أثابكم غما بغم -لغة الذهان
الدين ضلالة أنتجها ذهانيون وطورها متحذلقون للسيطرة على المغفلين. ومن أجل الحفاظ عليها قام الكهنوت بإنشاء نظام سفسطائي مكثف من الجدليات والمراوغات اللفظية. بتطور الطب النفسي أصبحنا قادرين بدراسة النص الكهنوتي الأصلي على التقاط العلامات الذهانية في لغته ومعرفة ماهية اضطراب مؤلفه وكشف الحقيقة للناس. إلا أن الناس تمت السيطرة عليهم عن طريق صناعة مخاوف توهمية لهم تجعلهم يدفنون رؤوسهم في الرمال ويستمرون في تصديق الأكاذيب : الخوف من نار أبدية تشويهم ومن وحش منتقم جبار متكبر ينتظرهم ليحرق جلودهم وينزع شواهم ويصليهم سقر. هذا الخوف الذي صنع للسيطرة عليهم وتطويعهم وجعلهم عبيدا خاضعين يمرغون وجوههم في التراب ويرفعون مؤخراتهم للسماء ويركعون لمسقط رأس مؤسس الكهنوت في خضوع وذل وعبودية مطلقة جعلهم يصدقون أي ترقيع يجدونه في النظام الجدلي السفسطائي الذي صنع خصيصا للحفاظ على مجاميع العبيد المطوعة
اللفظ المقلوب
اللفظ المقلوب
Reversed Word use
شذوذ لغوي شائع في كلام الشخص المصاب بالذهان. ويستخدم إضافة إلى علامات أخرى كالنيولوجيزم وفقدان التثبيط والانجراف للأمام في تشخيص الاضطرابات الذهانية مثل اضطرابات الضلالة كذهان النبوة أو حتى الشيزوفرينيا
ملاحظة : اللفظ المقلوب هنا يعني استخدام اللفظة بنفس ترتيب حروفها في معنى مختلف أو حتى معاكس. وهي تختلف عن مصطلح اللفظ المقلوب في علم اللغويات حيث يفيد عكس ترتيب حروف الكلمة أو استبدال بعضها كما كان يحدث في العربية القديمة عندما يتم تعريب ألفاظ فارسية أو رومانية. مثل كلمة جوف التي عربت عن اللفظة الفارسية پوک ، وذلك بإبدال الحرفين پ وک بحرفي الفاء والجيم، وذلك كان من مناهج التعريب الشائعة. وكلمة كور التي قلبت عن اللفظة الفارسية الميتة كڤر وتعني غطى وحجب.
يقول الساجع عن الكفار : بل ادارك علمهم في الآخرة … في معنى يناقض كل ادعاءاته بأنهم لا يعلمون شيئا عن الآخرة فيهب رعاة القطيع للقول ببساطة دون أن يتعبوا أنفسهم بشيء جدي لاقناع القطيع أن معناها لم يتدارك. هكذا ببساطة. ويصدقهم القطيع دون أي سؤال خوفا من جهنم
ويقول الساجع : حِجَابًا مَسْتُورًا (45)والحجاب ساتر وليس مستورا فيقولون لهم ساتر ومستور نفس الشيء لا فرق وهم يصدقون ويفوتون بمغالطة أنفسهم علامة ذهانية تشير إلى تشخيص قائلها
ويقول الساجع : أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ …. وهو يعني أم أنا أسوأ لأنها العبارة الصحيحة في العربية هنا فيقولون لهم هذا تعبير صحيح وهم يصدقون ويفوتون على أنفسهم فرصة معرفة الحقيقة
يقول : إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا فيقولون معناها أكاد أظهرها ويقبلونها منهم وكأن شيئا لم يكن
ومثل هذه الأمثلة كثير جدا نورد بعضا منها فيما يلي والبعض الآخر في منشورات لاحقة
أثابكم غما
وعلى نفس الأمثلة السابقة استخدم الساجع لفظة اثاب استخداما مقلوبا. في العربية الثواب عكس العقاب. فقط الشخص الذهاني يمكنه أن يقول : عاقبتهم بمكافأة جميلة. هذا ليس خللا في قواعد اللغة فالقائل يعرف القواعد جيدا وهي لغته الأم. الخلل اضطراب ذهاني أدى إلى انعكاس المفاهيم في تفكير المصاب.
وتظهر هذه العلامة في قول الساجع المضغوط بسبب هزيمته في أحد رغم وعده لاصحابه وهو يجهزهم نفسيا بالنصر وخمسة آلاف ملك. تحت ضغط الهزيمة وكذب النبوءة قال محملا أصحابه مسؤولية الهزيمة ومتناسيا الوعود الإلهية التي أغراهم بها في واحدة من أشهر النبوءات القرآنية الكاذبة:
فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)
الغم عقاب وليس ثوابا. شذوذ اللفظ المقلوب واضح هنا. دليل آخر على اضطراب الساجع. طبعا ترقيعها سهل ويمكنك أن تفعله : مثلا يمكنك أن تقول سمى الله ما جرى لهم من هزيمة ثوابا لأنه جعلها كفارة لذنوبهم. أو تقول سماها ثوابا لأنه جعل الغم يأتي في الدنيا وبالتالي نجوا من العقاب في الآخرة أو في القبر أو اي ترقيع آخر. يمكن لأي شخص أن يخترع اي ترقيع مشابه مناسب. وهذا ما يفعله الكهنوت ويصدقه العوام بدون تفكير كالعادة. وبدل أن تكون اللغة سبيلا لمعرفة الحقيقة تصبح كائنا زئبقيا للمخادعة والمغالطة والكذب والدجل.
والنتيجة واضحة جلية : إذا كنت سترقع اي خطأ تقابله دون أن تتفحصه بمنطق وموضوعية فستستمر في حرمان نفسك من الوصول للحقيقة وفي بقائك تحت نير سلاسل العبودية التي وضعوها حول رقبتك للأبد
هذه السجعية ألفت تحت الضغط الشديد ومحمد مضطرب جدا نتيجة تشكيك الناس بصدق كلامه مما أعاد له كل أعراض صدمة تكذيب أهل مكة له ومنها الشك الشديد والاحساس أن الناس تتكلم من وراء ظهره وتقول أنه كذاب. كان لديه خوف من انكشاف أمره وتأكد الناس من كذبه وقد قال معبرا عن شكوكه واعتقاده بتكلمهم من وراء ظهره عنه بالسوء:
وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ
يخفون في أنفسهم ما لا يبدون : عادت إليه ضلالات الاضطهاد والمؤامرة والاعتقاد بتحدث الناس من وراء ظهره بقوة
وتحت هذا الضغط ارتبكت كلماته وظهر الشذوذ الذهاني. ولذلك قال اثابكم غما بغم. ثم قال بعدها : لكيلا لا تحزنوا …… الغم هو الحزن واثابكم غما لكي لا تحزنوا تعني جعلكم تحزنون لكيلا تحزنوا 🤣🤣🤣. كان في ورطة كبيرة وضغط شديد. مرة أخرى حل النفي محل الاثبات في استخدام مقلوب للمعنى
كيف أثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا؟ يعني سلط عليك الغم والحزن لكي تفرحوا 😂🤣🤣 لقد كان في حالة شديدة من الاضطراب فظهر الشذوذ اللغوي الذهاني بقوة. طبعا يمكنهم فتح أقواس عدة وإضافة جمل تقديرية وعبارات تخيلية لغرض ترقيعها كالعادة وتحويلها إلى مزاعم بلاغة وفصاحة. لكن من يحترم عقله يستطيع أن يتبين اضطرابها بسهولة
اتقوا الله والأرحام
يقول الساجع في سورة النساء:
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)
اتقوا الله تعني تجنبوا غضبه ونقمته وأذاه. بمعنى أطيعوني. لكن كيف والأرحام؟ ما موقع هذه اللفظة؟
هذه اللفظة ليست علامة اللفظ المقلوب بل هي ناتج عن الكلام المضغوط الذي ينتج نتيجة تطاير الأفكار. وسبب ورودها هنا في مكان ليس مكانها أساسا هو الانجراف وغياب التثبيط. لذلك اختلف أهل التأويل في إعرابها : فبعضهم نصبها بالفتح وهي القراءة الحالية لمصحف الملك فهد على أساس أنها معطوفة على الله أي اتقوا الله واتقوا الأرحام. وبعضهم جرها بالكسر عاطفا على الهاء في قوله به أي تساءلون به وبالأرحام (وهذه قراءة مخالفة للقرآن المعاصر).
وفي كلا الحالتين تظل علامة من علامة الشذوذ اللغوي الذهاني حيث انجرف تفكيره عندما قال تساءلون به إلى عبارة كانت شائعة في ذلك الزمن وهي اسألك الله والرحم … وتعني أتوسل إليك بالله وبالقرابة التي بيننا.
ورغم أنها هنا لا قيمة لها ولا داعي على الاطلاق. لا داعي لعبارة تساءلون به بمجملها. فالغرض هو أن يقول لهم اتقوا الله. لكنه انجرف فقال الذي تساءلون به رغم أنه لا مكان لها. ثم انجرف أكثر فقال والأرحام. وحير أتباعه فيما بعد هل الأرحام معطوفة على الله أي اتقوا الله والارحام أم على الهاء في به أي تساءلون به وبالأرحام. وسبب الحيرة أن كلا المعنيين شاذ زائد وحشو عديم القديمة
اقتلوا أنفسكم
يقول الساجع متحدثا عن بعض سكان يثرب الذين رفضوا الخضوع له
وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66)
وهي فكرة ذهانية لا يمكن لشخص عاقل أن يقولها. الله يقول لو كتبنا عليهم أن ينتحروا أو يتركوا أرضهم ويذهبوا بعيدا فسوف يرفضون إلا قليل منهم ولو فعلوا ذلك لكان خيرا لهم.
هل يبدو لكم هذا كلام شخص عاقل.
إضافة إلى ذلك يظهر أن الساجع يعيش في عالم من الوهم والخيال. وإلا كيف سيصل لهم هذا الأمر من الله؟ كيف سيكتب الله عليهم أن ينتحروا ويقتلوا أنفسهم؟ هل سينزل لهم رسالة مكتوبة مغلفة في ظرف بريدي؟ أم سيكلمهم بالصوت؟ كيف سيعرفون أن الله كتب عليهم أن ينتحروا أو أن يتركوا ديارهم؟ وما هذا الأمر القرقوشي الذي ينسب إلى مجموعة الأمور التي يكتبها الله؟
هل اتضح لكم جنون هذه السجعية؟
إلا قليل منهم : هذه العبارة توضح الشك في نفس الساجع. قام بتسمية بعض من يناقشه ويطلب منه التوضيحات بالمنافقين. لكنهم لم يكن متأكدا. لذلك قال إلا قليل منهم.
وأسلوب اغتصاب الأرض من أهلها وتسميتهم منافقين إذا شك فيهم اسلوب جسده الكهنوت الاسلامي إلى يومنا هذا. اغتصبوا بلدان غيرهم وغيروا ثقافاتهم سموا من يقاومهم منافقين. هذا ما نراه مثلا في اليمن حيث استولى الغزاة بقيادة يحيى الرسي من سلالة محمد على الأرض إلى يومنا هذا وسموا كل يمني يرفض القبول بولايتهم منافق وقاموا باعتقاله وقتله وتشريده من دياره. وهو إعادة كربونية لما فعله جدهم في المدينة. يأمر أهلها أن يقتلوا أنفسهم ويتركوا ديارهم ومن يرفض يسميه منافق
ولو فعلوا ما يؤمرون به من قتل أنفسهم والانتحار وترك ديارهم له لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا. هل تريدون دليلا فوق هذا لتعرفوا أن مؤلف القرآن مضطرب عقليا وأخلاقيا؟
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
