spooky ghost

الروح فرضية خاطئة

قامت كل الأديان على وهم عدم الفناء ووهم العودة بعد الموت إلى حياة أفضل. ولهذا السبب تم اختراع جهاز خرافي اسمه الروح. وزعمت معابد الكهنوت أن الروح هي التي تحرك الجسد وهي التي تفهم وتدرك وتحس الألم ولذلك يمكنها ان تتعذب في الحياة الآخرة كما يمكنها أن تستمتع وعندما تغادرهذه الروح الجسد فانه يفقد كل هذه الأمور من حركة واحساس ورؤية وسمع وفهم وادراك وتفاعل مع الطبيعية.

لا يوجد أي مبرر منطقي للاستمرار في تصديق هذه الفرضية البدائية سوى أنها مهمة جدا لعبدة الوثنخاف وبدونها تنهار عبادة الوثنخاف وتنقرض.

لكن العلم يخبرنا ليس فقط عن عدم وجود دليل على وجود الروح بل عن وجود دليل على عدم علاقة الروح بأي من الوظائف التي نسبت اليها.

لا علاقة لها بحركة الجسد ولا بالفهم والادراك والاحساس ولا بالتفاعل مع العالم الخارجي.

لا يوجد أي مكان لروح ميتافيزيقية في تفسير هذه الأمور وغيرها علميا.

كل هذه الوظائف التي ظنوا انها روحية هي وظائف جسدية بحتة تقوم بها خلايا معينة من الجسد عن طريق تفاعلات كيميائية وبيولوجية محددة ومثبتة بشكل قاطع.

الروح مجرد فرضية خاطئة للإنسان البدائي لتفسير الحياة والموت. وبما أنها خاطئة فجميع الأديان خاطئة لأنها قامت على أساس خاطئ ومقدمة افتراضية تم البرهنة على خطئها.

الروح في القرآن

مشكلة الوثنخافية الاسلامية أن المؤسس مريض ذهاني ترتبك لديه المفاهيم ولا يوجد لديه معنى ثابت وواضح للأشياء وتتغير مفاهيمه مع الوقت طبقا للحالة الذهانية التي هو عليها. لم يكن للروح لديه معنى محدد واضح. فبينما يعتقد أن الانسان تطور من صنم مصنوع من صلصال كالفخار تم نفخ الروح فيه نفخا في مواضع معينة يعود في مواضع أخرى ليعطي الروح معنى نيولوجيزميا وكأنه كائن مستقل ومختلف

فقد كان للروح لديه معنى نيولوجيزميا ذهانيا لا يوجد لدى الشخص السليم. حيث تصورها ككائن غريب لم يقدر على شرحه للناس مرتبط بالأمر ارتباطا وثيقا. ولا أحد يعرف تحديدا ما يعني بالأمر المرتبط بالروح ولا بالروح المرتبط بالأمر. تطرقت لذلك في منشور سابق تجدونه عبر الرابط التالي:

سنركز هنا على معنى الروح الشائع عند عبدة الوثنخاف كجهاز يقوم بتحريك الجسد وأداء وظائفه ولن نتطرق للمعنى الآخر النيولوجيزمي الذي تبناه الساجع

فكرة الروح عند الانسان البدائي

يبدو أن الانسان منذ وجوده على الأرض كانت لديه فكرة غامضة حول أنه اكثر من مجرد جسد خرج من رحم أمه , نما وكبر ثم يموت ويتحلل الى أجزاء صغيرة من العظم والتراب.

افترض الانسان البدائي أن هناك ارواحا غير مرئية قادرة على احداث الأشياء من حولهم بما في ذلك منحهم الحياة والقدرة على التفاعل مع البيئة الخارجية.

هذا تفكير مقبول خلال طفولة البشرية ففي لحظة يكون الانسان حيا يتكلم ويمشي ويتفاعل ثم في لحظة أخرى يصبح ساكنا وصامتا للابد.

الشيء الذي كان يمنحه الحياة صار فجأة غير موجود.

كان هناك اعتقاد واسع عند الانسان البدائي أن القلب هو مركز الروح. مركز الحياة والعقل والذكاء.

