Free lady justice image

النظام القضائي في القرآن

تعتمد البروباجندا الوثنخافية للإسلام بفرعيه السردابي والسقيفي بادعاء كبير ومغري ومثير للعوام حيث يروج كل منهما على حدة للولاية والخلافة وعلى أن تحقيقهما سيحول الأرض إلى جنة تتحقق فيها العدالة لأن ذلك سيضمن تطبيق القرآن.

هذا الادعاء الزائف يتجاهل أن القرآن كتاب فاشل غير قابل للتطبيق وغير قابل للفهم بدون تفسير بشري وتأويل كهنوتي.

كما أن القوانين التي جاء بها القرآن لا تستحق حتى أن يطلق عليها قوانين. فهي ليست سوى أعراف بدوية قاصرة وسخيفة كانت عقلية مؤلفها مضطربة لا ترقى لشيء يستحق الذكر. وسنستعرض هنا بعض الأمثلة ونترك الباقي للقارئ العزيز ليكتشفه بنفسه.

عقوبة السجن

السجن من العقوبات المدنية التي تمارس لتؤدي مهاما محددة. منها عزل المجرم وحماية المجتمع من خطره. والثانية إصلاح المجرم وإعادة تأهيله. والثالثة ردع المجرمين الآخرين عندما يعلمون أن جرائمهم لن تمر بدون عقاب.

وعرفت عقوبة السجن منذ آلاف السنين قبل الإسلام في الحضارات المجاورة كحضارة سبأ وبابل وآشور ومصروالرومان والفرس.

وقد نقل مؤلف القرآن عن التوراة قصة سجن يوسف. لكن عقليته البدوية الرعوية لم تتمكن من استيعاب الحكمة قط. ولذلك لم يشرع عقوبة السجن. وخلا القرآن من أي عقوبة أو حد يعتمد على السجن. حتى عقوبة حبس اللاتي يأتين الفاحشة في بيوتهن التي شرعها بداية أمره قام بإلغائها واستبدلها بالعقوبة الجسدية وجعل حبس النساء في البيوت أمرا طبيعيا للمراة لأنهن يجب أن يقرن في بيوتهن.

نلاحظ الآن أنه لو استبدل الجلد بالسجن لكان ارتقى أخلاقيا شيئا قليلا. ولو أنه بدل قطع يد السارق جعل العقوبة بالسجن لظهر أنه يتمتع بحس أخلاقي أفضل وإنسانية أعلى.

وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)

 ولو جعله حدا للحرابة الفظيع بدل تقطيع الأيدي والأرجل عن خلاف والصلب لكان أفضل. هل يعتقد الكهنوت أننا سنقتنع أن من شرع الصلب كعقوبة هو خالق الكون؟ وأحكم الحكماء؟ وأرحم الراحمين؟ هذا ليس سوى حيوان متوحش يجيد السجع ولا يتمتع بأي مستوى أخلاقي يستحق الاحترام.

اقرؤوا هذا المقطع السادي الذي تفوق حتى على هتلر:

إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)

لاحظوا عدم صلاحية النص ليكون قانونا. كان محمد مذهونا. والمذهون يعاني من القدرة على اضطراب التواصل اللفظي ولذلك يكون كلامه غير واضح ويتم تخمين الكثير من المطلوب تخمينا. يضيف التسجيع عائقا آخر أما النص ويجعله أكثر فضفاضية وغموضا. هذه عقوبة الذين يحاربون الله ورسوله. وفي زمن محمد تعني كل القبائل التي قاومت دعوته. أي أن هذا كان حكم إبادة جماعية. وقد أباد الساجع كلا من قبيلة بني المصطلق العربية وبني قريظة اليهودية إبادة كاملة. يحاربون الله ورسوله. هذا تصريح مفتوح للخمينية اليوم لقتل كل من قاوم محاولاتهم لاستعباد الشعوب العربية. وهو كذلك تصريح مفتوح بالإبادة الجماعية لداعش والقاعدة ضد كل من قاومهم. وبعض العوام (يعمل نفسه ميت) ويكذب على ذاته بأن هذه الحركات لا تطبق القرآن. ويستمر الغموض في تحديد الجريمة الثانية في السجعية : يسعون في الأرض فسادا. كلام غامض غير مفهوم. يعني لو أنك صحفي وانتقدت ما تفعله داعش أو الأحزاب الخمينية فأنت قد حققت معيار هذه العقوبة. تصريح مفتوح آخر مارس النظام الإيراني ودولة داعش بموجبه آلاف الجرائم ضد المعارضين. هل يوجد سعي للفساد في نظرهم أكثر من معارضتهم؟

أما العقوبة : أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ الخ فلا يوجد عاقل يمكنه أن يقرأها بنقد وتفحص ولا يعرف أن مؤلفها ليس سوى مجنون متعطش للدماء والانتقام والإجرام.

تشريع الثأر

لم يرتق فكر الساجع في عقوبة القتل عندما قام بتشريع الحد لمستوى الدولة. وكل ما فعله كان أخذ الأعراف السائدة ونسبتها للوثنخاف وتأليف سجع مرتل منمق ليظهره على أنه كلام مختلف تم تأليفه فوق السحاب.

ومن أكبر الكوارث القانونية التي شرعها الساجع هو اعتماد ظاهرة الثأر كنوع مقبول من العقوبة بدل تجريمها.

وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)

خلل التواصل اللفظي موجود كالعادة. كل سجعيات القرآن هكذا لأن المؤلف مذهون. وخلل التواصل اللفظي هو العلامة الرئيسية في اضطرابات الذهان بعد الضلالات والهلاوس.

ذكر أن هناك قتل بالحق. وتركه لخيال المستمع يحدد ماهو. ثم شرع الثأر. فقد جعل لولي المقتول (عشيرته أو أبوه أو أخوه – خلل التواصل اللفظي بارز في كل مكان) سلطانا. جعل له سلطانا. أي جعل له الحق في القتل. أعطاه التصريح. تحت شرط واحد : لا يسرف في القتل. وماذا يعني بلا يسرف؟ هو شخص مقتول واحد؟ فما معنى لا يسرف؟ هل تعني له الحق أن يقتل اثنين أو ثلاثة لكن ليس عشرة أو عشرين؟

هل اتضح لك أثر خلل التواصل اللفظي الفظيع هنا؟

همجية التشريع واضحة. كان عليه أن يتمتع بمعيار أخلاقي أعلى ويحرم الثأر ويجعل أمر تنفيذ القانون للدولة والقضاء وليس لولي أمر المقتول. كان عليه أن يجرم الثأر لا أن يشرعه.

الفقراء والمساكين

يظهر اهتمام القرآن بالمساكين وكأنه شيء جميل. فقد جعلهم مصرفا من مصارف الزكاة. ونصح الناس بإعطائهم. وظهروا في تشريع الخمس.

لكن بتفحص السجعيات وتاريخ النبوة والخلافة تظهر لنا حقيقة مؤلمة : لم يكن الفقراء والمساكين سوى دعاية للجبايات. يشرع الساجع لنفسه وأسرته الخمس ويبرر ذلك بالفقراء والمساكين. يشرع لنفسه أخذ الغنائم ويدس الفقراء والمساكين في الموضوع. يشرع أخذ الزكاة كإتاوة من الناس ويقول الفقراء والمساكين. لم يؤسس نظاما لتوزيعها. ولم يحضر سجلا لحصر الفقراء والمساكين وتوزيع نصيبهم عليهم. لكن إذا عبر في طريقه مسكين أعطاه لقمة أو لقمتين وشعر بالفخر والرضا.

افتقر القرآن لوضع أي تشريع حقيقي يهتم بالفقراء والمساكين. ولم يحتوى سوى على نصائح إنشائية لا تختلف عما نراه في أشعار زهير بن أبي سلمى : اعطفوا على الفقراء أعطوا المساكين تصدقوا على المحرومين. كلام إنشائي للاستهلاك الشعبوي رايناه في كل خطابات الطغاة عبر التاريخ. لم يكن سوى مذهون يلعب بورقة الفقراء والمساكين كما يفعل غيره.

ولاحظوا مرة أخرى أنه لم يلزم الدولة بشيء. هو كان يمثل الدولة في حياته. ومن بعده الخلفاء. فقط يأخذ من الرعية والمواطنين ويجعل ذلك حقا عليهم وواجبا وفريضة أن يعطوه إتاوات وزكاة لأنه سيعطي الفقراء والمساكين. وبعد أن فعل ذلك لم يعلن للفقراء والمساكين في المدينة أن يسجلوا أسماءهم ويأتوا ليأخذوا مستحقاتهم بكرامة وشرف بل ينتظر حتى يأتي من يتسول ويشحذ ويعطيه بعض الفتات. وهكذا كل خلفائه.

