group of men forming a libe

إنا لنحن الصافون

ذهان النبوة لا يقتصر على الضلالات والهلاوس بل قد يشهد نوبات من اضطراب المزاج. نرى ذلك واضحا في تطاير الأفكار في سورة مثل الصافات حيث جاءت العبارات لاهثة راكضة متطايرة مزدحمة تتقافز من موضع إلى آخر دون رابط واضح

ناقشنا مطلع السورة في منشور سابق. دعونا نلق نظرة على خاتمتها

جندرة الملائكة

اللغة العربية لغة جندر. تقول فعل ويفعل للذكر وفعلت وتفعل للأنثى. تقول الراحلون للذكور والراحلات للإناث. تقول الطلاب والطالبات. حتى الإنجليزية وهي لغة جندر ايضا لم تذهب لحد الأفعال والصفات وتوقفت عند الضمائر

هذا الحاجز اللغوي في الجندرة لم يتمكن محمد من تجاوزه. كما لم يتمكن من تجاوزه في أمور أخرى تطرقنا لها في منشور سابق

وفي بداية اضطرابه كان يؤنث الملائكة. ويسميها الصافات والنازعات والملقيات والتاليات ذكرا إلى آخره. الصافات جمع صافة. جمع مؤنث سالم. لا يستخدم إلا للتأنيث البيولوجي للعاقل

وهذا ما لاحظته قريش وقالت لمحمد هل الملائكة بنات الله؟؟ مما فاجأه على حين غرة

التأنيث هنا ليس لفظيا. التأنيث اللفظي لا يجمع. قال المدبرات وليس المدبرة. التاليات وليس التالية. والمرسلات والنازعات والسابحات. في التأنيث اللفظي تأتي الصفة مفردا فنقول هذه السيارات سريعة. وليس سريعات. لكننا نقول هؤلاء النسوة سريعات ولا نقول سريعة

الساجع  عامل الملائكة على أنها إناث دون أن يعي تبعات ذلك

وقريش تعرف لغتها. ولذلك سخروا منه. وكأي مذهون تفاجأ بحجة معارضيه أنكر وحجته هل معقولة الله يعطيكم ذكورا ويخص نفسه بالإناث؟؟

التذكير بعد التأنيث

بعد أن سخرت منه قريش بسبب قوله الصافات قام الساجع بتغييرها إلى الصافين. مرة أخرى لم يتمكن من تجاوز جدار الجندرة في العربية

وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلصَّآفُّونَ ١٦٥ وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ ١٦٦ [الصافات: 165-166]

لم تعد الصافات السابحات. الإنكار والتراجع دون شرح حقيقي للأساس عرض شائع في الذهان

غير محمد التحدث عن الملائكة بصيغة المؤنث السالم إلى المذكر السالم وتابع على هذا المنوال في القرآن المدني. ولم يوضح قط لماذا أنثها في البداية؟ ولماذا ذكرها بعد سخرية قريش من تأنيثه لها؟ فقط قام بالتغيير وعمل نفسه ميت

لماذا لا تكون إناثا

أما سبب عدم قبوله فكرة التأنيث فهو تفكير ذكوري خالص : معقولة الله يختار البنات على البنين؟

فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ ١٤٩ أَمۡ خَلَقۡنَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ إِنَٰثٗا وَهُمۡ شَٰهِدُونَ ١٥٠ أَلَآ إِنَّهُم مِّنۡ إِفۡكِهِمۡ لَيَقُولُونَ ١٥١ وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ ١٥٢ أَصۡطَفَى ٱلۡبَنَاتِ عَلَى ٱلۡبَنِينَ ١٥٣ مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ١٥٤ [الصافات: 149-154]

يضطرب المذهون عند مفاجئته ويأتي بأي كلام لغرض الجدل دون أن يركز على شيء. لذلك ظهرت منه هذه الحجة : لا يمكن أن تكون الملائكة إناثا لأنه من غير المعقول أن يكون لقريش البنون ولله البنات؟ معقولة؟ مستحيل. أيقوم الله باصطفاء البنات على البنين؟ مالكم كيف تحكمون؟

إذن نحن لسنا الصافات. نحن الصافون

الارتباك واضح والاضطراب أوضح. تأملوها جيدا. لا تحتاج لأي شرح

هذا الضغط أنتج في السجعيات التالية لهذه أفكار متطايرة تكاد تلامس حد التفكك. وتطاير الأفكار

Flight of ideas

وتفكك الافكار

Loose associations

علامتان ذهانيتان بارزتان يمكنكم البحث عنهما إن شئتم

من الأم؟

التفسير الضلالي للأحداث علامة ذهانية بارزة ايضا. يحاول المذهون أن يفهم العالم الخارجي في ظل هذياناته وهلاوسه التي يسمعها. في القرآن أمثلة كثيرة. مثلا تفسيره للشهب : الجن تتجسس على الله ولكن عندما بدأت رسالته قام الله بإطلاق الشهب عليها حتى لا تتخذ مقاعد كالسابق فتعرف القرآن قبل أن يصل إليه وتوصله لأناس آخرين

ومثلا تفسيره للأصوات التي يسمعها حوله من كل جانب

إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)

تفسيره للأصوات التي يسمعها تراقبه من حوله ولا يسمعها أحد غيره كان بسيطا : الله ارتضاه رسولا. ولذلك أرسل حوله كائنات ترصده ليتأكد أنه بلغ رسالة ربه ولتحصي أفعاله وأقواله

وعلى نفس المنوال كان له رأيه حول أم الملائكة؟ إذا اعتقد أهل مكة أن الملائكة بنات الله فمن تكون الأم؟

﴿وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ وَلَقَدۡ عَلِمَتِ ٱلۡجِنَّةُ إِنَّهُمۡ لَمُحۡضَرُونَ ١٥٨ ﴾ [الصافات: 158]

إنهم الجن. ولأن أهل مكة لم يقولوا أن الله تزوج جنية. وهم أصلا كانوا يؤمنون بالله ولم تكن مشكلتهم مع محمد وجود الله وكونه الخالق بل البرهان على أنه فعلا تخاطب مع الله ومع الملائكة وتلقى الوحي والرسالة. فقد تحير المفسرون في مقصد الساجع من النسب مع الجن

المقطع التالي من تفسير الطبري يوضح لكم تخبط المفسرين وحيرتهم

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا) قال: زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى وإبليس أخوان.

وقال آخرون: هو أنهم قالوا: الملائكة بنات الله، وقالوا: الجنة: هي الملائكة

حدثنا عمرو بن يحيى بن عمران بن عفرة، قال: عن قتادة، في قوله (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا) قالت اليهود: إن الله تبارك وتعالى تزوّج إلى الجنّ، فخرج منهما الملائكة، قال: سبحانه سبح نفسه

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا) قال: الجنة: الملائكة، قالوا: هنّ بنات الله

بعضهم قال اليهود قالت. وهذا المقطع من بدايه اضطرابه في مكة قبل دخول اليهود في المشهد. تعرفون طبعا أن اليهود لا يقولون ذلك وهم من اخترعوا فكرة الإله الإبراهيمي وأطلقوا أسماء عبرانية على الملائكة.

وبعضهم اعتبر أن قولهم إناثا يكافئ القول أن الله تزوج جنية. نفس تفكير محمد. الارتباك والحيرة والتخبط

فهم محمد فهم مذهون. قولهم أن الملائكة إناث تعني أن الله أهبل فضل البنات على البنين. إذن لا وألف لا. وإذا كانوا ذكورا فمن الأم؟ إذن هم يقصدون أن الله تزوج؟ لكن من يصلح ليكون زوجة لله؟ لا يوجد غير الجن. وهكذا كون ضلالة ممنهجة وعزاها لأهل مكة. وهم كل الذي فعلوه هو أنهم نبهوه أنه يؤنث الملائكة ويقول الصافات التاليات الملقيات والسابحات

تطاير الافكار

وبعد سجعية نسب الجن يتدفق مقطع لاهث الكلمات قصير العبارات مزدحم الجمل متطاير الراوبط

﴿سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٥٩ إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ ١٦٠ فَإِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ ١٦١ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ بِفَٰتِنِينَ ١٦٢ إِلَّا مَنۡ هُوَ صَالِ ٱلۡجَحِيمِ ١٦٣ وَمَا مِنَّآ إِلَّا لَهُۥ مَقَامٞ مَّعۡلُومٞ ١٦٤ وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلصَّآفُّونَ ١٦٥ وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ ١٦٦ ﴾ [الصافات: 159-166]

لا يمكن لله أن يناسب الجن إذن سبحان الله عما يصفون. ثم فجأة ودون سابق إنذار : إلا عباد الله المخلصين. سجعية طائرة لا علاقة لها بشيء. شذوذ الاستثناء في الذهان عرض شائع تطرقنا لبعض جوانبه في منشور سابق. وقد ظهر الشذوذ هنا مرة أخرى. واحتار المرقعون بالتأويل

قال بعضهم أن المستثى منه الذين جعلوا بينه وبين الجنة نسبا. جعلوا إلا عباد الله المخلصين. وهذا ممكن. حيث تتميز لغة المذهون بالانجراف أو ما يعرف في الطب النفسي بمصطلح

Derailment

حيث ينجرف المريض في الكلام ويتشعب ثم ينسى أين وصل ويعود للبداية وكأنه لم يقل شيئا بعدها. فينتج الكلام متفككا متباعدا متطايرا شاذا

وقال بعضهم إنه يستشني من المحضرين. الجنة محضرون إلا عباد الله الصالحين. وهذا ممكن ايضا. حيث لوحظ في الاستثناء عند الذهانيين التنافر بين المستثنى والمستثنى منه. كما نرى علامة بارزة ذهانية أخرى وهي انعدام القدرة على التثبيط. أو ما يعرف في الطب النفسي

Lack of proactive inhibition

وهو نوع من الشذوذ اللغوي الذي يظهر في الذهان وهذا تعريفه

Lack of proactive inhibition is a cognitive phenomenon that refers to the failure to suppress irrelevant or interfering information that may affect the performance of a task

لا يستطيع المريض التحكم بتدفق الكلام وكبح الأفكار الطارئة المتدخلة التي لا علاقة لها بالموضوع. فقد كان يتحدث عن أهل مكة أنهم جعلوا بين الله والجنة نسبا. ذكر الجن ولد فكرة دخلية طارئة : الجن سيحضرون أمام الله للعقاب فلم يتمكن من كبحها وانجرف قائلا : ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون. وهذه الفكرة ولدت فكرة جديدة وهي العقاب فلم يتمكن من كبحها واستثنى أتباعه حتى لو لم يكونوا من جنس المستثنى منه : إلا عباد الله المخلصين

تحليل سجعيات محمد في ظل معرفة الطب النفسي عن الشذوذ اللغوي الذهاني يوضح لنا كل الصورة الذهانية للإسلام

ثم يقفز قفزة أخرى : فإنكم وما تعبدون. كان يتحدث عنهم بصيغة الغائب : وجعلوا… ثم استخدم الحرف فـــــ وقفز لصيغة المخاطب إنكم وما تعبدون

مثال نموذجي لتطاير الأفكار. تستخدم فــــ للعطف وللسببية ولربط جواب الشرط وللتزيين ولربط جواب أما. لكن المفسرين احتاروا ماذا هي هنا. ولماذا هذه الانعطافة في الكلام. وكيف قفز فجأة من موضوع لموضوع

التطاير يظهر أكثر في ماهية المتحدث. فبينما كان يتحدث الساجع باسم الله ويظهر كلامه كأنه يقول أن الله يقول وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا. يبدو الكلام هنا على لسان كائنات أخرى وليس الله

فَإِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ ١٦١ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ بِفَٰتِنِينَ ١٦٢ إِلَّا مَنۡ هُوَ صَالِ ٱلۡجَحِيمِ ١٦٣ وَمَا مِنَّآ إِلَّا لَهُۥ مَقَامٞ مَّعۡلُومٞ ١٦٤ وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلصَّآفُّونَ ١٦٥ وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ ١٦٦

وما منا إنا وله مقام معلوم. وإنا لنحن الصافون

الملائكة بصيغة التذكير تتحدث وتقول : إنكم وما تعبدون

يمكن فهم هذا التخبط بسهولة بمعرفة اضطراب محمد. لقد كان يتحدث عن الجنة وهم محضرون ويستثني عباد الله. هذا الحديث ولد في رأسه مشهدا هلوسيا. الجن يتم إحضارهم. هناك عقاب. عباد الله ينجون منه. ثم تدخل الملائكة في المشهد. هذه المرة تنبه أنهم ذكور وليسوا إناثا فلا يقول عنهم الصافات بل الصافون. في هذا المشهد المتولد كل واحد منهم له مكان محدد : مقام معلوم. وهم صافون. مرتبون بشكل صفوف. ويقومون بالتسبيح

اضطراب محمد يفسر تطاير الأفكار. ويفسر هذه الانجرافات والقفزات المباغتة والانحرافات الفجائية

النمطية المكررة

وفي الختام أود التنويه لعلامة ذهانية برزت في نهاية السورة. وهي التكرار الذهاني للعبارات والجمل حيث لا توجد حاجة لتكرارها ولا تضيف شيئا للمعنى. لاحظوا هذا المقطع

وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ١٧٣ فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ ١٧٤ وَأَبۡصِرۡهُمۡ فَسَوۡفَ يُبۡصِرُونَ ١٧٥ أَفَبِعَذَابِنَا يَسۡتَعۡجِلُونَ ١٧٦ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمۡ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلۡمُنذَرِينَ ١٧٧ وَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ ١٧٨ وَأَبۡصِرۡ فَسَوۡفَ يُبۡصِرُونَ ١٧٩ سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٨٠

يقول الساجع

فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ ١٧٤ وَأَبۡصِرۡهُمۡ فَسَوۡفَ يُبۡصِرُونَ ١٧٥

ثم يعود بعد جملتين ويقول

وَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ ١٧٨ وَأَبۡصِرۡ فَسَوۡفَ يُبۡصِرُونَ ١٧٩

تظل العبارة ملحة على تفكير المذهون فتتكرر ولا يستطيع الخلاص منها. وتذكر السيرة والحديث أن أصحابه كانوا يقولون عندما تحصل له هذه الحالة : حتى نقول ليته سكت


نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم


قناتنا على اليوتيوب



ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Discover more from Quran Debate

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading