كفاتا
ذكرنا في اكثر من موضع أن مؤسسة الكهنوت الإسلامي استغلت كون مؤلف القرآن يعاني من خلل القدرة على التواصل اللفظي لتقولب كلامه الغامض المطاطي الذي ليس له معنى محدد وواضح على هواها ومزاجها بما يناسب احتياجها للسيطرة على القطيع. وذكرنا أن صناعة الإعجاز تنشط بشكل خاص عن الكلمات الميتة والعبارات المبهمة كخنس وكنس وكفات ودحاها ويكور ونحوها لأنه لم يعد أحد يستخدم هذه الألفاظ أو يعرف دلالتها الحقيقية ولذلك يمكن الصاق دلالات جديدة بها وتمرير الكذبة على العوام مفصلة على مقاس الفبركة المطلوبة.
تقول مؤسسة الكهنوت أن قول الساجع أن الأرض جعلت كفاتا يعني كروية. نحن نعرف جيدا أن الساجع اعتقد أن الأرض مسطحة وقرار مثبت بالجبال الرواسي ولم يخطر بباله قط أنها كروية أو أنها تتحرك حول الشمس أو حول نفسها. لا توجد عبارة واحدة في القرآن تقول غير ذلك. لقد ظن أنها سطحت. ودحاها وطحاها ومهدها وينقصها من أطرافها كلها تعني أنها سطحت رغم محاولات التدليس الغريبة
فحوى الادعاء الكهنوتي
استغل الكهنوت اللفظة الميتة كفات. وقالوا أن كفات تعني تتحرك حركة كروية انسيابية مثل كفت الطير أي انسايبه. وتلك كذبة كبرى توضح لنا مدى فقدان المؤسسة الكهنوتية للأمانة الأدبية وشرف النقل والكتابة
يقول الساجع
ألَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27)
كما نرى لا ينطبق المعنى التدليسي مع السجعية. فكيف تتحرك حركة كروية أحياء وأمواتا؟؟. كيف وصل بهم الكذب إلى هذا الحد
التدليس المتعمد والمعنى الحقيقي
تأمل السجعية بنفسك. يقول الساجع ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا.
قوله أحياء وأمواتا يوضح ببساطة أن لا علاقة للادعاء الكهنوتي بالمعنى الحقيقي للسجعية فما معنى انسيابية الطير وكروية الأرض بأحياء وأموات؟؟
كيف تم تركيب هذا المعنى وكيف تم إخراجه وكيف تم ابتلاعه من قبل العوام؟
وما هو المعنى الحقيقي للسجعية من المراجع الموثوقة للغة وللتفاسير؟
بضغطة زر والبحث في معجم عربي موثوق تنفضح الكذبة.
كفاتا هنا تعني مأوى وستر( يضمهم ويجمعهم).
جعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا تعني جعل الأرض مأوى يضمكم احياء في المساكن وامواتا في القبور.
أحياء وأمواتا منصوبة على أنها مفعول به. وهذا شائع في العربية القديمة ومنها القرآن حيث ينصب المفعول به بعد المصدر كقوله: إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما…الخ. فيتيم نصبت على انها مفعول به لاسم المصدر اطعام.
إذن كفت الأرض هو فعل متعدي يلزمه مفعول به وهذا يوضح معنى الكلمة في هذا السياق وهو ضم الاحياء والاموات.
ولماذا استخدم ساجع القرآن هذه الكلمة الغريبة بالذات؟ الجواب لأنه ساجع وكفاتا مناسبة سجعيا لأمواتا وفراتا ولأنها لم تكن غريبة في ذلك الزمن.
رد بعض الكهنوتيين أنفسهم
الكهنوتيون أنفسهم يعرفون أن هذه كذبة فيقول عبدالله بن فهد الخليفي ردا على هذا الادعاء في مدونته
(فيزعم بعض المهتمين بما أسموه ب(الإعجاز العلمي ) في القرآن الكريم أن الله عز وجل ذكر في كتابه العزيز الحركة التموجية للأرض حول نفسها في قوله تعالى ( ألم نجعل الأرض كفاتا ) وهذا التفسير تحريف مخالف للغة وسياق الآية وإجماع علماء القرآن واللغة فقد اتفقوا أن معنى كفاتاً (أي تكفي الأحياء والأموات)
قال الطبري في تفسيره: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ كِفَاتًا) يقول: كِنًّا وسترا.
حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: أخبرنا خالد، عن مسلم، عن زاذان أبي عمر، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود، أنه وجد قملة في ثوبه، فدفنها في المسجد ثم قال:( أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا).
حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا مسلم الأعور، عن زاذان، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله، مثله.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن ليث، قال: قال مجاهد في الذي يرى القملة في ثوبه وهو في المسجد، ولا أدري قال في صلاة أم لا إن شئت فألقها، وإن شئت فوارها (أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا).
معنى كفات من المعاجم الموثوقة
من لسان العرب:
(والكِفاتُ الموضعُ الذي يُضَمُّ فيه الشيءُ ويُقْبَضُ وكِفاتُ الأَرضِ ظَهْرُها للأَحْياءِ وبَطْنُها للأَمْواتِ ومنه قولهم للمنازل كِفاتُ الأَحياء وللمقابر كِفاتُ الأَمْواتِ)
يعني كان العرب يسمون المنازل كفات الأحياء ويسمون المقابر كفات الأموات. وهذا يوضح معنى السجعية ببساطة دون الحاجة للسفسطة والتشدق العجيبين من قبل المؤسسة الكهنوتية المصرة على أن تمتمات الساجع تحتوي على معلومات علمية وهي خواء فارغ لا شيء فيه
ومن اشعار العرب
من كتاب البديع في وصف الربيع
ولما دنا وقت النثار تشققت … نواويره عن حلي حسن له نضي
كذاك حقاق الحلي صون لما حوت … كفات له من خاتل متعرضِ
قوله: نضي بمعنى: جرد. كفات له: أي ستر
وقال الصمصامة بن الطرماح
: فأنت اليوم فوق الأرض حي … وأنت غداً تضمك في كفات
أي تضمك في قبر يؤويك
ومن الشعر العباسي
وردت عليهم فألفيتهم بما * اجترحوا حيوانا مواتا
فلو شئت أن تجعل الشام لما * وردت لهم بابن يحيى كفاتا
إذا لفعلت فأضحوا بها * وأعظمهم عن قليل رفاتا
لوشئت أن تجعل الشام كفاتا : أي تجعل الشام قبورا تأوي رفاتهم
أما محاولة الخلط بين كفاتا وبين كفت الطير فهي مغالطة مشهورة باستخدام لفظة لها معاني مختلفة باختلاف السياق فكفت الطير فعل لازم بينما كفتت الأرض الناس أحياء وأمواتا فعل متعدي يلزمه مفعول به.
يقول صاحب كتاب العين في معنى كفت
كفت: الكَفْتُ: صرفك الشيء عن وجهه، تكفِتُهُ فينكَفِتُ، أي: يرجع راجعاً. كَفَتَ يكْفِتُ كِفاتاً وكَفَتاناً.والكِفاتُ من العدو والطيران كالحيدان في شدة. وكفات الأرض: ظهرها للأحياء وبطنها للأموات.
كما أن الفعل المتكون من جذر ما قد يكون له معنى مختلف تماما عن الاسم المتكون من نفس الجذر.
فالجذر سحب مثلا الفعل منه سحب ويسحب له دلالة مختلفة تماما عن كلمة سحاب.
والفعل ذهب يختلف تماما عن الاسم ذهب الذي يعني المعدن المعروف.
وهناك امثلة كثيرة لا حصر لها.
فكفيت مثلا وهي مشتقة من نفس الجذر كفت تعني القدر لأنها تحوي الطعام وتستره
من لسان العرب ما يلي:
(روي )أَن النبي قال حُبِّبَ إِليّ النساءُ والطِّيبُ ورُزِقْتُ الكَفِيتَ ورُزِقْتُ الكَفِيتَ إِنها قِدْرٌ أُنزلت له من السماء فأَكل منها وقَوِيَ على الجماع كما يروى في الحديث الآخر الذي يروي أَنه قال أَتاني جبريلُ بقِدْرٍ يقالُ لها الكَفِيتُ فوَجَدْتُ قوَّة أَرْبَعِينَ رجلاً في الجماع والكِفْتُ بالكسر القِدْرُ الصغيرة.(لسان العرب)
ولموافاتكم بكل المعاني الموجودة للفظة كفت اقتبس التالي من معجم المحيط في اللغة:
الكَفْتُ: صَرْفُكَ الشَّيْءَ عن وَجْهِه فَيَنْكَفِتُ أي يَرْجِعُ راجِعاً. وهو – أيضاً – : تَقَلُبُ الشَّيْءِ ظَهْراً لبَطْن. وقد انْكَفتُوا إلى مَنازِلهم: انْقَلَبُوا. والكِفَاتُ من العَدْوِ والطِّيَرَانِ: كالحَيَدانِ في شِدَّةٍ ، والفِعْل كَفَتَ يَكْفِتُ كِفاتاً وكَفَتَاناً.
والكَفْتُ والكَفِيْتُ: السَّرِيْعُ.
والمُكْفِتُ: الذي يَلْبَسُ دِرعَيْن بينهما ثوْبٌ.
وكِفَاتُ الأرْض: ظَهْرُها وبَطْنُها.
وماتَ فلانٌ كِفاتاً: أي مُفاجَأةً.
والكِفْتُ: القِدْرُ الصَّغِيرةُ. وفى المَثَل لِمَنْ حَمَّلَ رَجُلاً مَكْرُوْهاً ثم زادَه آخَرُ: ” كِفْتٌ إلى وَئّيَةٍ ” أي قِدْرٌ صَغِيرة إلى قِدْرٍ كبيرةٍ، وكذلك الكَفِيْتُ.
وهذه قِدْرٌ تَكْفِتُ شاةً: أي تَأخُذُها.
وفي حَدِيثٍ: حُبَّبَ إِلَيَّ الطِّيْبُ والنِّسَاءُ ورُزِقْتُ الكَفِيْتَ ” وفُسِّرَ على أنَه القُوَةُ على الجمَاع، وقيل: أي ما أكْفِتُ به مَعِيْشَتي أي أضُمُّ وأَصْلِحُ.
وضَرَبَ عليه كَفْتاً: أي نبْذاً.
وكَفَتَ عليه: أي خَدَعَه.
وبهذا نكون قد أوردنا الدليل اللغوي القاطع على انحطاط مؤسسة الكهنوت المعاصرة وسقوطها في مستنقع التدليس والكذب وخيانة الأمانة الأدبية والعلمية
وإضافة لذلك يظهر لنا أمر مهم جدا وهو تهافت مؤسسة الكهنوت على التدليس. وهذا ينم عن شعورهم بالخطر وإدراكهم أنه لا يوجد دليل ذو مصداقية يمكن أن يستخدم لاثبات ادعاءات الكاهن المؤسس بالتخاطب مع كائن فضائي مجنح في مغارة. وخاصة بعد أن بدأ يتضح للناس أن ذلك عرض من أعراض الذهان
أحيانا تتعجب لماذا الواحد منهم إذا كان مضطرا للتدليس لا يفعل ذلك بذكاء. لأن تدليسهم في كفات غبي جدا. فقولهم كفات يعني أنها تتحرك وبشكل كروي يجعل سجعية محمد ضربا من الجنون. فما معنى ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا …. هل تعني جعلنا الأرض تتحرك بشكل كروي أحياء وامواتا؟ هل هذا كلام شخص عاقل إذن؟ أليس هذا دليلا على اضطراب الساجع العقلي إذا كان معنى كفات هو ما يزعمون. لكن ماذا لو كان معنى كفات هو مأوى كما ذكر لسان العرب وايدته اشعار العرب وموروثهم : يصير المعنى ألم نجعل الأرض مأوى يضم الأحياء والأموات.أليس هذا أفضل لهم؟ مع أن تأثير اضطراب الساجع العقلي واضطراب التواصل اللفظي يظل ظاهرا حتى في هذه الحالة لكن بشكل أخف
تأثير السجع
من اضطراب اللغة عند الذهانيين بروز الرابط السجعي ويعرف في الطب النفسي بمصطلح
حيث تتحكم القافية والسجع بمحتوى اللكلام.
ساجع القرآن في مقطوعاته المكية الزم نفسه بالتفعيلة السجعية والقافية ولذلك لم تكن لديه الحرية الكاملة للتعبير الكامل عن المعنى فنشأ غموض شديد في النص واستخدام مفردات غريبة لأجل ملاءمة القافية.
وإصابته بذهان النبوة جلعت كلامه مليئا ايضا بالنيولوجيزم التي تأتي في صور كثيرة. وقد تكون كلمة كفات مجرد نيولوجيزم يحاولون إيجاد معنى لها والساجع قصد فيها معنى لا يعرفه غيره وعندما خرج من نوبته نسيه حتى هو ولذلك لم يشرحه بشكل واضح لأتباعه ولم يكرر اللفظة في أي موضع آخر. وهذه الامكانية واردة لأن تركيب الجملة يظل غريبا وشاذا …نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا؟ كيف كفاتا أحياء وأمواتا..حتى لو اعتبرنا معنى كفات هو مأوى وستر كما كانت العرب تستخدمها تظل عبارة محمد مفككة يطغى عليها خلل التواصل اللفظي
وعدم تكرار اللفظة من أهم مميزات الألفاظ النيولوجيزمية مثل كهيعص وطسم وحاميم وضيزى وأبا وسينين وإلياسين ومجريها وغيرها
عدم القدرة على التواصل اللفظي علامة بارزة في كل الاضطرابات الذهانية. وهذا الخلل الذي جعل الساجع يفشل في تأليف جمل واضحة لا تحتاج لتفسير وفتح أقواس ساعد مؤسسة الكهنوت كثيرا لتغطي على الأخطاء وتستمر في مغالطة العوام. فكلام الذهانيين يقبل عدة أوجه ويحوم حول الحمى ولا يصيب الهدف بسبب اختلال القدرة على التواصل اللفظي السليم.
لكن هناك عدة حقائق أخرى مهمة يعمل المرقعون على تجاهلها:
-اللغة سلوك بشري ديناميكي واللفظة دائما تعني ما فهمه أهل زمنها وليس ما ادعته الأجيال التي أتت بعدهم ب 14 قرنا.
– قد يكون للفظة الواحدة أكثر من معنى يقتضي اخذ السياق بعين الاعتبار فقولك: (ضربت القطة) غير قولك: (ضربت مثلا يشرح الموقف) غير قولك (ضربت في الأرض اي سافرت كثيرا). يختلف معنى ضرب هنا باختلاف السياق. وهذا شيء نجده في كل اللغات وليس فقط في العربية. حتى أن قولك رغبت فيه هي عكس قولك رغبت عنه. تجاهل السياق لغرض الترقيع خيانة للأمانة العلمية وكذبة يجب علينا فضحها
ويعمد الكهنوتيون عادة الى استخدام دلالة لفظية من سياق مختلف تماما في سياق آخر يدعم كذبتهم.
– عندما تكون كمرقع تحت الضغط الشديد لعدم امتلاكك عبارة قرآنية واضحة تدعم ادعاءاتك فإنك تضطر لعصر الكلمات والتعسف وإعطاء الالفاظ دلالات ترضي مزاجك وإعطاء الجمل المعنى المطلوب اثباته وقد تستغل جهل الناس باللغة الفصحى لتمرير اكاذيبك رغما عن انف كل معاجم اللغة العربية جميعها.
والحقيقة بسيطة. وطالما كانت الحقيقة بسيطة.لو كان مؤلف القرآن يعرف أن الأرض كوكب لقال ذلك بوضوح ولو كان يعرف انها تتحرك لقال انها تتحرك ولم يقل انها لا تميد قرار مثبتة بالرواسي في خطأ يتجاهلونه ويرقعونه منذ زمن.
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