تحميل مسؤولية الفقراء والمساكين على المواطنين جريمة ارتكبها محمد. الفقراء والمساكين مسؤولية الدولة. مسؤوليته هو وخلفاؤه. في النظام المدني عندما تدفع الضريبة فأنت تدفعها لفنسك وليس للفقراء والمساكين. هي تأمينك الطبي. عندما تمرض تنفق عليك الدولة منها. هي تأمينك الاجتماعي. هي معاشك التقاعدي. هي الخدمات العامة التي تستفيد أنت منها. الفقراء والمساكين مسؤولية الدولة. لا يوجد نظام مدني أو علماني وصل حد الكمال وبلا شك. لكن عندما مقارنته بسجعيات القرآن يظهر التفوق التشريعي والأخلاقي الكاسح للعلمانية والمدنية الحديثة. هذا الأمر جعل قطيع العوام المسلم مستعدا لدفع دم قبله ليحصل على فرصة ليعيش في ظل النظام العلماني الكافر في أوروبا وكندا وأمريكا وجعله يرمي بنفسه في زوارق الموت هربا من النظام القرآني الذي يحلم به.

استغل الساجع اسم الفقراء والمساكين وخص نفسه بالخمس وبكل الغنائم في حالة الاستسلام وبالأنفال التي قال لهم أنها لله وللرسول ليموت وهو أثرى شخص في الجزيرة العربية يمتلك أرض فدك وينبع وخيبر وقصر العالية ومزارع بني النضير وديارهم وبيوتهم ويأخذ الخمس والزكاة ويقدمون له قبل مناجاته صدقة. وبعد ذلك يربط على بطنه بحجرين من الجوع ويزور اليهودي الذي توقف عن رمي سلة المهملات أمام منزله بعد أن ظهر هذا اليهودي بسحر ساحر من العدم ليكون جارا لمحمد رغم إبادة كل بقية قومه وإجلائهم. لعل الذين يزورون قبر محمد الذي حفر في منزله ينظرون للبيت المجاور الذي كان يسكنه عامل النظافة اليهودي هذا ويعطونا منه صورة للذكرى. اطلبوا منهم أن يفتحوا القبر يا حمقى وستعرفون كل شيء.

ذريعة الفقراء والمساكين أسست لنظام جبوي إتاوي موجع ساد نظام الخلافة والولاية إلى اليوم. فرض أول خليفة أبوبكر ما سمي بالخراج وهو دينار على كل فرد في اليمن والشام عندما رأى الكثافة السكانية. كانت تساق للمدينة (من أجل الفقراء والمساكين). في اليمن ثار عبهلة بن غوث العنسي على الجبايات وقاوم قريش وحاول طردهم وتحرير اليمن وتمكن لفترة وجيزة من استعادة صنعاء وقتل رجال محمد لكن تم اغتياله لاحقا وفشلت ثورته. قاموا بتسميته بالأسود العنسي. وقالوا أنه كان حيوانا غريبا وجهه نصفه وجه حمار والنصف الآخر نصف إنسان. كل هذا لأنه قال لهم:

أيها المتوردون علينا ، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا ، ووفروا ما جمعتم ؛ فنحن أولى به وأنتم على ما أنتم عليه. (المصدر: تاريخ الرسل والملوك – باب مسيرة خالد إلى بني جزيمة – الجزء 2)

بدائية فكر المؤلف ومحدوديته جعلت القرآن يؤسس لنظام الخليفة الفردي الديكتاتوري ونشأت دولة تقوم على التوسع العسكري وتأخذ ثروتها من الغزو والنهب والغنائم وقت قوتها ومن مواطنيها عن طريق الزكاة والمكوس والخراج والجزية وقت ضعفها مما جعل منطقة الشرق الأوسط وما جاورها تغرق في التخلف وآثاره المريعة إلى يومنا هذا حتى أصبح التسلط الفردي ثقافة متجذرة ولا يشعر الناس بمسؤولية الحاكم تجاههم ويدافعون عن مستعبديهم وقامعيهم بسبب اقتناعهم بصحة القرآن.

ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب

تطبيق اندرويد
Download@GooglePlay
حمل تطبيق الموقع من متجر جوجل

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d