brown rock formation

باخع نفسك

تتحكم الحالة المزاجية بأفكار المريض الذهاني كلية فلو كان مسرورا تظهر العظمة والنشوة عليه وتصبغ كلامه وتصرفاته ولو كان منزعجا يظهر ذلك على سلوكه وقراراته وكلامه. ولا يوجد مثال واضح على هذا كسجعيات مؤلف القرآن التي تغيرت وتبدلت ونسخت ومحيت وأنسي بعضها وجيئ بمثله بدلا منه بسبب تغير مزاج المؤلف. ولذلك كان تشريعه تشريع مناسبات. وقراراته مزاجية للغاية.

سنأخذ مثالا على تأثير مزاج الساجع على كل تصرفاته بعض سجعياته في سورة هود.

توقيت سورة هود

الاسلام بمجمله قصة روائية كتبها المنتصر بعد القضاء على خصومه. وما كتبه المنتصر حتما لن يحتوي سوى على ما يلمعه ولو كانت كلها أكاذيب. وبما أن التاريخ الاسلامي ليس أكثر من رواية لا يمكن اثبات صحتها حتى أن شخصية محمد نفسه لا دليل على وجودها إلا هذه الروايات فإنه لا يملك أية مصداقية ووثوقية. لا يوجد أثر لمحمد سوى قبر في يثرب يزعمون أن جسده محفوظ بداخله لم يتحلل ومع ذلك لا يجرؤون على فتحه وإحضار وسائل الاعلام العالمية المحايدة للـاكد من هذا الادعاء. يخافون أن يكون القبر مجرد كذبة من ضمن فبركة المنتصر للتاريخ من ناحية ومن ناحية أخرى يخافون أن تروا جسد نبيهم وقد قضى عليه الدود ولم يبق إلا العظام فينفضح أمرهم خاصة وأنه عندما فدن كان قد ربا بطنه وانتشر خنصراه طبقا لتاريخهم هم أنفسهم عنه.

لكننا سنجاريهم. سنعتبر أن كتاب سجعيات محمد وسيرته وتاريخه غير كاذبين وأن هذه أحداث حقيقية وليست مجرد أهازيج وروايات فبركوها. وإلا صار محمد مجرد كذبة روائية ألفها ابن هشام والطبري والبخاري ومن لف لفهم.

وقد وثق أتباع محمد وكاتبو سجعياته ترتيب نزول سور القرآن. ونجد ترتيب سورة هود هو 52. ويسبقها مباشرة سورة يونس ويليها سورة يوسف.

ونستطيع بقرائتها وقراءة ما قبلها وما بعدها معرفة الظروف المحيطة والحالة المزاجية للساجع.

اكتبوا مثلي

نلاحظ في السورة التي سبقتها أن قريشا قالت له أنت كذاب. ولدفع التهمة عن نفسه قال لهم ألفوا سجعيات مثل سجعياتي وطلب منهم تأليف سورة واحدة.

ورغم سخافة الحجة وتقزيم قدرة الخالق إلى مجرد راعي غنم يؤلف سجعا بلغة قريش ويتحدى الناس ان تدخل معه في مسابقة ساجع المليون ورغم أن عدم قدرة الناس على تأليف سجع مثله لا تعني سوى أنه يجيد السجع ولا تعني أبدا أن هذا السجع فضائي إلا أن هناك أمرا مهما جدا يتم التغاضي عنه.

فقد أعاد نفس التحدي في سورة هود التي نزلت مباشرة بعد سورة يونس لكنه رفع العدد من سورة واحدة ألى عشر.

وهذا متوقع. فمن سيعجز عن تأليف سورة مثل قوله : يا ايها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم.

هل هذا الكلام المكرر الركيك صعب؟ هو مجرد رص كلمة بجوار كلمة.

وهل الصعب ان تؤلف مثل إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الابتر؟

الاصرار على عدم قدرة الناس على تأليف مثل هذا الهراء ليس سوى ماكبرة ومخادعة للذات من باب عنزة ولو طارت.

ولذلك يبدو ان أول واحد سمع محمد قام وارتجل له سجعا ليس فقط مثل العاديات ضبحا أو لا اعبد ما تعبدون بل افضل.

هذا الأمر يفسر لماذا رفع الساجع العدد إلى عشر سور في سورة هود.

ففي السجعية  رقم 13 كان منزعجا ن قولهم أنت مفتري ورد عليهم الفوا عشر سور:

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ

وكأنه القذافي ينتقد الناس كتابه الاخضر فيقولوا الفوا عشر فصول مثله

لكن يبدو أن هذا التحدي ايضا سحق فكرر نفس الفكرة التي لازمته كالوسواس القهري من السورة السابقة لكنه تخلى عن التحدى هذه المرة حيث قال في السجعية رقم 35 ردا على قولهم أنت مفتري:

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)

يئس من حكاية ألفوا مثله. طلب سورة واحدة في سورة يونس. يبدو أن هناك من أحرجه وفضحه. طلب بعدها عشر سور كمجادل يخسر الجدال لكنه يكابر. يبدو أن التحدي كسر ايضا. يئس ولجأ إلى المراء والجدل وظهر الياس على ألفاظه : إن افتريته فعلي إجرامي – ووراء السطور نرى اعترافا كامنا بأنه فعلا افترى وكذب وهذا ما لا يمكن للمغيبة عقولهم من المستعبدين فكريا رؤيته.

ناقشنا سخافة التحدي الفاشل ألفوا سجعيات سخيفة مثلي وإلا صدقوا أن الله هو المؤلف في منشور آخر يمكنكم الرجوع إليه إن أحببتم عبر الرابط التالي

باخع نفسك

وتظهر الحالة المزاجية بشكل جلي حيث تقوم الاصوات التي يسمعها بمراجعته وتثبيته على أوهامه وتبرر له الفشل وتعطيه إجابات للأمور التي تحيره. ووظيفة الهلاوس هي طمأنة وتسلية المهلوس. وتلعب دورا في تكون الضلالات الثانوية حيث ينشأ اعتقاد هذياني راسخ لدى المريض في شيء ما بسبب الاصوات التي يسمعها. يقول في السجعية 12 من السورة مباشرة قبل رفع التحدي إلى عشر

فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)

طبعا لأن تاريخ الساجع كتهب المنتصر فقد أخفوا ما الذي كان يريد تركه أو تركه. كيف ترك بعض ما يوحى إليه؟ هل يشير بذلك للآيات الشيطانية حيث تخلى عن التوحيد وآمن أن الأوثان ترتجى شفاعتها ثم قام بعد ذلك بحذفها وسماها شيطانية؟ أم ترك اشياء أخرى لم يجرؤ أتباعه على ذكرها وأخفوها وقاموا بتأويل السجعية بكلام آخر للتغطية؟ لا نعرف لكن نص السجعية واضح. فعل شيئا ما ثم تراجع عنه وقامت الاصوات بتبرير ذلك له.

ولاحظ أن الموضوع بينه وبين قريش كان موضع دليل. يطلبون منه أن يثبت ادعاءاته. لماذا لا نسمع هذا الملك التي تسمعه؟ هذه هلاوس سمعية تعاني منها لأنك مجنون ولو كان صوتا من خارج أذنك لسمعنها نحن ايضا. وهو تفسير منطقي معقول من قريش. لكن الكلمة القاتلة للدجالين كانت وما زالت عبر العصور هي اثبت. هات برهانك. هات دليلك. لا تعطينا ادعاءات وجدليات ومزاعم. نريد الدليل.

طلب الدليل أزعجه ودمر نفسيته كما نرى : باخع نفسك وضائق به صدرك. صورة واضحة جدا لتأثير طلب الدليل على مزاعمه وطلب الاتيان ببرهان.

المريض الذهاني لا يملك برهانا لأن ما يعانيه مجرد هلاوس سمعية وبصرية واعتقادات ضلالية ولذلك يكتئب ويحزن وتبخع نفسه ويضيق صدره لو طلبت منه الدليل أو قلت له اثبت كلامك. قد يقتلك أو يقتل نفسه. باخع نفسك

لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)

طلبوا الدليل فأوشك ان يبخع نفسه فطمأنته الهلاوس وقالت له إن نشأ إن نريد سنعطيك دليل. والكاذب يقول لو وإن ولولا وبلا بلا بلا والصادق فقط يفعل

بخع تعني قتل. كانت هذا أفكار انتحارية نتيجة اكتئاب شديد. كل ذلك لأنهم قالوا لهم ائت بالبرهان. اثبت كلامك. انت مفتري.

يقول لسان العرب في معنى بخع:

قال الزمخشري هو من بَخَع الذَّبِيحةَ إِذا بالَغ في ذَبْحِها وهو أَن يَقْطَع عظْم رقبتها ويَبْلُغَ بالذَّبْح البِخاع بالباء وهو العِرْق الذي في الصُّلْب

ولذلك قامت الهلاوس بتطمينه واعطائه الجواب للجدل : لا تبخع نفسك. فشل التحدي بسورة قل لهم عشر سور

وهكذا دمرت الهلاوس السمعية وضلالات التواصل مع السماء شعوبا بأكملها إلى اليوم

أراذلنا بادي الرأي

ثم تتحول الأصوات التي يسمعها إلى سرد قصص نوح. ويظهر تأثير حالته ووضعه جيدا على محتوى القصص هنا. ويمكنك تبين ذلك بمقارنة هذه القصص مع السور الأخرى التي كررت فيها. الفروق تمثل التغير في حالة المذهون المزاجية. مثلت القصص مادة خصبة لدماغ الساجع لإنتاج هلوس سمعية مطمئنة ولذلك كثرت في القرآن المكي حين كان يعاني من ضغوط شديدة يمثلها مطالة أهل مكة له بالبرهنة على ادعاءاته وعدم قبولها بشكل أعمى وبين القرآن المدني حيث قلت هذه القصص حتى تلاشت تقريبا ولم تعد تذكر.

كان أبو بكر ممن ساهم في تعزيز وهم الساجع كما شرحنا في موضوع كيف حولوا مذهونا إلى نبي وقد قام ابو بكر بشراء حوالي أربعين عبدا وعتقهم مقابل اسلامهم. وبما أن كل من تبع الساجع طوال 14 عاما في مكة هم حوالي 70 شخصا فهذا يتعدى النصف. وكثير من البقية كانوا حثالة المجتمع كعبدالله بن مسعود وابن أم مكتوم وغيرهم. ولذلك كانت قريش تسخر منه ومنهم وتسميهم اراذل الناس.

أثر هذا في أفكار الساجع واسقط مشاعره على نوح حيث قال:

فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)

الساجع هنا لا يروي سوى قصته مع قريش. نفس كلام أهل مكة ينسبه لقوم نوح. وهكذا تنجح الهلاوس المسعية في تسلية الملهوس. تنقل معاناته إلى قصة خيالية عن شخص آخر. تنشأ الهلاوس دائما وأبدا من افكار المريض ومشاعره وتتبلور من مخزون ذاكرته وعلى هذا الاساس نشأت الاختبارات الاسقاطية للمرضى الذهانيين ويقوم اختبار تات المصور على اسلوب إنشاء القصص بواسطة المريض ثم تحليلها بواسطة المعالج. ما نراه في سجعيات القرآن هو اختبار تات ساطع السطور

ولاحظو السجعية التالية

وَيَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)

ما الداعي لقوله ما أنا بطارد الذين آمنوا؟ لا يوجد اي داع ولم يطلب قوم نوح طردهم بل سخروا منهم سخرية

لكن الساجع يعبر عن رغبة دفينة تراوده بطرد هؤلاء العبيد. وقد تكرر ذلك في سلوكياته حيث طردهم على أمل أن يرضي الآخرين الذين هو معجب بسلطتهم ولما لم تنجح الخطة عاد لمن طردهم وسمع اصواتا تعابته وتبرر له الرجوع لهم كما حدث في قصة عبس وتولى حيث سمع الاصوات تتكلم عنه في صيغة الشخص الثالث.

الهلاوس التي تتحدث عن المريض بصيغة الغائب من أكثر الأنواع شيوعا. وتسمى في الطب النفس

3rd person hallucinations

تتحدث فيما بينها عنه. عبس وتولى أن جاءه الأعمى. وكأنهما شخصان يتحدثان عنه.

الهلاوس هنا ايضا تشجعه على عدم طردهم لكن بصيغة قصة عن نوح على طريقة إياك أعني واسمعي يا جارة.

من ينصرني من الله إن طردتهم.

هنا يتضح لماذا يخاف من طردهم. المذهون ليس مثل الكذاب غير المذهون فالمذهون تنبع كذباته من الهلاوس التي يسمعها والمعتقدات التي يؤمن بها ولذلك هو يصدقها تصديقا راسخا ويقتنع بها تماما ويؤمن بصحتها. ولذلك هو فعلا يخاف من العذاب إذا طردهم. هو موهوم بمحتوى اضطرابه ويصدق كل المزاعم والادعاءات ولا ينتبه لكونها أكاذيب

بعدا لعاد قوم هود

ثم اندفع في القصص المكررة. يوضح هذا مقدار الإلهاء الذي احتاجه ومقدار تشتيت التفكير عن ألمه بسبب طلب أهل مكة للدليل. وحتى لا يبخع نفسه.

وانتقل إلى قصة هود. وختمها بالقول بعدا لعاد قوم هود.

لماذا ذكر قوم هود بعد عاد؟ من بداية القصة واضح أن عاد هم قود هود وكان يكفي أن يقول بعدا لعاد. لكنه لم يستطع. هذا شذوذ لغوي ذهاني ينتج عن عدم قدةر المريض على تثبيط الأفكار الطارئة خاصة وأنها توافق الجرس السجعي والقافية. فكلمة هود توافق القافية.

لكن عندما انتقل لقصة ثمود وظهرت النمطية اللفظية بتكرار نفس الصيغة كما يحدث في لغة الذهانيين كثيرا قال: ألا بعدا لثمود. لم يقل ألا بعد لثمود قوم صالح. لأن ثمود توافق القافية. لكن عاد لا توافق القافية فاضطر لاضافة قوم هود فيها. ولو اضاف قوم صالج بعد ثمود لخربت عليه القافية. والرابط السجعي مهم في لغة الذهانيين.

لكن الانجراف وعدم القدرة على التثبيط يظهر في مواضع أخرى في هذه السورة تحت تأثير الرابط السجعي ايضا.

لاحظوا قوله

وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)

لماذا قال أن الملائكة بشرت العجوز ذات التسعين عاما باسحاق ويعقوب من بعده؟ هل هو لا يدري أن يعقوب ليس ابنها؟ بل هو ابن اسحاق؟

ليس الأمر كذلك. هو فقط لم يستطع التحكم بتدفق الافكار وعندا ذكر اسحاق خطر على باله يعقوب ولكنه لم يستطع تثبيطها ومنعها ان تتحول إلى لفظ فانجرف وقال ومن وراء اسحاق يعقوب.

يعني بشرها الملائكة بولد هو اسحاق. واسحاق هذا سوف ينجب يعقوب. يعقوب لا علاقة له بها فهو سيأتي بعد أن تكون قد ماتت وشبعت موت لكنه فقدان القدرة على تثبيط الافكار الطارئة – الشذوذ اللغوي الذهاني الشائع

هؤلاء بناتي

ثم ينتقل لقصة لوط. وتظهر علامة أخرى شائعة في القصص الذهاني وهي البتر القصصي واضطراب السرد

وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)

لن نتطرق لموضوع بنات لوط وكيف رأى لوط أن تقديم بناته للجنس معهم أطهر من اغتصابهم للضيوف بالقوة. قد نعود له في موضع آخر. لكن ما يهمنا هنا هو علامات القصص الذهاني.

القصة المبتورة. بعدما رفض قومه عرضه بتقديم بناته وأصروا على اغتصاب ضويفه ماذا حدث؟

هل اغتصبوهم؟ أم تعاركوا وهزموا؟ أم حاول اقناعهم مرة أخرى ونجح؟

لا يوجد سوى قصة مبتورة. وهكذا يفعل الذهاني في اختبارات القصص. عندما تتعقد عليه الحبكة يلجأ إما لحل خرافي أو للقفز واهمالها وتجاهلها.

رفضوا عرضه وكانوا مصرين على اغتصاب ضيوفه وقال له الضيوف لا تخف لن يصلوا إليك وهنا اختفى القوم من المشهد كأن لم يأتوا أصلا. ماذا حدث وكيف تم منعهم وهل تم فعلا منعهم؟ لا يوجد سوى هراء وخواء.

ولاحظوا قوله : وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ – هل هم يأمرونهم بعدم الالتفات كلهم ويأمرون امرأته بالعكس.؟ أم يأمرونه بعد الالتفات ثم ينجرفون للاستدراك ويعلمونه أنه امرأته ستلتفت؟

هذا فقدان القدرة على التثبيط. يريد الساجع أن يقول أن الملائكة أمرت لوطا بعدم الالتفات هو وأتباعه لكي لا يهلكوا لكن قفزت فكرة أن زوجته هلكت فقال إلا امرأتك ولم يستطع أن يكبحها ويثبطها. ورغم أن المفترض لوط ايضا مات وهلك ولم يعد حيا زمن الساجع إلا أن الساجع لا يرى ذلك ويعتبر موت امرأته عقاب وموت لوط ليس عقابا. لا يمكن للذهاني أن يفكر بشكل مجرد خالي من التحيز والحسية اطلاقا.

امتلأت سورة هود بمشاعر الساجع المحبطة حتى كاد أن يبخع نفسه أي يقتلها. وامتلأت بالقصص الذهاني وظهر الشذوذ اللغوي عليها بشكل بارز. وما زال جموع المستعبدين تمرغ جباهها في التراب نحو مكعب وثني أسود يعتقدون أن خالق الكون يريدهم ان يمرغوا جباههم ويحنوا رؤوسم نحوه


Android App
Download@GooglePlay
نزل تطبيق الموقع من متجر جوجل

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزى ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d