إعصار فيه نار – تعلق بقشة
أحيانا تكون ادعاءات الكهنوت غريبة وغير مفهومة. خاصة وأنها تفضح الوثنخافية اكثر مما تفيدها. فلا تدري هل هو التمسك بأية قشة تطمئن شكوكهم أم صار الكذب والتلفيق أمرا طبيعيا تلقائيا لكثرة ما تعودوا عليه أم أنهم تعودوا على قطيع يصدق أي شيء مما شجعهم على الابتكار والابداع حيث صار الدين وظيفة كل فاشل لا وظيفة له🤣🤣
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)
هذه سجعية إعجاز الإعصار لدى مؤسسة الكهنوت كما يروج بعض منظريها
يقول ملخص الادعاء الكهنوتي بتصرف: ذكر محمد إعصار فيه نار وهذه معلومة عرفها العلم حديثا وتحدث في الغابات الكثيفة حيث تحترق الغابات وليس في الصحراء؟ فمن أدرى راعي غنم بهذا إن لم يكن جبريل هو من أخبره؟
كذب هذا الادعاء واضح. لكن السجعية تحتوي على شذوذ لغوي ذهاني تكرر كثيرا في القرآن
تسبب الرياح الشديدة والمتوسطة وحتى الخفيفة بالحرائق حدث تعرفه الأرض منذ مليارات السنين وليس معلومة حديثة وهذا الأمر لا يحتاج لعلم حديث بل يمكن لأي إنسان أن يلاحظه بالعين المجردة وخاصة بدو الصحراء حين تحترق خيامهم
ونفي مؤسسة الكهنوت نفيا قاطعا أن عرب الصحراء لم تتسبب اي رياح بحرائق في خيامهم أمر مفضوح. فتراثهم يدل على غير ذلك. ومستحيل ألا تتسبب الرياح في حرائق بخيامهم اطلاقا كما هو مستحيل أن الرياح الشديدة تتسبب بحرائق فقط في الغابات
واضح أن الحجة بنيت على افتراضات عديدة خاطئة. وكانت الأمانة الأدبية والشرف المهني يقتضي من الذين طرحوا الادعاء الـتأكد بشكل قاطع وتقديم دليل على أن عرب الصحراء لا يعرفون الأعاصير النارية أو أن الاعاصير تم اكتشافها فقط في العصر الحديث
قبل الرد على الادعاء الكهنوتي الذي لا أراه مهما كثيرا بسبب ضعف بناء الحجة سأتطرق إلى الشذوذ الذهاني في لغة السجعية الذي هو أهم ويوضح لنا طبيعة مرض محمد
ذهانية السجعية
الغرض من السجعية هو بناء تركيب مجازي للمستمع. فمحمد يحاول أن يوضح لأتباعه الذين يرفضون إنفاق أموالهم كما يطلب منهم عن طريق تشبيههم (لم تذكر أداة التشبيه بشكل صريح واكتفى بتضمنيها) برجل له بستان احترق في إعصار
مرة أخرى نلاحظ الخلل الذهاني في المجاز. حيث انجرف الساجع في جو المشبه به وغرق في التفاصيل التي حولت المجاز من فكرة مجردة إلى صورة حسية. وذلك بسبب تكون مشهد هلوسي في دماغه.
كان يكفي أن يقول أيود أحدكم أن تكون له جنة أحرقتها الأعاصير ثم يأتي بوجه الشبه والفكرة المراد توصيلها وهي أن عدم إنفاقكم سيجعل أموالكم هباء بعد موتكم لا تنفعكم
سنوضح خلل عباراته واحدة واحدة
نخيل وأعناب فقط
قال جنة من نخيل وأعناب. إضافة النخيل والأعناب حولت المجاز إلى صورة حسية. الآن أي جنة أخرى من ثمار مختلفة مثل المانجو والرمان مثلا ليست معنية ولا داخلة في الموضوع. وإذا كانت من تين وزيتون فلا دخل لها ايضا. وإذا كانت من بطيخ وموز فلا دخل لها. وهكذا. التعبير فقد التعميم الذي يوفره المجاز وتقوقع في صورة حسية محدودة جدا محصورة بالنخيل والاعناب فقط. هذا الخلل يحدث بسبب شذوذ لغوي شائع في الذهان وهوغياب التثبيط الأمامي حيث تتقافز الأفكار الجانبية وتقود المريض من نقطة إلى نقطة فالجنة تقوده إلى العنب والنخيل وهكذا بينما في الشخص السليم يقوم الدماغ بتثبيط هذه الأفكار القافزة الطارئة ليظل المتحدث مركزا على النقطة الرئيسية
من تحتها أنهار
فكرة النخيل والأعناب تقوده مسهبا إلى الأنهار التي تجري من تحتها. وهكذا بدأ يتبلور مشهد هلوسي حسي في دماغ الساجع. في الحقيقة لم يكن يهم في العبارة وجود أنهار من عدمها طالما هناك جنة مثمرة هي مركز الفكرة. الآن انحصرت الصورة أكثر بشرط وجود أنهار. إذا وجدت جنة مثمرة بدون أنهار تحتها فليست معنية. ولم تعد صورتها داخلة في التشبيه الضمني. ازداد التقوقع. تحولت الفكرة المجردة إلى مشهد حسي هلوسي خاص
من كل الثمرات
ونصل لعبارة فيها من كل الثمرات. وهنا يظهر الارتباك المعرفي الذهاني المعتاد
الجنة كانت محددة من نخيل وأعناب فكيف يقول من كل الثمرات؟ وللمفسرين فيها آراء كثيرة تؤكد فقط أنها عبارة ذهانية ولا تقنع حتى طفل صغير. من هذه الآراء أن كل الثمرات تعني كل ثمرات النخيل والأعناب فقط؟ الخلل واضح لا يحتاج أي شرح والحكم اتركه لكم
صاحبها عجوز
ثم تأتي عبارة : واصابه الكبر. امتد المشهد الحسي الذي يراه الساجع من الجنة ليشمل صاحبها. وبدأ بوضع صفاته الحسية. لم يعد هناك أي مجاز. طغى التفكير الحسي طغيانا كاملا وصارت العبارات تشرح مشهدا هلوسيا يراه هو ويصفه ولا يراه أحد غيره. صار صاحب الجنة رجلا طاعنا في السن. وهذه هي الصورة النمطية في دماغ الساجع لرجل غني له بساتين. خرجت من عقله الباطن لاشعوريا لتدخل في المشهد مكان صاحب الجنة. ازداد التقوقع التصويري اكثر. من كان شابا فلا يخصه المشهد. من لم يكن كبيرا بالعمر فلا يخصه. صارت صورة محدودة جدا ومحصورة بكبار السن
ذريته ضعفاء
ويتواصل المشهد: الجنة التي من نخيل وأعناب والتي تجري تحتها الانهار صاحبها رجل عجوز وله ذرية ضعفاء
من ليس له ذرية خارج من المشهد ولا ينفع في الصورة. ومن له ذرية متمكنون غير ضعفاء ايضا خارج الصورة
غالبا ما تتولد لدى الذهاني صورة نمطية لما يريد أن يكون عليه الأمر. وغالبا ما يتحول تخيله لعناصر التشبيه إلى صورة حسية هلوسية بسبب ميل دماغه لرؤية اشياء لا يراها غيره. ولهذا السبب نجد هذه الطريقة النمطية في بناء المجاز لدى الذهانيين. بسبب تولد هلاوس بصرية وتداخلها مع المشهد الذي يتم تخيله ولذلك تتقوقع الصورة وتنحصر وتصبح صورة حسية خاصة جدا فاقدة للتعميم الذي هو اصل التعبير المجازي
