green pine trees on snow covered mountain

الرياح لواقح

المغالطة اللغوية من أهم تدليسات الكهنوت في صناعة الإعجاز الكاذب. من هذه المغالطات تغيير معنى اللفظة إلى معنى كلمة مشابهة لها. مثل تغيير معنى كلمة كـ و ر التي تعني غطى وأخفى إلى جذر آخر مشابه لها وهو كـ ر و ومنه الصفة كروي وهي كلمة مستحدثة لم تظهر في العربية قبل العصر العباسي. ومثلها لفظة لواقح التي تعني حوامل إلى لفظة مستحدثة قريبة منها وهي ملقحات.

يقول ساجع القرآن

وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)

فسرها العرب الأوئل بمعناها الصحيح المعروف على أيامهم وهو أنها حوامل تحمل المطر والسحاب.

وصنع منها الكهنوت المعاصر اعجازا كاذبا لايهام عبدة الوثنخاف أن إلههم يعرف اشياء جيدة.

الادعاء الكهنوتي

ارتكبت السجعية خطأ لعلكم انتبهتم له. تبجح الساجع بأن البشر لا يستطيعون تخزين مياه المطر. والحقيقة فقط سكان مكة ويثرب وما حولهما لم يكونوا يعرفون كيف يخزنون مياه المطر وكان سكان اليمن منذ قرون قبل ذلك الزمن يبنون السدود ويخزنون مياه المطر

عمل الكهنوت نفسه أعمى تجاه ما أنتم له بخازنين وعمل ضجة كبيرة من كلمة لواقح ربما لغرض تشتيت الانتباه وتغطية الخطأ

يقول الكهنوت ان السجعية تعني ان الرياح تقوم بتلقيح النباتات. وهذا يعتبر إعجازا فمن أدرى راعي غنم بهذا؟ وخاصة أن العرب لم تكن تعرف شيئا عن تلقيح النباتات؟

ولا ينتبه الكهنوت للخلل الذي يصيب الجملة عندما يجعلون معناها هكذا. يصبح معنى السجعية : أرسلنا الرياح لتلقح النباتات فأنزلنا من السماء ماء؟؟ وهذه عبارة مضطربة هاذية لو كانت تعني هذا

فكيف تلقيح الرياح للنبات يجعل الماء ينزل من السماء؟ وما علاقة تلقيح النبات بانزال الماء؟

لكن ليس هذا هو المعنى: لواقح تعني تحمل السحاب.

لم يذكر الساجع النبات أو تلقيحه من قريب او بعيد هنا . هذا تحريف للمعنى الصحيح ومحاولة يائسة لمخادعة أنفسهم بصحة عبادة الوثنخاف

توضيح المغالطة اللغوية

تمت المغالطة باعطاء كلمة لواقح معنى اصطلاحيا يناسب المقاس القرآني لغرض التدليس رغم أنه يخالف السياق.المعنى الصحيح مختلف

لكلمة لواقح عدة معاني تختلف باختلاف السياق. فعندما تجيء مع الرياح لها معنى وعندما تجيء مع الحرب لها معنى آخر ولها معنى مختلف اذا جاءت مع الحيوان او النبات

الرياح اللواقح هي الحاملات للمطر تطلق على الرياح لانها تحمل المطر

(لسان العرب):

((واللَّواقِحُ من الرياح التي تَحْمِلُ النَّدَى ثم تَمُجُّه في السحاب فإِذا اجتمع في السحاب صار مطراً ) )

يضيف لسان العرب : الملقوح المحمول ومعنى اللاقح الحامل

هذا المعنى لم يخترعه الساجع. كان العرب يطلقون على الرياح التي تحمل المطر لواقح حتى قبل أن يولد. وهذا لا دخل له بتلقيح النبات لا من قريب ولا من بعيد

ويؤيد هذا المعنى قول محمد في سجعية اخرى:

هو الذي يُرْسِلُ الرياحَ نُشْراً بين يَدَيْ رَحْمَتِه حتى إِذا أَقَلّتْ سَحاباً ثِقالاً (أَي حَمَلَتْ)

فالريح تحمل السحاب والمطر عند مؤلف القرآن.

ويضيف لسان العرب موضحا المعاني المختلفة باختلاف السياق:

 ولقحت الناقة اذا حملت.

 ولقحت الحرب اذا نشبت.

كانت الفكرة عند قدامى العرب أن السحاب وعاء ناقل للمطر والرياح تقوم بحملهما. وهذا ما تكلمت عنه السجعية بالضبط. تقول السجعية: (وارسلنا الرياح لواقح فانزلنا من السماء ماء) الرياح لواقح ثم انزال المطر مباشرة لا وجود ولا ذكر للنبات وتخصيبه هنا.

