نقلبهم ذات اليمين – عقلنة الخرافة
يتشوه التفكير لدى الذهانيين بشكل واضح أحيانا وفي أحيان أخرى بدرجة بسيطة. وعندما قد يرفض الناس بعض أفكاره الملحة يلجأ لتخفيف غرابتها ويحاول منطقتها لتبدو معقولة أو خفيفة الخرافية وهذا ما يسمى في العلوم المعرفية بتخفيف معارضة البديهي
minimally counterintuitive concepts
تخفيف الوقع الخرافي نجده عند مرضى الضلالة أحادية الوهم على عكس الفصام الذي تتشوه فيه الأفكار تشوها شديدا ولا يتم عقلنة التفكير الخرافي. اضطراب الضلالة أحادي الوهم هو ما ينطبق على كثيرين مثل احمد بن قاديان وبهاء الله ومحمد وربما المسيح.
ذهان النبوة هو أحد الأمثلة لاضطراب الضلالة أحادية الوهم.
هذا الأسلوب الذهاني من تخفيف وقع الخرافة شائع في كل المعتقدات الكهنوتية , وبنجده بكثرة في سجعيات مؤلف القرآن.
وسنراجع بعض الأمثلة هنا
رقود ونقلبهم
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ
يخفف الساجع وقع الخرافة في القصة بحيث لا يمكنه تصور أن ينام ابطال روايته 3 قرون بدون أن يتقلبوا فهذا مستحيل ولذلك قام الله بتقليبهم ذات اليمين وذات الشمال تفاديا لقرحة الفراش.
انشغل انشغالا توحديا في جزئية ضرورة تقلب النائم. ولكنه لم ينتبه أنهم ايضا بدون ماء ودون طعام. وأن النوم لمدة 300 عام بدون ماء وطعام أمر خرافي واضح
فلماذا اختار الساجع تقليبهم لتخفيف وقع الخرافة وأهمل الشرب والأكل؟
لماذا لا بد من تقليبهم. لكن لا بأس بالجفاف من عدم شرب الماء. لا بأس بالموت جوعا. أهم شيء تقليبهم؟
الجواب أن التفكير الذهاني ينجرف في الحسية المفرطة وضعف التفكير المجرد
فالنائم حقيقة لا يأكل ولا يشرب في نومه من المساء للفجر. هذا ما يشاهده البدوي وما يعرفه الساجع. ولذلك لن يستغرب الشخص البدائي عدم الاكل والشرب ما دام أن الانسان ظل نائما ولم يستيقظ. الذهاني يعاني دائما من صعوبة إدراك الزمن بالشكل السليم ويمكن ان يستوعب نوم 300 عام كنوم ست ساعات ولهذا السبب لم يستسغ بقاءهم دون تقليب لكنه استساغ بقاءهم بدون أكل وشرب
إنه يعرف من مدركاته الحسية أن النائم يتقلب والميت لا يتقلب. إذن لا بد من تقليبه لتخفيف وقع الخرافة وتقليل معارضة البديهي
تفكير سطحي وحسي مفرط يميز كل الذهانيين في العادة
لكن بمجرد استيقاظهم ظهرت الحاجة للأكل. لأن البدوي عندم يستيقظ يكون جائعا ويريد أن يأك
ولذلك كان أول ما فعلوه عند استيقاظهم بعد 3 قرون هو الأكل
فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ
في الحقيقة إذا بحثنا عن علامة تقليل معارضة البديهي سنجدها بكثرة في معظم سجعيات المؤلف وقصصه.
ويؤكد عالم الانثروبوروجي المعرفية باسكال بوير أن تخفيف وقع الخرافة يجعل القصة اكثر تذكرا لدى الناس من الخرافة غير الممنطقة والمعقلنة ومن القصص العقلانية نفسها
[minimally counterintuitive concepts (MCI) , namely concepts that violate a few ontological expectations of a category such as an agent, are more memorable than both intuitive and maximally counterintuitive (MXCI) concepts. A number of experimental psychology studies have found support for Boyer’s hypothesis. Upal labelled this as the minimal counterintuitiveness effect :abbreviated MCI-effect.]
من صلصال
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ.
رغم أن الله تم تقديمه بواسطة مؤسس الكهنوت الإسلامي على أنه يستطيع إيجاد كل شيء من عدم بكلمة كن فيكون إلا أن فكرة خلق بشر من عدم فجأة بكلمة كن فيكون تبدو للمستمع واضحة الخرافية غير مستساغة منطقيا ومحيرة وغير مفهومة حتى للكاهن الذي اخترعها أو للذهاني الذي جاء بها
الدماغ البشري مبرمج على البعرة والبعير. ولذلك لكي يخلق الله بعرة يجب أن يتوفر البعير
إذن صنع الله أولا قالبا من الصلصال على هيئة رجل ثم نفخ فيه الروح فصار رجلا
ورغم أن القصة ما زالت خرافية عند الحكم عليها علميا ومنطقيا لكن وقع الخرافة تم تخفيفه وتمت منطقتها
يقول المريض الذهاني أن الشجرة التي أمام داره صارت تكلمه وتراقبه
وعندما يستنكر طبيبه وأهله وأقرباؤه الفكرة يمنطقها ويعقلنها: هناك كائن يتسلق فوق الشجرة ويخاطبني ويراقبني
رأي الطبيب طبعا لن يتغير لكن الأهل قد يقبلونها الآن فهي أكثر استساغة من قبل. بعضهم سيفسرها على أنه جن أو عفريت وسيأخذه للشيخ ويعطيه بعض الماء المقري عليه بالرقية الشرعية !!!!! فكرة أن الهلاوس التي يسمعها صادرة عن الشجرة غير مقبولة. لكن كائن آخر مختبئ فيها مقبولة أكثر
المصابون باضطراب الضلالة أحادية الوهم لا تتدهور شخصياتهم مثل مرضى الفصام ويظلون قادرين على الأداء الوظيفي والاجتماعي ويظل الخلل التفكيري محصورا في موضوع الضلالة فقط. فمثلا الشخص المصاب بضلالة الخيانة (الغيرة المرضية
morbid jealousy)
يعيش كل جوانب حياته بشكل طبيعي ما عدا مع زوجته أو زوجاته فهو يؤمن بخيانة كل امرأة يرتبط فيها ويطلق أو يضرب ويعتدي وهكذا أيضا المصاب بضلالة العظمة مثل النبوة وضلالة الاضطهاد وضلالة الحب
(erotomanai).