أحرقها الاعصار
ويصل الساجع إلى المنظر الأخير من المشهد الهلوسي: اصابها إعصار فيه نار فاحترقت. مرة أخرى اختار صورة نمطية محددة. كان يكفي أن يقول أن الجنة بارت. يبست. جفت. اي شيء
لكنه اختار احتراقها بسبب هبوب الرياح الشديدة
احتراق الجنة برياح شديدة حدث قليل الحدوث أو على الأقل لم يكن شائعا كبقية الاسباب الممكنة وكان يمكن للساجع اختيار شيء شائع لأن التعميم هو اساس المجاز أصلا لكنه اختار هذه الصورة. في الحقيقة هو لم يخترها بل هي اختارته. تأخذ الهلاوس نمطا معينا ومتكررا. وهذه الهلوسة البصرية هي التي أتت في المشهد وليس غيرها
والسبب أن هذا مشهد هلوسي متكرر. وقد ذكره الساجع في مكان آخر
فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)
تفسيرها من ابن كثير والطبري:
قوله:( فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ) معنى ذلك: فأصبحت جنّتهم محترقة سوداء كسواد الليل المظلم البهيم
والآن دعونا نتحقق من صحة الادعاء الاعجازي ونتفحص أدلته المقدمة إن وجدت
الرد على ادعاء الاعجاز
كلمة إعصار في القرآن لم تكن مصطلحا وهي لا تعني اصلا ما تعنيه لفظة اعصار في زمننا هذا. بمعنى أنها لا تلتزم بالتعاريف الحديثة التي تفرق بين الاعصار والعاصفة وتعطيهم درجات حسب درجة القوة. عند مراجعة المعاجم الموثوقة وأشعار العرب وموروثهم نجد أن كلمة إعصار تشير للرياح الشديدة التي تثير الغبار. أي عاصفة رملية أو شبه عاصفة رملية. شيء يتناسب تماما مع ثقافة الصحراء
أي رياح كانت تثير دوامة من الغبار وتستطيع قلع الخيام أو التأثير عليها كانت تسمى اعصارا. وسبب التسمية في العربية إعصار يعود إلى قدرتها على إثارة الغبار. فالعَصَر بفتح العين والصاد يعني غبار
الدليل اللغوي
يقول مختار الصحاح
والعَصَر بفتحتين الغُبَار والإعْصَارُ رِيحٌ تُثِير الغُبَارَ فَيرْتفِع إلى السماء كأَنه عَمُود
وفي لسان العرب
الإِعْصارُ الرياح التي تهب من الأَرض وتُثِير الغبار فترتفع كالعمود إِلى نحو السماء وهي التي تُسَمِّيها الناس الزَّوْبَعَة وهي ريح شديدة لا يقال لها إِعْصارٌ حتى تَهُبّ كذلك بشدة ومنه قول العرب في أَمثالها إِن كنتَ رِيحاً فقد لاقيت إِعْصاراً
والعِصارُ أَن تُهَيِّج الريح التراب فترفعه والعِصَارُ الغبار الشديد قال الشماخ
إِذا ما جَدَّ واسْتَذْكى عليها*** أَثَرْنَ عليه من رَهَجٍ عِصَارَا
أَنشد الأَصمعي
وبينما المرءُ في الأَحْياء مُغْتَبِطٌ ***إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفوه الأَعاصِيرُ
والعَصَر والعَصَرةُ الغُبار
والمُعْصِرات الرِّياحُ ذوات الأَعاصِير وهو الرَّهَج والغُبار يقول الشاعر
وكأَنَّ سُهْل المُعْصِرات كَسَوْتَها *** تُرْبَ الفَدافِدِ والبقاع بمُنْخُلِ
وقال البَعِيث
وذي أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ تَشُوفُه **ذِهابُ الصَّبا والمعْصِراتُ الدَّوالِحُ(لسان العرب)
وتسمى السحب ايضا بالمعصرات. يقول في القرآن: وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا.سورة النبأ 14
افتراضات وادعاءات الكهنوت غير مثبتة
ادعاء الكهنوت أن العرب لم تكن تعرف الرياح المثيرة للحرائق ايضا كاذب. لكن الغريب كيف جزموا بذلك؟ وكيف عرفوا وتأكدوا؟ ومماذا استدلوا؟
يبدو لي أن الكذب لديهم أسهل ما يكون. يكفي المدلس أن يمر على كلمة إعصار فيه نار في القرآن فتطلع برأسه فكرة الكذبة. فعلى طول يفترض أن العرب لم تكن تعرف وأن الأعاصير لم يكتشفها الانسان إلا حديثا وأنه لم يكن أحد يعرف قبل محمد وجود الرياح التي تثير الحرائق. لا يتحقق ولا يتأكد بل هو لا يريد أن يتحقق ويتعمد الكذب حتى لو عرف أن ادعاءه خاطئ. امتهان الكذب من قبل الكهنوت أو بعض منظريه على الأقل شيء مثير للانتباه وتستحق هذه الظاهرة الدراسة بشكل أعمق
العرب كانت معتادة على الرياح التي تثير الحرائق. أي تعرف ما معنى إعصار فيه نار
رياح نارية
وكانت العرب تسمي أحد هذه الأنواع بريح السموم او نار السموم, ويقول ابن المعتز في ذلك
وخبت لفحة الهواجر عنا … واسترحنا من النهار الطويل
وخرجنا من السموم إلى بر … د نسيم وطيب ظل ظليل
وقال آخر
وبها زنانير تظن عقارباً … حر السموم أخف من زفراتها
وقال الشمردل بن شريك اليربوعي
بانَ الخليطُ فأدلجوا بسوادِ … وأجدَّ بينهمُ على ميعادِ
لما بدا وهجُ السمومِ وعارضت … هيفُ الجنوبِ أوائلَ الأورادِ
وقال المر الفقعسي
إذَا خَرَجتْ تَتَّقِى بالقُرونِ … أَجِيجُ سَمُومٍ كَلَفْحِ الصّلاءِ
لجأْتُ بصَحْبِي إلى خافقٍ … علَى نَبْقَتَيْنِ بأرْضٍ فَضَاءِ
أجيج سموم أي تأجج النار
يقول مختار الصحاح : الأَجيج تَلَهُّب النارِ وقد أجَّتْ تَؤُجُّ أجِيجاً وأجَّجها غيرُها فتأجَّجَتْ
وكانت تهب على خيامهم ريح حارة تضرم فيها النيران فسموها ريح النار أو ريح السموم لأن السموم هي النار. وقد استخدم ساجع القرآن السموم لتسمية نار جهنم ايضا
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43)
وقال
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)
وقال
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)
فتسمية العرب للريح التي فيها نار تثير الحرائق بريح النار أو ريح السموم يعني باختصار أنهم يعرفونها وأن خيامهم تاذت منها كثيرا حتى استحقت مصطلحا خاصا بها: ريح النار أو ريح السموم
إذن كانت الرياح التي تنشر النار وتثير الحرائق معروفة لدرجة أن أعطاها عرب الصحراء اسما خاصا بها. كما أن كل رياح تبلغ من الشدة درجة إثارة عمود من العَصَر وهو الغبار كانت تسمى إعصارا وإذا أتت معها سحاب تسمى معصرات
إعصار فيه نار لم تكن غريبة على العربي القديم. ولم يخترعها محمد كما ادعى الكهنوت. وليست اكتشافا حديثا للبشرية فهي موجودة على الارض منذ ملايين السنين. هل بقي شيء يستحق الاختباء وراءه إذن؟ وهل يستطيع العطار إصلاح ما أفسده الدهر؟
تشبيهات ذهانية أخرى
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

تطبيق اندرويد

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
