ألف سنة إلا خمسين
غالبا ما يحاول المتدين اقناع نفسه بالقول أن الدين لو كان كذبة لما استمر 1400 سنة مثل الاسلام أو 2000 سنة مثل المسيحية او 3000 مثل اليهودية أو ما استمر 6000 سنة مثل الهندوسية أو البوذية
لكن هذه الحجة ليست سوى مغالطة فالكذبة يمكنها أن تستمر لفترات زمنية طويلة جدا
الدين بحد ذاته عبارة عن غسيل دماغ مبكر حيث يتم تلقين المعتقدات الدينية للطفل قبل نضوج قدرته الذهنية على إدراك الفارق بين الادعاء المثبت والادعاء غير المثبت ويبدأ بمعاملتها كحقائق ثابتة ويستمر بهذا ما لم يتمتع بقدرات ذهنية عالية ليتخلص من هذا الغسيل المبكر
ومن الأمثلة على ذلك تصديق المؤمن البسيط ان البشر كانوا يعيشون لمئات السنين. فقط لأنه قيل لهم أن نوحا وبقية الناس على زمنه كانوا يعيشون للألف سنة
بل إن إحدى صديقاتي المسلمات عندما كنا نتحدث مرة على الانسان القديم كانت تعتقد أن أنهم طوال جدا يبلغ طول الواحد منهم 60 ذراعا أي 20 مترا
هذه أكاذيب. ولكنها ما زالت تعيش لمئات السنين متحدية كل الحقائق العلمية والدراسات المراجعة من قبل النظراء وعلم الآثار والحفريات
بل وسنجد الأطباء والمهندسين والمثقفين إلى لحظتنا هذه يؤمنون أن نوحا عاش 950 سنة وليس لديهم اي حجة يستندون عليها للإيمان بهكذا خرافة سوى أن الكتب المقدسة قالت ذلك
لذلك الجواب واضح. يمكن للأكاذيب أن تعيش لفترات طويلة من الزمن بسبب القوة الكبيرة لغسيل الدماغ المبكر التي لا يجب التقليل من شأنها وشأن تأثيرها على الدماغ البشري
يعتمد التلقين الكهنوتي على اسس بيولوجية قوية ونقاط ضعف في التركيبة البشرية ناقشنا بعضها في منشورات سابقة
لقد كانت الأديان عبارة عن مزيج من الموروث الكهنوتي المتوارث من الماضي ونقاط الضعف البشرية وخصائص المؤسس
و بينما تشكلت اليهودية على يد مجموعة من الكهنة تأثرت باساطير بلاد الرافدين إبان السبي البابلي الأول والثاني يبدو أن آخر ديانيتين ابراهيميتين كان المؤسسان يعانيان من ذهان الاصطفاء /النبوة. وهو اضطراب ضلالي يحس المريض فيه بالعظمة المفرطة إلى درجة التماهي مع إله الكون. وتراوده الهلاوس السمعية والبصرية المؤيدة للوهم المتولد. ويأخذ المريض موضاعات ضلالته من مخزون الذاكرة السابق لديه قبل المريض وهو ما وفره الموروث اليهودي والمسيحي لمحمد الذي ارتبط منذ طفولته بذلك عن طريق بحيرى الراهب وورقة وأحناف العرب
ألف سنة إلا خمسين عاما
سنتكلم هنا عن اسطورة العيش لألف عام إلا خمسين عاما من نصوص القرآن ونوضح خطاها وخرافيتها
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)
محمد كان يعاني من ذهان النبوة. يمكننا استنتاج ذلك بسؤال مختص واحد سؤالا واحدا: ماذا لو جاء إلى عيادتك رجل وقال أنه يتخاطب مع الملائكة ويسمع اصواتهم في مغارة بعيدة في الجبل؟ أو ماذا لو جاءك وقال لك أنه في الليلة الماضية طار إلى آخر الكون بعد أن نام الناس وعاد قبل أن يستيقظوا دون أن يشعر أحد باقلاعه وهبوطه ليقول لهم وإلى الأرض كيف سطحت؟
كلا النوعين ضلالة غير مستساغة كافية للتشخيص بدون الحاجة لعلامات أخرى. عكس الضلالة المستساغة التي يجب أن تتوفر معلومات أخرى مثل مراقبة السي أي ايه او تجسس الدولة عليه أو خيانة الزوجة له الخ الخ
لكن فكرة ألف سنة إلا خمسين عاما ليست نتيجة لذهانيته بل هي موروث من الوثنخافيات السابقة. ذهانيته فقط منعته من معرفة خرافيتها وهيأته لتصديقها بدون نقاش واعتناقها وتبنيها كحقيقة وقعت فعلا. كما ساعدت ذهانيته على تمريرها والدفاع عنها
فمن العلامات البارزة في مريض الذهان هي المنطق المقلوب
اذا قال شخص ما لك مثلا ان نبوخذ نصر البابلي عاش 100 عام فذلك يبدو منطقيا وواقعيا لانه لا يتصادم مع المسلمات والبديهيات العقلية والمنطقية ولن تطلب منه الدليل لان ذلك ممكن وليس مستحيلا
لكن اذا قال لك انه عاش 500 عام فستطلب منه الدليل إذا كنت سليم المنطق
فاذا انكرت ادعاءه هذا فطلب منك ان تثبت انه لم يعش هذه الفترة فقد طلب منك ببساطة ان تخالف المنطق وبديهيات العقل والعلم والمعرفة وتؤمن بالخرافة
طلبه منك اثبات ان ادعاءه الخرافي أصلا غير صحيح ليس اثباتا له بل هو اثبات لخرافية تفكيره و ذهانية منطقه
لا شك في أنه مختل المنطق والتفكير
ولو تأملتم الواقع حولنا ستجدون أنه لا يطلب الدليل على عدم صحة ادعاء خرافي الا شخص مريض عقليا أو كاهن أو مخادع مراوغ يريد تمرير أكاذيبه
ادعت الأديان عموما والاسلام خصوصا عددا كبيرا من الخرافات المنافية للعقل والمنطق وبيديهيات العلم والمعرفة والعقل السليم
ولم تقدم مثقال خردل من دليل على اي واحدة منها
ادعى ساجع القرآن ان هناك طوفانا اغرق كل شيء الا شخصا واحدا ومن معه. ولم يقدم اي دليل مقبول منطقيا على ذلك
وحتى لم يقدم لنا اي تفسير منطقي لماذا قام الله بإهلاك كل الكفارفي جيل نوح وبعد ذلك قام بصنعهم من جديد في الأجيال اللاحقة؟ هل كان فقط يعبث ويتسلى؟قصة نوح والطوفان هي اسطورة عبرانية أخذها يهود السبي البابلي من ملاحم اتراهاسيس وجيلجاميش
ادعى الساجع ناسخا من التوراة أن نوح عاش الف سنة الا خمسين عاما. وهذا ادعاء خرافي يناقض كل بديهيات العقل والمنطق وتاكيدات العلم. ولم يقدم اي دليل. وياتي المؤمن المغيب ليقول لك اثبت انه لم يعش 950 عام؟؟
في الحقيقة لا يحتاج من ينكر الخرافة ان يثبت شيئا. العبء يقع على من ادعى وقوع شيء مناف للعقل والواقع والبديهيات. اذا لم يكن لديه دليل فهو كاذب. الموضوع منتهي
بعضهم يقول ببلاهة : الله قادر على كل شيء؟ كيف لا ندري؟ كما يبدو هو غير قادر حتى أن يقول كلمة بم. وبالتأكيد غير قادر البتة على تأليف قصص يقبلها العقل والمنطق. بهذا الشكل يمكن للهندوسي أن يقول كريشنا قادر على كل شيء ويمكن للوثني الكونجولي ان يقول زولو قادر على شيء. ادعاءات يرمونها على عاتق كائنات وهمية
ناقشنا في منشور سابق اساسيات الاثبات العلمي. حيث يكون الوضع الواقعي هو الصحيح ويسمى بالفرضية الصفرية ولكي نتخلى عنه يجب تقديم دليل مقنع على الادعاء البديل. والوضع الطبيعي البديهي هنا أن الانسان لا يعيش 950 سنة واي ادعاء غير ذلك لا يقدم دليلا مقنعا ذي مصداقية يعتبر ادعاء كاذبا لا يستحق الاعتبار.
وإذا لم نتمسك بهذه القاعدة العلمية فإن كل خرافة ستكون صحيحة. سيدعي الهندوس أن كريشنا يقوم بمعايرة مسار الشمس كل يوم وإذا لم تصدق عليك أن تثبت العكس وهكذا. لن يكون هناك اي سبيل لمعرفة الخرافة من الحقيقة
العلم يثبت خرافية الادعاء
لذلك الادعاء أن شخصا عاش 950 عاما خطأ علمي ووروده في الكتب المقدسة يثبت بشريتها وجهل مؤلفيها ونقول ذلك لأنه لدينا الدليل القاطع على أن الانسان لم يعش أبدا فترات زمنية تبلغ حتى ثمن هذه المدة في الماضي
بل إن معدل عمر الانسان الحالي هو أعلى معدل عرفته البشرية منذ بداية الهوموسابينس على الاطلاق وذلك بسبب التطور المدني وتطور الطب والصحة العامة
العلم يثبت لنا ان متوسط عمر الانسان في العصور السحيقة لم يكن يبلغ حتى نصف المعدل الحالي
ولدينا دليل علمي متراكم على هذه الحقيقة
وتمتلئ المصادر العلمية بالحقائق حول معدل عمر الانسان
متوسط عمر الانسان في العصر الحجري كان 33 عاما
تناقص في العصر البرونزي والحديدي الى 26 عاما
التكوين البيولوجي للإنسان منذ ظهوره على الأرض لا يسمح له بالعيش لفترات خيالية تزيد عن 120-150 عام فكيف بألف عام
ادعاء وجود بشري عاش الف عام مجرد خرافة دينية
تصديق الادعاءات الدينية تأسس على الخرافة وليس المنطق
في الحقيقة لو قالت النصوص الوثنخافية المقدسة أن نوحا عاش 5000 سنة إلا ثلاثين عاما لصدقوها ايضا واخترعوا الفبركات العلمية والحكايات الوهمية عن علماء الآثار التخيليين ليخادعوا أنفسهم واتباعهم
هم لا يؤمنون بهذه الخرافات لأنهم وصلوا لها عن بحث ودراسات بل لأنهم لقنوها وهم أطفال ولذلك بإمكانهم مغالطة أنفسهم وفبركة كل الأكاذيب ولوي عنق النصوص وهدفهم ليس الحقيقة بل تمرير معتقداتهم التي لقنوها ولو كانت خاطئة
والسبب أنك لكي تظل مؤمنا يجب عليك ان تعارض الحقائق العلمية والمسلمات البديهية والنتائج المنطقية لصالح معتقداتك.
ولذلك يقاوم المؤمن نظرية التطور التي تثبتها أكثر من مليون دراسية علمية تعبتر دليلا من الدرحة الأولى ويظهر فكرة أن الانسان انحدر من قرد أو سلف مشترك أو كائنات اقل منه فكرة سخيفة لكنه يؤمن بلا نقاش أن القرود والخنازير انحدرت من اليهود الذين جعل الله منهم القردة والخنازير كما قيل له
وتحول الانسان إلى قرد وخنزير امر خرافي وادعاء مجنون ينافي العلم والمنطق وبديهيات العقل السليم ويوحي باصابة مدعيه بالذهان والتفكير السحري
ادعى ساجع القرآن ان الهدهد يتكلم ويفهم سلوك البشر المعقد واستطاع ان يعرف ان القوم يعبدون الشمس من دون الله وان المرأة هي الملكة وانها اوتيت من كل شيء وتَعرَّفَ على العرش واخبر رجلا يستطيع القيام بدور ماوكلي في التحدث الى الحيوانات.
وهذا امر ينافي العلم والعقل والمنطق والمسلمات البديهية. والمؤمن البسيط من العوام يقاوم الفكرة الحقيقية المنطقية وهي أن من يدعي تكلم الهدهد والنمل يكذب ويتوهم ويفضل أن يصدق خرافة الهدهد المتكلم بالعبرية
لكي تظل متدينا يجب عليك الغاء عقلك تماما لتستمر في تصديق الخرافات.
ادعىت الأديان ان رجلا ولد من عذراء. وهذا امر مستحيل. مناف للعقل والمنطق والمسلمات البديهية.
وادعى التنظير الكهنوتي ان شخصا وجد فندق خمسة نجوم في كرش الحوت.
وان شخصا دخل وخرج من النار سليما معافى.
وادعى وجود الجن والملائكة والشياطين
و ان الشمس تغرب في عين حمئة وان النجوم والكواكب ترجم الشياطين وان هناك اشخاصا ناموا 309 اعوام ثم استيقظوا وان هناك سد حديدي وان هناك قوم اسمهم ياجوج وماجوج وأنه حدث الطيران على ظهر بغلة لاخر الكون وحدث التكلم مع حيوان فضائي مجنح.
ادعاءات مجنونة لا حصر لها. ولم يقدم مثقال خردل من دليل على وقوع واحدة منها على الاقل
حتى الشخصيات التي ذكرت في سجعيات القرآن معظمها مجرد اساطير يفندها علم الآثار
ويطالب المتدين البسيط الاخرين باثبات ان هذه الخرافات لم تقع
والمطالبة باثبات الخرافة خلل عقلي محض
ما لا دليل على وجوده يعتبر غير موجود حتى يتم تقديم اثبات العكس
كل هذه الادعاءات تثبت جانبا مهما من شخصيات مؤسسي الاديان وهو جانب التفكير الخرافي السحري والميل للافتراض الوهمي والايمان الراسخ بالضلالات التي يتراكم كل الدليل على بطلانها
ماذا يمكننا أن نقول لكم أيها السذج أكثر من هذا؟ أنتم تعيشون أكبر أكاذيب التاريخ وتمتطي عقولكم خزعبلات الدجالين والموهومين والمذهونين. تقاومون من يحاول تحريركم وتقبلون نعال من يستعبدونكم
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

تطبيق اندرويد

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