فار التنور
فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ
مرة أخرى نرى علامة تخفيف وقع الخرافة. فلو قلت للناس أن الله قرر أن يفرمت الوجود ويقضي على الكفار ويبقي فقط المؤمنين فقام بعملية قدرة إلهية بمحو الكفار بكلمة كن فيكون يظهر الشكل الخرافي وتستهجن القصة وتثار الشكوك
لكن تم تصميمها بحيث تعارض الحدس والبديهة بأقل قدر فالله قرر إغراقهم.
ولكي لا يغرق المؤمنون لا يمكن أن يقول لهم أن الله أعطاهم إمكانية التنفس في الماء مثل السمك أو جعل الغرق لا يؤثر عليهم بل قال لهم أن الله احتاج إلى سفينة!!ليحمي فيها المؤمنين!!!واحتاج إلى طوفان!!!! ليس بمقدورهم إهلاكهم بـ كن فيكون!!! لا بد من شيء يساعده على ذلك وهو الطوفان.
بهذه الطريقة تم تخفيف وقع الخرافة وتم تقليل معارضة البديهي وصارت القصة الخرافية تبدو نوعا ما مقبولة للإنسان البسيط وجموع العوام.
ولكي يبقي الله على الكائنات من الانقراض لم يقل لهم أنه أعاد صناعتها بقدرة قادر من جديد بل احتاج إلى حملها على السفينة زوج من كل نوع !!!!!!
يظهر الله في القصص الكهنوتي على أنه شخص يحتاج للظروف ويضطر لمراعاة الظروف المحيطة وأخذ الموارد المتوفرة بعين الاعتبار.
وقد تم إعطاء هذا العجز الإلهي وفشل القدرة المطلقة اسما كهنوتيا وهو الأخذ بالأسباب.
حتى أنه في تبريرات الكهنوت كمثال بسيط وسريع لم يستطع الله أن يقول للناس أن الأرض تدور حول الشمس لأنه لا يستطيع تفهيمهم في ذلك الزمن هذه الحقيقة وصارت إمكانيات تفهيمه لهم محدودة بسبب محدودية معرفتهم!!!!
وهذه محاولة كهنوتية معاصرة لتقليل معارضة البديهي وتحفيف وقع الخرافة.
فرجها فنفخنا فيه
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا
قصة انجاب ولد من دون توفر الجنس الآخر خرافة يدركها الناس ويدركها مؤسس الكهنوت نفسه وقد استخدمهما كحجة لاثبات أن الله ليس له ولد جيث قال
أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة
لكن عدم الثبات الداخلي الذي يميز تفكير الذهانيين جعله يفشل في تطبيق القاعدة على مريم
أنى يكون لها ولد ولم يكن لها صاحب
فلجأ إلى عقلنة الخرافة وتخفيف وقعها
أن يقول للناس أن الله قرر خلق بشر من العدم بكلمة كن فيكون ستكون صعبة
خاصة أن المسيح عرف أن له أم. والاستنتاج العاقل والمنطقي أنه ولد غير شرعي
فكون فتاة عذراء تحمل دون زواج أمر يحدث كل يوم. ما لا يحدث هو أن يحمل رجل ذكر. أو يظهر رجل بكلمة كن فيكون من العدم. حمل فتاة عذراء أمر يحدث في الواقع تفسيره علاقة مجهولة
ومنطقي أيضا أن تنكر الأم وجود علاقة غير شرعية عندما تكون العاقبة الموت رجما
وإذا وجد من يصدق أن نتيجة هذه العلاقة هو ابن الله فما المانع؟
وليتم تقديم هذه الفكرة الخرافية للناس من قبل ساجع القرآن كان لا بد له من تخفيف وقع الخرافة وتقليل معارضة القصة للحدس البشري
الطفل يولد من الفرج. هذا ما يعرفه البدوي. إذن نقول لهم أن الله قام بالنفخ في فرج مريم. وهي أحصنته ولم تعطه لبشر!!!! وهذه النفخة كونت المسيح. وتمت ولادته بشكل طبيعي. الفرق الوحيد أن النفخة حلت محل مني الرجل. في ذلك الزمن لم يكن يعرف شيء عن الحيوانات المنوية والبويضات
ولذلك خفف وقع الخرافة على البسطاء من معاصريه وقلل لاكبر حد ممكن بالنسبة له معارضتها للبديهي والمنطقي
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