وما زالت آثار هذا الاعتقاد ظاهرة في لغة الانسان المعاصر فنقول قلبه طيب او له قلب شجاع.

عندما كان المصريون القدامى يحنطون ملوكهم كانوا يتخلصون من الدماغ لكنهم يحتفظون بالقلب.

الفيلسوف الاغريقي امبيديكليس

Empedocles

  (490 قبل الميلاد) قال أن التفكير والشعور يتم بواسطة الروح التي تعيش في القلب وتغادر الجسد بعد الموت.

لم يكن الدماغ يعتبر عضوا مهما عند الانسان البدائي. اعتبر الاغريق وجود قنوات في الجسم تمثل الروح تسمى

pnuemata

 وتتكون من الهواء العنصر الرابع التي تتكون منه الأشياء حسب اعتقادهم إضافة للتراب والماء والناروهذه الروح مركزها القلب.

افلاطون, 374 قبل الميلاد , ذهب ابعد من ذلك فاعتبر ان هناك روحا

Vegetative soul

تسكن في تجويف البطن وروحا

vital soul

 توجد في القلب وهي المسئولة عن الحياة وروحا خالدة

immortal soul

 تسكن في الراس.

ارسطو (322 ق م) أعاد الروح الى روح واحدة فقط توجد في القلب.

وبغض النظر عن مكانها كانت الروح عند الجميع تمثل العنصر الرابع غير المرئي, الهواء.

ارتباط الروح بالهواء تجذر في عدد من اللغات القديمة. ففي العبرية كلمة رواح او رواخ وكلمة نفش مرتبطان بالريح او التنفس أي الهواء.

في اللغة العربية كلمتا روح ونفس أيضا مشتقات من ريح وتنفس أي الهواء.

كلمة روح اصلها آرامي اشتقت منه اللفظتان العبرية والعربية.

المصدر:

(Carl Zimmer, Soul Made Flesh: The Discovery of the Brainand How It Changed the World (New York: Free Press, 2004), pp. 9-11.)

في الاغريقية كلمة سايكين أي يتنفس مشتقة من سايك أي الروح.الكلمتان اللاتينيتان أنيما و سبيريتوس

anima,spiritus

 اللتان تعنيان الروح تعنيان أيضا التنفس والهواء.

المصدر:

(Jerome W. Elbert, Are Souls Real? (Amherst, NY: Prometheus Books, 2000), p. 37; David Eller, Natural Atheism (Cranford, NJ: American Atheist Press, 2004), pp. 333-40.)

صنم من فخار منفوخ

تسللت فكرة الخلق الاغريقية الخاطئة التي تقول أن كل شيء وجد من 4 عناصر هي التراب والماء والنار والهواء إلى مؤلف القرآن لكن بشكل مشوش ومرتبك. في الحقيقة هم لم ديكها بهذا التفصيل لأنه أخذها من التوراة عن طريق بحيرى الراهب وورقة بن نوفل وغيرهم. لذلك فالانسان خلق من تراب. أضيف عنصر الماء فصار طين. اضيف عنصر النار فصار حمأ مسنون وصلصال كالفخار. والعنصر الرابع الهواء عندما تم النفخ في الصنم الطيني. لكننا لا نجدها بهذا الترتيب بل نجدها مشوشة مرتبكة مخلوطة مع بعضها بسبب طبيعة التفكير الذهاني السائد في ذهان النبوة

اعتنق ساجع القرآن أفكار زمنه لكن بطريقة أكثر سذاجة وسطحية بسبب ذهانيته وعاش كل حياته حتى هلك وهو يؤمن أن الانسان كان صنما مصنوعا من الطين أو الفخار نفخ فيه فتحرك وتكلم وسجدت له الملائكة

القرآن لم يأت بجديد واعتنق فكرة التوراة, ولكنه فهمها بشكل ذهاني.

 فالروح تم نفخها في الصنم الطيني الذي تم صنعه مسبقا من التراب والماء ثم تحويله لفخار بواسطة النار. ثم نفخت الروح – الهواء – نفخ نفخا فكانت هي الحياة.

( إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صلصالٍ من حمأٍ مسنون* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) [سورة الحجر:28-29]

وتصور القرآن للخلق بشكل عام هو هذا التصور من اعداد قالب طيني ثم النفخ فيه فيقول عن المسيح:

(أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ)

كما اعتبر ان الجنين في بطن أمه يتم أولا صناعة قالبه وهيكله هذه المرة من العظام وليس الطين ثم يتم بعد ذلك اعطاؤه الحياة.

(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخر).

ويؤكد المفسرون أن خلقا آخر هي الروح وإن كان الامر واضحا لا يحتاج لأي تفسير. فيذكر الطبري ما يلي:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: قال ابن عباس:( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) قال: الروح.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن عكرمة، في قوله:( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) قال: نفخ فيه الروح .

حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي:( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) قال: نفخ فيه الروح.

قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، بمثله.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، في قوله:( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) قال: نفخ فيه الروح، فهو الخلق الآخر الذي ذكر.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله:( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا ) يعني الروح تنفخ فيه بعد الخلق.

وتتكرر هذه الصورة في قصة الحمار الذي اعيدت له الحياة:

فيتم أولا بناء القالب او الهيكل العظمي ثم يكسى باللحم ثم يعطى الحياة او الروح.

وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا

وكلنا نعرف ان الوعد بحياة أخرى للروح الخالدة برفقة قاصرات الطرف حور العيون يعتبر من اهم أسباب قوة الإسلام الى جانب تعذيب الروح الخالدة لمن لم يصدق في فرن ابدي.

وإن كان مؤلف القرآن تجنب استخدام لفظة روح لوصف هذه الكينونة الخالدة في ضلالات الكهنوت وفضل استخدام كلمة نفس (وهي ايضا من الهواء العنصر الرابع كما اعتقد البدائيون). وقد أشرت لذلك مسبقا. وقد قال في إحدى السجعيات

وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ

وقال في سجعية أخرى

كل نفسٍ ذائقة الموت

وكان يظن أن النفس مكانها الصدر – وهذا منطقي فالنفس متعلقة بالتنفس وهي تشير لعنصر الهواء المنفوخ في الصنم الطيني. قال معتبرا أن النفس والصدر تؤديان نفس المعنى:

وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ

وقال :

قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ

وتفضيله لاستخدام لفظة نفس سببه هلاوسه وضلالاته التي فهم منها أن الروح كائن مختلف متعلق بالأمر

الروح والموت

وكما كانت فكرة النفس (الروح) مهمة لتفسير الحياة عند مؤسس الوثنخافية الاسلامية فهي أيضا مهمة لتفسير الموت. فالروح تخرج من الحلقوم وتغادر الجسد مع آخر رمق والانسان ينظر اليها.

فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85)

 ويقوم بسحبها ملك أو ملائكة متخصصون في ذلك.

وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ.

الروح أيضا مهمة لتفسير العقل والفهم والاحساس والادراك في الفكر الكهنوتي ككل

ما هي الحياة علميا

التفسير العلمي لظاهرة الحياة والموت والادراك والاحاسيس قضى على هذه الفكرة البدائية.

الحياة وظيفة من وظائف الخلية الحياة. لا توجد اية قوة خفية او ميتافيزيقية تتحكم بها.

تتميز الخلية الحية بصفات تمكنها من إدارة عدد من التفاعلات الكيميائية والعمليات الفيسيولوجية والبيولوجية تجعل عددا من المركبات والعضويات تحت الخلوية تشتغل مع بعضها في نظام متكامل قادر على استغلال الطاقة وانتاجها وتحويلها من صورة لاخرى.

ترتكز هذه العلميات أساسا على وجود عضيو صغير يسمى الميتوكوندريا يتم فيه استخدام الاوكسجين كمستقبل نهائي للالكترون في عملية تسمى

Electron transport chain

اذ يتم فيها حرق مصادر الغذاء كالجلوكوز الى ثاني أوكسيد الكربون وماء وإنتاج كمية من الطاقة على شكل مركبات كيميائية تحتوي على روابط فوسفاتية عالية الطاقة تقوم بتحرير كمية من الطاقة عند كسر روابطها فيما بعد وتسمى آي تي پي اختصارا لكلمة ادينوسين ترايفوسفات و أيضا تنتج بعض الجذور الحرة.

هناك عمليتنا كيميائيتان اخريان لانتاج الطاقة تسبق هذه المرحلة وهي الجلايكوليسيس

ودائرة كريب او حلقة حمض السيتريك.

شرحنا هذه العملية في مشنور سابق رابطه هنا

ترتكز الحياة برمتها على هذه العملية الكيميائية. تميل الذرات والجزيئات دائما الى التفاعل مع بعضها بسبب اختلاف الميل الاكتروني والمجموعات الفاعلة على المركبات لتكوين روابط كيميائية ايونية او تكافؤية للانتقال من مستوى طاقة اعلى الى مستوى طاقة اقل. وهذا هو المحرك الأساسي لبقاء العضوويات تحت خلوية في حالة نظام مستقر.

انه انتاج النظام من اللانظام. يتوافق ذلك مع الانتروبي. فالتفاعلات الكيميائية داخل الخلية تنتج حالة عالية من النظام ولكنها بالمقابل تنتج مقدارا من الطاقة في هيئة حرارة يتم اعطاؤها للمحيط الخارجي تزيد من اللانظام.

الحياة اذن خاصية من خواص الخلية الحية. لا يوجد قالب غير حي يحتاج لنفخ الروح فيه فيصير حيا. بل يبنى الكائن الحي خلية خلية وعضوا عضوا من وحدات صغيرة هي الخلايا وتمثل الخلية وحدة الحياة الأساسية.

وهذا خطأ كبير ارتكبه القرآن الذي تصور أن الانسان صنعت كل خلاياه وأعضائه وأجهزته أولا من صلصال كالفخار وبعد ما استوى صنما طينيا تم نفخ الروح فيه.

بل يبدأ الانسان باندماج خليتين حيتين تحوي كل واحدة نصف العدد من الكروموسومات وبعد ذلك تقوم هذه الخلية الجديدة بالانقسام ومضاعفة نفسها خلية خلية حتى النهاية. لا تحتاج لنفخ أي روح لتدب فيها الحياة فهي حية من أول جزء من الثانية. ولو كانت ميتة فلن تنقسم أو تتكاثر وستتحلل. ولو كان الحيوان المنوي ميتا فلن يحصل شيء. ولو كانت البويضة ميتة فلن يحصل شيء

ليس الامر كما يتصور الساجع اخراج الحي من الميت أي اخراج الانسان الحي من النطفة الميتة. لان الحيوان المنوي كائن حي والبويضة كائن حي والزيجوت كائن حي. الانسان هو نتيجة انقسام الحمض النووي داخل هذا الزيجوت الى خلايا أخرى مشابهة ومتمايزة وبناء كائن حي من نفس النسخة.

الحيوان المنوي الميت لا ينتج كائنا وكذلك البويضة الميتة.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الحياة نتيجة حتمية لوجود الذرات في مسار تدفق مستمر للطاقة. وآخرها نظرية الحياة المسماة

 SOFT-NET theory

يطول شرح هذا الموضوع ويمكن القارئ العودة الى كتب الفسيولوجية والكيمياء الحيوية لمعرفة الموضوع بتوسع.

العقل والادراك والفهم

كما ذكرنا ساجع القرآن تبنى مفاهيم زمنه الخاطئة لكن بطريقة أكثر جهلا وسطحية وغلبت على مفاهيمه أعراض اضطراب الذهان الذي اصابه.

ومثلما ظن أن النفس موجودة في القفص الصدري وأن الملائكة تنتزعها من الكفار وقت الموت من خلال الحلقوم

وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ

فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84)

كان متوقعا أن يظن أن التعقل والفهم والادراك وحفظ الاسرار مكانه القفص الصدري ايضا

وضحت هذه الفكرة الخاطئة في منشور آخر فيما يلي رابطه

لكن كما وضع العلم تفسيره الدقيق للحياة وضع أيضا تفسيره الدقيق لظاهرة العقل والادراك والاحساس.

مرة أخرى لا مكان للروح او اية قوة ميتافيزيقية.

وكما ان الحياة وظيفة من وظائف الخلية الحية بمكوناتها العضوية وتفاعلاتها الكيميائية والحيوية فان العقل والادراك والاحساس وظيفة من وظائف الجسد.

يتم ادراك الأشياء بواسطة خلايا عصبية متخصصة في الدماغ في عملية كهربائية كيميائية بحتة.

عندما يصل المؤثر الخارجي الى الأطراف الحسية فانه يتسبب بتفاعل كيميائي مع مستقبلات موجودة على غشاء المستقبل. هذه المستقبلات تكون عادة عبارة عن قتوات ايونية. تسمح هذه القنوات بمرور ايونات الصوديوم والكالسيوم من التركيز الأعلى خارج الخلية الى التركيز الأقل داخل الخلية. ينتج تدفق الايونات ذات الشحنة الكهربائية الى تغير فرق الجهد بين داخل الغشاء الخلوي وخارجه وتنتشر الايونات عبر الغشاء. يؤدي هذا الى تناوب حالة من الاستقطاب واللاستقطاب الكهربائي. تنتقل هذه الموجة على طول العصب الى مركز معين في الدماغ يتكون من خلايا عصبية.

النبضات الكهربائية في العصب لا تختلف من عصب الى آخر كثيرا وتتشابه سواء كانت للمس او الرؤية او السمع او الضغط او الألم.

يتم تفسير النبضات بمشاعر مختلفة حسب المركز الذي تصل اليه.

لا دخل للروح في الموضوع. المسألة تخص الجسد تماما.

يظهر ذلك جليا في ادراك الألم مثلا. فلو قطعت يدك بسكين فستشعر بالم شديد. لكنك لو حقنتها بمخدر موضعي يعمل على قفل قنوات الايونات في المستقبلات الحسية فلن تشعر بالالم. اما اذا قمت بتخدير العصب الناقل في منطقة ما في طريقه في النخاع الشوكي فانك أيضا لن تشعر ولو تم تقطيع يديك قطعا قطعا.

ويمكنك ان تجري عملية جراحية كبيرة تحت التخدير العام ولا تحس بشيء.

التخدير العام عبارة عن مواد كيميائية تتفاعل مع مستقبلات على اغشية الخلايا وجدارها البلازمي .فأين ذهبت الروح؟؟

ان الإحساس وظيفة من وظائف الجسد فقط ويمكن التعامل مع الجسد للسيطرة عليه.

العقل أيضا وظيفة من وظائف الدماغ. العقل بنفس المفهوم البدائي غير موجود. بل توجد هناك عدد من الوظائف الدماغية المعرفية العليا يمكن تقسيمها الى وظائف متميزة وكل وظيفة يتحكم بها عدد من الخلايا ويمكن لك وظيفة ان تفقد بمفردها اذا تضررت الخلايا المسئولة عنها.

تشمل هذه الوظائف الادراك وتحليل المعلومات والفهم واتخاذ القرار والتحكم بالاندفاعية والذكاء والعواطف والوظائف التنفيذية والذاكرة الخ.

عند تضرر خلايا الذاكرة يصاب الانسان بالزهايمر مثلا, ويرتبط ذلك بخلايا ومراكز دماغية معينة. لان الذاكرة وظيفة من وظائف هذه الخلايا ولا مكان لروح ميتافيزيقية.

ما كان يعتبره الانسان البدائي جنونا او فقدانا للعقل هو تضرر لمراكز معينة في الفص الصدغي والامامي. وباعطاء ادوية تعمل على مستقبلات مادة الدوبامين نستطيع ان نعالج هذا المرض في عدد كبير من الحالات. تأثره بمواد كيميائية وارتباطه بخلاايا عضوية واضح ولا غبار عليه.

الموت والروح

ومثلما كشف العلم التفسير الصحيح للحياة وأنه لا مكان للروح أو النفس التي ليست سوى محاولة الانسان البدائي ورعاة المعز في العصور المظلمة لتفسير الحياة كشف ايضا عملية الوفاة

واستطاع العلم أن يزيد من معدل عمر الانسان. وصار قرار عزرائيل بأخذ الروح يتأثر بجودة الخدمات الصحية في بلد ما. فإذا كانت الخدمات الصحية عالية ينتظر عزرائيل كثيرا حتى عمر التسعين أو المائة وإذا كانت الخدمات الصحية سيئة يأتي مبكرا. في ظاهرة توضح تماما خرافية ملك الموت وخطأ التفسير الديني للموت والحياة

مرة أخرى لا مكان للروح.

تتم الوفاة عند تضرر خلايا الجسم. لكل خلية من خلايا الجسم حاجة معينة للغذاء والاوكسجين. عندما تفشل الخلية في توفير مركبات الطاقة آي تي بي اللازمة للحفاظ على هذا المعدل فانها تموت.

يتم موت الخلية عن طريق تضرر البلازما او غشاء اللايسوسومات او تضرر الحمض النووي او الميتوكوندريا.

يمكن ان ينتج ذلك عن عوامل فيزيائية عديدة كالضرر الكيميائي او السموم او نقص الاوكسجين او نقص توصيل الغذاء بالدم او الجذور الحرة.

عاملان مهمان يتمان في موت الخلية هما عدم القدرة على انتاج الاي تي بي اللازم للحفاظ على جدار الخلية او تضرر الميتوكوندريا.

لكل عضو من أعضاء الجسم كالقلب والكبد والدماغ قدرة محدودة على العمل بعدد خلايا معين. فمثلا الكبد قد تظل حية رغم موت اكثر من سبعين بالمائة من خلاياها. لكن ذلك لا ينطبق على الدماغ والقلب مثلا. عندما يصل تضرر الخلايا الى رقم حرج فان العضو يموت.

الجسم أيضا له قدرة محدودة على تحمل فقدان الأعضاء. وعندما يتعطل عضو حيوي هام كالكبد او القلب او الدماغ فان قدرة باقي خلايا الجسم على انتاج الطاقة اللازمة للحفاظ على عمياتها الحيوية والكيميائية تتأثر وتبدا بالموت.

يدخل الجسد اذن في نقطة اللاعودة ويعاني من فشل متعدد في الأعضاء المختلفة.

اذن موت خلايا القلب يقضي على كل خلايا الجسد. وبما ان الحياة وظيفة من وظائف الجسد فان الجسد يموت. لا يوجد أي مكان لروح ميتافيزيقية.

بقطع الاوكسجين عن الخلايا تموت. لو ان هناك روحا لما تأثرت بقطع الاوكسجين.

بضربة شديدة على الراس تعطل وظائف الدماغ لبرهة تموت خلايا الجسد. وكأن الضربة قتلت الروح أو كأن الضربة أجبرت عزرائيل على القدوم مستعجلا لسحبها.

بموت خلايا الكبد يختل تنظيم الجلوكوز والطاقة ويموت الجسد. وكأن الكبد هي الروح الميتافيزيقية. ينطبق ذلك على الكلية أيضا وهكذا.

أي طبيب يقف على رأس شخص مات دماغه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة يعرف ان هذا الشخص لا يمكن ان يعيش لان الرنين المغناطيسي يظهر ان دماغه قد تلف.

الجسد الذي يظهر سليما امامه لم تغادره الروح بل توقفت خلايا دماغه.

لا يمكن اعادته للحياة بنفخ الروح مرة أخرى لأن دماغه ببساطة لا يعمل ولو تم نفخ كل ريح الدنيا فيه.

لم تعد البشرية بحاجة لافتراض شبح غير مرئي يسكن الجسد ويعطيه الحياة والادراك والعقل ويغادره عند الموت.

فقط يقوم عبدة الوثنخاف بالتمسك بوجود الروح لأن اديانهم قامت على هذه الفرضية الخاطئة وبانتفائها تتضح حقيقة اديانهم


ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

إصدارات الصفحة

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: