سم الخياط
تطرقنا في الماضي للدليل على اضطراب ساجع القرآن علميا. وهو بسيط لمن يريد أن يفهم. هناك علامات توجد في الشخص المضطرب ولا توجد في الشخص السليم وعندما تتحقق هذه العلامات يتم التشخيص. لا يمكن أن تتوفر هذه العلاات في شخص سليم. وعندما تتوفر في شخص ما فتشخيصه أكيد ولا يمكنه أن يكون غير ذلك
وبما أن المعايير متوفرة في ساجع القرآن فالتشخيص ثابت. لا يوجد خيار آخر. إنه مضطرب.
وهذه المعايير كما تحدثنا سابقا هي:
المعيار الأول
وجود إيمان راسخ لدى المريض ليس لديه أي برهان عليه بل أحيانا يكون هناك دليل على العكس. مثل إيمانه أن النمل تكلم وقال يا أيها النمل ادخلوا. ومثل إيمانه بضلالات عظمة مثل أنه افضل واحد في الكون وأن الله يتخاطب معه وأنه يتكلم مع حيوانات فضائية مجنحة وأن الله والملائكة تصلي عليه وأن الجن تستمع له وأنه سافر على ظهر بغلة مجنحة لمقابلة الله الى آخر الخزعبلات المعروفة. كلها تحقق شروط الضلالة : إيمان غيبي راسخ لا يتزحزح رغم غياب الدليل
المعيار الثاني
المعيار الثاني هو إدراك محسوسات بدون ان يكون لها وجود في الواقع. فيسمع المذهون أصواتا لا يسمعها غيره ولو كان موجودا بجواره ويرى أشياء لا يراها غيره ولو كان متواجدا معه.
المعيار الثالث
خلل التواصل اللفظي. وأي كلام يحتاج لتفسير أو تأويل فهو كلام مختل من ناحية التواصل اللفظي.أي نص غير مكتف بذاته ولا صالح وحده بمفرداته ولا مفهوم من دلالاته وحدها ويحتاج لفتح قوسين واضافة عبارات افتراضية وجمل تقديرية فهو يعاني من خلل التواصل اللفظي.
المعيار الرابع
ظهور سلوكيات غريبة الاطوار. كترديد الجملة الواحدة حتى يقول الناس ليته سكت. ومثل التكلم بالسجع
المعيار الخامس
السلوكيات السالبة مثل الانعزال عن الناس في مغارة نائية لفترات طويلة والبقاء داخل مغارة مظلمة
اليوم سنرى مثالا على خلل التواصل اللفظي. والذي يظهر فيه ايضا أمور أخرى تنتشر في الذهانيين مثل التأثر بالموروث السابق الذي وصل له دون تحقق ومثل تشوش الذاكرة
سم الخياط
قال الساجع
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)
نلاحظ عبارة أبواب السماء. إيمان الساجع بأن السماء بناء مادي تم بناؤه بأيد (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) نتج من اعتناق معابد الكهنوت لنموذج بطليموس ثم تحريفه بما يناسبهم. اعتقد بطليموس أن هناك سبع كرات سماوية تدور فيها الاجرام حول الارض التي تقع في المركز. اثبت كوبرنيكوس بطلان هذا النموذج وخلص العلم لعدم وجود أية سماوات لا واحدة ولا سبع بل هناك فضاء مترامي من الفراغ تقع فيه الاجرام.
ساجع القرآن آمن بالفكرة الكهنوتية. بوجود سبع سماوات عبارة عن بناء مادي. وهي سقف للأرض. ولها أبواب. وهذه الأبواب تفتح فيخرج منها المطر (وفتحنا أبواب السماء بماء منهمر). وضحنا الخطأ العلمي في عبارة أبواب السماء في مقالة أبواب السماء في وقت سابق
وفي هذه السجعية كرر خطأ أبواب السماء. لكنه ايضا ظهر متأثرا بما تعلمه من بحيرى وورقة. حيث أثر فيه مخزون ذاكرته السابق قبل الاضطراب فظهر على شكل سجع. وظهر أنه يؤمن بعدم دخول الكفار للسماء وهي فكرة تتناقض مع سجعيات أخرى يبدو فيها أن الكفار يدخلون للسماء.
ويظهر ارتباك الساجع عندما أردف ولا يدخلون الجنة وكأنه لا يعطف بل يستدرك. كأنه غير مقتنع بفكرة عدم دخولهم السماء فيقول اقصد لا يدخلون الجنة
هذه الفكرة يؤمن بها المسيحيون. وظهرت في إنجيل مَتَّى ـ الإصحاح التاسع عشر. ساجع القرآن أخذها بالنص مع تصرف بسيط لغرض التسجيع
اضغط مشغل الصوت أدناه لتسمتع لها من الانجيل
الأخطاء في السجعية كثيرة لأن القرآن تم تأليفه في زمن غابر كانت معرفة البشرية بالكون خاطئة بالمجمل ولذلك هو فقط تعبير عن ثقافة القرن السابع ومفاهيمها التي تمتلئ بالأخطاء حتما
لكن المهم هنا هو إيمان الساجع أن الكفار لا يدخلون السماء ولا تفتح لهم أبوابها. وهي فكرة مزاجية تماما نتجت فقط عن إعادة صياغة لمقطع من الانجيل. وإعادة الصياغة اعترف بها الساجع بصراحة:
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)
نلاحظ أنه ارتبك وهو يحاول تبرئة نفسه من تلقي تعليم مباشر. وبدل أن ينكر وجود المعلم اعترف به لكنه ألقى معاذيره أنه لا يتحدث العربية. وهو في الحقيقة اعتراف بإعادة الصياغة. فعندما أنقل لكم شيئا مكتوبا بالانجليزية وأصيغه للعربية فأنا فعلا تعلمت منه وما فعلته هو فقط إعادة الصياغة. وإذا كنت لا أجيد الانجليزية فسأستعين بمن يترجم لي. ويظل تعلما وإعادة صياغة. هذه السجعية تبرهن على وجود المعلم الأجنبي. أو الأعجمي بلغة ذلك الزمن. وهي اعتراف مهم من الساجع لا ينبغي تجاهله
ماذا بعد إغلاق الأبواب
ثم يحكي لنا الساجع من الصور التي تتوارد على دماغه المذهون مصير هؤلاء الكفار الذين لا تفتح لهم أبواب السماء وكذلك مصير المؤمنين الذين ستفتح لهم الأبواب:
لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)
هذا يعني أن جهنم ليست في السماء. على عكس الجنة. لكن الساجع يفاجئنا بوجود الجنة والنار متجاورتين والناس يدردشون مع بعضهم. إنها قريبة بما يكفي لسمع صوت جارك يناديك. وكأنها في الغرفة المجاورة
وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)
الجنة والنار لا يفصل بينهام سوى حجاب خفيف ومنطقة اسمها الاعراف يتواجد فيها طابور اللاجئين المسلمين الذين ينتظرون فتح الحدود
وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)
يلتفت الأعرافيون يمينا فيروا جهنم ويلتفتون يسارا فيروا الجنة. لا ندري كيف فتحت أبواب السماء للكفار؟ هل لأن الجمل ولج في سم الخياط؟ أم أن الجنة غير موجودة في السماء ايضا. أم أن الاعراف تقع بين السماء ومكان آخر يحتوي على جهنم؟
لا يمكنك فهم شيء. بسبب أن مؤلف القرآن كان يهلوس ولا يفهم عم يتحدث ولا يهمه التناقض ولا ينتبه لتشتت الافكار
المرقعون الجدد
أنشأ المرقعون الجدد ومنهم القرآنيون تفسيرا جديدا لغرض الترقيع. أفرغوا فيه النص الأصلي من معناه وصبوا فيه معنى تجميليا لا علاقة له بالنص الاصلي. طبعا خير من يفهم القرآن هم من كان يتحدث لغة القرآن كلغة أم وليس المرقعين الجدد الذين لا يجيد أحدهم حتى نطق الحروف نطقا صحيحا ولا يعرفون إعراب جملة واحدة ولا نظم بيت شعر واحد.
ولذلك نستيطع أن نرى خلل التواصل اللفظي بتأمل محاولات الرعيل الأول فهم هذه السجعيات. وقد احتاروا في دخول الكفار أبواب السماء واخترعوا تأويلات كثيرة. نقتبس منها ما يلي:
حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:(لا تفتح لهم أبواب السماء)، قال: إن الكافر إذا أُخِذ روحُه، ضربته ملائكة الأرض حتى يرتفع إلى السماء، فإذا بلغ السماء الدنيا ضربته ملائكة السماء فهبط، فضربته ملائكة الأرض فارتفع، فإذا بلغ السماء الدنيا ضربته ملائكة السماء الدنيا فهبط إلى أسفل الأرضين. وإذا كان مؤمنًا نفخ روحه، (1) وفتحت له أبواب السماء، فلا يمرّ بملك إلا حيَّاه وسلم عليه، حتى ينتهي إلى الله، فيعطيه حاجته
حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:(إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء)، يعني: لا يصعد إلى الله من عملهم شيء.
حدثني القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج:(لا تفتح لهم أبواب السماء)، قال: لأرواحهم ولا لأعمالهم.
لاحظوا أن المفسرين الأوائل تجنبوا تفسيرها بأن الكفار لن تفتح لهم أبواب السماء كما زعم النص الاصلي ووتاهوا بين التخمينات فمنهم من يقول لأرواحهم ومنهم من يقول لأعمالهم. وذلك لأن عدم دخول الكفار للسماء في هذه السجعية يتناقض مع سجعيات أخرى. لم يكن الساجع يؤمن بهذه الفكرة اصلا وإنما قفزت في سجعه في لحظة تأثر بمقطع من الانجيل
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
