spacious rocky terrain with white stones

سليمان ومملكة الجان

في بداية هذا المقال أتقدم بالشكر لشبكة اللادينيين العرب والكاتب وليد لمقالته الرائعة سليمان بن داود والعهد المفقود التي أخذنا منها الكثير من المعلومات لهذا المقال

حكى ساجع القرآن أن نبيا عبريا اسمه سليمان ملك مشارق الأرض ومغاربها في قديم الزمان وسالف العصر والأوان. ثم ملأ القصة بأحداث غريبة لا يقبلها عقل سليم ولا منطق حليم وتتناقض مع كل مسلمات العقل والمنطق والبديهة. أحداث لا يمكن أن تصدر من إنسان عاقل ولا يمكن أن يروي أنها فعلا حدثت إلا شخص مضطرب.

رجل يتكلم مع النملة. نملة تتحدث بالسجع. رجل يفهم الطيور. العصفور الجاسوس. العفاريت تنقل العروش. طيور تعمل في الجيش. شياطين يمارسون رياضة الغوص. جن يعملون في العقارات والانشاءات. رجل يتحكم بالرياح. جن يبنون ناطحات السحاب

ولكم أن تتخيلوا كما تشاؤون كيف أن هذه المملكة التي لم يكن لها مثيل لا قبل ولا بعد لم تخلف أثرا واحدا يدل على أنها حقيقية ولم تترك نقشا واحدا ولو على شقفة فخار

هذه القصة الخرافية المقدسة التي هي اسخف من قصص الف ليلة وليلة لا تعني سوى شيء واحد : كان مؤلفها يهذي. لم يحدث شيء من هذا ولا يمكنه أن يحدث. هذه السجعيات الذهانية يستحيل أن يكون مؤلفها هو خالق الكون. هذه السجعيات صناعة بشرية رديئة.

السؤال القاتل

تكلم القرآن عن ممالك عظيمة لا مثيل لها. إرم ذات العماد وعاد وسليمان. لماذا يا ترى لم توجد لهذه الممالك اية آثار تثبت ما قاله القرآن. ولا اثر واحد. لماذا لم نجد اسم صالح بصفاته القرآنية المذكورة ولو على شقفة فخار؟ لماذا لم نجد اسم هود بصفاته الواردة ولو على زاوية صغيرة في صخرة منقوشة؟ ابراهيم؟موسى؟ نوح؟ ولماذا لم نجد أثرا واحدا لقصر واحد من القصور الضخمة التي بنتها الجن لسليمان؟ لماذا لم توجد شقفة فخار واحدة تدعم قصص القرآن؟ لا داعي لأن أقول لكم لماذا. فهمكم كفاية

علم التنقيب ومعرفة الماضي

لا توجد وسيلة صادقة للتعرف على أحداث الماضي غير التنقيب. يصور الكهنوت للناس أن الأمور كانت مختلفة وأن الوثنخاف كان يرسل الرجفات والصواعق ويحول الاخشاب إلى ثعابين ويجعل الطيور تتكلم والنمل تلقي خطبا عصماء وهو لا يفعل ذلك اليوم لأنه تقاعد

الحقيقة لم يكن هناك شيء خرافي من هذا. كانت البشرية بدائية تعيش على الصيد ثم على الزراعة وتتقاتل مع بعضها. ولم يكن هناك شيء خارق للعادة. كل تلك الادعاءات أكاذيب كهنوتية فضحها علم التنقيب والآثار

كانت حياة البشر مثل حياتهم الآن إلا أنهم بدائيون أكثر يجهلون أكثر ويعيشون بشكل بدائي كبير. أما صيحات من السماء تهلكهم وكائنات فضائية تنزل وتطلع وقصور يبنيها العفاريت وعصافير تتكلم ونمل يلقي خطبا عصماء فلم تحدث مثلما أنها لا تحدث الآن

تطور علم الآثار وتم رصد العديد من الادلة الاركيولوجية على ممالك الشرق الاوسط القديم. وفشلت كل حكايات الأديان كما هو متوقع.

تم اكتشاف ممالك عظيمة لم تخطر على بال مؤسسي الكهنوت. كما أن ممالك الكهنوت لم يوجد لها اثر.

لم يوجد دليل أثري واحد على وجود مملكة عاد. ولا قصص صالح وهود. ولا ممكلة سليمان وداود.
الآن نملك تاريخا مفصلا مدعما بالوثائق على وجود ممالك العراق القديم وسوريا القديمة وفينيقيا وسبأ وحمير ومعين وقتبان و تطورها و علاقاتها و مراسالاتها بين بعضها و وحروبها ومعاهدات الصلح

وفي مقابل هذه الأدلة المدعمة بالوثائق والنقوش والآثار تكلم ساجع القرآن وكاتبوا التوراة عن ملك عظيم لم يكن له مثيل اسمه سليمان بن داود خضعت له مشارق الأرض ومغاربها وقامت الجن ببناء منشآت معجزة له – لا اثر لها على وجه الأرض طبعا 😅😅😅 واختفت بسحر ساحر

دعونا نفترض أن مملكة سليمان حقيقية ونتفحص هذه الفرضية علميا ومنطقيا بعيدا عن سجعيات الكهنوت التي هي مجرد ادعاءات لم تلتزم يوما بالدليل


الآثار والنقوش


هناك آثار لكل شيء. حتى الديناصورات قبل 400 مليون سنة تركت آثارها. كل المملك العظمى تركت آثارها. وجدنا آثار الاستقرار الحضري منذ 9000 سنة. ووجدنا آثار الصيادين منذ 30000 سنة. وجدنا آثار أول بيت حقيقي وضع للناس ولم يكن البيت الذي ادعاه الكهنوت. مستوطنات صغيرة من أوائل المستوطنات البشرية الضرية على الأرض كمستوطنة تشاتال هيوك وجدناها بتفاصيل غنية وواضحة. ومملكة سليمان العظمى التي لا تنبغي لأحد من بعده لا اثر لها. في الحقيقة لم تملك اي أثر من الاساس لأنها لم توجد. وجدنا ىثار بابل وسومر وأكاد وآشور والفراعنة وسبأ واغريقيا ورومانيا. ممالك قبل وبعد المملكة المفقودة. ولا اثر لمملكة سليمان المزعوم. من هذه النقطة لا توجد أدلة كافية  لرفض الفرضية الصفرية وتبني فرضية وجود مملكة سليمان في فترة من الزمن. مملكة سليمان لم توجد حسب الآثار والنقوش.
 

المراسلات بين الدول


ومما وجده علم الاركيولوجي المراسلات بين الممالك المتجاورة. هناك مراسلات بين الدول موثقة إلى يومنا هذا. وكلما كانت الدولة كبيرة زادت مراسلاتها وعلاقاتها ومعاملاتها الاقتصادية

ووجد علم الاركيولوجي مراسلات بين ممالك العراق القديم وما جاورها وممالك اليمن القديم وما جاورها وممالك سوريا القديمة وما جاورها وممالك مصر القديمة وما جاورها. لكن تخيلوا ماذا؟

لا يوجد نقش واحد أو اثر يدل على وجود مراسلة واحدة بين اية مملكة من هذه الممالك ومملكة سليمان العظمى الخارقة؟ كما لا يوجد اي مراسلة لهذه المملكة مع اي مملكة أخرى؟

الأدلة مرة أخرى لا تكفي لرفض الفرضية الصفرية وهي أن مملكة المزعومة سليمان لم توجد وليست سوى قصص كهنوتي كاذب غرضه الوعظ والتأثير على الناس لاقناعهم بادعاءات الكهنوت وكسب إيمانهم بالغش والخداع.

تاريخ مملكة سبأ و الملكة بلقيس

ربما هذه هي المملكة الوحيدة التي ذكرتها التوراة ومن بعدها القرآن في قصة سليمان.

ويوجد لحد الآن أكثر من 30000 نقش وأثر مؤرشف رقميا عن ممالك اليمن القديم. ومن كل هذه الآثار وجدت أسماء وأحداث وملوك وآلهة ومعاملات ومراسلات وحروب.

وتخيلوا لا يوجد أثر واحد ذكر اسم ملكة اسمها بلقيس. أو امرأة حكمت مملكة سبأ. أو أي إشارة ولو بكلمة وادة للمملكة العظمى التي لا مثيل لها أو ملكها العظيم سليمان. هل وصلت لكم الصورة؟

والمفاجأة الكبرى كانت مدوية : تاريخ مملكة سبأ لا يتقاطع مع الزمن المزعوم لسليمان بن داود. سناتي لذلك لاحقا

سجعيات القرآن عن ملك سليمان

قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ 35
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ36
وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ37
وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ38
هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ39 ص

الصورة واضحة. اشياء خيالية لا تحدث إلا في أوهام مفبركيها. رجل يتحكم بالرياح. جن يمارسون رياضة الغوص ومهنة البناء. ومملكة لا نهائية بغير حساب كما يقول. حتى هوليود لا ترتكب هذه الحماقة


ملكا لا ينبغي لأحد آخر. يعني أعظم مملكة في التاريخ على الاطلاق

وهكذا يتضح لنا مدى اتساع ملك سليمان ومدى تفرد عماله باشياء لا يمكن تكرارها في زمانه ولا زمن من بعده. فهل تصدقون أنها لم تترك اثرا واحدا ولو على شقفة فخار صغيرة؟


آثار ممكلة سليمان

من المفارقات أن بداية فكرة التنقيب كانت دينية لاثبات ما جاء في الكتاب المقدس في عهد الملكة فيكتوريا
وكان الحماس طاغيا عندما وجدت بعثتة أرسلت للعراق اثرا للدولة الاشورية يسمى بــ المسلة السوداء للملك شلمنصر الثالث 859-824 ق.م يتكلم عن اخضاعه للملك ياهو بن عمري حيث أن عمري هذا هو احد ملوك اسرائيل وهو العاشر في سلسلة ملوك السامرة
وهو أول ملك من ملوك السامرة الذى يوجد له تاريخ موثق وهو مؤسس مملكة اسرائيل وعاصمتها السامرة التي بنيت عام 880 ق.م وكان شعار هذه الدولة العجل الذهبى المقدس الذي فسره مؤلف القرآن تفسيرا خرافيا غريبا جدا
دولة السامرة موصوفة في التوراة وفي النصوص الآشورية وتصلح أن تكون منطلقا للتوصل إلى زمن سليمان المزعوم إن وجد

قبل هذا التاريخ لا يوجد اي ذكر لشيء اسمه مملكة إسرائيل
ولذلك سنجاري الكهنوت اليهودي ونعتمد على التوراة التي اعطت نسب الملك عمري. وطبقا لهذه الحسابات فإن سليمان عاش في القرن العاشر قبل الميلاد وتوفي قرابة العام 930 ق.م.وفقا للتوراة

وعلى القرآن المضروب تاريخيا الذي يفتقد لأي رقم واحد صحيح واختلطت فيه الأزمنة مع بعضها فأم المسيح هي ابنة عمران أخت هارون وهكذا فإن التوراة كانت كتاب تاريخ سجلت أحداث اليهود المزعومة بترتيب تاريخي وبتقويم يهودي.

وتزعم التوراة أن مملكة إسرائيل كانت موحدة في عهد سليمان. ورغم أن التوراة بالغت في وصف ممكلة سليمان إلا أن تلك المبالغات لا تساوي شيئا بجانب ما اعتقده ساجع القرآن الذي يبدو أنه بلع الطعم بسماع القصة التوراتية من بحيرى وورقة وغيرهم وضخمها بفعل ذهانيته إلى حدود خرافية
وتقول التوراة أن مملكة إسرائيل تقسمت بعد ذلك إلى مملكتين يهوذا والسامرة.

لاحظوا أن العجل الذهبي والسامري وردوا بعد زمن سليمان. الذي هو بدوره بعد زمن موسى بحوالي ثلاثة قرون وفقا للتوراة. مع أن لا موسى ولا سليمان مدعومان اثريا. من اختلاط الأزمان عند الذهانيين ظهر السامري وعجله في زمن موسى 🤣🤣 واختلط الحابل بالنابل

تاريخيا ظهرت السامرة قبل يهوذا بحوالى القرن في مناقضة للتوراة التي يبدو أن الحاخامات كتبوها من روايات متوارثة بعضها توافق مع الواقع وبعضها تم فبركته. وهذه القصص المفبركة اعتنقها مؤلف القرآن رغم أنه اتهم التوراة بالتحريف إلا في القصص التي صدقها


آثار زمن سليمان المزعوم في اورشليم


دعونا نطرح السؤال المهم : ما هي الآثار التي وجدت في القرن العاشر قبل الميلاد في أرض إسرائيل في أورشليم وما جاورها حيث بنى الملك سليمان هيكله المزعوم أو المسجد الذي صلى فيه محمد في حادثة الاسراء وربط بغلته بجوره حتى لا تهرب ثم اختفى بعد رحلته الخارقة تلك بسحر ساحر حتى أن مر بن الخطاب عندما فتح القدس لم يجد أي مسجد مما اضطره للصلاة في مساحة مفتوحة بنى فيها المسلمون فيما بعد المسجد العمري وبقية ما يسمونه اليوم بالمسجد الاقصى بعد موت محمد بأكثر من مائة عام.

كما يمكننا ايضا أن نسأل عن الآثار التي وجدت في الممالك المجاورة في نفس التفرة الزمنية. لأنه لو وجدت ممكلة سليمان فسيذكرها جيرانها حتما


بالنسبة لاورشليم القدس في القرن العاشر قبل الميلاد يوجه علم الآثار صفعة قاتلة لكل الكهنوت فأورشليم في هذا العصر كانت مجرد قرية صغيرة  لا قيمة لها ولا ذكر و مساحتها لا تتعدى 4-5 هكتارات وهي بذلك قرية مسورة لا عاصمة مملكة كبرى شيدتها الجن ولا تستوعب مساحتها أكثر من 2000 مواطن
فكيف لقرية كهذه ليس بها الا الفا مواطن ان تكون نواة لمملكة كبرى وبها مساكن للجند و القادة و الامراء فضلا عن قصر الحكم ومرابض الجن ومطارح العفاريت

ويقول عالم الاثار الاسرائيلى بنيامين مازار

 “اننا لم نعثر الا على القليل جدا من اللقى الاثرية تعود الى القرن العاشر قبل الميلاد في اورشليم و يصفها بالمتواضعة جدا اذا ما قورنت بالحضارات المحيطة مثل الحضارة الارامية و الفينيقية و المصرية و الحثية و البابلية”

واشتهر مازار باكتشافه قبور اليهود الحميريين وهم من يهود اليمن في منطقة بيت شعاريم. وظهر الحميريون بعد سبأ بخمسة قرون. مما يثبت ان قصة الارتباط بممالك اليمن كان متأخرا وقام كتاب التوراة بنسبته إلى زمن يسبقه بعشرة قرون على الاقل. وتظهر هذه المقابر كيف كان الأغنياء من يهود اليمن يقومون بنقل جثامين موتاهم لدفنها في الأرض المقدسة


ما توصل له مازار وبقية الاركيولوجيين هو ان مساحة اورشليم القدس كانت اقل من المدن الفلسطنية الكبرى مثل حاصور في الجليل ومجدو في وادى يزرعيل بنسبة واحد الى عشرة

أما عند مقارنتها مع مدن مثل بابل ونينوى وصرواح وظفار ومدن الفراعنة التي كانت عاوصم حقيقية لممالك حقيقية أثرت في المنطقة يجعل الأمر مضحكا حيث أن القصر الملكي وحده في هذه المدن يفوق بكثير عاصمة ملك الجان الخارق صاحب الهدهد الناطق التي ليس لها مثيل في التاريخ السابق أو اللاحق

هذا يعني أن سليمان إن وجد فلم يكن اكثر من شيخ قبيلة يهودية صغيرة وضعيفة

يقول المؤرخ التوراتي توماس ال تومبسون في كتابه “التوراة في التاريخ : كيف خلق الكتاب ماضيا “

خلال القرن العاشر قبل الميلاد لم تكن مرتفعات يهوذا تحتوى الا على عدد ضئيل من السكان لا يتجاوز الالفى نسمة موزعة على بضع عشرات من التجمعات القروية الصغيرة التى تعيش على زراعات الكفاف اضافة الى فعالية ضعيفة في مجال الرعى والاحتطاب

هذا وضع اورشليم فما حال القرون الأولى؟

إذن أخبرنا علم الآثار كيف كانت عاصمة الجن الغواصين فكيف كان وضع الممالك المجاورة في نفس الفترة الزمنية القرن العاشر قبل الميلاد

في نفس الفترة ازدهرت حضارات عدة على حوض الفرات وفي سوريا وعلى حوض النيل

 خلفت عدد من الممالك الآرامية القوية آثارا كثيرة وعثر في هذه المواقع على دلائل اركيولوجية واضحة مثل مملكة بيت لاقى و بيت بحيانى وبين عدينى

وفي نفس الفترة وجدت مملكة آشور. وكانت ممكلة عظيمة وامبراطورية كبرى استمرت لفترة كبيرة من الزمن بعد ذلك وخلفت عددا كبيرا من الآثار والنقوش

وتحتوى وثائق موجودة الآن اسماء هذه الملوك.وظهرت ايضا الثقافة الفينيقية على شاطئ المتوسط
وكانت مملكة امورو وعاصمتها سيميرا التى تم اكتشافها مؤخرا بجانب حمص
اما بمصر فكان الفرعون سيامون اخر فراعنة الاسرة 21
ثم الفرعون شيشق اول الاسرة 22
كل هذه الحضارات يوجد اثار واضحة لها واحداث مسجلة و معابد و بيوت و ادوات تملأ متاحف العالم و مساحات عواصمها كلها كانت كبيرة جدا فلماذا فى وسط هذه الممالك كلها اختفت فقط آثار مملكة وعاصمة سليمان ملك الجان ولم يبق اثر من سليمان وناطحات الجن التي لا يوجد مثلها؟
لماذا فقط من ضمن كل حضارات القرن العاشر قبل الميلادوما قبله وما بعده لم تختف الا الدلائل الاساسية على وجود هذا الملك ومملكته؟
هل هناك مؤامرة تاريخية مدبرة اليهود ؟ولماذا إذن ذكر التاريخ الملك عمري؟

التفسير هو أنه ربما كان هناك سليمان لكنه كان كشيخ قبيلة صغيرة لا ثقل لها اضفى عليه أحفاده قدسية.

ينحدر حكام الخليج العربي حاليا من مشائخ قديمة وربما كان سليمان مثل أحد هؤلاء الأجداد الذين لم يؤثروا في المنطقة سابقا ولذلك ليس لهم أثر تاريخي ولا أحد يذكرهم لكن يمكن لأحفادهم فيما بعد تضخيمهم وتمجيدهم وحبك القصص الاسطورية عنهم لو كان الزمان نفس الزمان والجهل نفس الجهل.


وقد يقول قائل ربما كان سليمان من عصر آخر؟ لكن أي عصر؟ القرآن مضروب تاريخيا مثله مثل قصص الف ليلة وليلة ليس به تاريخ حدث واحد صحيح وتختلط فيه الأزمان حتى أن مؤلفه يذهب ليلوم اليهود المعاصرين على قتلهم الأنبياء وهم لم يروا اي نبي لا هم ولا أجدادهم لمدة ألف عام سابقة

والتوراة ليست مرجعا تاريخيا بل كهنوتيا. وطبقا للتوراة فإن زمن إبراهيم كان حوالي 2000 قبل الميلاد. وزمن موسى يمكن أن يكون حوالي 1200 ق.م. يزيد قليلا أو ينقص. وبالتالي فزمن سليمان لا بد أن يكون بعد زمن موسى.

وهذه فترة غنية بالآثار. فلماذا لم يوجد لسليمان أثر في اي عصر من العصور؟
الحقيقة الأخرى أن سليمان ربما لم يكن أكثر من خيال روائي عبراني لم يوجد يوما إلا في مخيلة حاخامات التوراة وتلقفه الساجع منهم كما ورد وزاد عليه بصمة اضطرابه الذهاني وتفكيره السحري الخرافي

المراسلات بين سليمان والدول المجاورة


الاستنتاج المنطقي الوحيد هنا هو أن سليمان مجرد خيال روائي عبراني. وفي أفضل الأحوال مع التجاوز اللامتناهي شيخ قبيلة صغيرة لا وزن لها تاريخيا.

والاستنتاج الرغبوي المتحيز دينيا الذي قد يتمسك به الوثنخافيون هو ان جميع الاثار التى وجدت في عصر مملكة سليمان الكبرى قد اختفت او أنها ما زالت موجودة في مكان لم يصل اليه علماء الاثار بعد محروسة بالجن وخاتم سليمان. وهو استنتاج هاريبوتري كماهو واضح

لكن علم الآثار لديه وثائق و كتابات و فخاريات بل و مكتبات كاملة للحضارات المجاورة مثل الحضارة الاشورية المجاورة و الحضارة المصرية و الارامية وحضارات العراق القديم التي عاصرت سليمان و بالتأكيد ان جيوش سليمان لكى تتوسع يجب ان تصطدم باحدى هذه الممالك التى تحيطها من جميع الاتجاهات الا اذا كان توسع مملكة سليمان عموديا نحو الفضاء الخارجي لاستيطان المريخ
ويجب ان تكون هناك طرق تجارية مشتركة تمر عبر اراضى هذه الدول و يجب ان تكون هناك مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة

ولوجود آثار هه الممالك فلا يوجد هنا أي فقد للمعلومة. لكن سليمان ومملكته الاسطورية مفقودة منها تماما. المفقود هو سليمان وجنده وقصوره.

 أما فيما يتعلق بالنصوص المصرية من عصر الفرعون سيامون وفي كل العصور الأخرى فهي لا تذكر اى شئ عن سليمان او مملكته بالرغم من الاحتكاك المباشر المفترض بين المملكتين و يستمر الامر حتى عصر الفرعون شيشق الذي يرد ذكره في التوراة لكن ببساطة لا نجد نصا واحدا في سجلات هذا الفرعون تتكلم عن سليمان او حتى شئ يدعى مملكة اسرائيل أو يشير إليها من الأساس.

على الرغم أن هذا الفرعون قام بحملات على منطقة فلسطين وما جاورها.حملة هذا الفرعون كانت في نفس الاراضى التى يفترض قيام مملكة سليمان بها.لكننا نجد  نصبا تذكاريا اقامه الفرعون شوشانق (شيشق التوراتى) في موفع مجدو بوادى يزرعيل شملا. ونجد النصوص الفرعونية تصف هذه الحملة. ومع ذلك لا يوجد ذكر لسليمان ومملكته العظمى. تعتقدون لماذا؟

وفي نفس الوقت نجد النصوص الاشورية قد اعطتنا معلومات تفصيلية عن كل الدول المهمة التى قامت في بلاد الشام خلال القرن العاشر ق م ولكنها ايضا لم تذكر قيام مملكة قوية في اورشليم
ولم نجد لو حتى اشارة لهذه المملكة او ملكها الذى اتاه الله ملكا لم يتكرر وبنت له الجن الناطحات والمنشآت.
بينما بعد قرنين من زمن سليمان المفترض ظهرت مملكة اسرائيل في نفس السجلات الاشورية العسكرية للحملات الاشورية علي مملكة يهوذا و مملكة اسرائيل السامرة ابتداء من تاريخ تاسيس السامرة

فهل حبك التاريخ مؤامرة مقصودة ضد سليمان؟ أم أنه لم يكن سوى شطحة خيال حاخامي لا اكثر ولا أقل؟

اما الممالك الارامية فوجدت اثار كتابية في مملكة بيت بحيانى تذكر الملوك الذين حكموا المنطقة كما عثر في مملكة بيت عدينى على الضفة الشرقية للفرات على كتابات تذكر ملكها آخونى وهو ايضا مذكور في السجلات الاشورية.

لا يوجد دليل على وجود سليمان سوى التوراة. فلماذا نرفض التوراة ونعتبرها دليلا غير موثوق؟

الجواب واضح.السبب الأول أن التوراة كتاب كهنوتي متحيز للمعتقد ولا يصلح للاستدلال حالها حال كل الكتب الدينية.

السبب الثاني أن أقدم نسخ التوراة التي تكلمت عن سليمان تعود للقرن الأول الميلادي. أي ألفت بعد زمنه المفترض بألف عام واعتمدت على قصص حاخامية مما يجعلها غير موثوقة بالمرة.

والسبب الثالث أن الآثار والنقوش تنقضها وتفندها. وهذه الآثار تعود لنفس الحقبة الزمنية التي يفترض أن مملكة سليمان ظهرت فيها

الهيكل المفقود



يؤمن اليهود بوجود هيكل سليمان في أورشليم القدس. وهذا الهيكل هو ما صدقه ساجع القرآن وشاهده في المشهد الهلوسي الذي انتابه في أسطورة الإسراء وسماه المسجد الأقصى. وهو السراب الذي لم يجده الفاتحون العرب حين سيطروا على القدس لأول مرة في تاريخهم وتم استدعاء عمر بن الخطاب بنفسه إلى القدس ليتأكد. وفهمها عمر. وخرج من كنيسة القيامة وابتعد مسافة 200-400 متر وصلى في العراء المفتوح. فعل ذلك لأن المسلمين ظنوا أن كنيسة القيامة هي المسجد الأقصى بناء على إيمانهم بما قاله نبيهم وعرف عمر أنهم سيهدمون الكنيسة ففعل ما فعل وكان ذكيا حصيفا ولا شك. وبنى المسلمون مكان صلاته المسجد العمري.

وعندما سيطر ابن الزبير على مكة فقد الأمويون رمزية رعاية البيت الحرام المقدس. فخطرت فكرة جهنمية لعبدالملك بن مروان لامتلاك بيت مقدس مثل الكعبة يستغل رمزيته كخليفة شرعي للإسلام. فأطلق اسم المسجد الأقصى على المسجد العمري وبنى قبة الصخرة وباقي المباني ليعطي المشاهد إحساسا أن هذا هو المنطلق للسماء ومكان إقلاع رحلة النبي نحو مجرة الاندروميدا.

لا يعرف المسلم المعاصر أنه وقت ادعاء محمد بوجود مسجد أقصى رحل إليه على بغلة طائرة لم يكن هناك من هذا المسجد الذي يحمل هذا الاسم اليوم شيء. فقط عراء مفتوح لا يوجد به جدار واحد ليربط بغلته الطائرة لكي لا تهرب

ولا يدري أنه عندما فتح المسلمون القدس ذهبوا يبحثون عن المسجد طبقا لأوصافه التي قالها نبيهم ليلة الاسراء فلم يجدوا شيئا من ذلك

ما قام محمد بشرحه للناس من أوصاف المسجد الأقصى وبيت المقدس لم يكن سوى مشهد هلوسي رآه شخص واحده فقط ولا وجود له على الواقع. ولم يعرف أتباعه أنه يكذب لأنه لم يكن أحد منهم قد زار أورشليم القدس لأنها لم تكن مركزا تجاريا ولا مزارا للعرب الذين كانت قوافل تجارتهم تسير لبصرى الشام ودمشق والبتراء فقط.

البحث عن الهيكل


بعد احتلال كامل للقدس منذ 1967 و اسرائيل جعلت كل همها الوصول الى الهيكل المزعوم

 لماذا إلى الآن لم تعثر إسرائيل على أثر على الهيكل المزعوم المسجد الأقصى الحقيقي؟

لأن الهيكل كان جزءا من مملكة سليمان. ومملكة سليمان مجرد رواية حاخامية توجد فقط في الكتب الدينية وقصص الف ليلة وليلة وأدمغة من يصدقون ذلك


هل يعرف أحد منكم لماذا ما زالت إسرائيل تبحث إلى اليوم ؟
الاجابة ببساطة لانها تبحث عن سراب تاريخى اسمه سليمان و مملكة اسرائيل الموحدة.
الحلم الذى اخترعه كتبة التوراة و اعتنقه مؤلف القرآن


مملكة سبأ

يخبرنا ساجع القرآن أن ملكة سبأ العظيمة التي اكتشفها اليوبيب خضعت لسليمان وجرجرت حالها من اليمن عبر صحراء الجزيرة العربية إلى صرح سليمان الممرد الذي لا اثر له لتكشف عن ساقها وتخوض لجة الماء وتقدم مراسيم الولاء والطاعة.

فهل يوافق التاريخ على هذا الادعاء الغريب؟

اقتباسا من كتاب المفصل في تاريخ العرب

نجد ان هناك مملكتين لسبأ الاولى و التى تكلم عنها القرآن وبها سد مأرب

الثانية تكونت من القبائل النازحة الى شمال جزيرة العرب واشتهرت هذه المملكة الصغيرة بالملكات ويرجح الكاتب أنها من عناها كتاب التوراة

من كتاب المفصل

” إن العلماء، لم يعثروا حتى الآن على اسم ملكة في الكتابات العربية الجنوبية حكمت مملكة سبأ، ثم صعوبة تصور زيارة ملكة عربية من الجنوب إلى سليمان و تعجبها من بلاطه وحاشيته وعظمة ملكه، مع إن بلاط “أورشليم” لا يكون شيئاً بالقياس إلى بلاط ملوك سبأ، ولهذا لا يمكن إن تكون هذه الملكة في نظر جماعة من علماء التوراة، إلا ملكة مملكة عربية صغيرة لم تكن بعيدة عن عاصمة ملك سليمان، قد تكون في جبل شمر أو في نجد، أو الحجاز.”

لكن بما ان القرآن تكلم عن سبأ مأرب فدعونا نكتشف هذه المملكة بالتفصيل

ظهرت كلمة سبأ مبكرا في التاريخ في كتابات السومرية حوالى 2500 ق م ولذلك يرجح الكثير من العلماء ان سبأ منشأها هو شمال الجزيرة ثم هاجرت هذه القبائل الى الجنوب في اليمن

سبأ القبيلة والشعب

من كتاب المفصل :وقد ذهب “مونتكومري إلى إن السبئيين المذكورين في النصوص السومرية كانوا من سكان “العربية الصحراوية”، أي البادية، وهذه البادية هي مواطنهم الأصلية الأولى، ومنها ارتحلوا إلى اليمن. أما متى ارتحلوا عنها، فليس لدى هذا المستشرق علم بذلك. و يرى بعض الباحثين إن مجيء السبئيين إلى ديارهم التي عرفت باسمهم، إنما كان في ابتداء العصر الحديدي، أي في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وذلك بعد مئات من السنين من هجرة المعينيين و القتبانيين إلى اليمن.

ورأى بعض آخر احتمال هجرة السبئيين إلى اليمن في حوالي السنة “1200” قبل الميلاد، أما هجرة المعنيين و القتبانيين وأهل حضرموت، فقد كانت في حوالي السنة “1500 ق. م.”. وقد مارس السبئيون الزراعة والتجارة،

وذهب “هومل” إلى إن السبئيين هم من أهل العربية الشمالية في الأصل، غير إنهم تركوا موطنهم هذه، وارتحلوا في القرن الثامن قبل الميلاد إلى جنوب جزيرة العرب، حيث استقروا في منطقة “صرواح” و “مأرب” وفي الأماكن السبئية الأخرى. كانوا يقيمون على رأيه في المواضع التي عرفت ب “أريبي” “عريبي” “أريبو” في الكتابات الآشورية و ب “يارب في التوراة. ومن “يرب” “يارب” على رأيه جاء اسم “مأرب” عاصمة “سبأ”. ويؤيد رأيه بما جاء في النص

: Glaser 1155

من تعرض السبئيين لقافلة معينية في موضع، يقع بين “معان” و “رجمت” الواقع على مقربة من “نجران”. وعنده إن هذا النص يشير إلى إن السبئيين كانوا يقيمون في أيام ازدهار حكومة معين في أرض شمالية بالنسبة إلى اليمن، ثم انتقلوا إلى اليمن. ويرى في اختلاف لهجتهم عن لهجة بقية شعوب العربية الجنوبية دليلاً آخر على إن السبئيين كانوا في الأصل سكان المواطن الشمالية من جزيرة العرب، ثم هاجروا إلى الجنوب.”

سبأ المملكة

اما مملكة سبأ فهى تختلف تماما عن سبأ القبيلة او الشعب

متى ظهرت اول مملكة لسبأ؟

اول مملكة كانت تسمى بالمكربيين

ثم مملكة سبأ

ثم مملكة سبأ وذو ريدان

من المفصل

“لقب أقدم حكام سبأ، بلقب “مكرب” في الكتابات السبئية، و في هذا اللقب معنى “مقرب” في لهجتنا، و تدل اللفظة على التقريب من الآلهة، فكان “المكرب” هو مقرب أو وسيط بين الآلهة و الناس، أو واسطة بينها و بين الخلق.

وقد كان هؤلاء “المقربون” “المكربون” في الواقع كهاناً، مقامهم مقام “المزاود” عند المعينين و “شوفيط” ، و جمعها “شوفيطيم” عند العبرانيين، أي “القضاة”. و جاء في كتب اللغة: “كرب الامر يكرب كروباً: دنا، يقال كربت حياة النار، أي قرب انطفاؤها، و كل شيء دنا، فقد كرب.

قال أبو عبيد: كرب، أي دنا من ذلك وقرب، وكل دان قريب فهو كارب. وورد: فللفظة معنى التقريب حتى في عربيتنا هذه.

و قد قدّر “ملاكر” حكم المكربين بحوالي قرنين ونصف قرن، حكم المكرب الأول كان في حوالي السنة “800 ق. م،”، و نهاية حكم المكربين في حوالي السنة “650 ق. م.”. وفي حوالي هذا الزمن استبدل – على رأيه – بلقب مكرب لقب “ملك”، وانتهى بهذا التغيير في اللقب دور المكربين.

وتوصل غيره إلى أن حكم المكربين استمر زهاء ثلاثة قرون، فكان مبدأ حكمهم في حوالي السنة “750 ق. م.”، ونهاية حكمهم في حوالي السنة “450 ق. م.”، وقد تمكن العلماء من جمع زهاء سبعة عشر مكرباً، وردت أسماؤهم في الكتابات العربية الجنوبية، وكانوا يقيمون في عاصمة سبأ القديمة الأولى مدينة “صرواح”.

ويعد المكرب “سمه على” أقدم مكرب وصل إلينا اسمه. ولا نعرف اللقب الذي كان يلقب به، ومن عادة حكام العربية الجنوبية من مكربين وملوك اتخاذ ألقاب يعرفون بها، ومن هذه الألقاب نستطع التفريق بينهم. ولا نعرف شيئاً كذلك من أمر والده. وقد جعل “فلبي” مبدأ حكمه بحدود عام “800” قبل الميلاد في كتابه “سناد الإسلام” وبحدود سنة “820” قبل الميلاد في المقال الذي نشره في مجلة

 Le Museon

وتعد الكتابة الموسومة ب

 Glaser 1147،

من كتابات أيام هذا المكرب. وهي كتابة قصيرة مكتوبة على الطريقة الحلزونية كأكثر كتابات أيام المكربين وقد عد “كلاسر” الكتابة الموسومة ب

 Glaser 926

 من كتابات أيام هذا المكرب، وتابعه على ذلك “فلبي”. وهي من الكتابات المدونة على الطريقة الحلزونية ايضا، وقد كتبت عند إنشاء بناء، وصاحبها “صبحم بن يثع كرب فقضن”. وقد ورد فيها اسم “سبأ” و “مرب” أي مدينة “مأرب” و “فيش” “فيشان”، ووردت فيها لفظة “فراهو” أي “سيد”، قبل اسم “سمه على” الذي كان يحكم شعب “سبأ” في ذلك العهد، ودونت في النص أسماء الآلهة: عثتر، و “المقه” و “ذت بعدن”، على العادة المألوفة في التيمن بذكر أسماء الآلهة في الكتابات، ثم التيمن بذكر اسم الحاكم من مكرب أو ملك يوم تدوين الكتابة.”

كما نرى اول مملكة لسبأ لا حمل اسم ملك سبأ بل مكرب وتبدأ بعد زمن سليمان المزعوم بــ 100 – 200 عام على ابعد تقدير وكل الملوك من الرجال

وان هناك الهة و تماثيل وهذه الالهة لها اسماء و لم تكن الشمس معبودا لاهل سبأ عكس ما يخبرنا القرآن

اما مملكة سبأ نفسها

من المفصل

“ملوك سبأ وبتلقب “كرب ايل وتر” بلقب ملك، وباستمرار ما جاء بعده من الحكام على التلقب به، ندخل في عهد جديد من الحكم في سباً، سماه علماء العربيات الجنوبية عهد “ملوك سبأ” تمييزاً له عن العقد السابق الذي هو في نظرهم العهد الأول من عهود الحكم في سبأ، وهو عهد المكربين، وتمييزاً له عن العهد التالي له الذي سمي عهد “ملوك سبأ وذي ريدان”.

ويبدأ عهد “ملوك سباً” بسنة “650 ق. م. ويمتد إلى سنة “115 ق. م.” أو سنة “109 ق. م.” على رأي “ركمنس” الذي توصل إليه من عهد غير بعيد. وعندئذ يبدأ عهد جديد في تأريخ سبأ، هو عهد “ملوك سبا وذي ريدان”.

أما “البرايت”، فيرى أن حكم هذا المكرب الملك في حوالي السنة “450 ق. م.”، وبناء على ذلك يكون عهد الملوك- على رأيه- قد بدأ منذ هذا العهد.

وقد قدّر بعض الباحثين زمان حكم المكرب والملك “كرب ايل وتر” في القرن الخامس قبل الميلاد. وقد كان يعاصره في رأي “البرايت” “وروايل” ملك أو مكرب قتبان، الذي حكم بحسب رأيه أيضاً في حوالي سنة “450 ق. م.”، وكان خاضعاً ل “كرب ايل وتر”، و “يدع ايل” ملك حضرموت.

ويمتاز هذا العهد عن العهد السابق له، وأعني به عهد حكومة المكربين، بانتقال الحكومة فيه من “صرواح” العاصمة الأولى القديمة، إلى “مأرب” العاصمة الجديدة، حيث استقر الملوك فيها متخذين القصر الشهير الذي صار رمز “سبأ”، وهو قصر “سلحن” “سلحين”، مقاماً ومستقراً لهم، منه تصدر أوامرهم إلى أجزاء المملكة في إدارة الأمور.

و “كرب ايل وتر”، هو أول ملك من ملوك سبأ افتتح هذا العهد. وليس لي هنا الا أن أنتقل إلى الحديث عن الملك الثاني الذي حكم بعده، ثم عن بقية من جاء بعده من ملوك.

أما الملك الثاني الذي وضعه علماء العربيات على رأس قائمة “ملوك سبأ” بعد “كرب ايل وتر”، فهو الملك “سمه على ذرح”. وقد ذهب “فلبي” إلى احتمال أن يكون ابن الملك “كرب ايل وتر”. وقد وقفنا من النص الموسوم ب

 CIH 374

 على اسمي ولدين من أولاد “سمه على ذرح”، ما “الشرح” “اليشرح”، و “كرب ايل”. وقد ورد فيه: أن “الشرح” أقام جدار معبد “المقه” من موضع الكتابة إلى أعلاها، ورمم أبراج هذا المعبد، وحفر الخنادق، ووفى بجميع نذره الذي نذره لإلهه” “المقه” على الوفاء به إن أجاب دعاءه، وقد استجاب إلهه لسؤاله، فيسر أمره واعطاه كل ما اراد، فشكراً له على آلائه ونعمائه، وشكراً لبقية آلهة سبأ، وهي: “عثتر” ، و “هبس” “هوبس”، و “ذات حمم” ، و “ذت بعدن”  وتمجيداً لاسم والده “سمه على ذرح” أن أمر بتدوين هذه الكتابة ليطلع عليها الناس. وقد سجل فيها مع اسم شقيقه  “كرب ايل”.

أما  “كرب ايل” أحد أولاد “سمه على ذرح” فلا نعرف شيئاً من أمره. وقد صيره “هومل” خليفة والده، وجاراه “فلبي” في ذلك، وقدر زمان حكمه بحوالي السنة “580ق. م. ووضع “هومل” اسم “اليشرح”، وهو ولد من أولاد “سمه على ذرح” بعد اسم شقيقه “كرب ايل وتر”، وجاراه “فلبي” في هذا الترتيب، ولا نعلم شياً عنه يستحق الذكر.وانتقل عرش سباً إلى ملك آخر، هو “يدع ايل بين” وهو ابن “كرب ايل وتر”. وقد ورد اسمه في النص الموسوم ب

 Glaser 105

 ودونه رجل اسمه “تيم”. وقد حمد فيه الإلَه “المقه” بعل “أوم” “أوام”، لأنه ساعده وأجاب طلبه، وتيمن بهذه المناسبة بتدوين اسم الملك، كما ذكر فيه اسم “فيشن” أي “فيشان”، وهي الأسرة السبئية الحاكمة التي منها المكربون وهؤلاء الملوك، كما ذكر اسم “بكيل شبام”.

وقد ورد في الكتابة المذكورة اسم حصن “الو”. وهو حصن ذكر في كتابات أخرى. ويرى بعض الباحثين أن هذه الكتابات هي من ابتداء القرن الرابع قبل الميلاد، أي أن حكم “يدع آل بين”، كان في هذا العهد. والنص

 Glaser 529

 من النصوص التي تعود إلى أيام “يدع ايل بين” كذلك ” وقد ورد فيه اسم عشيرته: “فيشن” “فيشان”. وانتقل عرش سبأ إلى “يكرب ملك وتر” من بعد “يدع إل بين” على رأي “هومل”،وهو ابنه. وقد ذكر اسمه في الكتابة الموسومة ب

 Halevy 51

، وهي عبارة عن تأييد هذا الملك لقانون كان قد صدر في أيام حكم أبيه لشعب سبأ ولقبيلة “يهبلح” في كيفية استغلال الأرض واستثمارها في مقابل ضرائب معينة تدفع إلى الدولة، وفي الواجبات المترتبة على سبأ وعلى “يهبلح” في موضوع الخدمات العسكرية، وتقديم الجنود لخدمة الدولة في السلم وفي الحرب. وقد وردت في هذا النص أسماء قبائل أخرى لها علاقة بالقانون، منها قبيلة “أربعن” “أربعان”، وكانت تتمتع باستقلالها، يحكمها رؤساء منها، يلقب الواحد منهم بلقب “ملك”.”

مرة أخرى لا شمس ولا ملكات

بالاضافة الى ان تاريخ المملكة لا يتقاطع مع عصر الملك سليمان

اذا اين هي بلقيس و من عبد الشمس واين كانت تلك المملكة السليمانية في القرن العاشر قبل الميلاد في التاريخ؟

كلها مجرد سراب تاريخي. خيال كهنوتي من مؤلفي الكتب المكدسة.

اعتراف وشكر

استند هذا المقال بشكل شبه كلي على مقالة الكاتب وليد في شبكة اللادينيين العرب سليمان بن داود والعهد المفقود


ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

إصدارات الصفحة

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d