لا أحب الآفلين
يا ترى لو كان إبراهيم شخصية حقيقية ووجد من يعلمه أن الشمس لم تكن من “الآفلين” كما اعتقد حين غابت عن ناظريه بل كانت من “المشرقين” على الجهة الأخرى من الأرض هل كان سيقع في الوهم ويواصل اختراع الوثنخاف العبراني؟
هل كنا سننجو من هذيان الوثنخاف لو وجد من يعلمه أن الأرض كروية وتدور حول نفسها وتسبب نهاية لمدى بصره عند خط الأفق وعندما يرتفع خط الأفق ويحجب أشعة الشمس عن الوصول إلى عينيه يتولد لديه خداع حسي بأفولها؟ بينما هي لم تأفل وما زالت مشرقة خلف خط الأفق في النصف الآخر؟
أليس من المخزي للبشرية أن تقع تحت سيطرة وهم الوثنخاف الذي نتج عن جهل رجل عبراني كان لا يعرف أن الشمس دائما مشرقة؟
أليس من المشين أن عبادة الوثنخاف كانت نتيجة ميول شخصية وتفضيلات إنسان بدائي كان “لا يحب الآفلين”؟
خطأ الاعتقاد بأفول الشمس وطلوعها تكررر كثيرا في سجعيات القرآن
خريطة الليل والنهار التالية توضح لك موقع الشمس بالنسبة للأرض في لحظة فتحك لهذه الصفحة ونقطة تعامدها. وبضغطك على زر التشغيل أو سحبك بالفارة للمنزلق سترى تغير موقعها حسب الوقت لخمسة أيام أخرى
مصدر الخريطة : https://www.amcharts.com/
لاحظوا حركة الوقت ايضا أسفل الخريطة. الشمس دائما مشرقة. لا يغشاها الليل كما توهم مؤلف القرآن في سجعية أخرى. ولاحظ ان بقعة النهار ثابتة وبقعة الليل ثابتة وما يتغير هو دخول الأماكن إليها وخروجها منها بسبب دروان الأرض حول نفسها
الشمس لا تأفل. ولا تطلع. بل الأرض تدور حول نفسها فتحدث خداعا حسيا بأفول الشمس التي تكون في الحقيقة ساطعة مشرقة على أماكن أخرى
مطلع الشمس
لم يفهم ساجع القرآن أن طلوع الشمس يحدث بسبب استمرار دوران الأرض حول نفسها. وعندما ينخفض خط الأفق لدرجة تسمح بمواجهة الشمس مرة أخرى ووصول أشعتها إلى عينيه يتولد خداع حسي بأنها هي التي تتحرك وتطلع من الشرق وتجري نحو الغرب
وقد اعتقد الساجع أن هناك نقطة محددة لمطلع الشمس. ويعيش هناك قوم لا ستر لهم. ويوجد رجل أوتي من كل شيء سببا وبلغ هذه النقطة ووجد هؤلاء القوم.
وهذا كذب. الشمس في مكانها طوال الوقت بعيدة عن الأرض بحوالي 150 مليون كم. المتغير هو دوران الأرض حول نفسها
هل تقبل التأويل
يعتقد المسلم المغيب أننا نتجنى على ساجع القرآن ونؤول سجعية مطلع الشمس ومغربها. والحقيقة أننا حافظنا عليها كما هي ولم نؤول منها حرفا. هذه من أوضح السجعيات في القرآن ومن النوادر التي لم يختلف عليها أهل التأويل
من تفسير ابن كثير
}«تفسير ابن كثير - ت السلامة» (5/ 194):وَلَمَّا انْتَهَى إِلَى مَطْلَعِ الشَّمْسِ مِنَ الْأَرْضِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا أَيْ: لَيْسَ لَهُمْ بِنَاءٌ يُكِنَّهُمْ، وَلَا أَشْجَارٌ تُظِلُّهُمْ وَتَسْتُرُهُمْ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: كَانُوا حُمرًا قِصَارًا، مَسَاكِنُهُمُ الْغِيرَانُ، أَكْثَرُ مَعِيشَتِهِمْ مِنَ السَّمَكِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} قَالَ: إِنَّ أَرْضَهُمْ لَا تَحْمِلُ الْبِنَاءَ فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ تَغَوَّرُوا فِي الْمِيَاهِ، فَإِذَا غَرَبَتْ خَرَجُوا يَتَرَاعَوْنَ كَمَا تَرْعَى الْبَهَائِمُ. قَالَ الْحَسَنُ: هَذَا حَدِيثُ سَمُرَةَ. وَقَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ بِأَرْضٍ لَا تُنْبِتُ لَهُمْ شَيْئًا، فَهُمْ إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ دَخَلُوا فِي أَسْرَابٍ، حَتَّى إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجُوا إِلَى حُرُوثِهِمْ وَمَعَايِشِهِمْ»
من قام بفبركة تأويل ترقيعي هو الكهنوت المعاصر بينما هي من السجعيات النادرة التي لم يختلف عليها أهل التأويل
هذه ليست أخطاء ناتجة عن تجني الملحدين وإعادة تأويل السجعيات على مزاجهم. هذه أخطاء النص الأصلي بدون رتوش وتجميل بإعادة التأويل. هذه سجعيات واضحة لا تحتاج لتأويل : فلما بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما. هناك ايضا قوم يعيشون عند الشمس وبالتحديد نقطة غروبها
لماذا يا ترى نحتاج للتأويل هنا والعبارات أوضح من الشمس نفسها؟
بعد الشمس
القرآن صناعة بشرية لسبب بسيط يفهمه الطفل : الشمس لا تأفل وهي دائما هناك. تبعد الشمس عن أي نقطة في الأرض سواء كانت عينا حمئة أو قرية أو حتى ذرة رمل حوالي 150 مليون كيلو متر. لا يمكن لرجل أيا كان أن يبلغ نقطة مطلعها ولا مغربها لأنها نقاط لا وجود لها. في كل ثانية تمر يرتفع خط الأفق فيحجب الشمس عن شخص ما وينخفض فيتيح المجال لأشعتها لشخص ما على الأرض. كل ثانية هي وقت شروق ووقت غروب ووقت ظهيرة بنفس اللحظة
اختر الوقت والتاريخ وفارق التوقيت أدناه وستعرف كم تبعد الشمس عن كل نقاط الأرض في أية لحظة
Million Km
وتخيلوا لو كان كلام مؤلف القرآن صحيحا ويوجد مكان هو مطلع الشمس حيث يمكن أن يجد الناس الشمس تطلع على قوم لا ستر لهم ماذا سيحدث في زمننا هذا زمن العولمة والانترنت والجوالات؟
سيقوم سكان هذه النقطة من الأرض بتصوير الشمس وأخذ سيلفي معها ونشرها على حساباتهم. وسيقوم السواح بالذهاب بالملايين لرؤية هذا المنظر الفريد؟ وستصوره لنا الاقمار الصناعية؟
فأين يا ترى اختفى مطلع الشمس حيث لم يجعل لهم الوثنخاف سترا؟ لقد اختفى مثلما اختفى السد الحديدي الذي يحبس مليارات اليأجوجيين. ومثلما اختفت العين الحمئة التي وجد الشمس تغرب فيها. ومثلما اختفت كل الخرافات عبر تاريخ البشر.
ولو كانت هناك عين حمئة يجد الناس الشمس تغرب فيها ويجدون عندها قوما لكان هؤلاء القوم ينشرون السيلفيات مع الشمس وهي تدخل العين الحمئة. ولتدفق الزوار والسواح يوميا لأخذ السيلفي مع هذا المنظر البديع
ما لم يدركه الساجع هو أن الإدراك البصري لمغرب الشمس هو خداع حسي. يحجب خط الأفق الشمس فيعتقد أنها غربت في عين حمئة هناك. وهذا مجرد إسقاط بصري فلا يمكنه أن "يجد" تلك العين الحمئة لأنه إذا حاول الاقتراب منها مترا ابتعدت عنه مترا. فإذا وصل إليها سيكون مغرب الشمس الذي اعتقده قد ابتعد بحدود مدى بصره. وإذا تقدم نحوه مرة أخرى ستصبح العين الحمئة إلى الشرق منه وسيدرك صباح اليوم التالي أنها صارت مطلع الشمس وليس مغربها إذا لم يفهم الآلية. ونفس الشيء ينطبق على مطلع الشمس. الساجع لم يفهم الآلية حتى مات
أليست الخرافة واضحة؟ أليس الخطأ بينا؟ هل تحتاج هذه العبارات الواضحة إلى تأويل؟ ألا تستطيعون فهمها دون أن يخدعكم كهنة الوثنخاف؟
أوتي من لك شيء سببا
ولمن ما زال يصر على الوهم ويعمي ناظريه عن الخطأ دعونا نفترض جدلا أن كلام مؤلف القرآن رغم وضوح خطئه صحيح ولو لوهلة وأن هناك رجلا أوتي من كل شيء سببا
بما أنه أوتي من كل شيء سببا فإنه يمكنه الحصول على طائرة أو مركبة تسير بسرعة 1,669.79 كم في الساعة. لنجعل هذا الرجل يتجه نحو الغرب من أية نقطة على خط الاستواء. لأن هذه السرعة تساوي سرعة دوران الأرض حول نفسها فإن الشمس بالنسبة له ستظل في موقعها. إذا انطلق وهي تميل للجنوب ستظل هناك طوال رحلته. سيكمل دورة كاملة حول الأرض ويعود لنفس النقظة وهي في موقعها. لن تطلع ولن تغرب ولن تدخل في عين حمئة ولن يجد عندها قوما. إذا انطلق وهي فوق رأسه ستظل طوال الوقت فوق رأسه. إذا كرر رحلته مرة أو مرتين يوما أو يومين أو أكثر أو اقل فلن تغيب عن ناظريه
وإذا انطلق ليلا وهي غائبة فسيظل في نفس الوقت لأنها لا تأفل ولا تطلع على قوم لا ستر لهم ولا تغرب في عين حمئة
وإذا انطلق من مكان آخر لا يقع على خط الاستواء فسيحتاج لسرعة أقل لتحقيق الأمر
والسبب أن الشمس لا تتحرك بالنسبة للأرض ولا تطلع ولا تغرب. الأرض هي التي تتحرك. ولو تحرك شخص عكس اتجاه حركة الأرض وبسرعة مساوية في المقدار مضادة في الاتجاه ستظهر له الشمس ثابتة في مكانها
ترقيعات تثير الشفقة
ومن الترقيعات المثيرة للشفقة أن العين الحمئة موجودة في المغرب ولذلك سمى العرب بلاد فاس بمغرب الشمس أو المغرب كما تعرف اليوم
وترقيع آخر أن العين الحمئة موجودة في كالفورنيا. وترقيع آخر أنها موجودة في القطب الشمالي
وضحنا سخافة هذه الترقيعات وكيف يعامل الكهنوت أتباعه باستغباء واستحقار وكأنهم متخلفون عقليا لا يفهمون شيئا في المقالات التالية
نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم
ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