ولاحظ استخدام حرف العطف فـ في قوله فأنزلنا مباشرة بعد لواقح وحرف العطف ف يفيد الترتيب والعلة (السببية) …….اي ان الرياح حملت السحاب فنزل المطر. لا إشارة للنبات حتى ضمنيا

تظهر الخيانة الأدبية لدى الكهنوت. فرغم أنهم يعرفون أن للفظة الواحدة عدة معاني مختلفة ليس منها ما يزعمونه إلا أنه لا يتورعون عن الكذب. ولا ندري ما الذي جعلهم يزعمون أنها هنا تشير للنبات رغم عدم وجود أي ذكر للنبات ولو ضمنيا ورغم أن السياق يوضح بسهولة أنه يعني أن الرياح تحمل السحب فينزل المطر

نستطيع بسهولة أن نستنتج ان القرآن كتاب شعوذة. فرغم العدد الكبير من المزاعم الاعجازية إلا أنه بتأملها كلها نجد أنه لا توجد حقيقة علمية واحدة مذكورة بصراحة وبوضوح وكل الادعاءات عبارة عن إعادات تأويل وادعاءات متحيزة غير نزيهة. لا يوجد ادعاء اعجازي واحد صريح وواضح ولا يحتاج لتحريف المعنى والتأويل والترقيع

تلقيح النبات عند العرب

عملية تلقيح النبات كما نسميها اصطلاحا الآن لم تكن تسمى تلقيحا في زمن محمد بل تأبيرا وكانت عملية معروفة لدى العرب. استخدام لفظة تلقيح لهذا المعنى استخدام مستحدث أقره مجمع اللغة العربية في القاهرة في القرن الماضي

لكن كلمة لواقح لها معان مختلفة عند قدامى العرب نذكر هذه الأمثلة

وقد ذكر الازهري في ترجمة صمعر قول الشاعر:

أحية واد نغرة صعمرية…… أحب إليكم أم ثلاث لواقح.

وقال عمرو بن حوط بن سلمى في يوم طخفة(معركة في الجاهلية بين تميم والمناذرة)

أبوا دين الملوك فهم لقاح****إذا هيجوا إلى حرب أشاحوا

فما قوم كقومي حين يعلو****شهاب الحرب تسعره الرماح

ومعنى لقاح هنا هو من يحمل الشرف

وقول الحارث بن عباد البكري:

قربا مربط النعامة مني ***لقحت حرب وائل عن حيال

ومعنى لقحت هنا هو نشبت

واللقاح من الابل ذوات اللبن:

قال عَدِيُّ بن زيد:

 من يكنْ ذا لِقَحٍ راخِياتٍ فَلِقاحِي ما تَذُوقُ الشَّعِيرا

 بل حَوابٍ في ظِلالٍ فَسِيلٍ مُلِئَتْ أَجوافُهُنّ عَصِيرا

ويقول آخر يصف المطر بعد الجفاف:

لَقِحَ العِجافُ له لسابع سبعةٍ****** فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا

المعنى

 قَبِلَتِ الأَرَض ماءَ السحاب

اذن للفظة لواقح معان عديدة حسب السياق وعندما تقترن بالرياح فانها تعني الرياح التي تحمل السحاب اي تقله لكن الاعجازيين تجاهلوا كل ذلك وفصلوها تفصيلا على مقاس القرآن ليخدعوا به اتباعهم

عملية تأبير النبات لم تكن مجهولة اصلا

العرب لم تكن تجهل عملية التلقيح للنباتات بل كانت تمارسه وكان مؤلف القرآن هو من يجهله وقد ثبت ذلك في الحديث الصحيح.

حيث استنكر ما كان الناس تفعله من تلقيح النخل فلما ثبت خطؤه راوغ واختلق عذر انتم اعلم بشؤون دنياكم

وطبعا اذا فهمت انك يمكنك ان تاخذ البذرة من الشجرة الذكر الى الشجرة الانثى عن طريق التأبير فستعرف بديهيا ان الرياح يمكنها نقل ذلك ايضا ولا تحتاج الى دماغ ستيفن هوكنج من اجل ذلك.

 انوع التلقيح المختلفة واهمها

علق د. كامل النجار على هذه السجعية قائلا بتصرف:

تلقيح النباتات يتم بأربعة طرق مختلفة:

1- التلقيح بواسطة الحشرات والطيور

2- التلقيح بواسطة الرياح

3- التلقيح الذاتي

4- التلقيح اليدوي

وكانت العرب تعرف طريقتين: التلقيح بالرياح والتلقيح اليدوي أو التأبير ولكن محمد أنكر عليهم طريقة التلقيح اليدوي ونهاهم عنهم فلما لم تثمر نخيلهم أتوا إليه فتراجع عن عناده واعترف بجهله ولكنه رقعها وتلافى الفضيحة بقوله : أنتم اعلم بأمور دنياكم. وما يزال يردد هذا العذر رجال الإسلام متناسيين أن محمدا لم يترك شيئا إلا حشر نفسه فيه من أمور دنياهم.  لم ينجح التلقيح بالرياح في تلقيح النخيل هنا وذلك لأنه تلقيح صدفة حيث يحمل الرياح الاشياء ويشتتها فتذهب هباء وتضيع كلها تقريبا

الطريقة الأهم في التلقيح هي التلقيح بالحشرات والطيور وكان الاحرى بكاتب القرآن أن يذكرها هي إذا كان فعلا يعلم حقيقة الامر.

