التسخير – تفسير ذهاني
توهم مؤلف القرآن صورة ذهانية جنونية للكون. آمن أن قوانين الكون مسخرة له ولاتباعه تسخيرا مخططا له وتعمل طبقا لنوايا محددة لقوة خارجية. ليس هذا وحسب. ذهانيته أنتجت صورة مؤنسنة للقوانين بحيث تظهر الشمس والقمر والكواكب والنجوم والجبال والنباتات وكأنها تملك دماغا وتفكيرا مثل الانسان حيث تنفذ أوامرا محددة ولها نوايا تتمثل في طاعة الأوامر التي يوجهها لها شخص آخر فلو أمرها بتغيير اتجاهها فستغيره ولو أمرها بالتوقف ستتوقف وهكذا. فالنجوم ترجم الجن والعفاريت تنفيذا لهذه الأوامر. والشمس تزاور عن الكهف يمينا ويسارا تنفيذا للتعليمات. والقمر يعود كالعرجون تنفيذا للتوجيهات الخارجية وينقسم نصفين ثم يلتحم (لأن المخرج عاوز كده). وكل شيء من نجوم وشجر واجرام تسجد وتسجد معها ظلالها. والجبال تفاوض في قبول الأمانات وترفض وتقبل. والظل يتحرك بشكل مستقل تنفيذا للأوامر ويمكن جعله ساكنا. والأرض يمكنها أن تأتي طوعا أو كرها تنفيذا للتوجيهات العليا. كما أن الليل يمكنه أن يدوم للابد إذا صدرت له الأوامر بذلك. والسماء تحتاج لمن يمسكها حتى لا تقع على رؤوس الناس. وهكذا عاش الساجع في عالم خرافي شعوذي ومحيط سحري خيالي لا علاقة له بالواقع تملؤه الاشباح التخيلية والافكار الذهانية الغريبة
ذاتية قوانين الطبيعة
تمتلك قوانين الطبيعة خاصية التنفيذ الذاتي الذي لا يحتاج لوجود أية قوة خارجية. هذه الخاصية جزء أساسي من ماهية المادة والطاقة ولا يمكن أن ألا توجد
قانون نيوتن الأول يقضي بأن الجسم يستمر في حالته في الحركة أو السكون ما لم تؤثر عليه قوة خارجية. بمعنى لو كان هناك جسم يتحرك بسرعة ثابتة فإنها سيستمر يتحرك بنفس السرعة للأبد ما لم تعترضه قوة ما. هذه القوة قد تكون بسبب الاحتكاك كما يحدث لجسم يتحرك على الأرض ويحتك بالطريق أو جسم يطير ويقاومه الهواء وقد تكون الجاذبية وقد تكون حاجز طاقة كطاقة الوضع. لكن إذا لم توجد قوة خارجية فيستمر على حاله من الحركة. السكون والسرعة الثابتة هما وجهان لنفس الشيء.
هذه الحركة ذاتية. بمعنى أن الكون هو هكذا. قوانينه ذاتية التنفيذ. تنبع من الخواص الكامنة للمادة وليس من الخارج. بمعنى أن دوران الأرض حول الشمس ينتج من الخواص الكامنة وليس من أية قوة خارجية أو آلهة أو أوامر ولا توجد هناك أي نوايا مسبقة لهذه القوانين. عند وجود كتلتين من المادة ك1 وك2 تفصل بينمها مسافة محددة ف فإن هناك بشكل آلي قوة جذب تساوي ك1.كء .ثابت الجاذبية /ف تربيع في اتجاه مركز الكتلة كما توجد قوة طرد مركزية في الاتجاه المضاد تساوي ك2.مربع السرعة /ف
الجسم الذي تتحقق له سرعة تساوي الجر التربيعي لحاصل ضرب ثابت الجاذبية في الكتلة على المسافة سيتسمر في الدوران حول مركز الكتلة. إذا زادت السرعة عن هذا المقدار بنسبة محدد فسيفلت وإذا نقصت فيسقط على الجسم المرافق
لا توجد أية قوة خارجية في كل هذا. كل هذا نتيجة للخواص الكامنة الداخلية للجسمين. ولا يوجد اي قابلية لتغيير وكسر هذه القوانين
تتحرك الكواكب حول الشمس لأن هناك خواص كامنة ذاتية للكون تجعلها تتحرك للابد بسرعتها حول الشمس. لا تحتاج أية قوة خارجية لفعل هذا. لا إله ولا جن ولا ملائكة ولا شيء. هذه القوانين ليست مفروضة وواجبة التنفيذ من قبل كيان آخر بل هي خاصية داخلية كامنة في الكون ذاتية التنفيذ. فالكواكب مثلا تدور حول النجوم بسبب عدم وجود قوة خارجية تغير من حالة الحركة طبقا للقانون الأول لنيوتن وليس بسبب وجود قوة خارجية تجعلها تتحرك كإله من طائفة ما. وهكذا كل قوانين الكون. قوانين الفيزياء عموما هي تفسير سلوك ذاتي نابع من الخواص الكامنة للكون وليس من قبل قوة خارجية. وعليه لا يمكن استخدام قوانين ذاتية المنشأ للاستدلال على كائن خارجي ويجب على الاديان اثبات وجود خالق للمادة والكون إن ارادوا المصداقية وليس غير ذلك. ويتراكم الدليل العلمي مؤخرا على استحالة ذلك لأن النتائج تشير في اتجاه التكون التلقائي للمادة عن طريق التحول من طاقة إلى مادة بحيث يذهب ستيفن هوكينج إلى أن الكون وجد تلقائيا على الأرجح من تموجات كمومية للطاقة بينما يذهب لورانس كروس إلى أن المادةالعادية التي نشاهدها في الكون وجدت تلقائيا من جزء بسيط من المادة المظلمة التي تمثل 70% من كتلة كوننا. لو كان هناك إله كما وصفته الآن لكان وجوده ضروريا لتفسير قانون واحد أو ظاهرة واحدة في الكون على الأقل لكن هذا غير موجود ولا يوجد مكان للخالق في أي تفسير علمي ولا في اية نظرية علمية ولا في معادلة واحدة من آلاف المعادلات التي تفسر كوننا
ارتكبت كل الأديان خطأ كبيرا هنا حين اعتقدت أن قوانين الكون مفروضة عليه وتعمل على حسب نية كيان خارجي يمكنه أن يغيرهاويتحكم بها وأنها محتاجة للتحكم. قوانين الكون ثابتة لا تتغير وكل ما قيل عن تغيرها أو كسرها أو التحكم بها مجرد خرافات وأكاذيب
ذاتية القوانين الفيزيائية تتناقض مع كل النصوص الدينية وتجعل الكتب المقدسة ومن ضمنها القرآن خاطئة وبالتالي تثبت بشرية تأليفها
التسخير-فكرة ذهانية
وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) الجاثية
التسخير أحد الاستنتاجات الخاطئة للتفسير البدائي للكون وهذا الوهم تم اعتناقه من قبل معابد الكهنوت منذ بداياتها في زمن السومريين
يقوم هذا الاستنتاج على أساس ادعاء خاطئ وهو أن الانسان هو السبب الذي لأجله وجد الكون ولأجله صار الكون على ما هو عليه
بعبارة أخرى , الكون حتى من قبل وجود الأرض والإنسان قام بتشكيل نفسه وضبط إعداداته من خلال تصميم الإله ليكون قادرا على تلبية احتياجات الإنسان الذي سيظهر بعد مليارات السنين لاحقا
في نظر المؤسسة الكهنوتية فإن الحياة على الأرض لم تكن هي التي تأقلمت وتكيفت مع الظروف الموجودة مسبقا ولم تكن هي التي تكيفت لتناسب البيئة كما هي
بل البيئة هي التي ضبطت إعداداتها مسبقا لتكون مسخرة للحياة وخاصة للإنسان
يستخدم هذا الادعاء مغالطة الحجة المعكوسة. التفسير بعد الحدث. وبقدر ما تكون الحجة المعكوسة مغالطة منطقية فإنها أيضا علامة ذهانية شائعة. الحجة المعكوسة ليست خاصة فقط بالذهانيين بل يمكن أن يقع فيها الاصحاء خاصة ذوي معدلات الذكاء المتدنية قليلا ولكنها شائعة جدا عند الذهانيين بسبب اختلال القدرة المنطقية
ولكي نفهم ذهانية الحجة المعكوسة أو مغالطة التفسير بعد الحدث دعونا نتأمل هذا المثال
أمام منزل يقطن فيه شخص ذهاني توجد حفرة. وهذا الحفرة حوافها غير منتظمة بل هي ممتلئة بالزوايا والتعرجات والالتواءات والزوايا غير متناظرة والانحناءات
وفي ليلة هبت عاصفة رعدية وملأت المياه الحفرة وتجمدت خلال الليل وكونت قالبا ثلجيا أخذ شكل الحفرة المعقدة
وفي الصباح تفحص الذهاني الحفرة بدقة وتعجب كيف أن الحفرة ومنذ فترة طويلة قبل مجيئ الثلج ضبطت شكلها مسبقا لتناسب شكل قطعة الثلج. واستنتج أن معجزة إلهية كانت وراء ذلك. وصار يسبح ويهلل. وذلك لأن شكل الحفرة يطابق تماما شكل قطعة الثلج. من الذي أخبر الحفرة منذ فترة طويلة لتعد نفسها بذلك الشكل المعقد لكي تناسب قطعة الثلج؟؟
ويستنتج الذهاني أن هذا التطابق الكامل بين الحفرة وقطعة الثلج يتحدى بشكل مطلق أي إمكانية للصدفة ولا بد أن يكون وراءه مصمم ذكي؟
كيف تم معايرة شكل الحفرة بدون وجود مصمم ذكي خلف ذلك؟
هل يبدو لك استنتاج صديقنا الذهاني سخيفا؟؟ هل يبدو إهانة لذكائك؟ هل الخلل المنطقي واضح هنا لدرجة أن طفلا في الحضانة يستطيع فورا أن يتعرف على الخطأ ؟
كما رأينا التزمين والمنطق معكوسان. الحفرة وجدت أولا وكان على الماء أن يكيف نفسه ليأخذ شكل الحفرة ويعدل شكله ليتوافق مع شكلها غير المنتظم
ليس الحفرة من ضبطت اعداداتها مسبقا بل الماء هو الذي تأقلم مع الحفرة التي وجد نفسه فيها وتجمد بعد أن شغل حيزها
يميل البشر للتجمع حول الانهار ومصادر المياه. فيأتي مذهون يدعي النبوة ويقول أن الله سخر لكم الأنهار. منطق معكوس يلخص قصة ذهان النبوة ببساطة
أحد رجال الكهنوت في كنيسة أمريكية نبه الجمهور إلى أنه قريبا من كل مدينة أمريكية كبيرة يمر نهر من الأنهار. فكيف حدث وشقت الأنهار نفسها لتمر بالضبط من جوار المدن؟ أليس هذا تسخيرا إلهيا سخر الطبيعة للإنسان؟ هل يمكن أن يحدث ذلك بالصدفة من دون مصمم ذكي؟
وينكشف الخطأ المنطقي بسؤال بسيط: من ظهر أولا الأنهار أم المدن؟
كانت الأنهار موجودة قبل المدن واضطر الانسان أن يتكيف مع بيئته ويبني مدنه بالقرب من مصادر المياه
الحجة المعكوسة هي التي تولد وهم التسخير ووهم وجود مصمم. بينما الحقيقة أن ترتيب الأحداث معكوس
تسخير كل ما في السموات والأرض للإنسان نتيجة سخيفة لتفكير ذهاني وحجة معكوسة ولا نحتاج لنرى الخطأ شيئا اكثر من سؤال بسيط: من حدث أولا؟ الكون أم الإنسان؟
لو أن الإنسان هو من ظهر أولا ثم جاء الكون وضبط إعداداته وصفاته ليدعم بقاء الانسان لاضطررنا للتفكير في هذه المصادفة الغريبة وبحثنا عن مصمم ذكي وراء ذلك
لكن على النقيض إذا كان الكون هو من حدث أولا ثم ظهرت الحياة بعد ذلك فإن الواضح أن الحياة ,أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا, قد تم إجبارها على التكيف والتاقلم مع البيئة التي وجدت نفسها فيها
ظهرت الكائنات متعددة الخلايا في بيئة مليئة بالاوكسجين فتأقلمت لتستخدمه كالقابل الأخير للالكترون في سلسلة نقل الالكترون في التنفس الخلوي. تكيفت مع وجوده ولم يسخر لها
تمثل نظرية التطور التفسير العلمي الوحيد المقبول في كل جامعات العالم ومراكز البيولوجي لتكيف الحياة وتطورها لتناسب البيئة التي وجدت نفسها فيها ولا يوجد للمصمم الذكي فيها أي مكان وفقط باستخدام التفكير الذهاني والحجة المعكوسة والترتيب الزمني المقلوب تظهر الحاجة لاختراع فرضية مصمم ذكي
يتضح لنا أن السؤال الجوهري في موضوع فرضية تسخير السموات والأرض للإنسان هو
أ . هل قام الكون بضبط إعداداته مسبقا ليتوافق مع الحياة البشرية
ب . أم هل قامت الحياة على الأرض بتكييف نفسها وأقلمة صفاتها لتناسب البيئة التي وجدت نفسها فيها؟
إن فكرة تسخير السموات والأرض ليست منطقية اكثر من فكرة إعداد الحفرة لشكلها مسبقا لتتوافق مع قطعة الثلج أو كفكرة أن تقوم الأنهار باعداد مساراتها مسبقا لتمر بجوار المدن.
