rural houses on mountain slope

أهلكناها فجاءها بأسنا

يعتبر مقياس الشذوذ اللغوي مؤشرا حيويا يستخدم للتشخيص في الاضطرابات الذهانية كاضطراب الضلالة والفصام واضطرابات المزاج المصحوبة بسمات ذهانية.

ويقاس الشذوذ بالمقارنة مع طريقة الكلام الشائع في زمان ومكان المريض. فمثلا في القاهرة أيامنا هذه سيقاس مقارنة بلهجة سكان القاهرة وفي بغداد بلهجة سكان بغداد وفي لندن بلهجة سكان لندن وهكذا.

ولكي نطبقها على شخص عاش قبل قرون نقارن كلامه بكلام أهل زمنه.

ولذلك يقارن كلام محمد بكلام العرب في القرن السابع أو ما قاربه. وللغة العادية تركيبة تختلف عن الشعر. ففي الشعر وبسبب الحاجة للحفاظ على وزن وقافية يضطر الشاعر لكسر القواعد ويصنف ذلك تحت مصطلح الضرورة الشعرية. بالنسبة لمحمد الضرورة الشعرية غير مسموحة له لأنه نفى أن يكون كلامه شعرا ونفى أن يضطر لكسر القواعد اضطرارا حيث نسب كلامه لله الذي لا يضطر ولا ليعجز عن قول ما يشاء دون الحاجة لكسر اللغة بحجة الضرورة السجعية.

ولأن الله لم يقل شيئا وولم ينزل لمستوى بدو الصحراء لينافسهم في سجعياتهم فإن القرآن الذي كانت نتاج هلاوس سمعية وبصرية وأوهام عظمة وتآمر عانى منها محمد امتلأ بعلامات الشذوذ الذهاني.

ومن هذه العلامات الخلط بين النفي والاثبات , الاستثناء المضطرب , الخلل في التمهيد, تقريب الألفاظ , واللفظ المعكوس والإشارة إلى غير موجود وعلامات أخرى نعرض لها بين الحين والآخر.

ارتباك النفي والاثبات:

الارتباك بين النفي والاثبات ظهر في مواضع عديدة في القرآن – لنأخذ بعض الأمثلة:

” وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون “

يستطيع المرء التقاط الشذوذ بالسهولة. يقول حرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون. أي عدم الرجوع حرام. أي الرجوع مسموح وجائز وغير حرام.

وهو في الحقيقة يقصد العكس ونستطيع أن نرى ذلك من السياق. هو يريد أن يقول أن اي أهل قرية قام بقتلهم ووإبادتهم فحرام عليهم الرجوع. رجوعهم غير ممكن. لكن الاضطراب نال منه قال عدم رجوعهم حرام وغير ممكن

ومثال آخر على ارتباك النفي والاثبات:

وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون “

وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون – ركزوا جيدا على العبارة. يريد أن يقول وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون.

الله يبرر في هذه السجعية عدم إتيانه بدليل لمحمد استجابة لطلب قومه بهذا الرد الذي يثبت بشرية القرآن لكننا لسنا بصدد مناقشة طبيعة الرد هنا. فقط سنركز على الشذوذ اللغوي الذهاني.

بطبيعة الحال هذه سجعية تسلية. وسجعيات التسلية تنتج عن هلاوس. لأن الهلاوس تقوم بوظيفة تسلية المريض الذهاني عند الضغط. وفي هذه السجعية مصدر الضغط واضح.

أهل مكة وضعوا محمدا في زاوية ضيقة وطلبوا منه دليلا على صحة ادعاءاته بالتخاطب مع السماء وأقسموا له بكل جهدهم أنهم سيؤمنون فقط يريدون دليلا.

وهكذا رموا الكرة في ملعبه واثبتوا عليه الحجة وكسبوا المعركة الفكرية. وصار ملزما بتقديم الدليل وإلا فذلك برهان على كذبه. والوضع الطبيعي في مثل هذا الموقف هو هذا وقريش ليس عليها حجة بعد الآن. فقط يريدون أن يثبت لهم أنه صادق وليس كذابا وينتهي الخلاف.

ولأنه فعلا يكذب أو بالاصح يتوهم ولا يملك دليلا فقد وقع تحت ضغط كبير احتاج معه إلى تثبيت. وقامت الهلاوس بهذا الدور. فقالت له:

إنما الآيات عند الله( بكيفه ومزاجه) وما يشعرك (بمعنى ما يدريك) يا محمد أنت وأصحابك أنهم إذا جاءتهم الآيات لا يؤمنون بها. وهو يريد أن يقول وما يدريك أنهم سيؤمنون إذا استجبنا لتحديهم وأعطيناك آية وليس لا يؤمنون. النفي لا مكان له هنا وهو علامة اضطراب تفكير يظهر في اللغة

الضغط ولد لديه الشذوذ اللغوي هنا. فقال ما يشعرك  أنهم إذا جاءتهم الآيات لا يؤمنون.

في هذا الموضع لا يصلح النفي. هذا شذوذ لغوي. الصحيح هو أن يقول وما يشعرك أنهم سيؤمنون إذا جاءتهم الآيات.

قد يستخدم الشعراء أحيانا شذوذا من أجل الحفاظ على الوزن تحت مبرر الضرورة الشعرية ويكون ذلك نقطة ضعف في بلاغتهم ونقطة ضعف في قدراتهم اللغوية.

لكن القرآن غير مضطر للحفاظ على القافية. ومحمد فعلا لم يدرك أن لا زائدة وأن النفي خاطئ بسبب ارتباك قدرته على التفريق بين النفي والاثبات.

وقد ورد هذا الارتباك بين النفي والاثبات في مواضع أخرى كقوله:

لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (

والصحيح ليعلم أهل الكتاب الخ

وقوله:

قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)

والصحيح ما منعك أن تسجد وليس ألا تسجد

ويمتلئ القرآن في واقع الأمر بسجعيات اضطراب النفي. فنجده أحيانا يدخل لا النافية في مواضع زائدة لا داعي لها تماما كما يفعل الشاعر تحت الضرورة الشعرية. فعلى سبيل المثال يقول:

وما يستوى الأحياء ولا الأموات

والصحيح هو وما يستوي الأحياء والأموات. ما وحدها تكفي للنفي هنا ولا زائدة وتعتبر ضعفا لغويا وبلاغيالأن فعل التساوي وقع بين الأحياء والأموات أنفسهم وليس مع طرف ثالث. مثل ذلك أن تقول ولم يتعادل ريال مدريد ولا برشلونة (عندما تباريا مع بعض )وأنت تريد أن تقول لم يتعادل ريال مدريد وبرشلونة (عندما تباريا مع بعض) ويكفيك حرف نفي واحد فقط لأن فعل التباري وقع منهما مع بعضهما وليس مع طرف ثالث. لكن التشديد على النفي علامة ذهانية شائعة. وستجدون في كلام كثير من الذهانيين هذه العلامة. حيث يكرر المريض حرفين وأكثر للنفي بدل حرف واحد.

تشوش الترتيب:

ومن علامات الشذوذ اللغوي الذهاني تشوش الترتيب. وتشوش الترتيب ينتج عن اضطراب إدراك الزمن. وهذه العلامة موجودة بشكل هائل في القرآن. فعندما يلوم محمد يهود المدينة على قتل الأنبياء وعبادة العجل مثلا فهذا نتائج عن اضطراب الزمن. تناولنا هذا الخلل في عدة مواضيع سابقة. هنا دعونا نرى مثلا هذه السجعية:

” وإذا قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة “

نلاحظ دخول الباب أولا والقول حطة ثانيا.

وعبارة قولوا حطة توضح علامة ذهانية أخرى وهي التفكير السحري وإعطاء الفاظ محددة قوى سحرية خارقة لكننا لن نناقش التفكير السحري هنا. سنركز فقط على الترتيب : 1.دخول الباب 2. القول حطة.

لم يستطع محمد الحفاظ على هذا الترتيب. فعكسه في سجعية أخرى:

” وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً “

وتبرر مؤسسة الكهنوت ذلك بأن الواو لا تفيد الترتيب في القرآن. ولو سلمنا بذلك سنجد أنه في الوضوء يجوز غسل الرجل قبل الوجه. وهذا فعلا ما ذهب إليه بعض الفقهاء حيث حيرتهم أخطاء سجعيات محمد:

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ

وقد ناقشنا هذه العلامة في ترتيب العجل والصاعقة في قصة بني إسرائيل حيث ظهر التناقض في القصص القرآني ويتم ترقيعه تقريبا بمبررات مشابهة للمبرر أعلاه.

لكن شذوذ اللغة الذهاني عميق عند محمد إلى حد كبير جدا لا ينفع معه الترقيع. بل معظم السجعيات إلى سجعيات محتاجة أشد الحاجة للترقيع.

فمثلا نجده يقول:

وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4)

يظهر هنا تشوش الترتيب بشكل لا غبار عليه ولا يمكن تغطيته بترقيع. فهو استخدم الفاء للعطف. والفاء تفيد التعاقب الزمني والترتيب. لكنه عكس ترتيب الأحداث.

فقال أهلكناها فجاءها بأسنا. والبديهي للعقل السليم أن مجيء البأس قبل الهلاك. مجيء البأس هو السبب في الهلاك. والهلاك هو نتيجة مجيء البأس.

لكن محمد قال العكس تماما. الهلاك أولا. الهلاك هو السبب. ومجيء البأس هو النتيجة.

وقد استغرق عالم اللغة العربي الزجاج في كتابه إعراب القرآن  في محاولة تبرير عكس الترتيب في هذه السجعية حوالي عشر صفحات. كلها لمحاولة تغطية الخطأ في الترتيب هنا. الغريب أن يأتي أبناء القرن ال20 وال21 ليدعوا أنهم يفهمون اللغة أحسن من العرب الأوائل الذين كانوا يتحدثونها بالسليقة كلغة أم واحتاروا فعلا في فك شفرات سجعيات محمد. إنه تضخم الأنا عند أنصاف المتعلمين لا غير أو امتهان الدجل لدرجة تصديق الذات

لم يكن علماء اللغة الأوائل يدركون اضطراب محمد من جهة وكانوا يؤمنون أن هذه السجعيات ألفها الله في السماء كما لم يدخل الشذوذ اللغوي الذهاني كعلامة تشخيصية من علامات الذهان إلا في السنوات الأخيرة ولا سبيل لعالم لغة أن يعرف الطب النفسي ولذلك يحتارون حيرة شديدة ويحاولون جهدهم إخراج معنى عقلاني لسجعيات رجل ذهاني مضطرب.

في الأخير سنجد المسلم العامي البسيط يبرر هذه الأخطاء باتهامنا بعدم فهمنا للغة. والحقيقة هو الذي لا يفهم. هو غالبا لا يجيد إعراب جملة واحدة ولا نظم بيت شعر واحد بل ربما لم يقرأ في حياته كتابا واحدا من كتب العربية ولم يسمع في حياته عن كتاب واحد ولغته الأم هي العامية الدارجة.

لغة القرآن أساسا لغة كهنوت فقط في وقتنا الحالي. فقد ماتت مع بداية الحكم العثماني وحلت محلها اللغات الدارجة العامية. وصارت العربية لغة ثانية يتم تعلمها بالمدرسة. وأكثر الناس لا يعرفها إلا سطحيا. حتى متخصصو اللسانيات في زمننا يركزون على لغة التليفزيون والكتب على أنها الفصحى وهي ليست كذلك. بل هي لغة معدلة لتحل محل الفصحى. لكن العوام يندفعون للجدل دون أن يكون لديهم أي علم بالنحو والصرف وأساسيات اللغة من باب الرغبة أن تكون معتقداتهم صحيحة. فمعتقداتهم تعطيهم الشعور بالأمان أنهم على حق. كما أن معنى أن تقول لهم أن معتقدهم خاطئ هو أنكم أغبياء انضحك عليكموصدقتم. وهذا يعني أنتم أغبياء. مما يسبب جرحا نرجسيا للأنا وبالتالي يفضلون إنكار الحقيقة والاستمرار في عيش الكذبة حتى يتجننبوا ألم الجرح النرجسي الذي يسببه الاعتراف بخطأ المعتقد وكذب مادة التلقين.

وهذا موقف خاطئ. فالافضل دائما رؤية الحقيقة واتباعها ولو في وقت متأخر.

ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب
إعلانات- Advertisements
كوللاجن انتسيف … مركب يحتوي على المواد اللازمة لتجديد الكوللاجن الطبيعي كما يحفز الجلد على إنتاجه مما يساعد على إزالة التجاعيد الخفيفة وتقليل ظهور التجاعيد وخطوط الوجه وتقليلها ويساعد في تخفيف الأكياس تحت العين ويساعد على الحفاظ على منظر شاب. يفيد بشكل خاص الفتيات بين عمر الـ35 والـ 60 عاما
بروفوليكا … منتج لإعادة نمو الشعر وإيقاف التساقط. ينفع بشكل أفضل عندما يستخدم في بداية تساقط الشعر أو عندما يلاحظ خفة نمو الشعر. يعالج بروفوليكا السبب الرئيسي في تساقط الشعر لدى الرجال وهو زيادة افراز الدايهيدروتيستيرون. كما أنه يمنع نمو البكتيريا الضارة لبشرة الرأس ويساعد على إحياء الحويصلات
جين اف20 … يساعد هذا المنتج جسمك على افراز هرمون النمو مما يمكنه من مقاومة علامات التقدم في العمر وابطاء تسارع الشيخوخة. تناوله ينتج في مظهر أكثر شبابا وفي عضلات اكثر مرونة
كما انه يسرع الاستقلاب ويقوي الرغبة الجنسية ويساعد في مقاومة الخمول

تطبيق اندرويد
Download@GooglePlay
حمل تطبيق الموقع من متجر جوجل

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Discover more from Quran Debate

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading