wooden boardwalk on picturesque evening seashore

أفتمارونه على ما يرى

المشاهد الهلوسية من أكثر الأعراض شيوعا في ذهان النبوة وتسمى في قاموس المعابد الدينية بالرؤى. الرؤى في المشهد الهلوسي شديدة الوضوح حيث يرى المريض تفاصيلها واحدة واحدة كما يصاحبها هلاوس سمعية شديدة الوضوح ايضا. وتأتي هذه الاضطرابات الادراكية في ظل سيطرة وهم عظمة كاملة حيث يؤمن المريض إيمانا راسخا أنه تم اصطفاؤه ليكون افضل البشر وصفوتهم ومنقذهم وأن كل شيء يتعلق به هو افضل شيء على الاطلاق ويؤمن أن حبه وتصديقه وطاعته المطلقة حق إلهي له يستحق من ينكره الموت والفناء والخلود في جهنم

نوبة هوس عارمة

كلنا نعرف أن قريش شخصت محمد بالجنون. ويعتقد المسلم الحالي أن تلك كانت مجرد مكابرة ومحانكة كما يظن أن اتباع الناس لمحمد يثبت أن ذلك التشخيص خاطئ. وهذا غير صحيح. فتشخيص الجنون كان جديا كما يتبين من سجعيات محمد واستماتته في نفي التشخيص. كان ينفي ذلك جديا ويحاول اقناعهم أنه ليس مجنونا. وقد اتبع الناس مصابين آخرين بذهان النبوة مثل أحمد قاديان وحضرة بهاء الله ونبي اليمنيين الجديد الذي يسمي نفسه القرآن الناطق بدل كلمة نبي

بل إن هناك سجعيات تطمئن محمد نفسه أنه ليس مجنونا. بينه وبين نفسه فقط. مثل قوله ما أنت بنعمة ربك بمجنون. وهذا يشير إلى أن الساجع نفسه ساوره الشك واحتاج إلى هلاوس تطمئنه. ومن وظائف الهلاوس طمأنة المهلوس وتسليته وتثبيت الأوهام في رأسه

يقول الساجع في مشهد هلوسي شديد الوضوح

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)

مشهد هلوسي يرى فيه الساجع كائنا عند الأفق. قوة الصور تنعكس في الألفاظ. نجده يقول الأفق المبين من شدة وضوح الصورة الهلوسية. هذا ما يطلق عليه بلغة الطب النفسي

Vivid hallucinations

لا توجد كلمة مكافئة في اللغة العربية لكلمة

Vivid

وأقرب ترجمة لها هي مبين أو شديدة الوضوح. لاحظوا أن الساجع يشك فيما يراه ويطمئن نفسه في المقطع. يمكن قراءة ذلك الشك جليا بين السطور. فهو في خضم المشهد الهلوسي الذي يراه يقول : وما صاحبكم بمجنون. تطرقت فكرة الجنون إلى رأسه وساوره الشك فيما رآه فسارعت الهلاوس إلى تطمينه : ما صاحبكم بمجنون. الشخص الذي يرى اشياء غريبة لا يراها غيره هو شخص مضطرب عقليا وكانت الناس تعرف ذلك منذ زمن بعيد ولهذا السبب تولد الشك لدى محمد فقد سمع ذلك. لكنه يطمئن نفسه أن ما يراه هو حقيقي وأنه ليس مجنونا مثل الآخرين.

المقطع أعلاه ترجمة سجعية عالية الالتزام بالوزن والقافية لمشهد هلوسي شديد الوضوح.

الساجع يؤكد للناس أن القرآن هو قول رسول كريم. لقد كان يسمع صوتا خلال هذا المشهد. لقد نسب الصوت للشخص الذي يسمع صوته ويرى شبحه وليس لله. لأنه في هذه اللحظة يترجم مشهدا هلوسيا (مبينا).

صورة الله هنا هي شيخ قبيلة. طريقته للتواصل هي طريقة شيخ القبيلة. إرسال رسول يحمل ويوصل ما يريد توصيله.

قول الساجع إنه لقول رسول كريم يشير إلى لحظة شك عارم ومحاولة تطمين نفسه قبل الآخرين بأنه ليس مجنونا يخيل له أن هناك شخص يكلمه.

