كمثل صفوان

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)
للوهلة الأولى تبدو هذه السجعية عادية ولا يوجد فيها ما يثير الشك من ناحية ذهانية صاحبها
لكن بقليل من التركيز نجد فيها أشياء عدة مثل ربط ما لا يمكن ربطه منطقيا وتشبيه السيء بالجيد دون الانتباه لذلك وطغيان الحسية والانجراف خلف المعنى المحسوس انجرافا يشتت الفكرة ويبعد عن الامساك بخيط الفكرة وأنسنة الجماد
المشبه هو الشخص الذي ينفق رئاء الناس – المرائي
المشبه به حجر املس. عليه تراب واصابه المطر
وجه الشبه : على أساس عدم النفع — الانفاق رياء لا ينفع المنفق مثل ما لا ينفع تنظيف المطر لحجر املس عند تنظيفه
ويتضح الخلل جليا. لا يوجد رابط منطقي. تنظيف المطر للتراب من الصخر لا يمكن تصنيفه بنافع أو ضار للصخر. أمر يحدث كل يوم ولا يمكن وصفه ومقارنته بسلوك بشري مثل الرياء
بل يمكننا القول أنه تشبيه خاطئ لأن تنظيف الصفوان من التراب عن طريق المطر نافع بشكل عام
هذا ربط بين ما لا يمكن ربطه. كما أن تضرر الصخر من التراب أو من المطر المنظف ليست سوى أنسنة للجماد. وهي علامة ذهانية شائعة. الصخر لا يهتم ولا يتضرر
لا توجد أي علاقة صالحة للتشبيه بين الرجل المرائي وصفوان عليه تراب
لا علاقة ولا مسوغ ولا رابط ولا صلاحية للمقارنة
ثم ينجرف الساجع كعادة كل الذهانيين في الصورة الحسية فينشغل كلية بالمشبه به وتفاصيله وينسى المشبه ووجه الشبه
الحجر الاملس عليه تراب. ثم يأتي مطر. فيذهب هذا التراب. ويخسر الحجر الاملس خسارة ضخمة تكافئ خسارة المرائي في لغة الساجع !!!!!.
ولا ندري ما الفائدة التي قدمها التراب للحجر الاملس بحيث صارت بالنسبة للحجر مثل الانفاق بالنسبة للمرائي
في اختبارات الذكاء تستخدم القدرة على التعبير المجرد لقياس بعض مناحي الذكاء. فتجد مثلا سؤالا لإكمال جملة مثل: القبعة بالنسبة للرأس كالقفازات بالنسبة لـــــ…..ويكون الجواب اليد
هنا الساجع يقول الانفاق بالنسبة للمرائي مثل ……بالنسبة للحجر الاملس
ويتوقع ان يكون الجواب هو التراب. تفكير متفكك
الانجراف في صورة المطر الذي أزال التراب هو ما يسمى في الطب النفسي
derailing
حيث ينجرف المريض بعيدا في أفكاره وتعبيراته
لا يوجد مقابل للمطر في تشبيه محمد. مالذي يقابل المطر الذي يجرف التراب عند المرائي الذي ينفق المال؟؟ لم يذكر محمد شيئا. فقط جرفه تيار التفكير الذهاني الحسي
ويخلص محمد للغرض من التشبيه: لا يقدرون على شيء مما كسبوا
وهنا تبرز علامات ذهانية أخرى مهمة جدا وتكررت في معظم تشبيهات الساجع
انجرف محمد بعيدا عن الصورة التي كانت تحكي بصيغة المفرد (الذي ينفق)و(كصفوان) الى صيغة الجمع
وقد شاهدنا ذلك في تشبيهات سابقة.مثل قوله الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم !!!
والعلامة الثانية انجراف محمد بعيدا عن وجه الشبه المختل منذ البداية. صار الامر هو عدم القدرة على ما يكسبون. هذا ما يريد قوله. لكن لا علاقة لذلك بالتشبيه من الأساس
انتقلت الصورة في مخيلة محمد من شخص واحد الى جماعة أخرى مختلفة تكسب المال ولكنها لا تقدر على شيء مما كسبته
لا يقدرون على شيء لا مكان لها في السجعية التي تتكلم عن رجل مرائي ينفق ماله وكأنه حجر أملس عليه تراب ينظفه المطر. ثم لا يقدرون على شيء مما كسبوا
تفكك تفكيري شديد
ثم هل تنظيف المطر للتراب من على حجر أملس شيء ضار لكي يشبه به الانفاق رياء؟ قد يكون التنظيف من التراب مفيدا مما يجعل التشبيه لغة ذهانية خالية من أي منطق
انجرف تفكير محمد الى اعدائه. وهم في هذه المرحلة اما اليهود او تجار قريش. ونسي امر الانفاق بالرياء للحظات
في المدينة ازداد نهم محمد للمال واختفت تماما سجعيات لا اسألكم عليه أجرا لو تلاحظون. فرغم أنه كررها كثيرا في مكة إلا أنه أبعدها تماما في المدينة وصار مهووسا بالمال حتى أنه فرض على من يريد الحديث معه أن يقدم بين يدي نجواه صدقة وفرض لنفسه الخمس من الغنائم كما خصص لنفسه كل أملاك اليهود والقبائل التي استسلمت بالحصار دون قتال وقال للناس ما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب اصلا ولكن الله سلطني عليهم
عموما اغرب ما في الامر ان محمدا أراد إيجاد تشبيه مقابل للمن والاذى. فبدأ الاية بالنهي عن المن والاذي ثم انتقل للتشبيه ليوضح الفكرة فانجرف وراء فكرة أخرى
المفسرون هم من صنعوا معنى معقولا لهذه السجعية المفككة المجنونة بترقيعها وتلميعها وترتيبها وصار كلامهم أهم من كلام الله وأكثر وضوحا ويمكن فهمه
لكن الحقيقة أن التفسير مجرد ترقيع وأن المتكلم لم يزد الصورة إلا جنونا وتخبطا وغموضا وابهاما كعادة كل كلام الذهانيين