أولى الصور
انبهر العالم بالصور الأولى المذهلة لتلسكوب جيمس ويب. ما كان يعتقده أسلافنا سقفا مرفوعا تزينه مصابيح ترجم الجن والعفاريت وتوقد من شجرة زيتونة تكشف عن شيء آخر تماما … فراغ واسع يعج بالمجرات والنجوم وبقايا المستعرات العظمى والثقوب السوداء.
لم يعد هناك مكان للتفكير الساذج لأسلافنا إلا في معابد الكهنوت التي تحاول جاهدة اختطاف هذا المنجز العلمي أو التقليل من شأنه.
لكن الأكثر إذهالا حول العلم أن كل هذه الحقائق قد توصل لها العلماء بالدليل الرياضي المجرد. ما يعطينا إياه التلسكوب من صور ليس سوى دليل حسي لما تم التوصل إليه رياضيا. نفس الشيء حصل مع الثقوب السوداء التي لم نحصل على صورة حسية لها إلا قبل شهور معدودة بعد أن مضى على اثباتها رياضيا أكثر من تسعين عاما.
نفس الأمر مع المادة المظلمة التي ما زال الدليل عليها رياضيا فقط. ومع الطاقة المظلمة.
الجزء المدهش من الكون الذي يعرضه لنا جميس ويب يمثل حوالي 5% من كتلة الكون التي رآها العلم رياضيا بطريقة مجردة خالصة. وهذا هو جمال العلم
لم يكن العلم أبدا حول إبراز الأمور المشاهدة بل حول اكتشاف الأمور غير المشاهدة وغير الممكن إدراكها بالحواس كلها. لقد كشف العلم ما لم يكن للدماغ البشري قدرة على إدراكه بالجزء الحسي من جهازه العصبي.
معابد الوثنخاف
الأديان الإبراهيمية مثلت تطورا للمعابد الوثنية إلى معابد وثنخافية عن طرق توحيد الأوثان في وثن واحد ثم جعله خفيا
لم يفهم الإنسان البدائي الكون فافترض وجود كائنات قوية سماها آلهة. لم يعرف لماذا يرى الشمس تجري في السماء فافترض أن هناك كائنا يأتي بها من المشرق إلى المغرب واسماه إله الشمس. وافترض أن إله القمر يفعل نفس الشيء مع القمر. وافترض أن المطر ياتي به إله المطر الذي يفتح ابواب السماء بماء منهمر. وهناك إله الرعد وإله الرياح وهكذا
ومن هذه الافتراضات الخاطئة نشأت الوثنية. ثم ظهرت حركة وثنية تحديثية وحدت هذه الأوثان في زمن الفرعون اخناتون. كان مبدأ إخناتون بسيطا : أنتم مخطئون من يحرك الشمس ويحرك القمر وينزل المطر ويسبب الرعد والرياح ليس عدة آلهة بل إله واحد هو من يفعل كل ذلك. وسمى إخناتون إلهه هذا بالاسم أتون. كان زمن اخناتون الذي يوافق حوالي 1300-1400 قبل الميلاد هو نفس تواجد العبرانيين في مصر وظهور موسى طبقا للتوراة. بهذا نفهم كيف ظهر التوحيد عند اليهود الذين أسسوا الديانات الابراهيمية.
اليهود والمسيحيون والمسلمون هم وثنيون ايضا. ليس صحيحا أنهم غير وثنيين. بل وثنيون. هم فقط موحدون. وحدوا الأوثان المتعددة في وثنخاف واحد.
لفترة من الزمن سخر المعددون من الموحدين : أجعل الآلهة إلها واحدا. وسخر الموحدون من المعددين: إإله مع الله؟ وكلهم وثنيون. لا فرق بين من نسب أمور الطبيعة التي لا يفهم شيئا عنها إلى عدة أوثان ومن نسبها إلى وثن واحد خفي : الوثنخاف الابراهيمي
المأزق
طالما التف الوثنخافيون على الحقيقة واستمروا في تجهيل الناس واستعبادهم لوثنخاف مختبئ طوال الوقت.
يقاومون الاكتشافات العلمية. يختطفونها. يعيدون تأويلها. يقللون من شأنها. ينسبونها لنصوصهم المقدسة. يفترون كل الأكاذيب لحجب النتيجة المنطقية عن العوام : الدين صناعة بشرية
لذلك عندما تنكشف سذاجة وخطأ فكرة النص المقدس الذي يظن أن هناك سماء لا وجود لها أصلا وأن هذه السماء عبارة عن سقف مرفوع يمكن أن يلمسه الجن ويكشط وفيه ابواب تفتح فينهمر المطر وتزينه مصابيح وقودها من شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية ترجم الجن والعفاريت
يقول بعضهم معللا بادئية النص المقدس أن الله اضطر إلى مخاطبة الناس على قدر فهمهم حتى لا يكذبوا ويقولوا عن النبي أنه مجنون.
لكنهم كذبوا وقالوا عن النبي مجنون؟ فهل أخطا في الحساب؟
والسؤال هو : لماذا يفترضون هذا الافتراض العسر؟ لماذا يفترضون أن الله هو فعلا مؤلف النص الاصلي المقدس الذي يقول مخطئا أن السماء سقف مرفوع تزينه مصابيح ترجم العفاريت وتوقد من شجرة زيتونة؟ لماذا يفترضون أن الله اضطر لقول أشياء خاطئة مجاملة للكفار؟
أليس الاستنتاج الاصح والمنطقي هو أن الله لم يؤلف هذا النص؟ وأن من ألفه بشر لا يعرف حقيقة السماء ووقع في فخ الخداع البصري لعينه المجردة؟
العلم والدين
وضع العلم قواعد الاستنتاج. إحدى هذه القواعد أن التفسير الاكثر بساطة والاقل افتراضات وإضافات هو الأقرب للصحة.
إذا كان لديك استنتاجان أحدهما تضطر فيه لافتراض العديد من الأمور لترقيعه وتصليحه وتطويعه والآخر لا تحتاج فإن الاصح من الاثنين هو الذي لا تحتاج فيه للافتراض والاضافة
كلما زادت الافتراضات كان الاستنتاج غارقا في الأخطاء
ولذلك عندما يواجهك نص مقدس يقول : كوكب يوقد من شجرة أو يقول أن شخصا وجد الشمس تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما فإن الاستنتاج الأصح هو الذي لا افتراضات فيه ولا فتح قوسين لعبارات تقديرية تخترعها لاصلاح الاهتراء.
الاستنتاج الصحيح هنا هو أن خالق الكون لم يؤلف هذا الكلام الخاطئ. وأن شخصا يجهل حقيقة الكون قام بتأليفه ونسبه إلى الخالق
هكذا ببساطة. بدل أن تفترض من راسك أن الله تعمد أن يخطئ حتى يجاري الكفار لأنه لو قال لهم الحقيقة فسوف يقولون عن النبي مجنون ويكذبونه. وتغالط نفسك بهذا الكلام مع أنك توقن من داخلك أن خالق الكون لا يضطر. ولا يعجز عن الاقناع. ولا يخطئ. وتعرف أنه لو كانت هذه خطته فقد أخطأ لأن الكفار فعلا كذبوا النبي وقالوا عنه مجنون ولم يؤمن الناس إلا بالسيف بعد أن هرب من مكة وكون جيشا في المدينة
استنتاجك هذا المبني على مغالطة الذات وانكار الحقيقة الواضحة مليء بالتناقضات محتاج لك لتعلم الغيب وتؤلف قصة تبريرية وتخترع سببا ترقيعيا لتغطي خطأ النص الاصلي
العقبة الأولى
الدين لم يتجاوز أية عقبة منطقية. لم يحقق أبدا شرط الدليل كما وضعه العلم. ليس فقط من ناحية تفصيل الاستنتاج على مقاس الأخطاء في النص بل إنه يتجاوز ذلك إلى العقبة الأولى وهي عقبة الفرضية الصفرية
يقول العلم أن الوضع الطبيعي والبديهي هو الصحيح حتى تتم البرهنة على العكس. بدون برهان لا يمكننا رفض الوضع البديهي
أي ادعاء يتم تقديمه يجب أن يتجاوز هذه العقبة وإلا فلا قيمة له ولا اعتبار
والادعاء الاساسي والأول في الدين هو أن كائنا فضائيا مجنحا حمل رسالة من خالق الكون لرجل يعيش في مغارة وتخاطب معه بسجع مؤلف بلغة قبيلة بدوية
هذا ادعاء كبير. مناقض للوضع البديهي والطبيعي. فالوضع البديهي والطبيعي أنه لا توجد كائنات فضائية مجنحة تتخاطب مع بشر. وخالق الكون لا يؤلف سجعا بلغة البشر.
حقيقة بديهية طبيعية نخبرها كل يوم.
وتكملها حقيقة بديهية أخرى : من يسمع صوت الله أو كائنات فضائية تخاطبه يعاني من أوهام وهلاوس. المصابون بالاضطرابات الذهانية يسمعون أصواتا لا يسمعها غيرهم ويشعرون بالعظمة والاصطفاء والتميز
هذه الفرضية الصفرية تشخص حالة ساجع القرآن. لكي نرفضها يجب على معابد الوثنخاف برهنة العكس.
وهذا ما لم يحدث إلى الآن. طوال 14 قرنا من ظهور الاسلام لم يتم تقديم هذا البرهان. ظلت معابد الوثنخاف عاجزة. استعانت بكل شيء آخر : السيف الغزو الفتوحات التبشير الوعظ حد الردة.
لكنها لم تستطع أبدا تقديم البرهان الذي يجعلنا نرفض الوضع البديهي ونقبل الفرضية البديلة التي قدموها : هناك كائن فضائي مجنح تخاطب مع راعي غنم يعيش في مغارة
الكذب على الذات
الانسان هو سيد مخادعة الذات. فالوصول للحقيقة في موضوع النبوة بسيط جدا.
دعونا فقط نسأل ببساطة عن الوضع الصحيح والمنطقي:
ما هو الأصح مما يلي:
هل إذا كان القرآن من تأليف خالق الكون فهل سيفشل أن يخبرنا بوجود مجرات؟ ومستعرات عظمى؟ وفراغ لا متناهي؟ ويظن الكون كله شمس وقمر ونجوم؟
أم هل إذا كان القرآن من تأليف رجل لا يعرف من الكون سوى ما يراه بالعين المجردة من سقف أزرق مرفوع وشمس وقمر ونجوم سيفشل في اخبارنا بوجود المجرات؟
الجواب الصحيح هو الثاني بالتأكيد
هل إذا كان القرآن من تأليف خالق الكون سيفشل في اخبارنا أن الأرض كوكب؟
ماذا لو كان مؤلف القرآن ليس خالق الكون بل شخص يجهل أن الارض كوكب؟ بالتأكيد هذا الشخص سيفشل في اخبارنا أن الارض كوكب فمن يجهل شيئا سيفشل حتما في ذكره
هل إذا كان القرآن من تأليف خالق الكون سيفشل في اخبارنا أن الشمس نجم؟
حسنا وماذا لو كان مؤلف القرآن ليس خالق الكون بل شخص يجهل أن الشمس نجم؟ بالتأكيد هذا الشخص سيفشل في اخبارنا أن الشمس نجم فمن يجهل شيئا سيفشل حتما في ذكره
هل إذا كان القرآن من تأليف خالق الكون سيقول أن هناك شخص وجد الشس تغرب في عين حمئة؟ وجدها ووجد عندها قوما؟
ماذا لو كان مؤلف القرآن ليس خالق الكون بل شخص يجهل حقيقة الشمس ويعتقد أنها تغرب في عين حمئة؟ بالتأكيد هذا الشخص يمكنه أن يقول ان شخصا وجد الشمس تغرب ووجد عندها قوما
هل إذا كان القرآن من تأليف خالق الكون سيقول كوكب يوقد من شجرة؟
ماذا لو كان مؤلف القرآن ليس خالق الكون بل شخص يظن النجوم مصابيح توقد من شجرة زيتون ولا يعرف الفرق بين النجم والكوكب والشهاب؟ بالتأكيد هذا الشخص سيقول كوكب يوقد من شجرة
هل إذا كان القرآن من تأليف خالق الكون سيفشل في اخبارنا أن الأرض هي ايضا في السماء تدور حول الشمس مثلها مثل المريخ والزهرة والمشتري؟ بل وسيخطئ ويقول لنا ان الارض انفصلت عن السماء؟
ماذا لو كان مؤلف القرآن ليس خالق الكون بل شخص يظن الارض فصلت عن الفضاء ومحتوياته؟ ولا يعرف أنها كوكب في الفضاء تدور حول نجمها مثل المريخ تماما؟. بالتأكيد هذا الشخص سيقول لنا ان الارض منفصلة عن بقية الكون وليس خالق الكون
الحقيقة بسيطة. ما يحتاجه المرء هو ذكاء كاف للتخلص من مخلفات التلقين المبكر بالخرافة والخزعبلات
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

تطبيق اندرويد

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
