علامات ذهانية في التشبيهات القرآنية – 4

 

يفقد المريض الذهاني الاتصال بالواقع. ويظهر فقدان الاتصال بالواقع كعرضين ذهانيين رئيسيين: الضلالات (اعتقادات راسخة رغم أنها توهمية كتآمر الناس عليه أو تكلهم عليه من وراء ظهره – هيمنت على الفترة المدنية) والهلاوس (كسماع ورؤية اشياء لا يراها ولا يسمعها غيره – هيمنت على الفترة المكية من الاضطراب).

هذه الأعراض التي لا وجود لها إلا في دماغ المريض تصير بالنسبة له حقائق ثابتة لا تتزحزح. وتساعد ضلالة إذاعة الأفكار لدى المريض الذهاني في توليد اعتقاد راسخ آخر لديه وهو أن الآخرين يعرفون هذه الأمور ايضا حتى دون أن يخبرهم بها

تشبيه الغامض بالوهمي

وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)

في هذه السجعية نجد علامة ذهانية مهمة وهي تشبيه شيء غامض لشرحه للناس بشيء وهمي لا وجود له معتقدا أنه موجود وأن الناس تعرفه جيدا. يحدث ذلك لأن المريض يعتقد أن الوهمي شيء حقيقي. بل ولأنه يراه في هلاوسه كثيرا فهو بالنسبة له معروف أكثر ولذلك يصلح للتشبيه

والتشبيه أسلوب لغة وجد لتسهيل توصيل الفكرة حيث يتم تشبيه شيء غير واضح للمستمع بشيء آخر يعرفه المستمع جيدا لكي تتضح الصورة لديه.

والساجع هنا حاول تشبيه عصا موسى وهي تهتز بالجان أي الشياطين وكأن الناس ترى الجان كل يوم

محاولة المفسرين عقلنة السجعية

أهل التفسير حاولوا القول أن الجان هي الحية. وذلك لغرابة التشبيه. كيف يشبه شيئا غامضا بشيء وهمي

استغل أهل الترقيع استخدام بعض قبائل العرب لكلمة جان لوصف نوع من الثعابين من أجل اعطاء التشبيه معنى عقلانيا ليس فقط للعامة بل ولهم ايضا. وتغاضوا عن أن محمد شبه أمورا أخرى في سجعيات أخرى بالشياطين كما فعل مع شجرة الزقوم. والكهنوت المعاصر يقوم بالترقيع الانتقائي قطعة قطعة وحسب الحاجة التكتيكية. فهو هنا لكي يغطي على اضطراب محمد سيقول جان تعني حية. بينما عند شجرة الزقوم حيث قال محمد شياطين سيستخدم ترقيعا آخر لأنه لن يستطيع أن يقول أن شياطين تعني حية أو اي شيء آخر.

الجان والعفاريت لدى المريض الذهاني اشياء يعرفها من هلاوسه المتكررة أكثر من الكائنات الطبيعية. ومحمد كان يستخدم لغة قريش التي سميت بالفصحى لاحقا حيث طغت على كل لهجات القبائل الأخرى. وجان في لغة قريش هي العفاريت وليس غيرها

يتجاهل المرقعون أن عصا محمد في سجعيات محمد لها حالتان : حالة العصا قبل الإلقاء وحالة الثعبان بعد الإلقاء. كان الترقيع سيبدو مقبولا لو أن الساجع عندما قال عن العصا أنها جان قال عنها ذك وهي في حالة العصا أي قبل الإلقاء. ولكنه قال عنها ذلك وهي قد تحولت إلى ثعبان اصلا يهتز مثل الجان

فخ الترقيع

سنرى لاحقا أن كلمة جان لها معنى محدد في القرآن لم يتعدد. لكن أولا دعونا نتفحص قول المفسرين أنه يعني بها ثعبان. الساجع يقصد بالتغيير الذي حدث للعصا وأفزع موسى هو أنها تحولت إلى ثعبان. وليس اهتزت وهي ما زالت عصا كاهتزاز الثعبان. بل صارت ثعبانا واهتزت كأنها جان.وهذا الشيء يدركه كل أهل التفسير ويتغاضون عنه عمدا أو خداعا لأنفسهم. يعني لو أخذنا بالترقيع يصبح كأنه يقول العصا تحولت إلى ثعبان يشبه الثعبان. والدليل على هذا الأمر موجود في القرآن بسهولة حيث قال في سجعيات أخرى ننتقي منها هذين المثالين:

فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107)

فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)

بمجرد إلقاء العصار صارت حية تسعى أو ثعبانا مبينا. المعنى واضح ولا يحتاج أي تفسير لتعتيم وضوحه. يحتاج تفسيرا لترقيع جنونه

واضح إذن ما عدا للمصدق بادعاءات مؤلف القرآن أنه كان يتكلم عن اهتزاز العصا وهي قد تحولت إلى ثعبان وقام بتشبيهها وهي في حالة الثعبان أو الحية بالجان فهل تحولت إلى حية تشبه الحية؟وصارت ثعبانا يشبه الثعبان؟ محاولات التدين خداع ذاته شيء مضحك.طبعا نتفهم موقف أهل التأويل ومختصي الترقيع ايضا. البديل هو الاعتراف بأنهم سذج وأغبياء انضحك عليهم وصدقوا مثل هذا الكلام وهذا الاعتراف يقف في طريقه رغبة كل شخص بأن يكون ذكيا وفاهما ولا ينضحك عليه. التفسير عموما كان ضرورة كهنوتية وتم إنشاؤه من اجل التغطية على الكلام الذهاني في السجعيات وتحويل الجمل اللاعقلانية إلى كلام عقلاني. وقد أوردنا أمثلة كثيرة على ذلك في مقالاتنا عن ذهان النبوة التي يمكنكم تصفحها هنا في الموقع. القول أن جان معناها حية يجعل جملة الساجع أكثر جنونا وكأنك تقول رأيت شجرة تشبه شجرة ورأيت قطة تشبه هرة ورأيت طائرة تشبه طيارة وركبت سفينة تتحرك في الماء كأنها سفينة 🤣🤣🤣🤣🤣🤣

معنى جان في القرآن

تقول شلة القرآنيين أن القرآن ليس فيه مترادفات وأن كل لفظة فيه لها معنى واحد فقط. وعندما ينحصرون في الزاوية بكلمة مثل جان يقولون للكلمة عدة معاني وهي تعني العفاريت في مكان آخر وتعني الثعابين هنا. كم من النفاق والدجل لا نهاية له

وعندما نستخدم أسلوب القرآنيين بطريقة تفسير القرآن بالقرآن يتأكد لنا معنى كلمة جان عند الساجع بشكل واضح. فهو يقول في سورة أخرى

فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39)

فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56)

لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74)

جان في لغة قريش وفي كلام محمد تعني الشياطين

محمد يسمع اصوات ويرى صورا كأي مريض ذهاني. الاصوات التي تناسب أهواءه ينسبها للملائكة. والاصوات التي تخيفه ينسبها للشياطين ويسميها آيات شيطانية. ولأن الهلاوس وظيفتها طمأنة الملهوس فهي تتوافق غالبا مع رغباته وأحلام اليقظة لديه وأمنياته. وقد سماها محمد بالحرف الواحد أمنيات:

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) 

وفي فترة ما من بداية اضطرابه خاض جدالا داخليا مع نفسه يقنعها أن الأصوات التي كان يسمعها ليست اصوات شياطين

وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)

ولكي يقنع نفسه فسر سبب عدم قدرة الشياطين بأن النجوم ترجمهم. يدخل هذا ضمن الضلالات الممنهجة

Systematic delusions

 التي يتميز بها الاضطراب الضلالي أحادي الوهم حيث يبني المريض شبكة من المعتقدات الوهمية تبرر بعضها بعضا. فكان تفسيره الذهاني لظاهرة الشهب يحل له مشكلة التفريق بين الاصوات التي يسمعها هل ملائكة أم شياطين

إنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)

إذن أقنع نفسه أن هذه ليست اصوات شياطين لأنهم عزلوا عن السمع والدليل الشهب وعليه ألا يرتد ويعبد إلها آخر فيتم تعذيبه. كان يخوف نفسه ايضا بالعذاب الذي لم يكن يفهم غيره كوسيلة لاقناع الناس

بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)

لكن اعتقاد محمد الذهاني بوجود الجن والشياطين اعتقاد راسخ لا يتزحزح. ولديه صورة واضحة في دماغه ولدتها الهلاوس عنهم. ولذلك حين شبه عصا موسى بالجان كان يظن أن الكل يعرفهم. وقد استخدم نفس الفكرة في تشبيه آخر. وهذا ما يفتقر إليه المرقعون وأهل التأويل فهم فاشلون في أخذ القرآن ككل متكامل وتفسير القرآن بالقرآن ولا يقومون بالربط بين التعبيرات المختلفة وينتقون ما يعجبهم فقط ويجعلونه يوافق أهواءهم وليس البحث عن الحقيقة. ولهذا السبب غضوا الطرف عن سجعية أخرى يشبه فيها محمد الشيء الغامض بشيء توهمي وهو الجان. وذلك حين حاول توضيح شجرة الزقوم:

إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)

الجان والشياطين كيانات هلوسية واضحة لمحمد حتى بتفاصيلها الدقيقة ورؤوسها. ولم ينتبه أن الناس لا تعرف رؤوس الشياطين. ولذلك عندما سألته قريش عن شكل شجرة الزقوم قال لهم تشبه رؤوس الشياطين

 وتعرفون الجواب حتما: يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون.

 وهذا في الحقيقة هو التشخيص الصحيح لشخص يشرح لك شجرة وهمية تخيلية ولدتها هلاوسه وهو ظنها حقيقية فيشبهها لك برؤوس الشياطين.

 وهذا التشخيص وصلت له قريش بسهولة. لكن محمد بعد أن كون جيشه من سكان يثرب وهزم قريش عسكريا قضى على آثار اضطرابه وأكمل المهمة من بعده أتباعه الذين كتبوا التاريخ كأي فريق منتصر.

وتم إخفاء هذه الحقيقة وكبتها بقوة السيف ولم يبق لها اثر إلا في بضع سجعيات مكية وصلت إلينا. حتى جاءت ثورة الانترنت وأحييناها من جديد. لأن الحقيقة لا تموت ولو مرت آلاف السنين. وبدأ العفيف الاخضر هذه الشعلة وأكملنا نحن في صفحتنا طريق الحقيقة التي تآمر عليها الأعراب. وعادت حقيقة ذهانية محمد مرة أخرى للحياة

 في المدينة خفت الهلاوس ونوبات الهوس المولدة للمقاطع شديدة السجعية وسيطرت ضلالات المؤامرة على مرض محمد. لم يعد يقول جان وزقوم وصار يقول منافقون ولن ترضى اليهود الخ الخ.

الحية والعصا

يعمل دماغ الذهانيين بشكل مختلف تماما. ويرتبط فيها ما لا يرتبط. كما تلتصق الأفكار الغريبة مع بعضها بشكل قهري يتكرر باستمرار.وقد ارتبطت الحية والعصا والشيطان في دماغ محمد بشكل واضح في مواضع عديدة من سجعيات القرآن .العصا ليست سوى جزء من شجرة تم قطعه. الشيطان والشجرة ارتبطا بشكل وثيق في قصة حواء وآدم حيث أغواهما الشيطان للاكل من الشجرة. ورأينا عصا موسى تهتز كأنها جان. كما سمع موسى صوتا من الشجرة. ورغم أن مصدر الصوت ينسب لله إلا أنه بالنسبة لمهلوس صوت كائن خفي. ثم رأينا شجرة الزقوم وارتباطها برؤوس الشياطين. يظن الانسان العادي أن هذا الارتباط صدفة. لكن المختص يعرف أنه ليس كذلك. وأن هذا الارتباط المتكرر ليس سوى علامة شائعة وكثيرة الحدوث في الاضطرابات الذهانية ومنها ذهان النبوة

 

سلسلة التشبيهات الذهانية في القرآن

ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب
إعلانات- Advertisements
كوللاجن انتسيف … مركب يحتوي على المواد اللازمة لتجديد الكوللاجن الطبيعي كما يحفز الجلد على إنتاجه مما يساعد على إزالة التجاعيد الخفيفة وتقليل ظهور التجاعيد وخطوط الوجه وتقليلها ويساعد في تخفيف الأكياس تحت العين ويساعد على الحفاظ على منظر شاب. يفيد بشكل خاص الفتيات بين عمر الـ35 والـ 60 عاما
بروفوليكا … منتج لإعادة نمو الشعر وإيقاف التساقط. ينفع بشكل أفضل عندما يستخدم في بداية تساقط الشعر أو عندما يلاحظ خفة نمو الشعر. يعالج بروفوليكا السبب الرئيسي في تساقط الشعر لدى الرجال وهو زيادة افراز الدايهيدروتيستيرون. كما أنه يمنع نمو البكتيريا الضارة لبشرة الرأس ويساعد على إحياء الحويصلات
جين اف20 … يساعد هذا المنتج جسمك على افراز هرمون النمو مما يمكنه من مقاومة علامات التقدم في العمر وابطاء تسارع الشيخوخة. تناوله ينتج في مظهر أكثر شبابا وفي عضلات اكثر مرونة
كما انه يسرع الاستقلاب ويقوي الرغبة الجنسية ويساعد في مقاومة الخمول

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Discover more from Quran Debate

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading