حتى يخرجوا – الترديد الوسواسي
التكرار الوسواسي القهري للألفاظ اضطراب يظهر في الكلام عند اختلال بعض آليات الجهاز العصبي ونراه في الأمراض الذهانية كما نراه في الاضطرابات العضوية للدماغ ايضا.
يطلق عليه لفظ
ويعرف كالتالي:
An obsessive repetition of a string of stereotyped words and phrases, especially as a symptom of mental illness.
الترجمة: تكرار وسواسي لكلمات وعبارات نمطية محددة خاصة كعرض من أعراض الاضطرابات العقلية.
ولأن الاضطرابات النفسية قد تأتي على شكل نوبات وتمر بمراحل زيادة ونقصان نجد أن الأعراض ايضا تزيد وتقل على فترات.
فمثلا فترة تأليف سورتي النجم والقمر تميزتا بمشاهد هلوسية شديدة كهبوط النجم ونزول كائن غريب على الساجع إلى الأفق الأعلى ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ورؤية سدرة المنتهى إذا يغشاها ما يغشى في سورة النجم وانشقاق القمر في سورة القمر. وإلى جانب المشاهد الهلوسية الشديدة تميزت نوبة هذه الفترة بالسجعية الشديدة فنجد السورتين عبارتين عن جمل قصيرة لاهثة متسارعة تركض خلف بعضها بعضا فيها ضغط عالي للكلام وتطاير كثيف للأفكار
كما أن سورتي الرحمن والمرسلات تم تأليفهما خلال فترة زمنية لنوبة واحدة على الأرجح فظهر فيهما تكرار وسوسي للعبارات التي لا تضيف أي شيء للمعنى مثل : فباي آلاء ربكما تكذبان بين كل جملة وجملة في الرحمن وويل يومئذ للمكذبين بين كل كلمتين أو ثلاث في المرسلات دون إضافة أي شيء للمعنى. هاتان السورتان ايضا ظهرت فيهما السجعية الشديدة وضغط الكلام وتطاير الافكار والجمل القصيرة المتقافزة السريعة اللاهثة
لن آكل حتى أجوع فإذا جعت سآكل
ويبدو أن سورة المائدة ايضا تم تأليفها في فترة زمنية خلال تأثير نوبة محددة
حيث ظهر فيها ايضا التكرار الوسواسي للألفاظ بشكل بارز
ففي السجعية 22 نجده يقول:
قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22)
إنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها. هذه جملة مفيدة أوصلت المعنى والنقطة المطلوبة. لكن ظل هناك إلحاح وسواسي في نفس الساجع لتكرارها قهريا فقال:
فإن يخرجوا منها فإنا داخلون.
لن ندخلها حتى يخرجوا فإن خرجوا فسوف ندخل.
لن آكل حتى أجوع فإذا جعت سآكل. الجملة الثانية ليس لها أي ضرورة ولا تضيف أي شيء للمعنى وليست سوى تكرار وسواسي للعبارات. علامة اضطراب تظهر في كثير من اعتلالات الجهاز العصبي النفسية والعضوية وخاصة عند تضرر الفصين الأمامي والجانبي للدماغ
وتواجهنا هذه العلامة المرضية مرة أخرى في السجعية 46
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46)
كان يكفي إيراد عبارة مصدقا لما بين يديه من التوراة مرة واحدة. تكرارها مرة أخرى بعد خمس كلمات فقط مجرد خلل مرضي لا حاجة له ولا يضيف شيئا للمعنى. تكرار وسواسي قهري للألفاظ. تكرار لعبارة نمطية محددة. التكرار هنا اختلف عن عبارة لن ندخلها حتى يخرجوا فإن خرجوا فسندخل في أنه كان تكرارا للألفاظ بالنص دون أي تعديل في الصيغة عكس العبارة الأولى التي تم إحداث تغيير بسيط في تصريف الألفاظ بين الفعل والاسم والماضي والمضارع
هذا النمط اللفظي من التكرار يواجهنا مرة أخرى في نفس السورة في السجعية رقم 67
يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)
بلغ ما أنزل فإن لم تفعل (تبلغ) فما بلغت. نفس نمط لن ندخل حتى يخرجوا فإن خرجوا فسندخل.
تكرار وسواسي قهري للألفاظ مع تغيير بسيط في تصاريف الأفعال
درجة التغيير في تصريف الأفعال تعكس شدة حالة الاضطراب. في الحالات الشديدة تتكرر الألفاظ نفسها دون تغيير اي تصريف للأفعال بينما في الحالات الأخف قد نجد بعض التغيير في تصريف أزمان الأفعال
مقاطع بأكملها
وقد يظهر التكرار الوسواسي في كلام المريض عن طريق تكرار مقاطع كاملة. نجد ذلك مثلا في قصة موسى في سورتي الأعراف والشعراء حيث تكرر المقطع نفسه كلمة بكلمة وحرفا بحرف ولم يختلف إلا عندما نسي الساجع من الذي قال إن هذا لساحر عليم وطلب المشورة فمرة كان فرعون من قال للملأ ومرة كان الملأ من قالوا لفرعون
مقطع سورة الأعراف:
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)
ومقطع سورة الشعراء
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قالوا أرجهَ وأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)
ونفس النمط من التكرار القهري للمقاطع كلمة بكلمة نجده في سجعيات كثيرة. أحيانا اضطر الساجع إلى وضع العبارتين في سورتين مختلفتين. التكرار القهري يحدث في نفس الفترة الزمنية لكن عند مراجعة الساجع أو اتباعه لاقواله خاصة عند تدوينها كتابة بعد فترة من الزمن يجدونها غير مستساغة فتوزع نفس العبارات النمطية المكررة على سور مختلفة حتى لا يظهر الخلل. ولهذا السبب نجد بعض السور جزءا منها مكي وجزءا منها مدني من الفترات الأولى وجزءا آخر مدني من الفترات المتأخرة بل نجد أحيانا سجعية مكية لوحدها وضعت وسط سجعيات مدنية. أحد الأمثلة على ذلك
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)هود
ثم كرر نفس المقطع لكن تم توزيعه على سورة فصلت
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45)
كلمة بكلمة وحرفا بحرف. تكرار قهري وسواسي للألفاظ. مثل هذا التكرار النمطي نجده في سجعيات كثيرة جدا موزعة على سور مختلفة في طول القرآن وعرضه
ولعلكم تعرفون الروايات الكثيرة الصحيحة المتواترة عن أتباعه عن تكراره لبعض العبارات حتى يقولوا ليته سكت. تكرار عبارة مرتين أو ثلاثا أو حتى خمس مرات لن يصيبهم بالملل حتى يقولوا ليته سكت. لن يقولوا ليته سكت حتى يكررها عشرات المرات. عندما يعلق ويستمر لوقت طويل. في مثل هذه المواقف في مكة كانوا يقولون مجنون ويضحكون وينصرفون غير مهتمين تاركينه يهذي حتى يسكت من نفسه. لكن في المدينة كانوا مرتعبين من جهنم فيتحملوا ويظلوا يدعون في سرهم : ليته يسكت. متى يسكت هذا🤣🤣🤣؟
لا يمكن فهم القرآن والتكرار الفظيع فيه دون فهم اضطراب مؤلفه والسبب الفسيولوجي لذلك التكرار الوسواسي والآلية المرضية لذلك الترديد القهري لنفس العبارات بعينها التي لا تضيف شيئا للمعنى ولو حذفت لن يتغير شيء ولن يضيع شيء من النقاط المطلوب ايصالها
هذا هو تعريف هذا الخلل الذهاني الشائع في سجعيات محمد
Verbigeration is obsessive repetition of stereotypical words , sentences, or phrases. It is similar to perseveration, in which a person repeats words in response to a stimulus. However, verbigeration can occur without a stimulus.
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
