجد أي إيلاج. ما يحدث هو تعرض الأماكن المختلفة على الكرة لمنطقة الضوء ومغادرتها لها منها حسب سرعة الدوران واتجاهه
اختلاف طول الليل والنهار
في خط الاستواء لا يظهر الاختلاف بين عدد ساعات الليل والنهار باختلاف الفصول لكن كلما بعدنا عن خط الاستواء شمالا او جنوبا فإنه بسبب ميل محور دوران الأرض حول نفسها واختلاف طول المقطع العرضي للأرض كلما اتجهنا نحو القطبين و باختلاف موقعها في مدارها حول الشمس يختلف موقع زاوية سقوط اشعة الشمس وبالتالي يختلف خط العرض الذي تتعامد معه اشعة الشمس باختلاف أيام السنة

يمكن حساب عدد ساعات النهار بالمعادلة التالية
y = a sin (w(t-c))+b
y
عدد ساعات النهار
a
يمثل حجم التباين في عدد ساعات النهار ويمكن حسابه بالفرق بين أطول نهار(21 يونيو في النصف الشمالي) واقصر نهار(21 ديسمبر في النصف الشمالي) مقسوما على 2 وتختلف قيمته باختلاف خط العرض
w
السرعة الزاوية ويمكن حسابها بقسمة
(2*π)
على مدة الدورة الكاملة وهو 365.25
t
ويمثل رقم اليوم من السنة ابتداء من 1 يناير
c
ويمثل اليوم الذي يحقق المتوسط وهو غالبا في النصف الشمالي 21 مارس ورقمه ابتداء من 1 يناير سيكون 80
b
ويمثل متوسط عدد ساعات اليوم وهو 12
العلم مقابل الخرافة
الفرق بين الكلام الصحيح والكلام الخاطئ هو أن المعلومة الصحيحة تعطيك نتائج صحيحة فنستطيع باستخدامها مثلا معرفة طول النهار في أي منطقة على الارض وفي أي وقت على مدى مائة سنة قادمة بينما المعلومة الخاطئة مثل يولج الليل في النهار لا تودي ولا تجيب وليست سوى أهزوجة من أهازيج رعاة الغنم لا قيمة لها ولا فائدة مناه
إننا نستطيع معرفة موقع الارض في مدارها حول الشمس بدقة عالية في اية لحظة عن طريق مبادئ رياضية بسيطة كمعادلة المدار القطبية
كما نستطيع معرفة اي خط عرض تتعامد معه الشمس في اي لحظة من السنة

a= semimajor axis, w = angular velocity , e = eccentrity, t = time
ويمكننا معرفة بعد الأرض عن الشمس في أي يوم نريد
ومعرفة نقطة شروق الشمس ومعرفة أي خط عرض تتعامد معه اشعة الشمس في أي يوم.معادلات مثل ما يلي كافية لذلك
خط عرض تعامد اشعة الشمس
=

الزاوية بين الأرض والمحور البؤري للمدار
=

هذه الزاوية يمكننا الحصول عليها من حساب الشذوذ المداري عن طريق المتوسط الهندسي للانحراف المركزي حول الشمس وجمعه مع معادلة المركز للشمس كالتالي
357.52911+JC(35999.05029 – 0.0001537JC) + SIN(RADIANS(GA))(1.914602-JC(0.004817+0.000014JC))+SIN(RADIANS(2*GA))(0.019993-0.000101JC)+SIN(RADIANS(3GA))0.000289
JC = Julian century , GA = Geometric mean of anomaly
الجدول المرفق يعطي بعض الأمثلة. ويمكننا فعل ذلك لكل ايام السنة
اليوم |
البعد من الشمس (مليون كيلومتر) |
الزاوية مع المحور البؤري للمدار(درجة) |
تعامد أشعة الشمس |
1 يناير |
147 |
0.98 |
23 جنوبا |
21 مارس |
149 |
78 |
خط الاستواء |
1 مايو |
150.8 |
119 |
15 شمالا |
21 يونيو |
152 |
170 |
23.5شمالا (مدارالسرطان) |
1 اغسطس |
151.7 |
210 |
18شمالا |
20 سبتمبر |
150 |
260 |
خط الاستواء |
1 اكتوبر |
149 |
270 |
4جنوبا |
21 ديسمبر |
147 |
350 |
23.5جنوبا |
التطبيق الشبكي التالي سيعطيك كل ما يلزم معرفته عن الليل والنهار بأرقام غاية في الدقة. وهي أفضل من ألف كتاب سجع فشل في ذكر رقم واحد صحيح وامتلأ بكلام انشائي لا يودي ولا يجيب ولا فائدة منه. قم بادخال خط طول وعرض مكانك او المكان الذي تريده واحصل على النتيجة بالثانية الواحدة ولأي وقت تريد
طول النهار والليل
(hour : minute : second)
ادخل التاريخ والوقت والاحداثيات :
Day-Night lenght | |
---|---|
وقت الشروق | |
وقت الغروب | |
طول النهار | |
طول الليل |
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