فكرة تسخير السموات تقوم بافتراض وجود مصمم ذكي مسبقا وذلك بدل أن تقوم ببرهنة واثبات وجود هذا الكائن وبهذه الطريقة يفترض الكهنوت ما شرع أساسا في برهنته
ويرتكب مغالطة المصادرة على المطلوب اثباته حيث تصير الدعوى استنتاجا والمزاعم دليلا
نهاية الطريق
وهكذا نجد دائما نهاية هذا الطريق. عندما تقوم بافتراض خرافة دون اثباتها فإنك تضطر لافتراض خرافة أخرى لدعمها ثم تضطر أيضا لافتراض خرافات ثالثة ورابعة الى ما لا نهاية وينتهي الأمر بأهرام من الخرافات وجدليات لا منطقية لا حصر لها
الحجة المعكوسة والتفكير الذهاني يؤدي الى افتراض أن النجوم وجدت لهداية المسافرين ورجم الشياطين وتزيين المنظر لعيون البدو الرحل والحصيلة النهائية تفسيرات جنونية لظواهر لا علاقة لها بكل تمتمات الكهنوت
ولقد كان تفكير ساجع القرآن في الفترة المكية واقعا تحت تاثير التفكير السحري إلى حد صاعق
حتى أنه حينما رأى الشهب فسرها أنها تحدث بسبب ظهوره وبسبب رسالته حيث قرر الله أخيرا أن يمنع الشياطين من سماع نفس الأصوات التي يسمعها هو. وما دفعه لذلك أنه كان يعتقد أن بقية الكهنة يأتون بسجعهم من هلاوس سمعية مشابهة لسجعياته توحيها لهم الجن. وقد قام الله بمنعهم من هذه الأصوات التي تسرقها الجن من السماء وتنقلها لهم بارسال الشهب عليهم. وبهذا الاستنتاج الذي عكس فيه الساجع الترتيب الزمني أصبحت النتيجة لديه أن الشهب لم تكن موجودة قبل وجوده هو لأن الجن لم تكن تمنع قبل نزول الوحي عليه من استراق السمع وكان لها مجالس لكن اليوم من يسترق منهم يجد له شهابا رصدا
إله لا مكان له
استطاع العلم كشف الكثير من حقائق الكون. سيطر العلم على القوة الكهرومغناطيسية واستطاع نقل حدث يتم في اليابان بنفس اللحظة إلى كل مكان في الأرض. وحتى خارج الأرض. بالصوت والصورة. أستطاع النزول على القمر وغزو المريخ والخروج من حدود المجموعة اشمسية
كل هذا تم بفضل آلاف المعادلات العلمية والنظريا التي تفسر الكون وظواره وقوانينه. لم يستطع الله الظهور في اية معادلة. ولم يستطع التواجد في أي قانون أو نظرية. وجوده كعدمه تماما. ولو كان الله فعلا موجودا لما خلت معادلة واحدة من تأثيره ووجوده
فسرت معادلات فريدمان-اينشتاين شكل الكون وسرعة نشوئه. لم يستطع الله أن يوجد في اي واحدة منها. فسرت نظرية الكم سلوك الكون في الحيز تحت الذري. لم يكن لله وجود في أية معادلة أو قانون أو نظرية أو مبرهنة منها. فسرت نتائج الدبليوماب بداية الكون ومصيره. لم يكن لله اثر
استطاعت نظرية التطور تفسير تغير شكل الحياة مع الزمن. خرجت فرضية الخالق من الباب الصغير فيها ولم يكن له أثر
الله ليس سوى فرضية كهنوتية خاطئة فشل أتباعها في برهنتها من أول يوم ونجح العلم في التخلص منها للأبد. الله ليس سوى وثنخاف لا وجود له إلا في مخيلة من صدقوا أنه موجود هناك يراقبهم في غرف النوم ويكره الخنازير والكلاب السوداء وصوت الحمير
قال ستيفن هوكينج ملخصا هذه الحقائق في كتابه التصميم العظيم :الحقيقة الثابتة هي أن الكون لا يحتاج إلى خالق
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

تطبيق اندرويد

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
