ينزل الملائكة
الخداع الحسي ظاهرة تنتج عن معالجة الدماغ البشري للمعلومات الواردة عن طريق الأجهزة الإدراكية وإخراجها بصورة مختلفة عن الواقع لكي يفهمها.
فقد يرى وجه أسد في تشكل السحاب أو حركة ثعبان في تموج المياه. ويميل الدماغ لتفسير الأشياء الغامضة وغير المفهومة بأشياء يعرفها من قبل.
الأرض والسماء
من الخداع الحسي فهم الدماغ البشري للعلاقة بين الأرض والفضاء. فبسبب محدودية الحواس إذا وقف الإنسان في أرض مفتوحة فسيدرك وكأنه على أرض مسطحة وفوقها سقف مرفوع هو السماء. وبالتالي إذا فكر في شيء قادم من السماء فسيدركه وكأنه ينزل. وإذا حاول تصور شيء يذهب من الأرض لأي مكان في هذه السماء فسيدركه وكأنه يصعد.
ولو كان هناك كائن بنفس مواصفات البشر يعيش على المريخ مثلا فسيدرك شيئا مماثلا تماما. إذا أراد أن ينظر للأرض فسينظر للأعلى. وسيدرك أن الأرض تقع في السماء فوق المريخ. وإذا فكر في شيء يتم إرساله للأرض فسيدركه وكأنه يصعد أو يعرج إليها. وإذا فكر في شيء يرسل من الأرض للمريخ فسيدركه وكأنه ينزل من السماء.
لن يعرف أن هناك كونا مترامي المجرات. سيكون الكون بأكمله في نظره عبارة عن مريخ وسموات فوقه ومسافة فاصلة بينهما يستطيع أن يراها ويرى الطيور تجوبها والسحب تمر بها. لن يدرك أن المريخ يقع ايضا في السماء. وهي تحيط به من كل جانب لأنه كرة وليس قرصا مسطحا. مثله مثل الأرض والزهرة والمشتري. يتحرك في هذه السماء دائرا حول الشمس
امتلاك المعرفة
وماذا لو كان هناك كائن يملك معرفة الحقيقة داخل الأرض أو خارجها؟
لا شك أنه سيكون قادرا على التخلص من فخ الخداع الحسي. عند إرسال مركبة للفضاء سيقول تم إرسال مركبة. تم إطلاق صاروخ للفضاء. لن يستخدم كلمات نزل وصعد وعرج. لأنه يعرف أن هذا غير صحيح.
عندما يكون على الأرض وأرسل شيئا للمريخ لن يقول أنزلنا على المريخ. وينطبق هذا على الأرض ايضا. بل وعلى اي مكان آخر في الكون في واقع الأمر. لأن النزول هو الخداع الحسي الواقع فيه ساكن المريخ لو كان فيها سكان. أي شيء يأتي إليهم من الأرض سيدركون وكأنه نزل عليهم من الأرض أو السماء لأن الأرض تقع في السماء من منظورهم. وأي كائن خارج المريخ سينجو من هذا الفخ وسيستخدم تعبيرا آخر : أرسلنا أو أطلقنا على سبيل المثال.
ماذا لو كان هناك موهوم على المريخ؟
الآن دعونا نتصور لو كان هناك شخص مذهون على المريخ ويعاني من أوهام عظمة الاصطفاء ويؤمن أنه تم اختياره ليكون سيد المريخيين ومنقذهم.
وادعى أن الإله والملائكة يعيشون على الأرض ذلك الكوكب الجميل أو أي مكان آخر في السماء وأن الإله قرر أن يرسل إليه. فكيف سيدرك توصيل الأشياء إليه؟ الجواب واضح. نفس ما سيدركه شخص على الأرض : نزول. الوحي نزل. جبريل نزل. الملائكة تنزل إلى من عندالله الذي هو في الأرض أو أي مكان آخر في الفضاء. وعندما تعود لمقرها تعرج من المريخ وتصعد.
وعندما يقرأ على الناس الكلام الذي ادعى أن الله ألفه سيستخدم منظوره الشخصي : الله أنزل إليكم. أنزلنا إليك. وهكذا
ولو كان الله هو فعلا من ألف هذا الكلام فلن يقع في فخ الخداع الحسي. وسيتكلم عن الأمور من منظور آخر وليس من منظور ساكن المريخ.
هذه الزلة البسيطة زلة الوقوع في فخ الإدراك الحسي ستفضح أن هذا النبي المريخي كذاب. وأن الكلام الذي يقوله ألفه شخص يعيش على المريخ يرى الأمور بمنظور ساكن المريخ. شخص يجهل حقيقة الكون. ويجهل مكان المريخ في الكون وعلاقته بالفضاء من حوله
وماذا عن الأرض؟
وماذا لو قام شخص على الأرض بنفس الادعاءات؟
الجواب واضح ولا يحتاج المزيد من القول
تأملوا هذه العينة البسيطة من السجعيات القرآنية
يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۚ وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)
هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (9)
هذه فقط عينة من عدد كبير من السجعيات. هذه هي الصورة النمطية لعلاقة التوصيل بين الأرض والسماء في السجع القرآني. وكما نرى يكشف هذا النمط عن حقيقة منظور مؤلف السجع وأين كان يقبع وما مدى معرفته بحقيقة بالواقع
نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم
ساهم في تبديد الخرافة
ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
