الماء قبل الذرات – خطأ وترقيع

لا يصعب على أي شخص يقرأ النصوص المقدسة بحيادية وبدون تحيز أن يرى أن من كتبها كان يجهل حقائق الكون والحياة ولا يعرف شيئا أكثر مما يعرفه سكان زمنه ويرتكب نفس الأخطاء التي كان من حوله يؤمن بها مثل كون التعقل يتم بالقلب وعظام الجنين تتكون عارية غير مكسوة وتكسى لاحقا باللحم وإيقاد الكاوكب من شجرة زيتونة وغروب الشمس في عين حمئة ووجود أبواب في السماء تفتح لينهمر منها المطر وتمر عبرها البغال الطائرة إلى آخر خرافات الانسان البدائي

ويحاول الكهنوت الوثنخافي بكل طوائفه تقمص ثوب العلم لاكتساب مصداقية أكثر لأن الكهنة يدركون أن العلم أكثر صدقا وأمانة والتزاما بالحقيقة

لكن العلم الذي وصل للمريخ وتجاوز المجموعة الشمسية واستطاع النظر إلى طفولة الكون لا يتوافق مع الدين الذي غرق في وحل النفاثات في العقد ومستنقع الجن ومس الشيطان

لقد فسر الدين حقائق الوجود بالخرافة ورغم ادعائه معرفة عالم السماء فشل في اخبارنا شيئا بسيطا عنها مثل لماذا يحدث الكسوف وما هي حقيقة الشهب التي ظنها مراجيم تلاحق العفاريت

يخبرنا العلم عن حقيقة كونية ثابتة: الانفجار العظيم كان حدثا كموميا. الزمان لا معنى له قبل الانفجار العظيم والمكان كله كان عبارة عن نقطة مجهرية بسيطة كل مقاييسها لا تتجاوز ثابت بلانك ومجموع طاقتها الكلية صفر

يخبرنا العلم ايضا أن الكون المكون كلية من الطاقة-المادة لا يمكن أن يخلق أو يفنى وكان دائما هناك. وقبل الانفجار العظيم كان الكون كله في صورة طاقة. الانفجار العظيم كان قفزة كمومية سمحت لتحول بعض الطاقة إلى مادة مكافئة

ولأن الدين صنعته معابد الكهنوت فهي لم تستطع إعطاء تصور قريب من هذه الحقيقة العلمية وأعطانا قصة من قصص ألف ليلة وليلة

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ

الصورة البدائية للخلق

ارتكب ساجع القرآن خطأ قاتلا يكفي لمعرفة حقيقته هنا. عرش الله كان على الماء قبل وخلال عملية خلق الكون. استخدامه للفعل الناقص كان بصيغة الماضي توضح أنه لا يعرف ما هو الزمن وما علاقته بكوننا نحن خاصة وكيف أنه لم يكن له معنى قبل الانفجار العظيم. كما أنه يدعي أن الماء كان موجودا قبل وجود عناصره التي تكونه. الماء مركب يتكون من الهيدروجين والاوكسجين. ويتكون الهيدروجين من بروتون والكترون. ويتكون البروتون من ثلاثة كواركات. كل هذه الجسيمات لم تكن موجودة إلا بعد ظهور الانفجار العظيم. ما قبل الانفجار العظيم كان الكون على شكل طاقة فراغ تام لا جسيمات فيها ولا ذرات ولا عناصر ولا مركبات. وفي بداية الانفجار العظيم لم يكن ممكنا للذرات التكون وكانت الجسيمات على شكل بلازما. بعد مئات آلاف السنين سمح انخفاض الحرارة بتكون الذرات. وتكون الهيدروجين وقليل من الهليوم والليثيوم. لكي يتكون الاوكسجين علينا ان ننتظر مئات الملايين الأخرى من السنين لكي تتكون أولا النجوم ثم السوبرنوفا في نهاية بعض النجوم لكي ترسل الاوكسجين إلى الفضاء حتى يمكنه الارتباط بالهيدروجين وتكوين الماء. لكن من أين لشخص من القرن السابع معرفة هذا. ولذلك نجد قصة القرآن عن الخلق عبارة عن قصة من قصص ألف ليلة وليلة لا يعرف مؤلفها شيئا عما حدث فعلا وعن حقيقة هذا الكون. قصة يمكن لأي راعي غنم أن يؤلفها. شيخ كبير الحجم له عرش على الماء قام بصنع الارض في يومين ثم الجبال والاقوات في يومين ثم بقية ما في الوجود في يومين وعندا استوى سقف السماء زينه بكواكب ونجوم ليرجم بها العفاريت. هل ترون الحقيقةهنا ؟ أم غسلت الأدمغة تماما؟

