يجعل الولدان شيبا – خطأوترقيع
آمن الإنسان القديم بكثير من الاشياء الخاطئة. ومع تقدم البشرية اكتشف البشر الخطأ وزالت معظم هذه الأفكار. بعضها ظل كتعبير موروث لا أكثر ولا أقل كتسمية الفضاء بلفظة سماء عند عوام الناس وبعضها اندثر تماما
من أمثلة ذلك اعتقاد البشر أن الأرض مدحوة أي مسطحة (راجع لسان العرب أو مختار الصحاح للمعنى الصحيح غير المفبرك للفظة دحاها)
ومنها اعتقاد رعاة الغنم في الجزيرة العربية أن الكواكب مصابيح زينة توقد من شجرة زيتونة. ومنها اعتقادهم أننا نرى الأشياء لأن الطرف (وهو اسم جامع للبصر لا يثنى ولا يجمع-راجع لسان العرب لهذا المعنى وبقية الدلالات) يخرج من العين فيسقط على الأشياء ثم يرجع. ومنها اعتقاد البشرية أن التعقل والفهم والادراك يتم بالقلب. واعتقادهم أن حفظ الاسرار يتم في الصدر وأن مركز الذاكرة يقع في القفص الصدري
النص الديني وفخ الأخطاء البدائية
ظهر الدين في العصور المظلمة لسبب واحد : إمكانية تمرير الخرافة في ذلك الزمن. لا توجد كاميرات ولا يوجد توثيق ولا توجد مستشفيات نفسية لمعالجة الهلاوس والضلالات. ومثل أي شخص آخر في زمنه ارتكب مؤلف النص الديني للوثنخافية الاسلامية نفس الأخطاء. فقال إلى الأرض كيف سطحت وقال كوكب يوقد من شجرة وقال وما تخفي صدوركم أعظم وقال بلغ مغرب الشمس فوجدها تغرب في عين حمئة وقال فتحنا أبواب السماء بماء منهمر وقال يرتد إليك طرفك إلى نهاية قائمة طويلة من الأخطاء الفادحة
تكلم عن الظواهر الطبيعية بطريقة خرافية ولم يتمكن من إعطاء تفسير واحد صحيح لظاهرة واحدة : لم يعرف ما هو الخسوف والكسوف ولم يعرف لماذا يتغير شكل القمر ولم يعرف أن الأرض كوكب ولم يعرف أن هناك دماغ ولم يعرف أن الشمس نجم. حتى أنه لم يفرق بين البحر والنهر وبين الكوكب والنجم والشهاب. وفسر ظاهرة الشهب تفسيرا ذهانيا: ظهرت بسبب رسالتي لتمنع الجن من سماع تعليمات الله قبل أن تصل إلي وقبل ظهوري كانت الشياطين تتخذ مقاعد للسمع فلا تجد أي شهب
الولدان شيبا
ومن معتقدات الانسان البدائي أن الخوف يحول الشعر الأسود إلى أبيض حتى في الأطفال والصغار. وهي معلومة خاطئة لكنها كانت منتشرة في ثقافات الشرق الأوسط وما جاورها
والهم يخترم الجسيم نحافة *** ويشيب ناصية الصبي ويهرم
وقد اعتقد ساجع القرآن بهذا الخطأ. بل وقال لأتباعه أن الولدان من رعب يوم القيامة سيبيض شعرهم
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17)
استخدم هذا التعبير بسبب وقوعه في فخ معلومة شعبية خاطئة : الخوف يحول الشعر الاسود إلى أبيض
ظلت هذه المعلومة سائدة حتى تقدم الطب الحديث فكشف أن ذلك لا يحدث. الخوف لا يحول الشعر الاسود إلى أبيض. راجع هذا المقال من الموقع الطبي كليفلاند كلينيك
تناقل الفرنسيون أن ماريا انظوانيت ابيض شعرها في ليلة واحدة عشية إعدامها. لو لم تكن هناك كاميرات لقال الشيعة نفس الشيء عن صدام حسين عشية إعدامه. كان الناس في العصور المظلمة يؤمنون بهذه الفكرة الخاطئة نفس إيمانهم بأن التعقل والتفكر والتدبر والفهم يتم عن طريق القلب
بالنسبة للأطفال لا يتحول شعرهم إلى أبيض تحت أي مقدار من الخوف. فقط غياب صبغة الميلانين بشكل مرضي يفعل ذلك. غير أمراض الميلانين لا شيء يحدث ذلك. يحدث الخوف فيهم اضطرابات نفسية عديدة لكنه لا يجعلهم شيبا. هذا خطأ علمي ارتكبه الساجع لأنه سمع الناس في زمنه تقول هذا وظنه حقيقة فاستخدم معلومة خاطئة ليبالغ في تصوير الرعب يوم القيامة
إذا صادف ورأيت طفلا بخصلة بيضاء فتأكد أن جيناته هي السبب وليس تعرضه للخوف
بالنسبة للكبار الخوف لا يسبب فقدان الشعر للون. والتوتر على فترات طويلة من الوقت لا دور يذكر له في ذلك رغم اعتقاد الكثيرين . يبدأ فقدان الشعر للونه تدريجيا مع العمر من أواخر العشرينيات. تتحكم الجينات فيه بشكل كامل. ويختلف ذلك من شخص لآخر. بعض الناس يحتفظ شعره بلونه الاصلي لنهاية العمر ليس لأنه لم يخف بل لأن جيناته كذلك. وبعضهم يفقد شعره لونه في الثلاينات من العمر ليس بسبب أنه يخاف كثيرا بل لأن جيناته كذلك
السبب الوحيد وراء تغير لون الشعر هي التناقص التدريجي مع الزمن في عدد الخلايا الجذعية التي بامكانها النضوج لتكون خلايا منتجة للميلانين وسواء كنت تشعر بخوف متواصل أو كنت تشعر بأمان دائم وطمأنينة متواصلة فسيحدث ذلك
ترقيع
لن أتطرق هنا للفرق بين المجاز والكناية في العربية ويمكن للقارئ أن يبحث بنفسه لكني سأشير إلى ترقيع ظهر حديثا لمثل هكذا أخطاء مقدسة
قال بعض المرقعين المعاصرين أن ذلك تعبير مجازي وهم يخلطون بين الكناية والمجاز أساسا واعتقد أنهم لا يعرفون الفرق. و رغم ذلك حتى لو كان فالخطأ خطأ والمجاز لا يبرر اعتقادا خاطئا ولا يحول معلومة خاطئة إلى معلومة صحيحة. لكن الحقيقة ساجع القرآن كان يعنيه حرفيا وأورده كجزء من الصورة يوم القيامة يوضح فيه ما يحدث للأطفال .ولكن هذا لا يهم. المهم أنه خطأ. كون أي تعبير مجازيا لا يبرئه من الخطأ. خالق الكون لن يرتكب هذا الخطأ من الاساس. نقول عن الشخص انقطع نفسه إذا تعب لأن أنفاسه فعلا تتسارع بشكل كبير. لكن لو قلنا هدأت أنفاسه ككناية عن التعب فقد اخطأنا. ولو قلنا توقفت أنفاسه فقد أخطأنا. فالخطأ لا يتاثر بكون التعبير مجازيا والمجازية لا تجعل المعلومة الخاطئة صائبة.
لكن ساجع القرآن رغم ذلك لم يكن يستخدمه مجازيا بل كان يعني حرفيا أن الولدان يشيبون من الخوف ومن رعب يوم القيامة ولذلك استخدم هذا التعبير كجزء من المشهد المرعب يوضح ما يحدث للاطفال فكيف بالكبار لأنه يعتقد أنه صحيح. وأنه يحدث. وكان يعطيهم صورة عن فظاعة ما يحدث. مثل أن تقول لشخص تحذره من انفجار قنبلة نووية : وكيف سينجو الناس وحرارتها تذيب الحديد. فأنت استخدمت عبارة تذيب الحديد ككناية عن قوة تدميرها لأنك تعتقد فعلا أنها تذيب الحديد ولو كانت عبارة تذيب الحديد خاطئة فقد أخطأت ولا يعفيك استخدامها ككناية من أنك أخطأت وآمنت بمعلومة غير صحيحة. تخيل لو أنك بدلا من أن تقول له تذيب الحديد قلت له وكيف سينجو الناس وهي تجمد الماء. أو وهي تحول الغاز جمادا؟؟ هل يعفيك ذلك من أنك ارتكبت خطأ؟ هل المجازية تجعل المعلومة الخاطئة صوابا؟ كلا
ورود هكذا معلومات خاطئة في النص الديني تبرهن بشكل لا ريب فيه الصناعة البشرية للأديان وعدم صحة ادعاء التواصل مع خالق الكون. فخالق الكون لو وجد لن يجهل هذه الأمور ولن يرتكب هذه الأخطاء. خالق الكون يعرف أن لون الشعر يعتمد على صبغة الميلانين وليس على الخوف والرعب. لكن هل يمكن لراعي غنم في القرن السابع أن يعرف ما هي صبغة الميلانين وما هو دورها؟ الجواب واضح
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements
كما انه يسرع الاستقلاب ويقوي الرغبة الجنسية ويساعد في مقاومة الخمول
ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
المقال يفتقد نقطة هامة… أصل الخطأ الشائع وحدوث ظاهرة الشيب المفاجئ كما حدث بالفعل مع ماري انطوانيت وغيرها هو حدوث سقوط مفاجئ للشعر نتيجة الخوف الشديد أو أي علة جسدية مفاجئة (الثعلبة) حيث يحدث سقوط انتقائي للشعرات السوداء ولا تصاب الشعرات البيضاء التي لا تتأثر بتلك الحالة فيبدو الشخص وكأنه شاب فجأة… النقطة الثانية التي يجب توضيحها أكثر وهي أن غياب صبغ الميلانين يبدأ من جذر الشعرة في البويصلة ويستغرق الأمور شهوراً حتى تصبح كامل الشعرة بيضاء (حسب طول وسرعة نمو الشعر) ولا يمكن أن يحدث غياب كامل ومفاجيء للميلانين من كامل الشعرة سوى باستعمال مواد كيميائية