silhouette of graves

الليل إذا يغشاها

لم تتعد معلومات القرآن ما كان يظنه أهل زمنه. رأى المؤلف الليل والنهار يتعاقبان فظن أن الليل يغشى الشمس أي يغطيها وأن النهار يجليها أي يظهرها ويبهيها. هذا بالضبط ما كانت الجدة القروية الريفية التي عاشت قبل 200 عام تظنه ايضا. وهو ما يمكن لأي قروي ريفي أمي غير متعلم استنتاجه. وما يمكن لشخص عاش في زمن الجهل في القرن السابع استنتاجه ايضا. فلماذا يبدو أن معلومات الله لا تتجاوز ما يستنتجه بدوي جاهل من مشاهداته بالعين المجردة؟

خطأ قاتل

لكن الحقيقة أن الشمس لا تتاثر بالليل والنهار لا شيئ يغشاها ولا شيئ يجليها. الشمس على نفس الحال طوال الوقت. تصدر طاقتها الضوئية نتيجة تفاعلاتها النووية ولا يوجد أي تغيير عليها بحلول الليل أو مجيئ النهار. التغير يحدث فقط في عيون سكان الأرض بسبب دوران الأرض حول نفسها

لم يعد أحد يعتقد أن الليل هو السبب في تغشية الشمس وذهاب نورها ولا أن النهار هو السبب في ضياء الشمس وتجليها. هذا تفكير طفولي ساذج ساد البشرية في زمن الجهل والظلمات. العكس هو الصحيح. الشمس هي التي تتسبب بظاهرة الليل والنهار وليس الليل والنهار هما من يتسبب في إنارة الشمس وتغطيتها

هل يحتاج المسلم دليلا على أن الليل لا يغشى الشمس؟

التطبيق الشبكي التالي يعطينا موقع الشمس في هذه اللحظة أينما كنا. لاحظوا أنه عندما يكون هناك ليل على مكة او اي منطقة أخرى تكون مشرقة ساطعة في مكان آخر

الشمس طالعة ومضيئة طوال الوقت ويشاهدها سكان الأرض. لا يوجد شيء يغشاها ولو لجزء من الثانية. منذ تكونت إلى أن ينتهي عمرها

amCharts 5 Example – map-day-and-night

قم بالضغط على زر التشغيل أو بتحريك المنزلق لترى عدم وجود شيء يغشى الشمس ولو لجزء من الثانية

الأرض كروية تدور حول نجم مشع طوال الوقت هو الشمس. ولأنها كروية فإن نصفها المواجه للشمس يكون مضيئا. الضوء الذي ينير هذا الوجه قادم من الشمس إلى الأرض لكنه لا يؤثر على الشمس لا يجليها ولا يعجنها. والنصف الآخر من الكرة البعيد عن الشمس يكون محجوبا عن الضوء. انعدام الضوء في هذا النصف لا يؤثر على الشمس التي تظل على حالها ويشاهدها سكان النصف الآخر

في الحقيقة لو لم يكن في القرآن سوى هذه المقطوعة لكان كافيا لتبين بشريته. النهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها.

في المنشور السابق ناقشنا خطأ قوله والقمر إذا تلاها. اليوم نناقش الليل إذا يغشاها

أهازيج الرعاة

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)

هذه أهازيج راعي غنم. لا أدري كيف يرونها غير ذلك؟ سجعيات كلها أخطاء من أول كلمة إلى آخر حرف.

تقزم خالق الكون في الدين إلى مجرد كائن كل قدراته تأليف السجع؟

محدودية الخيال البشري لا تخفى

الساجع والخداع البصري

لم يكن يعرف المؤلف أن الشمس عندما تغيب عن مكة فإنها تكون مشرقة في مكان آخر على الأرض ولا يفررق معها ليل الارض ولا نهارها

عندما كان الإنسان البدائي ينظر فوق ويرى كوكب المشتري يتلالأ لم يكن يعرف انه يتلألأ لأنه يعكس ضوء الشمس التي لم يغشها الليل كما بدا له بل صارت في الجهة الاخرى من الارض فقط. كان يظنه يتلألأ لأنه يوقد من شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية بينما هو يعكس ضوء الشمس التي لا يغشاها شيء

و عندما كان يرى كوكب الزهرة الساطع ينير لم يكن يعرف أنه يعكس ضوء الشمس التي لا يغشاها ليل مكة ولا تكترث بوجوده من عدمه

الليل والنهار

الليل والنهار مجرد ظاهرتين ضوئيتين خاصين بالأرض لا يغشيان الشمس ولا يجليانها

الليل كلفظة لغوية بحد ذاتها تشير إلى فترة زمنية تشمل ما بين غروب الشمس وطلوعها. وهي ليست مكافئة أو مرادفة لكلمة الظلام. فلو كنت في غرفة مضيئة بإنارة عالية أو في ملعب كرة القدم الساعة 10 ليلا مضاء كأنه نهار فإن اختفاء الظلام لا يعني زوال الليل. الليل فترة زمنية محددة

النهار ايضا كلفظة لغوية يدل على فترة زمنية محددة تشمل ما بين طلوع الشمس وغروبها. ولو كنت في كهف مظلم أو في منجم تحت الأرض في منتصف الظهيرة فإن انعدام الضوء لا يعني أنك في ليل ومن في الخارج في نهار. بل أنت ايضا في النهار رغم أنك في ظلام دامس لا ترى شيئا. لأن النهار فترة زمنية محددة

مثل كلمات الليل والنهار ايضا كلمات الضحى والظهيرة والعصر والمغرب والعشاء. كلها كلمات تشير إلى فترات زمنية محددة. وهي أجزاء من النهار والليل. فالليل يشمل المغرب والعشاء مثلا. والنهاريشمل الضحى والعصر والظهر مثلا.

التعريف الحقيقي للنهار هو الفترة الزمنية التي يكون فيها نصف الكرة الارضية مواجها للشمس ومعرضا لاشعتها. والليل هو الفترة الزمنية التي يكون فيها نصف الكرة الأرضية محجوبا عن أشعة الشمس. الليل والنهار بقعتان ثابتان وموجودتان طوال الوقت ولا يتغيران وما يتغير هو تعرض الأماكن المختلفة لاشعة الشمس بسبب دوران الأرض حول نفسها كما يتضح من الصورة التالية

خطأ وترقيع

تضع هذا السجعيات القصيرة اللاهثة المتسارعة المليئة بالأخطاء مؤسسة الكهنوت في موقف حرج

وليس أمام المؤسسة الكهنوتية سوى أمرين: إما أن تقبل الخطأ وتعترف وبذلك تنتهي سطوتها. وإما أن تلجأ إلى المجادلة والمكابرة مستغلة رغبة العوام البسطاء الشديدة أن يكون معتقدهم هو الصحيح من بين كل المعتقدات

وطبعا نتفهم أي خيار من الخيارين سيأخذون

ترقيع الظلام الكوني

مثلما رقعت غلطة العين الحمئة وغلطة كوكب يوقد من شجرة رقعت هذه ايضا

سنستعرض بعض ترقيعات الوثنخافيين لهذا الخطأ

تقول مؤسسة الكهنوت أن المقصود بالليل الظلام الكوني وهو يغشى الشمس وأما النهار فهو طبقة من طبقات الغلاف الجوي

أشرنا مسبقا إلى خطيئة الكهنوت بحق اللغة وكيف حولها من وسيلة لتوضيح الحقيقة إلى كائن زئبقي زلق مطاطي لا قيمة له

ويضيف الكهنوت أن المرء إذا خرج إلى الفضاء ونظر نحو الشمس فسيرى السماء سوداء والظلام يغطي الشمس

وهذا كذب. ويمكن توضيح خطأ هذا الترقيع من جهتين

الأولى أنه بسبب أن السماء التي ندركها من الأرض هي خداع بصري لا وجود له فإننا فعلا من خارج الأرض لا نراها. لأنها ببساطة لا وجود لها. ما ظنه الإنسان القديم سبع سموات تسقف الأرض ليس سوى فراغ كوني. وإذا نظرت إلى فراغ لا يوجد فيه شيء فلن ترى شيئا. فقط سواد لأنه لا يوجد ضوء وبالتالي لا شيء لتراه

لكن إذا نظرت نحو الشمس أو أي مصدر ضوء آخر كالنجوم فلن ترى هذا السواد. لأن هناك ضوء تراه. فترى الشمس ساطعة وبمقدار سطوع يزيد 30% مما يصل للأرض للتحرر من تعتيم الغازات في الغلاف الجوي. كما ترى الكواكب التي تعكس الضوء والاقمار وترى النجوم والمجرات البعيدة أسطع من مشاهدتها من الأرض. لا شيء يغشى مصادر الضوء. فقط إذا نظرت بعيدا في الفراغ

هذا السواد أو ما سموه فذلكة بالظلام الكوني لا يغطي الشمس. ولا تراه إلا إذا نظرت بعيدا عنها وعن أي نجم آخر. لم يكن ترقيعا صحيحا. كان كذبة مكشوفة. وهو موجود ليلا ونهارا. ليس فقط وقت الليل يغشاها ويأتي النهار ويبعده فيجيليها. بل طوال الوقت لأنه الفراغ الكوني الشاسع حيث لا توجد أي نجوم أو مصادر ضوء

الشمس مصدر دائم للضوء يبدد الظلام طوال الوقت ولا يتم غشيانها بأي شيء وستظل كذلك حتى ينفد وقودها بعد حوالي 5 مليار عام

يدرك الظلام فقط عندما ينظر المراقب بعيدا عن مكان الشمس حيث لا يوجد شيء يمكن رؤيته أساسا

ومن جهة ثانية هذا السواد ليس هو الليل. الليل كما وضحنا هو فترة زمنية تشمل ما بين غروب الشمس وطلوعها. وهي ليست مكافئة أو مرادفة لكلمة الظلام. فلو كنت في غرفة مضيئة بإنارة عالية أو في ملعب كرة القدم الساعة 10 ليلا مضاء كأنه نهار فإن اختفاء الظلام لا يعني زوال الليل. الليل فترة زمنية محدد

لكن ما داموا اعترفوا بالفراغ الكوني لماذا لم يوضحوا لأتباعهم أن هذا يعني عدم وجود سماوات مبنية بل هو فراغ كوني فعلا كما يقول العلم؟ يقوم الكهنوت بانتقاء الأجزاء التي يعتقد أنه ستفيده في ترقيع خطأ محدد ثم يسكت عن بقية تداعياتها

إذن هناك فراغ لا يوجد فيه شيء ولذلك لا نرى شيئا

منذ لحظة تكون الشمس لا شيء غشيها ولا شيء سيغشاها حتى ينفد وقودها بعد خمسة مليار عام

لماذا لا يفكر بسطاء المسلمين؟

يمكن للعامي البسيط لو فكر اكتشاف الزيف في هذا الترقيع. فإذا كان فعلا هناك ظلام كوني يغشى الشمس فلماذا تسطع في النهار؟ هل الظلام الكوني يختفي في النهار؟

وإذا كان هناك شيء يغشى الشمس عندما يكون توقيت مكة الساعة العاشرة ليلا فلماذا هي ساطعة على نيويورك في هذه اللحظة ؟

الشمس طوال الوقت ظاهرة في مكان ما. إذا كنت لا تراها من موقعك في لحظة ما فإنها ترى من النصف الآخر من الأرض

وإذا كان الليل يغشى الشمس فلماذا نرى المشتري والزهرة يتلألآن في الليل؟ وهما يعكسان ضوء الشمس ؟ لماذا حجبها فقط عن ساكن مكة وفي نفس اللحظة ما زالت تضيء المشتري والزهرة

التطبيق التالي يوضح مجال رؤية المشتري والزهرة في اي يوم طوال العام. اللون الماروني للشمس والاحمر للمشتري والازرق للزهرة. يكون المشتري والزهرة قابلا للرؤية بشرطين الأول إذا كان مرتفعا عن خط الافق. أي قيمة ارتفاعه بالموجب. والثاني إذا كانت الشمس منخفضة عن خط الأفق اي ارتفاعها بالسالب

سنلاحظ أنه في فترات من اليوم تكون الشمس غير مرئية أي في فترة الليل لكن المشتري أو الزهرة أو كلاهما مرئيان يتلألآن. فكيف وصل إليهما ضوء الشمس ليتلألآ ويشعا نورا إذا كان الليل يغشاها؟

الحقيقة أن ساجع القرآن لم يعرف قط أين تذهب الشمس ومن أين تأتي فظن الليل يغشاها وظن النهار يجليها كما ظنها تغرب في عين حمئة وتطلع على قوم محددين لا ستر لهم

يمكنك تغيير المكان عن طريق ادخال احداثيات أي منطقة تريد واختيار التاريخ الذي تريد وتعديل فارق التوقيت وستحصل على أوقات مشاهدة المشتري والزهرة ودرجة ارتفاعهما بالنسبة لدائرة الأفق

Jupietr-Venus Visbility









الترقيع بالتحريف

بعد فشل ترقيعة الظلام الكوني لم يرفع الكهنوت الراية البيضاء وظهر ترقيع آخر عن طريقة تحريف المعاني وتفسيراللحظة الأخيرة للانقاذ

فقال الكهنوت أن المقصود بيغشاها الأرض وليس الشمس؟؟ على أساس أن الليل يغشى الأرض والنهار يجليها

التكلف في هذا الترقيع يوضح أن الذي أجبرهم على المر أمر منه. فليس هناك خيار آخر

اقرؤوا السجعيات مرة أخرى

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)

اقرأوها مائة مرة ثم أعيدوها واحكموا بأنفسكم؟ لا تقولوا لي شيئا فأنا أعرف الحقيقة هنا. فقط تأملوها لأنفسكم

واضح أن المؤسسة الدينية أجبرت على هذا الترقيع بسبب كارثية الخطأ

اسألوا أنفسكم لماذا زعموا أنها تعود على الأرض بالذات ؟ لماذا لا تعود على المريخ؟؟ أو على مدينة نيودلهي؟؟ أو على جزر واق الواق. ما المانع؟ ما المانع ما دام الأمر فوضى والادعاء مجاني والكذب ليس عليه جمارك. نجح الكهنوت بتحويل اللغة إلى كائن زئبقي هلامي لا يوثق في ثباته

فجأة صار القرآن البليغ كتاب الدقة في المعاني هزيلا في التعبير فاشلا في إيصال المعلومة يقول والشمس وضحاها والليل اذا يغشاها وهو يقصد الأرض

حتى الجنون يحتاج أحيانا إلى عقل. أليس كذلك؟

الأرض في القرآن

لم يعرف مؤلف القرآن أن الشمس نجم. لم يعرف أنها ثابتة بالنسبة للأرض وظنها تجري مثل القمر. لم يعرف أن الارض كوكب موجود في السماء مثلها مثل المشتري والزهرة والمريخ. نحن موجودون في السماء لكنه لم يدرك ذلك

 بالنسبة له الليل والنهار مخلوقان(وليس ظاهرتين ضوئيتين) ولهما مداران مثل الشمس والقمر

(وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون)

ظن الساجع أن الليل يغشى كل الكون في نفس الوقت والنهار أيضا يضيء كل الكون في نفس الوقت وليسا ظاهرتين متعلقتين بكوكبنا فقط

(والسماء بناها...اغطش ليلها واخرج ضحاها) فالسماء لها ليل ونهار أيضا في القرآن. وقوله(والشمس وضحاها )

توهم الساجع أن تعاقب الليل والنهار ينتج عن طريق سلخ احدهما من الآخر وليس عن طريق دوران الأرض حول محورها..(الليل آية نسلخ منه النهار) لأنه يرى الليل وهو ينقشع رويدا رويدا قبيل الصبح حتى تطلع الشمس وكأن النهار يتم سلخه من داخل الليل سلخا

لقد كانت سجعية واحدة تكفيهم لو كانوا يعقلون. لكن من يريد أن يستمر في خداع نفسه سيجد الترقيع المناسب دائما.الترقيعات على قفا من يشيل

إن القرآن يخبركم عن هوية مؤلفه في كل مقطوعة وكل سورة...فقط تحتاجون أن تنصتوا له جيدا لعلكم تفهمون


تطبيق اندرويد
Download@GooglePlay
حمل تطبيق الموقع من متجر جوجل

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Discover more from Quran Debate

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading