كل نفس ذائقة الموت
اعتمد الكهنوت على سذاجة أتباعه وميولهم لتصديق ما يوافق رغباتهم. يتحيز الإنسان لمعتقده ويميل لتصديق كل ما يوافقه حتى وإن غالط نفسه. وبسبب بدائية النص الديني وأخطائه فقد قام الكهنوت بإفراغ النص الأصلي من معناه واستبدله بالتأويل والتفسير ثم إعادة التأويل والتفسير. ومع ظهور الأخطاء تظهر إعادة تأويل. وتتراوح الأكاذيب التأويلية بحسب حجم خطأ النص الأصلي من اكاذيب كبرى كالعين الحمئة وكسوة العظام وفتق الأرض عن السماء إلى أكاذيب صغرى يكون جهد ترقيعها أقل.
التضخيم والتهوين
ويلجأ الكهنوت إلى التضخيم والتهوين. تضخيم ملاحظات بسيطة كتضخيم قوله ألم نجعل له عينين وكأن قوله أن للإنسان عينين كان انجازا ضخما أو قوله يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم ففهمناها سليمان وكأن الحكم في مسألة غنم نفشت في حقل مثل إنهاء الحرب العالمية الثانية. والتهوين مثل تهوين خطأ العين الحمئة أو تهوين إبادة بني قريظة أو تهوين خطأ كوكب يوقد من شجرة أوادعاء أن النجوم رجوم للشياطين.
ومن ألاعيب الكهنة والمشعوذين القيام بالإشارة إلى حقيقة بديهية شائعة معروفة حتى لدى الشخص الذي يعاني من قصور عقلي وذهني ذكرت في النصوص الدينية السجعية وغير السجعية وبعد ذلك يتم التطيبل لها على أنها من عمل الوثنخاف الذي جعلوه حقيقة ثم بعد فترة يتم الادعاء أن هذه الحقيقة هي اعجاز علمي لم يكن لراعي غنم بسيط أن يعرفها إلا عن طريق كائن فضائي ينزل عليه من المجرات ويخبره بها.
يقول افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت؟؟ فيصرخون ويملؤون الدنيا ضجيجا
وهو في الحقيقة إذا صدقوا مع أنفسهم لا يعرف كيف خلقت. وهي أصلا لم تخلق. كان يظن الخلق تم بعمل القالب الطيني أولا ثم النفخ فيه
الخلق (وهو إيجاد الشيء من العدم) هو ما تمت نسبته للوثنخاف وتم به تفسير ظهور الكائنات. وهو مخالف لعملية الولادة التي ليست سوى اندماج حيوان منوي يتم نقله عبر الأجيال مع بويضة يتم نقلها عبر الأجيال ايضا ثم تكاثر الخلية المتكونة منهما. وهذا ما لا يفهمه الكثير إلى الآن وخاصة في ظل التعليم الذي تسيطر عليه مؤسسة الكهنوت
وقوله افلا ينظرون وكأنه سيرونها وهي تخلق يتماشى مع تصوره الخاطئ للعملية. الإبل تولد عن طريق التزاوج ولا تخلق من العدم. تولد من تكون خلية ثنائية الكروماتين النووي نتيجة اندماج خليتين جنسيتين احدهما حيوان منوي والأخرى بويضة.
لو كان الذكر الاب ليس لديه حيوانات منوية صالحة فلن تولد ولو كانت الانثى الام ليس لديها بويضات صالحة فلن تولد الابل. باختصار الإبل لا تخلق ولا يمكن رؤيتها وهي تخلق والقائل أفلا ينظرون كيف خلقت خاطئ
لا يمكن تفسير ظهور الثدييات بعملية خلق. ولا يوجد دليل على الخلق. وكل الدراسات العلمية تتوافق مع التطور كتفسير علمي وحيد لم يعجز عن استيعابه أحد ما عدا المتدينيين ورجال الكهنوت
الكهنوت يستغل جهل البشرية ويستدل بالجهل على صحة المزاعم الكهنوتية. فيأخذ افتراض الانسان البدائي بأنها خلقت على أنه حقيقة علمية مثبتة ثم يبدأ اللف والدوران والجدل: أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت؟؟
ويرى الأرض كما يراها كل الناس البسطاء مسطحة فيقول والى الأرض كيف سطحت؟؟
طيب قل لنا كيف سطحت أنت؟ الأرض لم تسطح. مثلما الإبل لم تخلق
ويرى الجبال مرتفعة فيقول والى الجبال كيف نصبت؟؟ وهو حقيقة لا يعرف كيف نصبت
حسنا اخبرنا انت كيف نصبت – تفضل؟؟
كل نفس ذائقة الموت
وهكذا يبني كل مزاعمه على الاحتكام للجهل. ما دمتم تجهلون إذن أنا مرسل من السماء. وهذا منطق دجال أو مجنون. وما زال هذا المنطق قائما لدى الكهنوت الى يومنا هذا
يقول مؤسس الوثنخافية الإسلامية:
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ …. (185)
ما لم يخطر على باله قط أن هناك كائنات حية خالدة لا تموت
ومن الأشياء البديهية التي تظهر للإنسان البسيط البدائي هو أن كل الكائنات تموت.
لكن الكهنة لا يتركونها لحالها وكعادتهم يستخدمونها دليلا على هرطقاتهم.
كل نفس ذائقة الموت. عبارة بديهية ساذجة استنتجها راعي غنم بالملاحظة المباشرة. يرى أغنامه بعد فترة تموت. ويرى الطيور تموت. ويرى البشر يموتون. ولا يعرف شيئا عن البكتيريا والفيروسات والكائنات المجهرية لأنه لا يراها فيستنتج أن كل كائن حي يموت. ولا يؤكد على البديهي ويجعله آية عظمي إلهية إلا شخص بسيط المعارف.
وكانت هذه العبارة شائعة ومكررة ومستهلكة في القرون الأولى للعرب. يقول لبيد بن ربيعة:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ***يوما على آلة حدباء محمول.
ومثله الكثير الذي لا يحصى.
الانسان البدائي كان يرى كل الكائنات تموت وتنتهي
هفوات الخداع الحسي تكشف لنا بشرية القرآن ومحدودية علم مؤلفه الذي لم يكن يعرف شيئا اكثر من بدوي يعيش في مكة قبل 14 قرنا.
لم يخطر ببال ساجع القرآن وهو يقول أن كل نفس ذائقة الموت أن هناك كائنات يمكنها أن تعيش للابد.
استطاع العلم اكتشاف كائنات حية لا تموت مثل حيوان قنديل البحر الخالد
immortal jellyfish,Turritopsis dohrnii
يستطيع هذا الكائن العيش للأبد. يمكنه في مراحل دورة حياته العودة إلى المرحلة اللاناضجة جنسيا بدل مرحلة الشيخوخة والموت. وبذلك يعيش للأبد.

بمجرد أن يستطيع الطور البالغ الذي يصل حجمه الى 4.5 مم القيام بعملية التكاثر فإنه لا يشيخ بل يعود متحولا إلى مرحلة الطفولة من دورة حياته ليبدأ دورة جديدة.
أنواع الأخطاء
الأخطاء في النص الديني نوعان : أخطاء ارتكاب وهي أخطاء إيجابية قام المؤلف فيها بارتكاب الخطأ عن طريق ادعاء شيئ يخالف الحقيقة. مثل قوله كوكب يوقد من شجرة , الشمس تغرب في عين حمئة , عجوز طاعنة في السن تلد , عذراء تلد بالنفخ في فرجها , نملة تعرف أسماء الملوك وتفرق بين القائد والجندي , هدهد يعرف سلوك البشر ويميزهم عن الحيوانات ويفرق بين الذكر والأنثى والملكة والمواطن ويتعرف على سلوك العبادة ويفهم لغة البشر و ميت يقف على عصا و الأرض كيف سطحت و والجبال تثبت الأرض و الشمس أصغر من الأرض و الماء قبل الذرات و الأرض فصلت عن السماء وأخطاء أخرى من قائمة طويلة لا تحصى
والنوع الثاني أخطاء الإهمال. وهي أخطاء سلبية يفشل فيها المؤلف في ذكر حقيقة لا يمكن أن يفشل فيها من يعرفها. مثل أن الأرض كوكب وأن الشمس نجم وأن الأرض تدور حول الشمس. ومثل أن هناك كائنات لا تموت. قوله كل نفس ذائقة الموت خطأ ارتكاب ولده خطأ إهمال وهو جهله بوجود كائن خالد لا يموت يسمى قنديل البحر الخالد. ما أحلى كلمة الخالد هنا. كلمة واحدة هوت بموروث كهنوتي طويل إلى قاع سحيق
الحقيقة فكرة الساجع عن الموت والحياة بحد ذاتها خطأ كبير. ظن أن الانسان تم خلقه عن طريق تسوية قالب طيني ثم نفخ فيه: خالق بشرا من طين*فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين.
الأشباح وهلاوس الساجع
ثم يتم موته عن طريق ارسال اشباح غير مرئية تبسط أيديها تنزع منه الحياة التي نفخت في قالب الطين المسوى.
(ولو ترى اذ الملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم).
ولو ترى اذ الملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم : هذا مشهد هلوسي لا نقاش فيه. سقط اللاعب الدنماركي اريكسون في مباراة بلاده مع فنلندا في يورو 20 ميتا. توقف قلبه ونفسه. هل كانت الملائكة باسطي أيديهم؟ سارع الأطباء لانعاشه وإعادته للحياة. تم صعق قلبه بجهاز الصدمات الكهربائية. عاد للحياة. ماذا حدث للملائكة؟ هل جعلها جهاز الصدمات تغير رأيها؟ إذا لم يتم صعق قلبه كانت ستأخذ نفسه معها؟ لكن بسبب صعق قلبه قامت بنفخ الروح التي أخذتها منه مرة ثانية؟ هل مستوى الخدمات الصحية يحدد ما ستفعله الملائكة المترددة التي لا تعرف ماذا تفعل وتنتظر نتيجة التدخل الطبي فإذا كان مستوى التدخل الطبي متطورا تترك نفسه ولا تبسط يدها لأخذها وإذا كان مستوى التدخل الطبي منخفضا تأخذ نفسه؟ اريكسون لو لم يتم علاجه على أرضية الملعب ولو تأخر الفريق الطبي في صعقه لدقيقة أو دقيقتين كان مات؟ فبماذا يفسر ذلك عبدة الوثنخاف المؤمنين بأشباح باسطة ايديها تقول له أخرج نفسك؟
هل اتضح لكم الهراء الذي يؤمنون به والخرافات التي هم غارقون فيها؟
لاحظ تصورالساجع الحسي الساذج لعملية الموت اشباح باسطة ايديها تقول للناس اخرجوا أنفسكم لأن النفس بالنسبة له أيضا شبح يسكن الجسد. أفكار بدائية وسطحية ساذجة كما انها توضح فهم الساجع لعلمية الموت لدرجة انه يمكن رسمها في صورة.
لكن الحقيقة عن عملية الموت التي بدأ العلم يكشفها مختلفة تماما. مناقشة كيفية الموت في علم الباثولوجيا تقع وراء هدف هذا المقال ويمكن الرجوع لها في موضع آخر لكننا هنا سنلخص الطرق البيولوجية المتمثلة في التغيرات التطورية في الجينات التي تجعل الموت حدثا مستبعدا في حياة الكائن البيولوجي كالكائن المذكور اعلاه:
حصل التحور في الجين الذي يتحكم بكمية الجليكوجين التي تنتج لكل وحدة كتلة من الجلوكوز المستهلك.
التحور الجيني في المستقبلات المسؤولة عن الانتقال الى مرحلة الشيخوخة
التحور في الجينات المسؤولة عن علمية الموت المبرمج
apoptosis
لم يكن مؤلف القرآن يعرف شيئا عن هذه الأمور. وعندما تجهل شيئا ما فإنه يستحيل عليك أن تذكره وكيف تذكره وأنت لا تعلم فيه كوعك من بوعك
ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