التلقيح بواسطة الحشرات والطيور: يُسمى هذا النوع من التلقيح

  Entomophilous

 وتقوم به الحشرات مثل النحل والدبور والفراشات وحتى النمل. وهذا النوع هو الأكثر انتشاراً في الطبيعة. كل الأزهار والأشجار ذات الزهو الملونة أو الرائحة تلقحها الحشرات. وهذا هو سبب تلوين الأزهار كي تجذب الحشرات. وهناك 26000 نوع من النباتات المزهرة التي تلقحها الحشرات. وتلقيح الحشرات هو أكثر طريقة اقتصادية بالنسبة للنباتات إذ لا يحتاج النبات الذكر أن ينتج كمية كبيرة من اللقاح وبالتالي لا يصرف طاقة هائلة في انتاج هذا اللقاح. والغريب أن القرآن لم يذكر من الحشرات إلا النحل والنمل والعنكبوت التي أخطأ في وصف بيوتها، ولم يذكر أي شيء عن مهمة النحل الكبرى وهي تلقيح النباتات.

التلقيح الذاتي:  كان الساجع يظن أن كل النباتات تتكون من ذكر وانثى وقد كرر ذلك كثيرا بقوله وخلقنا من كل زوجين اثنين وذلك لان ساجع القرآن كان يجهل ان بعض النباتات لا تتكون من زوجين اثنين ذكر وانثى بل تكون فردا واحدا فيكون بأزهارها أعضاء تناسلية انثوية وعضو ذكري. ويكون العضو الذكري أطول من الأنثوي ثم ينحني العضو الذكري ليصب اللقاح في الأعضاء الأنثوية وبذلك تلقح نفسها دون الحاجة إلى الرياح أو الحشرات. كل البقوليات كالفول المصري وما شابهه تلقح نفسها ولا يوجد منها زوجان اثنان.

ومع هذا المعنى في السجعية لا يشير لهذه العملية بل يقصد بها أن الرياح تحمل السحب فينزل المطر

تخزين مياه المطر

فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)

يتباهى الساجع على الناس ويقول لهم انتم لا تستطيعون تخزين ماء المطر

ولم يخطر بباله أن الناس من قبل أن يولد بآلاف السنين كانوا قادرين على تخزين مياه المطر

ولو كان الساجع يعرف اكثر مما يعرفه شخص يعيش في صحراء الحجاز في القرن السابع لعرف أن البشر يستطيعون تخزين ماء المطر، وفعلاً نخزّن ماء المطر بكميات كبيرة. ولكنه لم يكن يعلم وظن ذلك غير ممكن وسجل رأيه في سجعية مخطئة زعم أنها صالحة لكل زمان ومكان

 وحتى بدون تكنولوجيا هناك قبائل من قديم الزمان تحفر ساق شجرة التبلدي التي يبلغ محيط ساقها عدة أمتار ويخزنون به ماء المطر ليسد احتياجاتهم في موسم الجفاف.. وقد استطاع الانسان القديم في المجتمعات الزراعية تخزينه.وقد استخدم اليمنيون القدامى السدود والحفر الصخرية المعروفة في اللغة السبئية بكلمة الكريف

فقط عرب الصحراء لم يفطنوا لذلك بسبب طبيعة الصحراء اصلا. فالإنسان كان، ولا يزال قادراً على خزن ماء المطر.

وهناك حقيقة أخرى هنا. استخدم الساجع لفظة خازنين ليعبر عن وهم يؤمن به. كان يؤمن أن الله يقوم بتخزين المطر في السماء ثم ينزله عن طريق فتح أبواب مخصصة. قال معبرا عن إيمانه بهذا المعتقد الخاطئ : وفتحنا أبواب السماء بماء منهمر. هذه الفكرة تطورت مع تطور تحول الكهانة من عبادة أوثان متعددة إلى عبادة وثنخاف واحد غير مرئي حيث تم تحويل الآلهة الأخرى إلى معاونين وملائكة بعضها مسؤول عن التخزين والكيل وسوق السحاب والرعد وغيرها

القرآن كتاب بدائي محدود بزمان وبيئة غابرين مصنوع صناعة شعوذية فقط


ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

إصدارات الصفحة

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d