يرتد إليك طرفك
ظن الانسان البدائي أن الرؤية تحدث لأن هناك شيئا (طرف) يخرج من العين إلى الاشياء ثم يرتد إليها مرة أخرى. اعتنق مؤلف القرآن هذه الفكرة حيث لم يكن هناك غيرها في زمنه. يقول الساجع
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)
من أين يرتد إليهم طرفهم يا ترى؟
وقال ايضا في سجعية أخرى
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ
يرتد إليه طرفه من أين؟
دعونا نتأمل عبارة يرتد إليك طرفك فيما يلي
معاني المفردات
مهطعين يعني بها مسرعين. ومقنعي رؤوسهم فسرت بأنها رافعي رؤوسهم
لا يرتد إليهم طرفهم كناية عن إدامة النظر–يذهب نظرهم إلى الاشياء ولا يعود إليهم من الذهول. ومثلها قوله أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك. اي قبل أن يرجع إليك نظرك.
أحب أن أنوه أن ساجع القرآن استخدم لهجة قريش واستخدم ألفاظا وتعابير كانت الناس تقولها ولم يخترع ألفاظا جديدة من رأسه ما عدا العبارات النيولوجيزمية التي لا معنى لها والتي منشأها ذهاني مثل كهيعص وضيزى وطسم
بتتبع الشعر العربي قبل الاسلام نجد أن لهجة قريش لم تكن متفوقة كما يروج . لم يكن هناك شعراء كبار من قريش ولا خطباء ولا ادباء مثل امرئ القيس وزهير بن أبي سلمى وطرفة والنابغة والخنساء وقس بن ساعدة. كانت لهجة قريش التي اصبحت فيما بعد هي الفصحى بسبب السيطرة السياسية والكهنوتية والعسكرية أقل من بقية اللهجات عكس ما يدعون
الآن عندما قراءة الشعر الجاهلي تعتبر كلماته غريبة ووحشية ولو جرت الأمور بشكل آخر لكانت تلك اللهجات أو إحداها هي الفصحى والمعروفة والمألوفة وكانت لهجة قريش هي الميتة أو الوحشية الغريبة.
وعبارة يرتد طرفك عبارة عربية استخدمها ساجع القرآن وهي تبرهن على بشرية النص القرآني دون الجاحو لشيء آخر
معنى العبارة
ارتداد الطرف عبارة نشأت من فهم خاطئ لعملية الابصار
والطرف يطلق على البصر وعلى العين وعلى جفن العين ويحدد معناه االسياق. عندما يكون السياق يرتد إليك طرفك فمعناه البصر. اي يرتد إليك بصرك الذي انطلق من عينك إلى الاشياء ليراها
من لسان العرب
الطَّرْفُ اسم جامع للبصر لا يثنى ولا يُجمع لأَنه في الأَصل مصدر فيكون واحداً ويكون جماعة.
ويطلق ايضا على العين نفسها
وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ.
من عين تحاول الاستراق فتتخفى. أو من بصر متخفي
منشأ العبارة
حاول الانسان البدائي تفسير الظواهر من حوله. وبسبب محدودية المعرفة البشرية آنذاك وقع في عديد الأخطاء. ومن هذه الأخطاء محاولة تفسير عملية الابصار. حيث ظن الانسان البدائي أن البصر هو شيء يمكنه أن يخرج من العين إلى الشيء المرئي ويعود. ظن الانسان القديم أننا نرى لأن العين تطلق شعاعا أو بصرا أو طرفا على الاشياء وعندما يرتد هذا الشعاع نرى.
ولذلك نشأت عبارة يرتد إليك طرفك. في تجسيد كهنوتي للخطأ البشري في تفسير النظر.
ما الذي يذهب من العين ليرتد لاحقا؟ الحقيقة لا شيء. هذا خطا علمي ارتكبه مؤلف القرآن بسبب عدم معرفته بآلية الابصار الحقيقية.
وما اعتقده مؤلف القرآن هو معتقد من حوله من قبله وهو ما يمكن أن يقع فيه اي انسان بدائي.
فبسبب سرعة الضوء العالية لا يمكننا إدراك أننا نرى الاشياء لأن الضوء يصل إلى اعيننا فيحفز المستقبلات المخروطية والعصوية ويثير رد فعل كموني مولدا جهدا كهربائيا يتم عن طريقه نقل شلال عصبي من خلال العصب البصري إلى القشرة الخلفية للدماغ حيث يتم تفسير الاكشن بوتنشيال بصورة نراها وندركها.
عكس الصوت. فالموجات الصوتية تسير بسرعة متدنية جدا مقارنة بالضوء. وبالتالي يمكن للانسان إدراك أنه يسمع الصوت لأن هناك من اصدره من جهة محددة.
وهكذا نشأ الخطأ. محاولة بدائية لتفسير آلية الرؤية. وظن الانسان القديم أننا نرى الاشياء لأن البصر ينطلق من العين إلى الشيء ثم يرتد فنرى. شيء يخرج من العين (طرف) ثم يرتد
لكن لا يوجد شيء ينطلق من العين ثم يرتد. الضوء يسقط من الأشياء على عيوننا فندركه وليس لأن البصر أو الطرف يذهب من عيوننا ثم يرتد إلينا. ومثلما اعتقد محمد أن البصر شيء ينطلق من العين ثم يرتد إليها اعتقد ايضا أن هذا الشيء يمكن اعتراض طريق عودته واختطافه. بسبب الاضطراب الذهاني كان تفكيره حسيا. فما ينطلق ويرتد يمكن أن يعترض ويخطف. قال في هذه النقطة : يكاد البرق يخطف أبصارهم …..الخ. خطف البصر فكرة بدائية خاطئة وخطأ علمي آخر. كيف يمكن للبصر أن يخطف؟ مستحيل لشخص يعرف آلية الإبصار أن تخطر برأسه عبارة يخطف أبصارهم. يتم فقد القدرة على النظر بعدة اختلالات لا يوجد فيها أي عملية خطف مثل تليف القرنية – الماء الأبيض- الماء الأزرق- أمراض الشبكية- انفصال الشبكية – تحلل خلايا الشبكية – اعتلال العصب البصري – أمراض السائل الزجاجي…. لا يوجد شيء ليتم خطفه…لا يوجد شيء ينطلق ثم يرتد ويمكن أن يخطف…. الساجع لا يعلم شيئا عن فسيولوجي العين. الحقيقة بسيطة وواضحة جدا. وعندما لا تعرف شيئا فسوف تفشل في ذكره وتذكر بدلا عن الحقائق الواضحة أشياء خاطئة يتم ترقيعها وعصرها وتحريف معاني ألفاظها لإنقاذ النص الكهنوتي الخاطئ
وقد استمرت الفكرة البدائية سائدة إلى زمن قريب. وفي كتاب كيفية حساب القبلة لابن الهيثم حوالي 1040 م نجده يقول :
شعاع الضوء الخارج من العين في اتجاه القبلة يقع في مستوى الدائرة الكبيرة التي تمر في اتجاه نقطة أوجه ونقطة أوج مكة.
وهذا يعني أن الانسان حتى زمن قريب استمر في الظن أن هناك شيئا يخرج من العين إلى الاشياء ثم يرتد لتتم الرؤية. يرتد إليك طرفك.
وإذا اردت أن تبالغ في وصف الذهول لدرجة أن بصرك يخرج من عينك إلى الاشياء ثم يتجمد ولا يرتد وبالتالي لا ترى وتصير في ظلمة تقول لا يرتد إليهم طرفهم مقنعي رؤوسهم مهطعين وبقية هذه الالفاظ الشامتة المتشفية المليئة بالغل والحقد على من يخالفه الرأي
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

تطبيق اندرويد

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
