fast waterfalls flowing into river between mountains

الجبل الطائر

فقدان التفكير الواقعي علامة رئيسية عند المريض الذهاني حتى لو كان اضطرابه أحادي الوهم مثل ذهان النبوة الذي لا تتدهور فيه شخصيته والذي يظل فيه قادرا على الأداء الاجتماعي والمهني. ويظهر فقدان التفكير الواقعي في طول القرآن وعرضه. رأينا النمل المتكلم والعذراء المنجبة والعجوز الخصبة والنار الباردة وبطن الحوت الفندقي والعصا التي تفلق البحار وخرافات أخرى مماثلة. ومن الأمثلة الأخرى على ذلك قصة الجبل الطائر التي آمن بها مؤلف القرآن.

تتلخص قصة الجبل الطائر في أن الله أراد أن يمزح مزاحا ثقيلا مع قبيلته المعشوقة المفضلة لديه آنذاك فنتق الجبل وأطاره ثم أوقفه فوقهم وجعله يظلهم مثل السحاب ثم هيأ لهم أنه سيسقطه عليهم وبعد ما رأى رعبهم وفزعهم تراجع وتظاهر أنها كانت مزحة.

الدين انتحار عقلي

وكما نرى هذه قصة من قصص المشعوذين والسحرة لا يصدقها عقل ولا يقبلها منطق. قصص هاري بوتر وألف ليلة وليلة أكثر واقعية ونضوجا منها. لكن الإيمان هو انتحار عقلي وومنطقي وعلمي ولكي تكون مؤمنا يجب عليك أن تناقض العقل والمنطق السليم وتخالف البديهيات والمسلمات وتعيش في عالم الخرافة والشعوذة

وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)

يقول أهل التأويل عن هذه السجعية:

حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: “وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة”، أي: بجدّ= “واذكروا ما فيه لعلكم تتقون”، جبل نزعه الله من أصله ثم جعله فوق رؤوسهم، فقال: لتأخذُنّ أمري، أو لأرمينَّكم به!

جبل نزعه الله من أصله. شيء مضحك كيف يقع الناس ضحايا للدين والخرافة وكيف يقدرون على تصديق أمور تستحمرهم وتستغبيهم وتعاملهم كمجموعة من الحمقى لا يميزون الواقع من الوهم والصدق ومن الكذب. هذا هو الدين : أكاذيب انطلت على سذج

مفهوم الجبال لدى الساجع

لماذا اعتقد الساجع أن الجبل يمكن نتقه؟ النتق هو نزع الشيء من أصله. الجواب لأن الساجع ظن الجبل مثل الوتد يزرع في الأرض لتثبيت الخيمة. ويلقى من فوق. ولذلك قال : وألقى فيها رواسي. وجعل فيها رواسي من فوقها. والجبال أوتادا.

وإذا كان الجبل لديه مجرد وتد ألقي من فوق للتثبيت فإنه من السهل عليه أن يعتقد أنه يمكن نزع الجبل من حيثما زرع ورفعه فوق الناس مثل السحابة

ناقشنا مفهوم الساجع عن الجبال ومعتقداته الخاطئة في مقالنا الآخر والجبال أوتادا ويمكن الرجوع إليه عبر الرابط التالي:

خرافية نتق الجبل

هل تؤمن عزيزي القارئ أن نتق الجبل ورفعه فوق الناس كالسحاب أمر واقعي وليس خرافة؟

إذا كان جوابك نعم فعليك التوقف ومغادرة الصفحة. أنت غارق في دجل الكهنوت وقد تمت السيطرة على دماغك ولم يعد صالحا لفهم الحقيقة. يمكنك فقط العيش هناك حيث أرادوك أن تكون .

يستحيل أن يتم نتق الجبل ورفعه فوق الناس كأنه ظلة. بل وأكثر من ذلك أن يكون كل همهم سقوطه عليهم وكأنه لم يحدث شيء عند نزعه من أصله

الجبل ليس وتدا مزروعا للتثبيت تم إلقاؤه على الأرض من فوق كما تزعم سجعيات القرآن. الجبل جزء لا يتجزأ من القشرة الأرضية متصل بها غير منفصل. للقشرة الأرضية تضاريس فأحيانا تكون مستوية وأحيانا تبرز منها نتوءات مرتفعة ولكنها كلها أجزاء منها غير منفصلة. ولكل صفيحة تكتونية تضاريسها المتصلة فيها غير المنفصلة. الجبال جزء متصل من القشرة ارتفع ونتأ وهو جزء برز من تحت ولم يلق من فوق. كما أنه يحتاج للتثبيت ويسبب الاضطراب وتكثر في المناطق الجبلية الزلازل والبراكين وليس العكس. نتوء الجبال عن القشرة يجعلها غير ثابتة وتحتاج للتثبيت وهذا ما توفره القشرة عن طريق آلية جيولوجية تسمى بالايزوستاسي

الايزوستاسي تشير الى التوازن النظري بين مكونات قشرة الارض بما فيها المرتفعات والمنخفضات وقيعان المحيطات بحيث أن كل نتوء وارتفاع يجب أن يقابله عمق تعويضي من أجل المحافظة على اتزان النتوء لأن النتوء يحتاج لتثبيت وليس العكس. أذا قسمنا القشرة إلى مقاطع عرضية متساوية تمتد من الاستنيوسفير إلى أعلى نقطة فوق السطح شاملة الجبال والسهول فإن كل مقطع يجب أن يحتوي على نفس الكتلة بغض النظر عن ارتفاعه وحجمه وهذا يعني أنه لكي لا تتهاوى الجبال وتسقط فإن الجزء المرتبط بها من القشرة تحت مستوى السطح يجب أن تقل كثافته كتعويض لزيادة الكثافة فوق السطح. هذا العمق التعويضي ضروري وإلا تهاوت الجبال وسقطت. الجبال هي من يحتاج للتثبيت والاستقرار وهي عامل اضطراب والقشرة هي التي تثبتها وليست مثل الأوتاد تثبت الأرض كما صور خيال مؤلف القرآن.

فتخيلوا عملية نتق الجبل؟ لأن الجبل ليس وتدرا مزروعا بل جزء متصل بالقشرة وله عمق تعويضي فإن عملية نتقه وحدها ستهلك كل الموجودين عن طريق تغير تضاريس القشرة وارتفاع كثافة العمق التعويضي. لكن خيال مؤلف القرآن لم يمكنه من استيعاب ما سيحدث لو أن الجبل الطائر تم نتقه ورفعه فوق رؤوسهم. اعتقد أن شيئا آخر لن يحدث. وأنهم سيظلون سالمين يخشون فقط وقوعه عليهم. هذا تفكير شخص ذهاني لا يدرك حقيقة الأمر ويظن الجبل مجرد وتد تم إلقاؤه ويمكن نزعه بسهولة ورفعه فوق رؤوسهم وسيكون همهم الوحيد عدم سقوطه عليهم.

كما أن الساجع لم يدرك أنه لابقاء الجبل مرفوعا فوقهم وحمايته من تأثير الجاذبية التي ستسحبه يجب أن يتمتع بطاقة حركة كافية. لا يمكن للجبل أن يظل فوقهم لوقت كاف لاجراء حوار معهم واجبارهم بقوة التهديد على أخذ ما آتاهم بقوة.

يحتاج الجبل لطاقة حركة تعادل طاقة الوضع. وهذه لا تتوفر إلا عن طريق سرعة عالية جدا. سرعة تجعل بقاء الجبل في مدى بصرهم أجزاء من الثانية فقط . وإذا عرفنا أن كتلة جبل متوسط الحجم تبلغ تريليون طن فإن الطاقة المطلوبة له للبقاء فوق رؤوسهم على أدنى ارتفاع للسحاب 2 كيلومتر هي

2 * 1022 newton

وهذا يتطلب سرعة حركة تبلغ 45000 كم في الساعة.

يعني هذا أن الجبل سيغيب عن أنظارهم في لمح البصر. بمعنى أنه إذا تم نتق جبل بقوة كافية لعدم سقوطه فوق رؤوسهم فإنهم أبدا لن يروا الجبل. كلما سيرونه هو فقط الأثر حيث كان هناك جبل.

أي سرعة أقل من هذه السرعة ستجعل الجبل يقع فوقهم ويسحقهم في لمح البصر. وأي سرعة أكثر ستجعله ينطلق للفضاء الخارجي ويفلت من جاذبية الأرض.

إله القرآن لا دخل له بهذا الكون ولا يعرف قوانينه. وقوانين الطبيعة ثابتة لكل مكان وزمان. وكما تبرهن الركيزة الأولى للنسبية الخاصة لآينشتاين على ذلك.

وهذا يعني شيئا واحدا:

إذا جاء شخص ما وأخبرك أنه في زمن سحيق هناك جبل  تم نتقه ليظل فوقهم ويروه ويحسبوا أنه واقع بهم وهو لا يستطيع نتق جبل أمامك ليثبت إمكانية ذلك في زمنه حيث يعيش فهناك احتمالان :

إما أن قوانين الطبيعة كسرت نفسها دون أن يحس بها أحد سوى مؤلفي الكتب الدينية وإما أن هذا الشخص يكذب أو يتوهم.

ولكم أن تفكروا أي احتمال هو الصحيح والمنطقي والمعقول؟

فقدان الاتصال بالواقع في حالات الذهان

الجبل الطائر قصة ذهانية. لا يمكن أن يقع فيها إلا شخص مضطرب مثل محمد. الشخص السليم لا يمكنه تصديقها ولا تأليفها. الشخص العاقل لا يمكنه تأليف كلام ذهاني. لا يمكنه إنشاء قصة عن جبل ينزع من أصله ويوقف مثل السحابة فوق رؤوس اليهود ليتم أخذ تعهد منهم تحت التهديد. هذا منتهى الجنون

ولمؤلف القرآن قصص أخرى غرق فيها في مستنقع الخرافة إلى أذنيه. فنجده في مكان آخر من هوسه باليهود يقول أن هناك بقرة صفراء فاقعة بوليسية تم ضرب الميت بذيلها أو بعضها فاستيقظ من الموت

منتهى الجنون. لكن لماذا اعتقد محمد أن الميت يمكنه أن يستيقظ بمجرد ضربه بذيل بقرة؟ السبب هو تفكيره الذهاني. التفكير الذهاني لا يفرق بين الواقع والتوهم. تفقد الصلة بالواقع ويصير كل شيء ممكنا مهما كان سخيفا ومضحكا أسخف من قصص ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة

ولذلك نجده صدق أن أصحاب الكهف ناموا 300 سنة ثم قاموا.

كما نجده صدق أن رجلا مات مائة عام ثم قام. ونلاحظ أن حمار الرجل تحلل لكن الرجل لم يتحلل بل ظل فقط مثل النائم ثم استيقظ

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا

الحمار تحلل وقام بإنشاز العظام ثم كسوتها باللحم. (تصور محمد للخلق هو أنه يتم أولا إنشاء القالب العظمي ثم كسوته باللحم حتى في الانسان وبخصوص آدم أولا القالب الطيني ثم النفخ) بينما بخصوص الرجل لم يذكر أنه تحلل إلى عظام وأنه تم إنشازها وكسوتها فقط أماته وبعثه كما أن طعامه لم يتحلل. المتحدث لا يعرف شيئا عن الطعام وأساليب حفظه وتأثره بالجو وابكتريا ولذلك شيء عادي لديه أن يظل الطعام مائة عام سليما كما هو لكن الحمار يموت ولا يبقى منه إلا العظام. كما أن المتحدث كما يثبت كلامه لا يعرف شيئا عن تبخر السوائل. وظن الشراب سيظل مائة عام. ليس لديه أدنى فكرة عن طبيعة السوائل. الذهاني يستمد الصور من مخزون ذاكرته وذاكرة محمد على ما يبدو تخلو من تبخر الماء ربما لأنه لم ير ماء يترك في وعاء ويتبخر وذلك بسبب قلة الماء وما وجدوه شربوه في حينه أو بعد سويعات. لكنه رأى حمارا أو حيوانا ميتا مكشوفة عظامه. وكان محمد ايضا لا يفرق بين الموت والنوم ويظن النوم هو نفس الموت بفارق واحد فقط وهو أن الروح تعود إلى النائم بعد قبضها. وقد ذكر ذلك بشكل أكثر وضوحا وصراحة في سجعية أخرى تناولناها في منشور آخر يمكنكم العودة له عبر الرابط التالي

أين ذهب الجبل؟

أين ذهب الجبل بعد ذلك؟ هل عاد لمكانه هكذا وكأن شيئا لم يحدث؟ أم طار للفضاء الخارجي؟ أو ظل يدور حول الأرض في مدار ثابت؟ الساجع لا يدري وقصصه مبتورة كعادة القصص الذهاني. ولم يهمه ذلك لأنه ينشىء قصة خرافية غير متقيدة بالمنطق ولذلك لم يكلف نفسه التفكير في مصير الجبل. هو يصرف قصصا من رأسه وهناك جمع يشتريها ويبلعها بسذاجة ولذلك لا يكمل شيئا. كل شيء غامض ومبتور ومبهم

الخلاصة

قصة الجبل الطائر خرافة ارتبكها مؤلف القرآن ونسبها إلى الله. يستحيل حدوثها وإذا حدثت فسيكون هناك دمار هائل في المنطقة ولن يبقى أحياء ليشاهدوها.

آمن ساجع القرآن بالخرافات والخزعبلات بسبب اضطرابه العقلي حيث يتم فقدان الاتصال بالواقع ولا يمكن للمريض التفريق بينما ما هو واقعي وما هو خرافي


ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب

تطبيق اندرويد
Download@GooglePlay
حمل تطبيق الموقع من متجر جوجل

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Discover more from Quran Debate

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading