white clouds

تكيف أم تسخير

منذ نشأة الكهانة في حضارات الرافدين والكهنوت يحاول جاهدا اثبات ادعائه بوجود الوثنخاف.

ولآلاف السنين حاول مليارات الدينيين اثبات وجود هذا كائن المختبئ على الدوام. ومع ذلك لا يوجد مثقال خردل من دليل ذي مصداقية على وجود الإله المفترض.

دليل ذو مصداقية = أي دليل لا يمكن تفسيره على أنه وجهة نظر الدينيين المتحيزة للمعتقد التي يفسرون بها ظاهرة طبيعية يمكن تفسيرها بشكل أفضل موضوعي ومتجرد

لو كان هناك دليل ذو مصداقية لكان من مصلحة الكهنوت تقديمه للجميع.

ومع ذلك لا يوجد في التاريخ دليل كهذا. الوثنخاف ببساطة غير موجود.

الوثنخاف الذي تحدث عنه الكهنة بمختلف مسمياتهم ومسمياته : يهووه -الرب- إيل – الإل – الله – جاد – ديوز غير موجود.

كل جدل الكهنوت عبارة عن تفسير خاطئ ورغبوي للظواهر الطبيعية.

السؤال العتيق

هل هناك قوة عاقلة خلف نشأة الكون والحياة يمكننا تسميتها بالخالق؟؟

هذا السؤال يجب أن يجيب عنه العلم وليس الكيانات الثيولوجية. الكهنوت ليس لديه الفكاءة لإجابة عن هذا السؤال وليس لديه القدرة البحثية والعلمية الصحيحة. ما يقدمه عبارة عن افتراضات وإجابات معلبة جاهزة منتهية الصلاحية منذ بدايتها

يقول الكهنوت الديني مثلا أن الله سخر الحيوانات للإنسان. بينما الحقيقة أن الحيوانات وجدت قبل الانسان بمئات الملايين من السنين ووجودها كان تطورا طبيعيا سبق تطور الانسان.

مرت ملايين السنين وهناك حيوانات وليس هناك إنسان. وماتت مئات الملايين من الحيوانات قبل ظهور الإنسان. فأين التسخير؟

يقول الكهنوت ان النبات وجد لمصلحة الانسان. بينما الحقيقة أن النبات لا دخل لتطوره بالإنسان ووجد قبل الانسان بمئات الملايين من السنين.

وكذلك الاوكسجين والماء والمطر. الطبيعية على الارض تعرف المطر وتعرف الزلازل والبراكين من قبل ظهور الانسان بأربعة مليارات عام. المطر ليس مسخرا للإنسان والزلازل ليست صيحة الوثنخاف عندما يغضب أو صرخة أحد حيواناته الفضائية المجنحة. هذه خرافات تباع للعوام المخدوعين.

أما البكتيريا الضارة والفيروسات القاتلة والثعابين السامة فيفسرها الكهنوت على أنها ابتلاء وليست تسخيرا. لا يملك الكهنوت قواعد ثابتة ويتميز جدلهم باختلال الثبات الداخلي وتهتك التماسك النظري.

يقول مؤسس الوثنخافية الإسلامية:

أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)

وهم التدبير المحكم

بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. شيء مضحك. نصف المتعلم كارثة. تعلم الساجع كيف يعيد صياغة كلام بحيرى وورقة وآخرين إلى سجع بلهجة قريش فظن نفسه كشفت له كل الحجب واكتشف نظريات الكم والنسبية والكلاسيكية والرياضيات وهو في الحقيقة لم يعرف كم طول السنة الحقيقي ولم يدرك لماذا تضيف العرب شهرا صغيرا للسنة اسمه النسيء. لم يكن يعرف حتى كيف يأتي بصيغة صالحة لتقسيم المواريث. ولكنه ظن نفسه حائزا على كل المعرفة والاسرار. وأسمى سجعياته بالكتاب المنير. هذا أمر شائع في اضطرابات الذهان نوع العظمة. الشعور بالعظمة يسيطر على المريض إلى أبعد حد. اعترف الساجع بلسانه بوجود المعلم وإعادة صياغة الكلام من لغته إلى العربية – لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين – واضح أن هناك شخصا غير عربي. نحن حاليا معظمنا يتعلم من إنجليز ويعيد صياغة المعلومة إلى العربية ومن ذلك ما سأورده لاحقا في هذا المقال عن نظام إنتاج الطاقة في الجسم

يعتقد المؤمن كما يقنعه رجال الكهنوت ان الخلق خاضع للتصميم الذكي والتدبير المحكم والعلم المسبق.

 ولكن من يدرس فسيولوجي الانسان او الكيمياء الحيوية او علم الباثولوجي يعرف ان التصميم الذكي ليس صحيحا ولا اثر له في تكوين الانسان.

ولو أخذنا بافتراض الكهنوت بوجود مصصم ذكي سنجد أنه كما يوجد تصميم ذكي ظاهري في تركيب الانسان يوجد تصميم غبي. فالانسان معرض للامراض المناعية التي تقوم فيها مناعته بمهاجمة أعضائه. وهذه هشاشة في تركيبته وجيناته. الذكر لديه حلمات ثدي.

الانثى لديها شعر إبط وشعر عانة. ضرس العقل لا فائدة منه. الزائدة الدودية لا فائدة منها. أظافر القدمين أظافر اليدين. نجد أن المصمم الذكي جعل أكثر من 40% من الناس يتحسسون من الطبيعة الأم ويمكن أن يختنق أحدهم لمجرد شمه وردة عاطرة. هل هناك مصصمم ذكي يجعل الانسان يتحسس من الطبيعة الأم؟ هل هناك مدبر حكيم لا ينتبه لهذا الخلل في التصميم.

مرض ضغط الدم الأساسي: هذا النوع من الضغط هو الأكثر شيوعا. ليس بسبب فشل كلوي أو بسبب اضطراب غددي بل بسبب البرمجة الداخلية لنظام التغذية الراجع في جسم الانسان.

هناك نقطة تسمى بالنقطة المضبوطة لضغط الدم. متوسطها في الطبيعي 100. عندما تزيد يرسل الجسم إشارات لجهاز التحكم بالسوائل فيقوم هذا الجهاز بإدرار البول والتخلص من الأملاح والسوائل كما يقوم بانبساط الأوعية الدموية فيقل ضغط الدم ويعود إلى مستواه الطبيعي.

وفي 45% من البالغين في العالم قيمة النقطة المضبوطة مبرمجة لتكون أكثر من الطبيعي. مما يؤدي إلى ارسال إشارات خاطئة لنظام التغذية الرجعي السالب فيظهر مرض ارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي إلى تضخم وفشل القلب في النهاية وإلى تصلب الشرايين وحدوث نزيف وجلطات الدماغ. في الولايات المتحدة وحدها يعاني 85 مليون شخص فوق سن العشرين من هذا المرض

هل هناك مصمم ذكي يرتكب هذا الخطأ الفظيع في برمجة منتجاته؟ وهل هناك مدبر حكيم يقع في هذا الخطأ في تركيب مصنوعاته؟

هذه أخطاء خلق وتصنيع. ليست امراضا ناتجة من أشعة أو مواد كيماوية أو اشياء من البيئة بل من التصميم الداخلي للجسم. هذا خلل فني قاتل في التصنيع.

قبل تطور الطب كان الناس يموتون من هذا القاتل الصامت في أربعينيات وخمسينيات العمر. وكان الكهنوت يفسرها على أنه وفت ساعتهم. ملك الموت أتى وقبض ارواحهم. الآن عدل الوثنخاف ساعته وصار ملك الموت ينتظرهم عشرين أو ثلاثين عاما أخرى بسبب تقدم الطب. تقدم الخدمات الصحية جعل الوثنخاف يعدل طريقته المعروفة. تفسير مضحك كيف تحكم التقدم الطبي بطريقة تفكير الوثنخاف

تسخير الغذاء والهواء

الغذاء الذي يبقي  الكائن الحي على قيد الحياة ينتج جذورا حرة تقضي عليه مع الوقت.

يدعي القرآن وكتب  الكهنوت الاخرى أن كل شيء تم تسخيره من اجل الانسان.

نلاحظ أنه فقط باثبات هذا الادعاء يمكن اثبات التصميم الذكي. وإلا فالتصميم الذكي مجدر أكذوبة ثيولوجية.

الحقيقة هي أن الانسان تكيف مع البيئة التي وجد فيها ومع الأشياء التي سبقت وجوده وتطور ليتمكن من البقاء في بيئته فلم تسخر له الأشياء بل تكيف معها وتحور ليتمكن من استخدامها.

ولذلك فهو لا يستطيع تخزين الاوكسجين مثلا واعتمد على بيئة تعمل على توفيره له على مدار الساعة ولو انقطع عنه الاوكسجين خمس دقائق مات.

مصنع السيارة عرف أن الاعتماد على الوقود من البيئة الخارجية لحظة بلحظة تصميم غبي ولذلك أنتج خزان وقود للسيارة تعبئه فقط مرة كل يومين أو ثلاث. مرة واحدة فقط. بينما الوثنخاف جعل منتجاته تحتاج لتعبئته 10-20 مرة في الدقيقة الواحدة إذا كان راقدا على سريره وأضعاف ذلك إذا كان يقوم بعمل.

تصور سيارة تحتاج لتكون متصلة على الدوام بأنبوب محطة البنزين.

هل هذا تصميم ذكي بنظرك؟

تطور الانسان بافتراض أن بيئته تحتوي على الاوكسجين. وعدم قدرته على تخزين الاوكسجين هشاشة واضحة. لو كان هناك مصمم ذكي لوضع له نظاما احتياطيا يكفيه للعيش ساعة مثلا لو انطمر تحت كثيب رملي او غرق في بركة. ولذلك لو سقط طفل في حوض السابحة في المنزل ولم يره أحد لمدة دقيقتين إلى خمس انتهى أمره بسبب أن المصمم الذكي لم ينتبه لهذه النقطة ولم يعمل حساب وجود خزان لمصدر الطاقة يكفي ولو لساعة.

عملية ظهور الاوكسجين نفسها على الأرض لا علاقة لها بالتسخير بل تشير إلى تكيف الحياة مع البيئة المحيطة بها. ظهر الانسان من سلف كان يستخدم الاوكسجين كمستقبل نهائي للالكترون في سلسلة نقل الالكترون الخلوية. ولو كان هذا السلف يستخدم الكبريت لكان الانسان لا يحتاج للاوكسجين بل الكبريت. لا مصمم ذكي ولا غبي ولا هم يحزنون

طاقة القلب

ومثال اخر عضلة القلب فهي تحتاج لانتاج كميات هائلة من مركب الطاقة

ATP

على مدار الساعة ولو تأثر هذا الإنتاج قليلا أصيب القلب بالذبحة الصدرية ولذلك فالقلب هش جدا من هذه الناحية واكثر الوفيات سببها نقص الطاقة عن القلب. أمراض القلب تحتل السبب الأول عالميا للوفاة.

ولو كان الاوكسجين او

ATP

مسخرا للإنسان لكان متوفرا بطريقة اسهل واوفر واكثر امنا ولكن الثابت علميا أن الانسان هو من تكيف ليتلاءم مع هذا الوضع البيئي الذي سبق وجوده وخضع للكثير من التحورات الجينية ووصل إلى نظام متكيف فيه الكثير من الهشاشة ولكن ليس مثاليا.

نقل الكوليسترول

يحتاج الجسم للكوليسترول. يدخل الكوليسترول في بناء الخلايا والاغشية والكثير من المواد المهمة للحياة. لكن نظام نقل الكوليسترول الى الخلايا هش جدا. ومع الزمن يفشل النظام الناقل في أخذ الكوليسترول الى الخلايا مما يسبب تراكمه في جدران الاوعية الدموية مسببا مخاطر جمة.

مصدر الوقود البشري

سأوضح لكم فيما يلي كيف نستخدم الوقود لكي نستمر في الحياة وعدم وجود شيء اسمه تسخير. انها عملية كيميائية طبيعية تعمل بالموارد المتاحة ولو كان هناك مصمم ذكي لكانت افضل مما هي عليه:

مصادر الوقود البشري هي الجلوكوز وبقية الكربوهيدرات , والاحماض الامينية, والاحماض الدهنية, ومصادر الاسيتايل كو-ايه.

روابط الفوسفات عالية الطاقة لمركب إي تي پي

 ATP

هي مصدر الخلية الأساسي للطاقة.

يتم انتاج الـــ إي تي پي خلال التنفس الخلوي عن طريق اكسدة الوقود الى ثاني اوكسيد الكربون وماء بواسطة الالكترونات الناتجة خلال عملية التفسفر التأكسدي Oxidative phosphorylation.

الطاقة المتوفرة في الـــ إي تي پي تستخدم في العمل الميكانيكي كعمل العضلات , والعمل الايوني كتوفير فارق كهروكيميائي عبر جدار الخلية والعمل البيوكيميائي في التفاعلات الكيميائية. وجزء منه ينتج الحرارة وهناك جزء يستهلك في الانتروبي (مقدار الفوضى والاضطراب في جزيئات الخلية والكائن ككل نتيجة انتاج الطاقة).

هناك ثلاث عمليات رئيسية يتم من خلالها انتاج الطاقة في الجسم:

تحليل الجلوكوزGlycolysis

حلقة كرب TCA cycle

سلسلة نقل الالكترونelectron transport chain

وساحاول شرحها باختصار وبالتبسيط قدر الإمكان.

تحليل الجلوكوزGlycolysis

مسؤولة عن إنتاج مقدار بسيط من طاقة الجسم.يتم تقسيم الجلوكوز الى بيروڤيت عن طريق انزيمات محددة في سيتوبلازم الخلية وتستطيع كل الخلايا استخدام الجلوكوز لانتاج الطاقة. ينتج جزيء جلوكوز خلال هذه العملية جزيئين من الـــ إي تي پي وجزيئين من

 NADH

(يدخل في انتاج الـــ إي تي پي في سلسلة نقل الاكترون).

يمكن ان تتم هذه العملية عند حتى عند نقص الأوكسجين اضطراريا وتسمى التحليل اللاهوائي. ميزتها انها تمكن الخلايا من انتاج الطاقة في ظروف نقص الاوكسجين لوقت قصير ويحدث ذلك في العضلات والخلايا الحمراء للدم وبعض الخلايا التي تصل اليها كميات قليلة من الدم. في التحليل اللاهوائي يتم تحويل البيروڤيت الى لاكتايت. اللاكتايت للاسف مادة سامة للجسم تحتاج لوجود الاوكسجين بغزارة للتخلص منها

هذه العملية لها فوائد ظاهرة فهي تمكن الخلايا من انتاج الطاقة عند نقص الاوكسجين المفاجئ كما يحدث عن انسداد احد شرايين عضلة القلب مثلا ولكنها عملية مليئة بالقصور والهشاشة اذ أن تراكم اللاكتايت يصبح ساما على الخلية ويؤدي الى احداث ضرر بالخلايا ينتهي بموتها.

ولذلك كانت هذه العملية عملية تكيفية لمواجهة الخطر ولكنها لم تكن ناجحة وفعالة بشكل جيد.

ومن النتائج السلبية لهذا العملية ان الأورام الكبيرة التي لا تتمتع بنقل دم كافي بسبب نموها السريع تعتمد على تحليل الجلوكوز اللاهوائي لتستمر وتتكاثر وتقاوم العلاج.

تلخيص هذه العملية الكيميائية كالتالي:

Glucose + 2NAD + 2Pi + 2ADP = 2Pyruvate + 2NADH +4 H +2ATP + 2H2O

حلقة كرب TCA Cycle

مسئولة عن انتاج ثلثي طاقة الجسم الناشئة عن اكسدة الوقود. مادتها الأساسية هي الاسيتايل كو-ايه. عند اكسدة الاسيتايل كوايه فانه ينتج ثاني أكسيد الكربون و حاملات الالكترون المختزلة و وثلاثي فوسفات الجوانسين.

حاملات الالكترون NADH و FAD2h

 تمنح الالكترونات للاوكسجين في سلسلة نقل الالكترون لانتاج الـــ إي تي پي خلال عملية الفسفرة التاكسدية

 OXY-phos

يمكن تلخيص العملية كما يلي:

acetylCoA + 3NAD + FAD = 2CO2 + CoASH + NADH + 3H + FAD(2H) + GTP

حلقة كرب فعالة جدا في انتاج الطاقة اذ ان مول واحد من الاسيتايل كوايه ينتج حوالي 207 كيلو كالوري وهذا يمثل 85% من الطاقة الممكن انتاجها من التفاعل المذكور.

التفاعل المذكور ينتج 245 كيلوكالوري حسب ما أظهرته التجارب في المعمل.

لكن 15% يضيع عندما يتم التفاعل داخل جسم الانسان لأنه لم توجد آلية في التصميم لمنع التسرب. هذا اقصى ما استطاع فعله الانتقاء الطبيعي. لا يوجد كمال يعكس وجود مصمم كامل وإنما يوجد تكيف بقدر الإمكان.

سلسلة نقل الالكترون  electron transport chain

العوامل المختزلة خلال عملية اكسدة الوقود تدخل الى هذه السلسلة في الميتوكوندريا وتمنحها الالكترونات. يتم نقل الالكترونات الى الاوكسجين. خلال رحلة الالكترون في السلسلة يتم ضخ البروتونات من داخل الميتوكوندريا الى جانب السيتوبلازم عبر جدار الميتوكوندريا. وهذا يولد فرق جهد كهروكيميائي عبر الجدار ويتمثل في تغير في الـ

PH

 وتغير في الشحنة. هذا الجهد يستغل في انتاج جزيئات  الـــ إي تي پي عن طريق انزيم اسمه ال أي تي بي سينثايس.

وفي هذه العملية 30% من الطاقة الناتجة من حرق الاوكسجين في الميتوكوندريا تضيع نتيجة تسرب البروتونات الى خارج الميتوكوندريا ولا يستفاد منها في انتاج الـــ إي تي پي بسبب غياب أية آلية لمنع التسرب مما يقلل من فعالية هذه العملية ويوضح الغرض التكيفي وليس الوضع المثالي الممكن.مرة أخرى لا يوجد كمال ليشير إلى كائن كامل الصفات ولكن تكيف لافضل ما يمكن فعله حسب الموارد المتاحة وبظل وجود الاعراض الجانبية السلبية.

هذه العملية كسابقاتها فيها تصميم ذكي وتصميم غبي لو حكمنا عليها بمقياس الكهنوت حيث ينتج عن الاكسجين جذور حرة وهي عبارة عن عناصر عالية التفاعل حيث تأخذ ذرة الاوكسجين الكترونا واحدا وهذه الجذور تقوم باحداث ضرر للبروتينات والدهون والحمض النووي داخل الخلية حاملة معها آلية موت الخلية مع الوقت

ينتج الـــ إي تي پي كمية من الطاقة قدرها 30.5 كيلوجول /مول في الظروف القياسية .

ويخضع انتاج الطاقة من ال أي تي بي للقانون الأول للديناميكا الحرارية. في العمل الميكانيكي للجسم كحركة العضلات مثلا يتم تحويل طاقة رابطة الفوسفات عالية الطاقة في ال أي تي بي الى حركة عن طريق تغيير تشكل بروتين معين.

فعند انقباض العضلات مثلا تحلل الـــ إي تي پي المرتبط بالميوسين ايتيبايس يغير من تشكل الميوسين بحيث يجعله في وضع مناسب للحركة الانزلاقية مع الاكتين.

كما تستخدم هذه الطاقة في عملية النقل الإيجابي للايونات عبر جدار الخلية وللعمليات الايضية.

الاستهلاك اليومي لـلــ إي تي پي بواسطة أجهزة الجسم المختلفة: القلب 16 جرام /لكل جرام من كتلة العضو. الدماغ 6 والكلى 24.

العضلات الارادية المسئولة عن الجري: 23.6 جرام/جرام نسيجي.

 وهذا يعني ان كل جرام واحد من العضلات يستهلك 23.6 جرام من الـــ إي تي پي

النتيجة

رغم كفاءة هذه التفاعلات نسبيا إلا أنها ليست المثالية وتمتاز بهفوات كبيرة ويكفي ان نعرف ان هشاشة الحمض النووي للميتوكوندريا يتسبب في حوالي 100 مرض وراثي ليس له علاج.

كل هذا فقط في نظام انتاج الطاقة. ومثل هذه الهشاشة نجدها في كل شيء آخر. العين الكلى الكبد الدماغ الرئة البنكرياس الجهاز الهضمي وغيرها.

يوجد إبداع ظاهري وتصميم ذكي إذا حاكمناه بمفهوم معين. لكن يوجد أيضا تصميم غبي بنفس هذا المفهوم. إنه الانتقاء الطبيعي وليس الإله كامل الصفات مطلق القدرة.

لا يمكن تفسير هذا الأمر إلا بالانتقاء الطبيعي. التفسير الكهنوتي ساذج ومضحك

ان فسيولوجي الانسان لا تنم عن تصميم كائن كامل الذكاء والحكمة ولا يمكن تفسيرها بالنموذج الطيني للخلق بل بنظرية التطور والانتقاء الطبيعي. ان ما يهم الخلية الحية للبقاء في الأساس هو مركب الـــ إي تي پي ولو امكن الحصول عليه مباشرة لما كان مهما وجود الاوكسجين ولا الجلوكوز والغذاء. ول أن هناك مصمما ذكيا لعرف ذلك واختصر الطريق وترك طريقة أين أذنك يا جحا. لكن لأن الاوكسجين ملأ جو الأرض أولا والنباتات ظهرت قبل الانسان والانسان نتج عن تغير 2% فقط من جينات كائن آخر سبقه في الوجود ورث هذه العملية الطويلة

بدل أن تستطيع الخلية الحصول على الـــ إي تي پي واستخدامه مباشرة تضطر لسلسة طويلة من التفاعلات ورثتها من الكائنات الابسط وسط سلم تطوري طويل انتهى بالثدييات.

لقد تكيفت الخلية الحية مع البيئة المحيطة ولا تتفق الحقائق العلمية مع تسخير هذه البيئة للإنسان لأن التسخير يعني إعداد جميع الظروف وتلافي جميع الأخطاء ولكان لدينا طريقة لتخزين الاوكسجين مثلا بدل الحاجة اليه في كل لحظة مما يعرض الخلية للتلف السريع ولكانت العمليات الحيوية خالية من النتائج السلبية كانتاج الجذور الحرة المسببة للسرطان والمميتة للخلايا في نهاية الامر ولما احتاج ظهور الحياة على الأرض للظروف الجيولوجية المتعاقبة وتغير مسارها حسب هذه الظروف.

 فالاشكال الأولى من الحياة

 Archaean

 تميز بخلايا بدائية تفتقر للجدار الخلوي ثم ظهرت

 Cyanbacteria

 وانتجت الاوكسجين مما سمح بظهور

 الEukarya

 ذات الجدار الخلوي والخلايا المعتمدة على الاوكسجين لانتاج الطاقة وليس على الكبريت كما كان حال الخلايا الأولى.

التسخير فكرة ذهانية تم تطبيعها

التسخير أحد الاستنتاجات الخاطئة للتفسير البدائي للكون وهذا الوهم تم اعتناقه من قبل معابد الكهنوت منذ بداياتها في زمن السومريين

يقوم هذا الاستنتاج على أساس ادعاء خاطئ وهو أن الانسان هو السبب الذي لأجله وجد الكون

بعبارة أخرى , الكون قام بتشكيل نفسه وضبط إعداداته من خلال تصميم الوثنخاف ليكون قادرا على تلبية احتياجات الإنسان الذي سيظهر بعد مليارات السنين لاحقا

في نظر المؤسسة الكهنوتية فإن الحياة على الأرض لم تكن هي التي تأقلمت وتكيفت مع الظروف الموجودة مسبقا ولم تكن هي التي تكيفت لتناسب البيئة كما هي

بل البيئة هي التي ضبطت إعداداتها مسبقا لتكون مسخرة للحياة وخاصة للإنسان

يستخدم هذا الادعاء مغالطة الحجة المعكوسة. التفسير بعد الحدث. وبقدر ما تكون الحجة المعكوسة مغالطة منطقية فإنها أيضا علامة ذهانية شائعة. الحجة المعكوسة ليست خاصة فقط بالذهانيين بل يمكن أن يقع فيها الاصحاء خاصة ذوي معدلات الذكاء المتدنية قليلا ولكنها شائعة جدا عند الذهانيين بسبب اختلال القدرة المنطقية

حفرة الذهاني

أمام منزل يقطن فيه شخص ذهاني توجد حفرة. وهذا الحفرة حوافها غير منتظمة بل هي ممتلئة بالزوايا والتعرجات والالتواءات والزوايا غير متناظرة والانحناءات

وفي ليلة هبت عاصفة رعدية وملأت المياه الحفرة وتجمدت خلال الليل وكونت قالبا ثلجيا

وفي الصباح تفحص الذهاني الحفرة بدقة وتعجب كيف أن الحفرة ومنذ فترة طويلة قبل مجيئ الثلج ضبطت شكلها مسبقا لتناسب شكل قطعة الثلج. واستنتج أن معجزة إلهية كانت وراء ذلك. من الذي أخبر الحفرة منذ فترة طويلة لتعد نفسها بذلك الشكل المعقد لكي تناسب قطعة الثلج؟؟

ويستنتج الذهاني أن هذا التطابق الكامل بين الحفرة وقطعة الثلج يتحدى بشكل مطلق أي إمكانية للصدفة ولا بد أن يكون وراءه مصمم ذكي؟

كيف تم معايرة شكل الحفرة بدون وجود مصمم ذكي خلف ذلك؟

هل يبدو لك استنتاج صديقنا الذهاني سخيفا؟؟ هل يبدو إهانة لذكائك؟ هل الخلل المنطقي واضح هنا لدرجة أن طفلا في الحضانة يستطيع فورا أن يتعرف على الخطأ ؟

كما رأينا التزمين والمنطق معكوسان. الحفرة وجدت أولا وكان على الماء أن يكيف نفسه ليأخذ شكل الحفرة ويعدل شكله ليتوافق مع شكلها غير المنتظم

ليس الحفرة من ضبطت اعداداتها مسبقا بل الماء هو الذي تأقلم مع الحفرة التي وجد نفسه فيها وتجمد بعد أن شغل حيزها

نبه أحد رجال الكهنوت في أمريكا إلى أنه قريبا من كل مدينة أمريكية كبيرة يمر نهر من الأنهار. فكيف حدث وشقت الأنهار نفسها لتمر بالضبط من جوار المدن؟ أليس هذا تسخيرا إلهيا سخر الطبيعة للإنسان؟ هل يمكن أن يحدث ذلك بالصدفة من دون مصمم ذكي؟

وينكشف الخطأ المنطقي بسؤال بسيط: من ظهر أولا الأنهار أم المدن؟

كانت الأنهار موجودة قبل المدن واضطر الانسان أن يتكيف مع بيئته ويبني مدنه بالقرب من مصادر المياه

الحجة المعكوسة هي التي تولد وهم التسخير ووهم وجود مصمم

تسخير كل ما في السموات والأرض للإنسان نتيجة سخيفة لتفكير ذهاني ولا نحتاج لنرى الخطأ شيئا اكثر من سؤال بسيط: من حدث أولا؟ الكون أم الإنسان؟

الكون هو من حدث أولا ثم ظهرت الحياة بعد ذلك وهذا يعني أن الحياة ,أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا, قد تم إجبارها على التكيف والتاقلم مع البيئة التي وجدت نفسها فيها

مزيد في المقال التالي


ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

إصدارات الصفحة

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: