modern art

بغير عمد ترونها

يميل الذهانيون إلى الكلام الغريب الفضفاض القابل للطرق والسحب والمستعصي على الفهم الموحد ناهيك عن إمكانية التطبيق. الكثير من كلامهم عبارة عن ترديد لأصوات يسمعونها تعرف في العلم الحديث بمصطلح هلاوس وتعرف في معابد الكهنوت بالوحي. النبي كما هو معروف هو شخص يسمع اصواتا لا يسمعها غيره ويرى اشياء لا يراها غيره ويؤمن إيمانا راسخا أنه المختار والمصطى وصفوة ولد آدم وخير البشر وتجب طاعته بالرضا أو بحد السيف. يتطابق هذا تطابقا تاما مع التعريف العلمي للمرض الذهاني كما شرحنا في مقالات أخرى

تنبثق ضلالات المريض الذهاني من مخزون ثقافته. فلو ظهر في منطقة تؤمن بالوثنخاف الابراهيمي وعانى أوهام العظمة فسيربطها بالوثنخاف ولو ظهر في مناطق كريشنا فسيربطها بكريشنا. لكن جوهر الأعراض نفسها : أوهام عظمة ضلالات اصطفاء وتمييز هلاوس سمعية وبصرية وشذوذ لغوي ذهاني. كلام الشخص الذهاني هو أهم وسيلة اكلينيكية لتشخيص مرضه واضطرابه. سيعتنق الذهاني ايضا ثقافة زمنه فلو كانوا يعتقدون أن السماء سقف مرفوع بدون أعمدة سيعتقد مثلهم ولو آمنوا أن الأرض بساط مثل بساط الخيمة يحتاج لوتد يثبته فسيؤمن بذلك مثلهم وسيقول الأرض بساط والجبال أوتاد. لن يخرج عن ثقافة زمنه إلا بمحتوى أفكاره الهذيانية وأعراض اضطرابه.

المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (1) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)

المر

ابتداء الكلام بحروف مقطعة لا معنى لها ولا فائدة منها ولا توصل أي معنى أو غرض تنبع من شيئين : إيمان الساجع بالقوة السحرية للألفاظ والطلاسم والتعاويذ. وهذا الإيمان هو أساس الشعوذة والكهانة أساسا. وقد كان كل المشعوذين يستخدمون ألفاظا هاري بوترية لا معنى لها. استخدم الساجع عدة طرق : الأحرف المقطعة والكلمات المخترعة والكلمات التشويقية. من الكلمات االمخترعة المطلسمة قوله قولوا حطة نغفر لكم. حيث أعطى لفظة حطة قوة سحرية تجعل الوثنخاف يغفر كل الذنوب. وألفاظ مثل الحاقة ضيزى قسورة. ومن الكلمات التشويقية ادعاؤه وجود ألفاظ إذا نطقتها تحصل على ما تريد مثل الاسم الأعظم. ولكنه لم يقل لهم قط ما هو الاسم الأعظم. شوقهم ولم يخبرهم. وكان ذلك نوع من التفكير السحري الذي يعطي الألفاظ قدرة خارقة على إحداث الأمور.

ومن الحروف المقطعة لفظة المر : كلمة لا معنى لها ولا يعرف المقصود منها سوى قائلها. تسمى هذه العلامة في الطب النفسي بالنيولوجيزم. حيث يقول المريض كلمات لا يوجد لها أي معنى إلا في رأسه وتحمل هذه الكلمات معاني سحرية وشعوذية لدى قائلها.

حاول الكثير إضفاء معنى منطقي على هذه التمتمة الهذيانية. قال بعضهم هي كلمات آرامية أو سريانية. كهيعص المر الم حم عسق. لكن لا يوجد أي دليل فعلي على أنها كلمات سريانية أو آرامية. بل أؤكد لكم أنه لو قمتم بنبش الأرض شبرا شبرا بحثا عن نقش واحد أو أثر واحد تجدون فيه كلمة كهيعص وأخواتها في أي لغة من لغات العالم فلن تجدوا. هي هذيان ذهاني. كلمات ذهانية يعرفها الطب النفسي جيدا ويسميها نيولوجيزم.

تلك آيات الكتاب

عبارة تلك آيات الكتاب بعد المر تزيد غرابة التعبير. تلك اسم إشارة للبعيد. ترقيعها سهل إذا وجد العوام الذين يصدقون أي ترقيع ولا يستطيعون ولا يريدون رؤية كل خطأ. وإذا كنت كلما وجدت خطأ ترقعه فلن تستطيع رؤية الحقيقة إلى أن تموت.

لكن استخدام الإشارة للبعيد بعد المر شذوذ لغوي ذهاني. هل كان الساجع يرى هلاوس بصرية ويتخاطب معها؟ فيقول لها المر ويقصد بها شيئا محددا في دماغه ثم يشير إلى شيء ما ويقول لها تلك آيات الكتاب؟؟

هذه إشارة إلى غير موجود في الواقع. إشارة إلى شيء موجود في المشهد الهلوسي وغير موجود في مجال الرؤية الحقيقي. وهناك أمثلة كثيرة على علامة الاشارة الى غير موجود كما في الرابطين التاليين

كما أنه لا يوجد محل منطقي لعبارة تلك آيات الكتاب. فآيات الكتاب كما يجمع أتباعه المقصود بها سجعياته التي يسميها آيات ثم يستخدم الإشارة اليها ويقول عنها كتاب وهي مجرد سجعيات شفوية في رأسه لا يجيد كتابتها أحيانا

تخيلوا أنفسكم في محاضرة في قاعة ما والمتحدث يتكلم ويشير ويقول هذا الكتاب وتلك الصفحات ولا يوجد هناك أي كتاب وأية صفحات حيث أشار وأنتم تتلفتون حيث يشير ولا ترون شيئا. ستقولون له يا أيها المتحدث عن الكتاب والصفحات إنك لمجنون. وهذا ما فعله من استمع للساجع حيث قالوا له مباشرة بعبارة لا تخلو من السخرية المتوقعة : يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون

لا يستطيع الذهاني إدراك هذه الأمور المنطقية البسيطة ويستمر في كلامه المفكك.

لا علاقة بين الكلمة الذهانية المر والاشارة بتلك لآيات الكتاب.

المر تلك آيات الكتاب…. جملة مفككة نصفها في الصين والنصف الآخر في بحر قزوين.

الرابط اللفظي الذي يسود تفكير الذهاني ربما ولد لديه معنى لتمتمة المر. جرسها قريب من لفظة ألم تر. ولذلك قال بعدها تلك آيات الكتاب مستخدما الإشارة. وكأنه يقول انظر هناك.

لا يمكننا أن نفهم على وجه الدقة طلاسم شخص ذهاني. طسم وكهيعص وحسق والمر. لكن يمكننا الخروج بتفسير علمي مقبول في ظل فهم مرضه وهلاوسه.


والذي أنزل إليك

بعد قوله تلك آيات الكتاب يفاجئنا الساجع بقوله: والذي أنزل إليك؟؟؟

إذن ماذا كان يعني بقوله : تلك آيات الكتاب؟ – تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك ….

 وكأن آيات الكتاب التي أشار إليها شيء آخر والذي أنزل شيء آخر.

تلك آيات الكتاب في وادي ثم في واد آخر والذي أنزل إليك من ربك.

هل هو هذيان تجاوز كل الحدود؟

لا يوجد لهذا القول سوى تفسير منطقي واحد : كان الساجع في خضم مشهد هلوسي. وكان يسمع شخصا يتحدث ألفاظا نيولوجيزمية ويقول المر. ثم يرى كتابا لا يعرف ما هو فيقول له الصوت : تلك آيات الكتاب. وهذا الكتاب المجهول الموضوع بعيد عنه في مجال رؤيته يجلب إلى دماغه فكرة أخرى وهي وأنت ايضا أنزلنا لك كتاب حيث تصبح الهلوسة السمعية كالتالي : والذي أنزل إليك من ربك.

والمشهد كله هلوسي. يسمع صوتا ليس حقيقيا ويرى ىيات كتاب بعيدة ليست حقيقية ايضا ويخصل به الصوت إلى ما أنزل إليه.

الذي أنزل إليك من ربك الحق

رغم إيمان المريض الذهاني العميق بهذيانات العظمة والاصطفاء والتواصل مع السماء إلا أنه يعيش كل حياته مرتابا ومحتاجا للتطمين. وتقوم الهلاوس بتطمين المهلوس. فتكرر على مسامعه بشكل دائم أنت على الحق أنت على الحق هذا صحيح هذا ليس بقول شيطان هذا قول رسول كريم وما تنزلت به الشياطين وإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذي يقرأون الكتاب أنت لست بمجنون وما أنت بنعمة ربك بمجنون وهكذا

إدراك النزول و بشرية النص

كلمة أنزل تدل على أن مؤلف السجعية كان يعيش على الأرض. فقط ساكن الأرض يدرك الأشياء تنزل. من الفضاء لا يوجد نزول.  فلا يوجد شيء ينزل أو يصعد لأن الابعاد في الكون من حيث فوق وتحت ونزول وصعود غير موجود والأرض محاطة بالفضاء من كل جانب ولا معنى للقول أنزل من السماء. لو كان مؤلف هذا الكلام يعيش خارج الأرض فلن يخطئ ويقول أنزلنا

إدراك ساجع القرآن الفضاء حول الأرض على أنه سقف مرفوع جعله يعتقد أن الاتجاه من الفضاء للأرض هو نزول. ولو كان هناك وثنخاف يرسل السجعيات بعد تأليفها إلى محمد لقال له أوصلنا أو أرسلنا وليس أنزلنا لأنه لا يوجد اتجاه نزول من الفضاء للأرض.

فلو كنت على سطح القمر وأردت مشاهدة الأرض فلن تنظر لأسفل بل ستنظر للأعلى. ستظن الأرض فوقك وستتوقع أن أن الكون مكون من قمر وسماء وما بينهما. وهذا خداع حسي لا غير.

وإذا أردت إرسال شيء من القمر للأرض فسوف ترسله للأعلى. ستجعله يصعد وليس ينزل.

وعندما يعود رواد الفضاء من القمر إلى الأرض فإنهم لا ينزلون بل يصعدون. ينطلقون للأعلى حسب منظورهم. لأنه لا يوجد نزول من الفضاء للأرض.

لو كان مؤلف القرآن يعيش خارج الأرض لقال اصعدنا إليك آيات وليس أنزلنا.

أنزلنا سيقولها فقط رجل يسكن الأرض. وهذا يخبرنا أين تم تأليف القرآن. في مغارة على الأرض وليس في الفضاء.

ولو استوطن البشر المريخ فسيدركون الأرض كنجمة مضيئة في السماء فوقهم. وعندما يريدون النظر إليها ينظرون للأعلى. وإذا أرادوا إرسال شيء للأرض فسيصعدونه. سيرسلونه للأعلى. وليس ينزلونه لأنه لا يوجد نزول من الفضاء للأرض.

ادراك أن السماء فوقنا مجرد خداع بصري للجهاز العصبي البشري لا يجب أن يقع فيه خالق الكون إن وجد.

لكن معلومات الشخص الذهاني تتقاطع مع معلومات مجتمعه. وهذا ما جعل محمد يظن أن السماء تقع فوق وأن الهلاوس التي يسمعها والاشباح ذات الاجنحة التي يراها ليست هلاوس بل كائنات نزلت من السماء.

لو كان الله وراء السجعيات لما قال : والذي أنزل إليك من ربك…. لأن محمد هنا مخاطب والمتحدث هو الله. كان على الأقل سيقول عبارة صحيحة غير أنزل مثل (ما تسمعه هو الحق أو ما نأتي به إليك هو الحق) لكن المتحدث هو محمد يردد هلاوس سمعية أنتجها دماغه واقنعه أن المتحدث بها شبح نزل من فوق. أظهر محمد الوثنخاف الاسلامي وقد ظن أن السماء فوق والأرض تحت بينما المفروض أنه يراه من عرشه الوهمي كرة صغيرة محاطة بالفضاء من كل جانب.

هو الحق

لا يمكن للمريض الذهاني التفريق بين الادعاء والدليل. يضطرب بناء الحجة في الاضطراب الذهاني بشكل كبير. ولهذا السبب طلب الساجع من أتباعه الإيمان الغيبي. لأنه لا يمكنه إدراك ماذا يعني البرهان وماذا يعني الدليل. وذلك لأن البرهان لديه هو سماع أصوات ورؤية أشياء. وهذا خلل مرضي نشاهده لدى كل الذهانيين الذين يكونون مقتنعين تماما بأوهامهم لسبب واحد فقط : يرون أشياء لا يراها الشخص الطبيعي ويسمعون اصواتا لا يسمعها الشخص الطبيعي وتسمى علميا هلاوس سمعية وبصرية.

ولذلك قال له الصوت الذي يسمعه أن ما أنزل إليك هو الحق. وهذا دليل كاف لديه.

ولذلك لم يلتزم بتقديم الدليل على مزاعمه وأصر فقط على الجدل والمراء على صحة أوهامه بدون أن يلتفت للاهتمام بتقديم مثقال خردل من دليل على صحة ما يقول. فقط عليه أن يدعي وعليهم الايمان الغيبي الاعمى بصحة مزاعمه. لأن دليل الذهاني هلاوسه ولا شيء غيرها.

وقد قام الساجع بإبادة قبائل اليهود ونقض اتفاقاتهم معهمبناء على هلاوسه السمعية وهو مؤمن أنهم هم من نقضوا المعاهدات. فقضى على بني النضير لأن جبريل أتى وأخبره أن رجلين منهما سينتظرانه حتى يجلس تحت ذلك البيت ثم يلقيان حرا لى راسه ويقتلانه. هكذا ببساطة. وعاقبهم عقابا جماعيا بسبب صوت سمعه ولم يسمعه أحد غيره. وكان يكفيه فقط ألا يجلس تحت ذلك البيت. لكن دماغ الذهاني لا يمكن توقعه. كما اباد بني قريظة غبادة جماعية لأنه رأى ملكا راكبا بغلة يقول له أوضعتم السلاح؟ فإن الملائكة لم تضعه وإني ماض إلى بني قريظة فمزلزل بهم الأرض. وكان قبل ذلك قد سمع صوتا قال له أن شخصين من بني قريظة هما مجرد نية بالتعاون مع قريش المحاصرة للمدينة. هما ولم يفعلا أي شيء. والحقيقة حتى هذا الهم والنية لم تحدث بل كانت مجرد هلاوس سمعية ولدها خوفه وشكه وارتبايه ورعبه من خالد بن الوليد الرعب الذي ولد لديه صدمة عنيفة بعد هزيمة أحد وجعله يتجنب المواجهة المباشرة ويختبئ خلف الخندق ويصف حالة رعبه بقوله إذ بلغت القلوب الحناجر. هذا الرعب الشديد ولد لديه هلاوس سمعية عديدة ومنها إخباره بنية بني قريظة السماح لخالد لدخول المدينة من جهة مضاربهم. ولم يسأل نفسه قط إذا كان هذا صحيحا فلماذا لم يفعلوا ويسمحوا لخالد بالدخول من جهتهم؟ لماذا في حقيقة الأمر منعوه وحموا المدينة من جهة مضاربهم؟ لا يملك الذهاني القدرة المنطقية الكافية لتفنيد أوهامه بل يؤمن بها ويصدق هلاوسه بدون نقاش ويطلب من أتباعه الإيمان الغيبي والسمع والطاعة المطلقة

هذا منطق ذهاني يدركه كل طبيب نفسي وهو يرى المرضى الذهانيين وخاصة أصحاب اضطراب الضلالة أحاد ي الوهم وهم يقدمون أدلتهم على صحة ضلالاتهم.

بغير عمد

ثم تتضح حقيقة الطلاسم الهذيانية في حديثه عن السماء.

الله الذي رفع السماء بغير عمد ترونها… ناقشنا فكرة السماء كثيرا في منشورات عدة.

السماء طبقا لتمتمات القرآن لا وجود لها علميا. مجرد خداع بصري. ما يوجد هو فراغ وفضاء مترامي الأطراف توجد فيه الأرض مثلها مثل المريخ وبقية الأجرام. لكن تأملوا قوله ترونها.

ساجع القرآن يقول لهم أنهم يرون السماء. السماء بالنسبة لمؤلف القرآن سقف مرئي. شيء يرونه بأعينهم. لكن يرونه بدون أعمدة. مجرد سقف. مرئي. تدركه العين المجردة.

هذا هو ما سيفهمه راعي غنم ينظر فوق راسه فيرى السماء وهي تسقف الأرض ولا تتجاوز خط الأفق. سقف حجمه تماما مناسب لحجم الأرض. لا يمكن لراعي غنم سليم القدرة العقلية إدراك أن هذا المشهد مجرد خداع حسي فكيف براعي غنم مضطرب.

يرون السماء. لكن لا يرون أعمدة تحملها. لأن سقف الخيمة يحتاج إلى أعمدة وإلا سقط. بالنسبة للساجع الأرض بساط مثل بساط الخيمة وقد قالها بالنص : والله جعل لكم الأرض بساطا – 19 نوح وبساط الخيمة يحتاج لسقف ولذلك قال بالنص أن السماء سقف : والسقف المرفوع-الطور وما بقي إلا الأعمدة. فأني هي؟

هذا تصوره للكون. بساط وسقف ومصابيح معلقة في السقف وما بينهما.

الحقيقة هذا خطأ علمي قاتل. ما تراه العين المجردة هو إدراك خداعي لمؤثر ضوئي يعطي لنا إحساسا بصريا بوجود سقف أزرق اللون هو السماء.

ينتج هذا الادراك عن تشتت موجات الضوء ذات الطول الموجي القصير عند اصطدامها بذرات الاوكسجين والنيتروجين في الغلاف الجوي للأرض فتصل للعين المجرد ويتم ادراكها على شكل بناء أزرق يقع فوق.

مجرد تشتت ضوئي لا أكثر ولا اقل.

لا نرى أي شيء أو أي بناء أو سماء. لا نرى الفضاء ولا حتى الغلاف الجوي. مجرد موجات ضوئية من الطيف الأزرق.

لكن ساجع القرآن يتوهم أنها سماء ترونها بعيونكم ولكنكم لا ترون أية أعمدة ترفعها.

رفع السماء

خطأ آخر. ساجع القرآن يظن الأرض سطحت والسماء رفعت فوقها كسقف. بينما الحقيقة لا يوجد معنى لفوق وتحت واعلى واسفل ورفع وخفض في حسابات الكون. الأرض كرة تدور في الفراغ. ليس لها اعلى ولا اسفل والفضاء يحيط بها من كل جانب وليس مرفوعا فوقها. كما أنها تدور حول نفسها طوال الوقت وما هو فوق في المغرب يصبح تحت في الصبح بالنسبة لكائن يفترض أنها يراقبها من فوق عرشه.

لكن من ألف القرآن كان يعيش في مغارة في مكة وليس فوق عرش خارج اطار الكون او الأرض حتى.

تحتاج هذه النقطة للكثير من السفسطة لترقيعها بينما مقصد الساجع واضح: هو يظن الأرض مسطحة والسماء بناء يسقفها. تكرر هذا المعنى في كل السجعيات الأخرى وهو ما يتوافق مع مفهوم بدوي من القرن السابع.

الأعمدة فكرة كهنوتية

لكن فكرة سقف دون أية أعمدة ترونها كانت فكرة منتشرة في معابد الكهنوت يعرفها بحيرى وورقة وبلعام وكثير من الكهنة في زمن الساجع مما جعلها تتسرب بنفس المفهوم الخاطئ إلى سجعياته

في التوراة السامرية ورد بالنص عبارة (سقف شموييم بلا عموديم) . مؤلف القرآن أعاد الصياغة بطريقته السجعية المميزة.

ومن شعر زيد بن عمرو بن نفيل من الصابئة (الاحناف) قبل الإسلام:

وقولا له‏:‏ آأنت أمسكت هذه بلا ** عمد أكرم بمَنْ كان بانيـــــا

وقولا له آأنت سوَّيت هذه بلا ** وتدٍ حتى استقرت كمـــــا هيا

ومن شعر امية بن ابي الصلت

إله العالمين وكل أرض ** ورب الراسيات من الجبالِ

  دحاها وابتنى سبعا شدادا ** بلا عمد يرين ولا حبالِ

ثم استوى على العرش

 يستخدم الساجع كلمة ثم. وهي تفيد التعاقب الزمني. ساجع القرآن يقدم وثنخافه وهو محتوى داخل اطار الزمن. فهو رفع السماء ثم بعد ذلك استوى على العرش.

هذه الفكرة البدائية التي تصور الوثنخاف وكأنه بشر يتصرف كتصرفات البشر ويفكر مثلهم وبعقلياته ولا تخرج افعاله ابعد من قدرتهم على الخيال.

والخيال الذهاني محدود جدا.

الله واقع في حدود الزمن. يبدئ ويعيد. ويرتب. في الحقيقة الذهاني لا يمكنه أن يدرك الإله إلا كبشر لكن كبير قليلا. وهذا ما نجده في كل تمتمات الساجع وطلاسمه وسجعياته.

الشمس والقمر كل يجري

 يقرن الشمس بالقمر. غير مدرك الفارق. كما أنه يرى حركة الشمس الظاهرية في السماء وحركة القمر فيظنها مثل بعضها ويقول عنها كل يجري.

بينما الشمس حركتها مختلفة تماما. الشمس ليس لها حركة مستقلة بذاتها. الشمس بالنسبة لبقية عناصر المجموعة الشمسية ثابتة. النظام الشمسي بأكمله يتحرك حول مركز المجرة ككتلة واحدة بما في ذلك الشمس وبقية العناصر من كواكب واقمار وكويكيات واحزمة صخرية وجليدية. لكن بالنسبة للأرض الشمس ثابتة ولا تجري مثلما يجري القمر. لكن محمد وقع في فخ الخداع البصري والرؤية الظاهرية.

القول ان الشمس والقمر كل يجري عبارة ساذجة وأمر يستطيع الطفل الصغير ان يدركه. فلو طلبت من طفل يشاهد الشمس كل يوم ويشاهد القمر فسيقول لك الشمس والقمر كل يجري.

لا يحتاج تأليف جملة كهذه لكائن فضائي مجنح يأتي من الاندروميدا ليخبرنا بذلك.

هذا مجرد ادراك حسي خاطئ لا يوافق الحقيقة ولا يصف حقيقة حركة الشمس والقمر التي يمكننا وصفها بمعادلات فيزيائية دقيقة

الفيديو التالي يوضح ثبات الشمس بالنسبة لنظام الأرض-القمر الذي يدور بمجمله حول الشمس وفي تفاصيله تظل الأرض ثابتة بالنسبة للقمر الذي يدور حولها

لعلكم بلقاء ربكم تؤمنون

 زلة لسان تكشف عن حقيقة ساجع القرآن. تكثر هذه الزلات بسبب ذهانية المؤلف. فالذهاني لا يستطيع الحفاظ على الترابط بين أفكاره المختلفة ولا يدرك التناقض بين ما يعتقده وما يقوله ويتناقض في المواقف المختلفة.

يستخدم التعبير الظني المترجي لعلكم. لأنه لا يعلم ماذا سيحدث. وقد عاش محمد كل حياته يتوقع ما سيحدث ولم يدرك شيئا على سبيل اليقين. ينسى أنه قال أن الوثنخاف يعلم كل شيء مسبقا بل هو الذي يقرره وينفذه ويجعله متشككا يترجى ويأمل

لو أن مؤلف القرآن يعلم الغيب فلن يقول لعلكم. بل سيعرف بساطة ما إذا كنتم ستؤمنون أم لا.

وترقيعات هذه الصورة البشرية للوثنخاف مضحكة

يقولون أن محمد لو ذكر الحقائق الصحيحة للناس فإنهم لن يصدقوه وسيتهموه بالجنون؟؟

يقولون هذا على أساس أن الناس صدقوا الساجع فعلا ولم يتهموه بالجنون. وعلى أساس ان الساجع اقنع الناس باتباعه بالحجة والدليل وليس بالسيف والفتح وقطع الاعناق وابادة قبائل كاملة.

إذن ما دام الله كان حريصا على أن لا يذكر الحقائق الصحيحة من أجل تفادي اتهام محمد بالجنون فلماذا تم اتهامه فعلا بالجنون؟

هل فشلت خطة الله في تفادي اتهام الساجع بالجنون؟

هل ذكر الحقائق العلمية سيجعل الساجع مجنونا بينما الادعاء أن نملة تكلمت وهدهد اشتغل عميل مزدوج وكرش الحوت تحول إلى فندق خمسة نجوم سيجعله في منتهى العقل والمنطق؟؟

هل فشله في ذكر آلية الشروق والغروب سيجعله مجنونا بينما ادعاؤه الذهاني الفاضح أن الشمس وجدت تغرب في عين حمئة دليل على عقلانيته؟؟

الترقيع بحد ذاته معاناة للمرقع يقضي كل حياته يخدع نفسه

فشل الوثنخاف في ذكر الحقائق هو دليل على شيء واحد فقط وهو أنه لا يعرف هذه الحقائق. أنه وهم لا يوجد إلا في مخيلة من تخيلوه واقنعوا أنفسهم بوجوده

هذا هو المنطق ببساطة. إذا كنت تجهل الحقيقة عن شيء ما فإنك مهما تكلمت عن هذا الشيء فلن تستطيع ذكر الحقيقة.

ايراتوستينيس حسب قطر الأرض بدقة قبل ظهور الساجع بالف عام ولم يتهمه أحد بالجنون ولم يقل لو قلت للناس الحقيقة فلن يصدقوا وسيظنوني مجنونا. صاحب الحقيقة يستطيع شرحها ولا يهتم بمن لم يقدر على فهمها واستيعابها

اريستاركوس تكلم عن حركة الأرض والشمس والقمر قبل الساجع بالفي عام ولم يتهمه أحد بالجنون.

بينما محمد لم يذكر حقيقة علمية واحدة ولم يقل شيئا واحدا خارج ثقافة اهل زمنه وتم اتهامه بالجنون من أول يوم. ولا يوجد نار من غير دخان. فالبشر تعرف كيف تشخص المجنون. وقد شخصت قريش محمد ببساطة. وقد غطى السيف على جنونه ومسح اتباعه ما استطاعوا من فضائحه وظلت سجعياته في القرآن دليلا لمن يريد أن يعرف الحقيقة. النصر يمحو كل العيوب. كان حسين الحوثي في اليمن مريضا ذهانيا مدمنا لا أحد يعطيه اية قيمة ويتندر الناس عنه ويهزأون به ويسخرون من ملازمه. وبعد انتصار أتباعه صارت ملازمه تسمى بالقرآن الناطق وتقرأ مع كل الصلوات في المساجد وتقدم على أنها منتهى البلاغة والفصاحة والعلم والحقيقة.


ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

إصدارات الصفحة

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: