العاديات ضبحا
استمع إلى المقال من بودكاست الموقع بالنقر على زر التشغيل أدناه (الصوت للذكاء الاصطناعي)
يقول الكهنوت في معابده لجموع العَوَام أن القرآن هو أبلغ الكلام وافصح القول. فيؤمنون غيبا بأن القرآن هو قمة البلاغة ومنتهى الفصاحة. يؤمنون إيمانا غيبيا أَعْمى بذلك دون أن يعرفوا ما هي البلاغة؟ وما هي قواعدها؟ وَدُوْنَ أن يعرفوا كيفية التمييز بين الكلام البليغ والكلام غير البليغ؟ لا يعرفون شيئا عن البلاغة ولكنهم يؤمنون بما قيل لهم دون تفكير
لكنّ الحقيقة التي تبرز مهما رَقَّعَها ٱلْوَثَنْخافِيُّونَ حتى مَن يَعْرِفُ البلاغة وقواعدها مِنهم, هي أن القرآن يحتوي على عباراتٍ بليغة احتوى عليها ايضا كلامُ ٱلعرب المعاصرين, كما يحتوي على عباراتٍ رديئة البلاغة سقط فيها مُؤَلِّفُهُ كغيره من العرب المعاصرين له
البلاغة أنْ يتم إيصال المعنى المراد بأبينِ العبارات وأوضحِ الكلمات دون أن تُحْدِثَ لبسا في المعنى وغموضا في الفهم
الكلام الذي لا يمكن فهمه ليس بليغا
الكلام الفضفاض المطاطي حمّالُ الأوجه هو الأردأ في عالم البلاغة
إذا قلتَ عن كلامٍ غير مفهومٍ ليس فقط لك بل لأهل الاختصاص في التأويل أنه بليغ فأنت مختل الفهم أساسا
كل الذين يرطنون ببلاغةِ كل القرآن دجالون. لو أنهم قالوا بعضُ القرآنِ بليغٌ لاحترمناهم. هُمْ إما أناس تعرف قواعد البلاغة ومع ذلك تُغالِطُ وتمارسُ الدَّجَلَ قَدْرَ ما تستطيع وإما جهلةٌ يجادلون لغرض الجدل وهم لا يعرفون إعراب جملةٍ واحدةٍ ولا نظمَ بيتِ شعرٍ واحد, ولا يميزون بين التركيب التعبيري الصحيح من غيره ولا يفرقون بين الدارجة والفصحى وأحيانا لا يفرقون بين الذال والزاي
جملٌ قصيرةٌ لاهثةٌ متزاحمة
ما هي يا ترى مَواطِنُ البلاغة في المقطوعة السجعية التالية
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا , فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا , فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا , فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا , فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
شِعْرُ المتنبي أبلغُ آلافَ المراتِ من هذه الأهازيج غير ٱلمفهومة. شِعْرُ نزار أبلغُ ملايينَ المراتِ من هذه التمتمات والطلاسم
منذ 1400 عام وأتباع محمد مختلفون في معنى هذه المقطوعة. لم يفهموها. لم يفهمها المسلمون الأوائل والعربية لغتهم الأم فهل تعتقدون أن كهنة اليوم الذين يتعلمون العربية كلغة ثانية في المدرسة هم من سوف يفهمها؟
هذا كلام نيولوجيزمي ذُهاني غير قابل للفهم اساسا
لا يفهمونها ومع ذلك يؤمنون أنها قمة البلاغة. كيف تستنتج بلاغة كلام لا تفهمه إذن؟ قمة ٱلمسخرة والمهزلة
البلاغة لا يمكن أن تُقَيَّمَ إلا من كلامٍ مفهومٍ واضحِ {لمعاني, فصيحٍ مُبينٍ وليس من تمتماتٍ لا معنى لها
الإشارة إلى غير موجود
دعونا نبدأ من السجعيتين 4 و 5 ثم نعود للبقية. يقول الساجع فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا , فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
نلاحظ وجود ضمير هنا. به. بمن يا ترى. أثرن بمن نقعا؟ وَوَسَطْنَ بمن جمعا؟ على من يعود هذا الضمير
لا شيء. هذه إشارة إلى غير موجود. من بداية السورة حتى هذه السجعيات لا يوجد شيء تصح الإشارة إليه. الإشارة إلى غير موجود هي شذوذٌ لُغَوِيٍّ ذُهاني يستخدم كمؤشر حيوي لتشخيص الحالات الذهانية. وتسمى علميا بــــ
وقد احتار أهل التأويل منذ البدء في هذا الاستخدام الغريب للضمير. ويكفيك أن تجول قليلا في كتاب تفسير واحد لترى كمية الحيرة والاختلاف
فمنهم من يقول يَقْصُدُ به القومَ يتوسطون القوم. ومنهم من يقول يُقْصُدُ به الغبار. تخمينات في محاولةٍ لإعطاءِ معنىً عقلاني للكلام الغريب
والإشارة إلى غير موجود علامةٌ شائعةٌ في الاضطرابات الذهانية, حيث يعاني المذهون من ضلالة إذاعة الأفكار ويَعْتَقِدُ أنّ الآخرين يدركون ما يفكر به وبالتالي لا داعي لذكره وتوضيحه
وقد وردت مواضع كثيرة في سجعيات القرآن تحتوي على هذه العلامة كقوله في سجعية أخرى
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
حيث قال يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ فأشار إلى غير موجود. فلا أحد يدري على من تعود الهاء. فيه في ماذا؟ في ماذا يَذْرَؤُكُمْ ؟
اضطر أهل التأويل إلى تخمين أيِّ شيء. أيَّ شيءٍ لإعطاءِ العبارة معنى معقولا
لم يكن يعرف أهل التأويل أن القائل مذهون. كانوا يظنون أن القائل هو خالق الكون الذي يؤلف سجعا لا يفهمه أحد ويلتزم بقواعد قريش في ٱلتَّسْجيعِ والقافية. لقد تم تقزيم الخالق في الأديان إلى مُؤَلِّفِ سجْعٍ وأهازيجِ رعاة. لا يملك أهل التأويل هؤلاء ايضا القدرةَ العلميةَ لمعرفة الشذوذ اللغوي الذُهاني
الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
سورة العاديات مثال واضح على الرابط الجَرَسِي في جُمَلٍ قصيرةٍ سريعة لاهِثَةٍ راكِضَةٍ. إنها علامة ضغط الكلام وتقافز الأفكار التي تحدث في الاضطرابات ثنائية القطب وفي اضطرابات أخرى
جُمِلٌ سَجْعِيَّةٌ تحرص على الوزن والقافية دون أن يكون لها معنى. العاديات ضَبْحًا
ماذا تفيد هذه الجملة. وماذا تعني. وكيف العاديات ضبحا؟ وما هو الضبح؟
واختلف أهل التأويل اختلافا شديدا في معنَى ضَبْحا. واضطروا لتخمين المعنى. لكنهم يؤمنون ببلاغتها رغم عدم فهمهم لمعناها وعدم اتفاقهم على معنى محدد؟ ولا ندري كيف يتم استنتاجُ بلاغةِ كلام دون أن يُفْهَمَ معناه؟ الدين ظلام مُطْبِقٌ على العقل من حيثما ٱتَّجَهْتَ
سأعطيكم فقط لمحة من محاولات أتباع محمد عبر العصور إيجاد معنى لهذه الجملة اللاهثة النيولوجيزمية التي لا معنى لها في الاساس ولا فائدة منها
اقْتَبِسُ من تفسير ابن جرير ما يلي
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله:( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) فقال بعضهم: عُني بالعاديات ضَبْحا: الخيل التي تعدو. وزعم غير ابن عباس أنها الإبل ثَنَا جرير، عن مُغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: هي الإبل إذا ضَبِحَت تنَفَّسَتْ
وحدثني الحارث، عن مجاهد، في قول الله:( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: قال ابنُ مسعود: هو في الحج.
لاحِظوا أنهم يخمنون فقط. بما أنها عادياتٌ إذَنْ هي شيء يعدو إذَنْ يمكن أن تكون الخيل ويمكن أن تكون الإبل
ولأنهم خمنوا أن العاديات هي الخيل أو الإبل بدأوا في تخمين ضبحا. قالوا في ذلك
ضبحت الخيل ضبعت وهو أن تمد أضباعها في سيرها وهي أعضادها . وقال غيره : ( الضبح ) صوت أنفاسها إذا عَدَتْ
بعضهم يقول معناها مَدَّتْ أضلاعها. وبعضهم يقول معناها تنفست. لا يوجد اتفاق على المعنى
ضَبْحا
أما كيف تعدو ضبحا؟ وما هو الضبح؟ فقد اختلفوا فيه بدرجة أشد. ضبحا كلمةٌ وحشية. كلمةٌ غير مُسْتخْدَمَةٍ بكثرة. وَلَمْ تَرِدْ في القرآن إلا هنا. لا يمكن أن يَدَّعُوا أنَ هذا استخدامٌ بليغٌ أو فصيحٌ ما دام المعنى غير واضحٍ حتى للمفسرين الأوائل
ورغم أنه لا فائدة لهم من إضاعة الوقت على تفسير عباراتٍ لا فائدة منها ولا قيمة مثل والْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فهي كلامٌ مرطونٌ لا يفيد بشيء ألا أنهم كانوا يُؤْمِنون أنه كلام خالق المجرات
ذهب بعضهم إلى أن ضبحا تعني صوت الفرس. إذن كيف العاديات ضبحا؟ هل تعني العاديات صوتا؟ العاديات حمحمة؟ العاديات صهيلا؟ العبارة لا تصلح. لا يصلح تركيب العاديات ضبحا
وذهب بعضهم إلى أنها تعني عَدْوَ الفرس. وكأنه يريد أن يقول والعاديات عَدْواً فجاء بمرادف غريب ولفظة نادرة الاستخدام
هذا الشذوذ اللغوي الذُهاني في استعمال لفظة قليلة الاستخدام لا يعرفها غالبية الناس حتى المفسرون تسمى في الطب النفسي
وهناك من قال أن الضبح هو الحريق. ووافقه لسان العرب على ذلك. وبعضهم قال الضبح هو طريقة خاصة في الجري؟ كيف طريقة خاصة وجري الفرس هو جري الفرس؟ هذا إذا سَلَّمْنا أن العاديات هي الخيل. لأن الكلام غامض ويمكنها أن تكون أيَّ شيء
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
مرةً أخرى جملةٌ لاهثةٌ من أجل السجع. لا نعرف ماذا يقصد بالموريات ولا قَدْحا. ولا ندري ما الذي استفاده الناس من هذه الجملة الفارغة من أيِّ معنى. لكنهم يؤمنون أنها منتهى البلاغة. وأنها من تأليف الله ( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا )
اختلاف المُؤَوِّلين في معناها أشد من اختلافهم في العاديات ضبحا. وذلك لغموضها الشديد. فمرةً يقولون هي الخيل تَقْدَحُ النارَ عند جَرْيِها؟ ولكنهم يتداركون أن هذا ليس أمرا شائعا. فيعودون ويقولون أن ركاب الخيل يوقدون النار عند عودتهم من الغارة. وهكذا كل شيء تخمين
سجعياتٌ ذُهانيةٌ لا معنى لها ولا فائدة منها ولو حُذِفَتْ من القرآن فلن يحدث شيء ولن يَتَأَثَّرَ شيء. وجودها كعدمها. مجرد أهازيج رعاة غنم لا غير
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

تطبيق اندرويد

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