ولذلك عبارته موجهة لذاته في المقام الأول. إنه لقول رسول كريم. وقد دفعت هذه الجملة الغريبة أتباعه بعده لترقيعها في تفاسيرهم واستغرقوا صفحات في ترقيع نسبة القرآن لرسول كريم وليس لله. ما غاب عنهم ببساطة هو أنه نسب الصوت للكائن الذي رآه ووصفه. كائن قوي مقرب من الإله, شديد القوة مخيف يغطي الأفق  

في الحقيقة إذا لم نفهم تشخيص الساجع جيدا وحقيقة اضطرابه الذهاني فسوف نضطر لترقيع الكثير وتغيير دلالات الكثير من الالفاظ.

ثم يضطرد الساجع في شرح الرسول الكريم الذي قال له القرآن. الذي كانت هلاوسه تتمركز حوله. يراه ويسمعه. يروي أتباعه أنه كان يفصل من الواقع ويصدر أصواتا وشخيرا وربما يرتجف وربما يثقل. وهناك روايات كثيرة موثقة لدى مؤسسة الكهنوت عن هذا الأمر. كانت الرؤى الهلوسية تفصله عن الواقع

الهلاوس هي مدركات حسية دون أي مؤثر خارجي تتولد في الجهاز العصبي فيشعر المصاب أنه يرى بعينيه ويسمع باذنيه بينما من يكون بجواره لا يرى ولا يسمع شيئا لأن الحقيقة أن هذه الهلاوس تحدث داخل دماغ المريض فقط.

ذي قوة عند ذي العرش مكين. هكذا يصف الساجع هلاوسه البصرية.إن سجعياته هي قول رسول كريم قوي متمكن. مطاع ثم أمين.

الشك المتفجر

يحتار المصاب بذهان النبوة حول حقيقة هلاوسه. وعموما إذا كانت الهلاوس متماشية مع مزاجه ووهم العظمة بأنه المصطفى المختار أفضل واحد في الكون فإنها ملائكية, وإذا كانت تخوفه أو تعارض وهم العظمة لديه أو لا تتماشى مع مزاجه كانت شيطانية ويفسرها بأنه إذا تمنى يلقي الشيطان في أمنيته.

وفي هذا المشهد يتفجر الشك في نفس الساجع. إنه يطمئن نفسه قبل غيره. فيقول منفجرا بالشك والريبة وما صاحبكم بمجنون. إنها لحظة شك عارمة. ما الذي يدفع محمد لدفع تهمة الجنون عن نفسه وما الذي يدفع الناس لاتهامه بالجنون وليس بالكذب؟؟ لا يوجد دخان من غير نار. وطالما كانت البشرية قادرة على تشخيص المجنون من كلامه.

يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون.

عبارة نزل عليه الذكر توضح أساس التشخيص. إنه ما تسميه بالذكر. كلامه هو أساس التشخيص. ولا يمكن تشخيص المجنون إلا من كلامه.

ولاحظ نكهة السخرية. يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون. السخرية رد فعل طبيعي من كل المجتمعات تجاه المجنون. كانت وما زالت ليومنا هذا.

جزئية التشخيص المجتمعي على اضطراب الساجع متوفرة. وباقي العلامات يوفرها القرآن. فالقرآن مرآة طبية صادقة لتشخيص اضطراب محمد كما يقول العفيف الأخضر في كتابه من محمد الايمان الى محمد التاريخ.

وما صاحبكم بمجنون. يتكلم محمد عن نفسه بصيغة الغائب. ويتودد قريشا بقوله صاحبكم.

لكنه يطمئن نفسه قبل غيره.

وقد تفجر به الشك والارتياب في موضع آخر وقال:

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق ….. فلا تكن من الممترين. سورة يونس سجعية 94

تخيل عزيزي القارئ أن جبريل وطلوعه ونزوله, والعروج على ظهر بغلة لمقابلة الله ليست دليلا كافيا وافضل منه وأوثق هو الذهاب والتأكد من الذين يقرأون الكتاب.  اسألهم إذا كنت في شك من صحة ما أنزلنا إليك

التأمل في هذه السجعية يبين بجلاء حقيقة ما كان محمد يسمعه. إنها هلاوس. ويعرف كل طبيب نفسي أن الهلاوس درجات وهناك مراحل يتشكك المهلوس فيها من هلاوسه ويميل لكونها شكوكا أو غير حقيقية.

وهذه إحدى لحظات ساجع القرآن. وقام بطمأنة نفسه بالتأكيد أن ما يحدث معه هو نفس ما حدث مع أنبياء اليهود وأن هذه الهلاوس ليست جنونا بل قول رسول كريم.

فلا تكن من الممترين. تظهر لنا هذه العبارة حقيقة أخرى مهمة. يخوض المذهون في لحظة ما نقاشا داخليا مع نفسه. جزء يصدق الهلاوس وجزء يتشكك فيها. وهنا ينهى الساجع نفسه عن هذا المراء. لا تكن من الممترين. لقد انتصر الجزء المجنون. الساجع بنفسه يمتري في حقيقة المشهد. صراع داخلي عنيف؟ هل ما أراه حقيقة أم أنا فعلا مجنون؟

قضى الساجع 14 عاما في مكة منشغلا بنفي تهمة الجنون عن نفسه. الادعاءات الدينية أمور ضعيفة لا تملك قوة بحد ذاتها وتمتد قوتها فقط من القطيع المغيب. بدون توفر القطيع هي لا شيء. الآلهة لا قيمة لها بدون القطيع. تموت وتندثر لأنها أوثان تخيلية وجودها كعدمها. لم تكن موجودة قبل اعتناق القطيع لها وستنقرض بمجرد انقراض هذا القطيع

الأفق يولد الهلاوس

عند الأفق ينتهي مدى البصر للعين البشرية ويحدث التباين بين ما هو على الأرض وما هو قادم من اشعاع من خارجها. ويمثل هذا التباين بيئة خصبة لتولد الهلاوس البصرية بسبب تحفيز آليات الادراك البصري.

وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ

وقد كانت هلاوس الساجع في هذا المشهد متركزة عند خط الأفق.

 لقد رآه بالافق المبين. قال رآه لأن الهلاوس كانت بصرية. تولدت عند خط الأفق. وقد اقسم الساجع بالشفق أيضا وهو ظاهرة تتولد عند خط الأفق. ارتبطت هلاوسه البصرية كثيرا بالافق.  وقد روي عنه رؤية كائن ب600 جناح يسد الأفق.

في مكة كانت الهلاوس كثيرة وغنية مع بداية اضطرابه وقد خفت في الفترة المدنية كعادة كل الذهانيين حيث يستطيع دماغ المذهون لاحقا تجاهل الكثير من الهلاوس والتعايش معها

وقد شرع محمد الصلاة والتسبيح وقت عبور الشمس لخط الأفق في بداية اضطرابه ثم حرمها لاحقا. قال في البداية فسبح بحمد ربك عند طلوع الشمس وعند الغروب ثم رووا أنه قال أن ذلك هو وقت عبورها بين قرني الشيطان.

والحقيقة كما سنرى من المقطع التالي أن الكائن القوي المكين الذي رآه عند خط الأفق قد أربكه, وساوره الشك لبرهة أنه شيطان. وهذا ما جعله لاحقا يعتقد أن الشمس تعبر قرني الشيطان عند الشروق والغروب وجعله يحرم نافلة الصلاة بعد طلوع الشمس مباشرة وقبل غروبها ولذلك لا توجد نافلة بعد صلاة الفجر ولا بعد صلاة العصر. كان ذلك ترجمة عملية لهلاوس بصرية شديدة

نزلة أخرى

الساجع شرح ظاهرة هلاوسه البصرية (المبينة) عند خط الأفق في مقطع آخر شديد التسجيع واضح الاضطراب والارتباك

عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نزلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)

حاول الساجع تفسير حقيقة الكائن الذي رآه عند خط الافق. قال بداية أنه رسول كريم قوي مكين. ثم ساوره الشك أنه شيطان فقال نافيا ذلك لنفسه : وما هو بقول شيطان رجيم. ثم بلغ الارتباك ذروته حين اعتقد أن هذا الكائن ليس برسول كريم ولا بشيطان رجيم بل هو الله شخصيا بلحمه وشحمه

دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى

أربكت هذه السجعيات اللاهثة المفسرين ارباكا شديدا. دخول الله في المشهد قلب السجعيات رأسا على عقب. ولو تقرؤون محاولات الترقيع بغرض جعل العبارات تنطبق على جبريل فستفهمون هذه الحيرة الشديدة

شطح الساجع في هلاوسه ورأى الله دنا فتدلى فكان قوب قوسين أو أدنى. يوضح لنا هذا ما رآه الساجع. لقد تدلى الكائن من الأفق المبين كما تتدلى عناقيد النخل وعناقيد العنب وبدأ يطول ويطول ويقترب منه حتى صارت المسافة بينه وبين الصورة الهلوسية التي يراها مسافة قوسين. أي بضعة أمتار معدودة

ومرة أخرى تفجر الشك في نفس الساجع. فهو يعرف ما رآه. لكن كيف يعقل أن يكون هذا هو الله. الله لا بد أن يكون بصورة أفضل مما رآه. واستمر في جدال داخلي مع هلاوسه التي تطمئنه

مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نزلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)

يحاول جاهدا اقناع نفسه بالمشهد وأنه حقيقي. ما كذب الفؤاد ما رأى. ذكر الفؤاد لأنه كان يعتقد أن الادراك يتم بالقلب كمفهوم زمنه الخاطئ. الفؤاد اسم من أسماء القلب في العربية القديمة

يقول لنفسه لقد رأيته. لم يكن ذلك كذبا. لم يكن خدعة من القلب. بل مشهدا حقيقيا.  

ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى. مرة أخرى صراع الشك ومرة أخرى يكبت الجزء الممتري. خاطب نفسه سابقا وقال لا تكن من الممترين وهذه المرة وجه الخطاب للخارج وهو يقصد نفسه. افتمارونه على ما يرى؟؟؟ لقد رآه.

عبارة افتمارونه على ما يرى تثبت بمفردها بشرية القرآن. لقد كان ما شاهده محمد تجربة شخصية داخلية لا دليل مستقلا عليها. لا يوجد شيء يمنع كونها هلاوس بصرية. لقد رأى شيئا ولم يستطع اثباته ويريد الناس أن تصدق ما رآه ويقول افتمارونه على ما يرى. لا يهم إن كان ما رآه حقيقة أو هلوسة. فرضه على الآخرين بدون اي دليل. لقد رأى وما دام رأى فهو صحيح. وهذا برهان على أنها هلاوس. فالمرئيات الحقيقية لا يمكن المراء فيها. وإذا مرت من أمامك أنت واصحابك سيارة فلن تحاول أن تقنعهم بها لأنهم رأوها مثلك. فقط الهلاوس يراها شخص واحد فقط. هل يستيطع أحد أن يمتري في أن الشمس تطلع من الشرق؟ لا لأن تلك حقيقة. لكن أن يرى محمد أو أحمد قاديان أو حضرة بهاء الله الإله في الافق المبين يدتو ويتدلى فتلك مجرد هلاوس بصرية ويستيطع أن انسان أن يشكك بها ويمتري بها. بأربع كلمات فقط وضح لنا ساجع القرآن حقيقة دعوته بأكملها : أفتمارونه على ما يرى

والهلاوس بالنسبة للمهلوس رؤية رأي العين

ثم يبرهن لنفسه أن الكائن الذي امتط وتطاول من الأفق نحوه حتى صار على مسافة قوسين منه هو الله بأنه يشبه نفس الكائن الذي رآه مرة إضافية غير هذه

وَلَقَدْ رَآهُ نزلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17).

وصف سجعي شديد الالتزام بالقافية لمشهد هلوسي شديد الوضح. رآه عند سدرة المنتهى. وكان مشهدا شديدا حيث غشى السدرة ما غشاها ولكنه مع هول المشهد ثبت وما زاغ بصره ولا انبهر وتأثر بالصورة الساطعة الشديدة

جبريل كان طالع نازل طبعا على الدوام. الله هو الكائن الذي تمت رؤيته فقط مرتين؟؟ مرة عند الأفق المبين ومرة أخرى عند سدرة المنتهى؟؟؟

وبالمناسبة سورة النجم (23 حسب ترتيب النزول المزعوم) نزلت قبل ظاهرة الإسراء بفترة طويلة وقبل سورة الإسراء(السورة 50 حسب ترتيب النزول) ومع ذلك يتحدث فيها عن مقابلة الله عند سدرة المنتهى التي قيل أنه وصل إليها في حادثة الإسراء مما يوضح شيئا محجوبا عن الناس : هلوسة الإسراء كانت تتكرر لكن ما استقر عليه الرواة كان منتقى. ما أحرجهم في موضوع الإسراء هو ادعاؤهم أنها معجزة. والغرض من أي معجزة هو اقناع الناس لذلك كل المعجزات المروية تتم أمام الناس ليشهدوها. لكن معجزة الإسراء المزعومة حدثت بعد ما نام الناس كلهم وانتهت قبل أن يستيقظوا. والشاهد الوحيد فيها حمار مجنح. وحتى هذا الشاهد لم يكن له أثر

هذا مشهد هلوسي فريد في حياة الساجع وتاريخه المرضي لم يتكرر إلا مرتين. وقد خف اضطراب محمد وقلت هلاوسه في المدينة بعد أن كون جماعته وخلص من الضغط الذي كان يتعرض له بمكة. والتعرض للضغوط يولد لدى الذهانيين انتكاسات كثيرة.

وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)

ضنين بالضاد تعني بخيل. والجملة ليس لها أي معنى منطقي هنا في السياق.

ما معنى أنه ليس على الغيب ببخيل؟

مثل مدير عمال يستأجر عمالا لانجاز شيء له ثم يسألونه ماذا تريد أن نفعل فيقول لهم ساقول لكم ولن ابخل عليكم باخباركم ما أريده منكم

لكن الساجع لم يكن يقصد ذلك.هذه العبارة توضح ظاهرة النيولوجيزم عند الذهانيين عندما يستخدمون ألفاظا ذات دلالات معروفة ويقصدون بها معاني خفية لا يعرفها غيرهم.

لكن بعض المفسرين اضطر لاعتبارها ظنين بالظاء وليس كما هي مكتوبة بالضاد. واعتبر ذلك خطأ كتابيا في القرآن المحفوظ. وظنين تعني متهم. بمعنى أنه ليس كذابا بنسبة القرآن الى رسول كريم شديد القوى ذي مرة مطاع أمين وكما نرى حتى هذا المعنى غريب وترقيعي وليس منسجما بسلاسة فما معنى وما هو على الغيب بمتهم؟

شيطانية أم ملائكية

رأينا كيف يحتار المصاب بذهان النبوة حول حقيقة هلاوسه. إذا كانت الهلاوس متماشية مع مزاجه ووهم العظمة لديه فهي ملائكية وإذا كانت تخوفه أو تعارض وهم العظمة لديه أو لا تتماشى مع مزاجه كانت شيطانية ويفسرها بأنه إذا تمنى يلقي الشيطان في أمنيته.

وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)

لم يتهم أحد الساجع بأن الذي يشاهده ويسمعه هو الشيطان. الشيطان كان نتيجة لشكوكه في هلاوسه

لا يوجد أحد اتهمه بان ما يسمعه هو صوت شيطان. بل يوجد العكس. اعتقد في بداية مرضه أن ما يراه ويسمعه هو الشيطان وكان يعود مرتجفا مرعوبا ويتغطى مختبئا منه تحت البطانية وكانت خديجة وابن عمها ورقة يطمئنانه ويقولان له هذا ملك وليس شيطانا

الساجع بنفسه من ساوره الشك في أن هذا الصوت هو من الشيطان. بل ولديه سجعيات حذفها وسماها بالآيات الشيطانية

في أول مرضه كان يعود الى خديجة ترتجف فرائصه ويقول لها أن هناك شيطانا يتراءى له.

فتقول له هو ملك. هو الناموس الذي يكلم موسى. هذا الكلام من خديجة كرره هنا. صار يكرره ليطمئن نفسه. هذا ليس شيطانا رجيما بل رسولا كريما

وتقريبا في معظم حالات الذهان يخاف المريض في البداية من هلاوسه. ويعتقد أنها شيطان. ثم يركن لها مع الوقت.

الساجع يقاتل شكوكه. لا ليست قول شيطان. بل هي قول رسول كريم.

فاين تذهبون. وكأنك ترى مجنونا يصرخ في الناس ارجعوا اين تذهبون وهم ينصرفون عنه بعد أن فهموا أنه مجنون يقول كلاما جنونيا!!!

صورة واضحة وسجعيات بينة لا تحتاج لاي تفسير بل تحتاج شخصا ذكيا متأملا صادقا مع نفسه وسوف تشرح له حقيقة مذهون مكة كاملة في سطرين

المشاهد الهلوسية كثيرة في سجعيات القرآن. الرابط التالي يوضح بعضا منها



نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم


قناتنا على اليوتيوب


ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d