لم يستطع الكهنوت مجرد الاقتراب ولو بعد مليارت السنين الضوئية من كيفية ظهور الكون. فتم تصوير الخالق الابراهيمي وكأنه عامل بناء يحتاج لكرسي يجلس عليه ويحتاج لشيء يجعل عليه هذا الكرسي ثم يحتاج ستة ايام لإتمام المهمة.

بل ماذا لو عرفتم أنه لم يكن هناك شيء اسمه يوم قبل ظهور الكون؟ بل وبعد الانفجار العظيم بمليار سنة لم يكن هناك شيء اسمه يوم. لفظة يوم أخذت معناها فقط عند وجود جرم يدور حول نفسه حيث أن المدة الزمنية التي يحتاجها ليكمل دورة واحدة هي اليوم

فكيف قام بحساب الستة أيام قبل وجود كوكب يدور حول نجمه؟ لم يكن يعرف كيف ينتج الكون وما هو أساسا؟

لأن مؤلف النص الديني لم يكن يعرف أصلا ما هو اليوم وكيف يتكون الليل والنهار. ظن أن الوثنخاف كان تمر عليه ايام وهو على عرشه فوق الماء قبل ظهور الكون. بينما لم يكن هناك زمن أصلا قبل ظهور الكون واليوم ليس سوى زمن

تصور الكهنوت للخالق تصور بدائي ساذج

  مؤسس الوثنخافية الاسلامية كغيره لم يعرف شيئا عن بدايات الكون وكيف عبر من حالة الطاقة إلى حالة المادة. هذه كلمات لم تخطر ببال المؤلف حتى. وإذا قرأنا سورة فصلت سجعيات 9-12 نجد قصة مضحكة:

في اليومين الأول والثاني تم خلق الارض وفي اليومين الثالث والرابع تم خلق الاقوات (مصادر الطعام من نبات وحيوان) والجبال. وفي اليومين الخامس والسادس خلق المجرات والمجموعات النجمية وفي آخر ساعات اليوم السادس خلق النجوم مصابيح توقد من شجرة زيتونة وترجم العفاريت ومنها شمسنا بطبيعة الحال. يعني الارض والماء والنبات والحيوان قبل الشمس وبقية النجوم والمجرات

اعتناق خرافات الأولين

لاحظ قوله أن عرش الله كان على الماء حين كان يشتغل على الكون. لا نحتاج أكثر من هذه العبارة. مؤلفها لا يعي ماذا يعني الزمن ولا يمكنه فهم كيف أنه لم يكن هناك زمن ليقول كان في صيغة الماضي. كما أنه بطبيعة الحال لا يعرف أنه لم يكن هناك ماء قبل الانفجار العظيم

إنه يقول كان. فعل ماضي. إنه يجهل معنى الزمن. ويقول أن العرش كان على الماء. والماء لم يتكون إلا بعد الانفجار العظيم بملاييين السنين. الاوكسجين لم يتكون إلا بعد تكون النجوم لأن ذرة أوكسجين تحتاج إلى اندماج اربع ذرات هليوم.أو ذرة كربون وذرة هليوم

المتأمل للقرآن يجد أن مؤلفه كان يسبح في عالم تخيلي من الخرافة وموروث كهنوتي من الاساطير الخاطئة ولم تكن لديه أدنى فكرة عن الحقيقة

وقد وردت خرافة وجود الماء قبل خلق الكون في عدة وثنيات أخرى غير الاسلام

ففي

 أساطير قبائل البوشونوجو

في وسط أفريقيا كان الكون كله عبارة عن ماء يجلس عليه الإله بومبا في ظلام دامس. خلق بومبا بعد ذلك الشمس ثم الأرض والقمر من افرازاته

على الأقل ترتيب خلق الشمس والارض كان صحيحا عكس مؤلف القرآن الذي ظن الأرض أول شيء خلق في الكو.

رؤية الانسان لمفعول الماء على النبات وحاجة الحيوانات إليه جعله ينسب له الحياة. فكان الماء موجودا قبل الكون في معظم الاساطير الخرافية وصولا للاسلام وفي معظم الثقافات البشرية

في

 أسطورة الخلق الفرعونية

بدأ الخلق بمياه أزلية تطفو على سطحها بيضة كونية – هذه البيضة تحولت في أساطير الاسلام إلى عرش.

وتخلص

 الاسطورة السومرية

 إلى أنه في البدء كانت هناك المياه الأزلية نمو

تنتقل الاساطير عموديا وأفقيا بسهولة بين الشعوب المتجاورة ومن خلال معابد الكهنوت. وقد ناقشنا ذلك في موضوع

 اسطورة فصل السماء عن الأرض

 التي تبناها ساجع القرآن وحاول الكهنوت إيهام أتباعه أنها صحيحة علميا

لا يوجد ماء قبل الانفجار العظيم وبداية الصورة الحالية لكوننا. ولم يوجد ماء إلا بعد مئات الملايين من السنين أو المليارات من السنين بعد ظهور الجيل الثاني من النجوم. ولا يمكن للماء التكون قبل العناصر التي يتكون منها الهيدروجين والاوكسجين. ولا قبل جسيمات المادة من بروتونات ونيوترونات والكترونات

الدين صناعة بشرية ومعتنقوه عاجزون عن اثبات ادعاء واحد من ادعاءاته التي صرنا نعرف خطأها. يأبى المرقعون إلا المكابرة والاستمرار في مغالظة أنفسهم والكذب على أنفسهم لكي يستمروا في تصديق خرافة كهنوتية ويستمروا في تضليل العوام البسطاء.

ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب
إعلانات- Advertisements
كوللاجن انتسيف … مركب يحتوي على المواد اللازمة لتجديد الكوللاجن الطبيعي كما يحفز الجلد على إنتاجه مما يساعد على إزالة التجاعيد الخفيفة وتقليل ظهور التجاعيد وخطوط الوجه وتقليلها ويساعد في تخفيف الأكياس تحت العين ويساعد على الحفاظ على منظر شاب. يفيد بشكل خاص الفتيات بين عمر الـ35 والـ 60 عاما
بروفوليكا … منتج لإعادة نمو الشعر وإيقاف التساقط. ينفع بشكل أفضل عندما يستخدم في بداية تساقط الشعر أو عندما يلاحظ خفة نمو الشعر. يعالج بروفوليكا السبب الرئيسي في تساقط الشعر لدى الرجال وهو زيادة افراز الدايهيدروتيستيرون. كما أنه يمنع نمو البكتيريا الضارة لبشرة الرأس ويساعد على إحياء الحويصلات
جين اف20 … يساعد هذا المنتج جسمك على افراز هرمون النمو مما يمكنه من مقاومة علامات التقدم في العمر وابطاء تسارع الشيخوخة. تناوله ينتج في مظهر أكثر شبابا وفي عضلات اكثر مرونة
كما انه يسرع الاستقلاب ويقوي الرغبة الجنسية ويساعد في مقاومة الخمول

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: