green forest in mountain valley under blue sky

كيف رفعت

وقع الإنسان البدائي في فخ الخداع البصري. يرى السماء فوق رأسه فيظنها سقفا مرفوعا. لم يدرك أنها لم ترفع ولم تخفض. كل ما في الأمر أنه يعيش على سطح كرة توجد في هذه السماء التي تحيط به من كل الاتجاهات

لا يوجد عيب في معتقدات البدائيين. لكن العيب أن يقوم البعض باستماتة بتحويل هذه المعتقدات البدائية الخاطئة إلى ادعاءات وجدليات لاقناع العوام أنها عبارات صحيحة وإعجاز علمي

نعرف الآن ايضا أن الكون لا توجد فيه اتجاه نزول من الفضاء أو السماء إلى الأرض. فقط ساكن الأرض وساكن الأرض فقط سيتوهم أن الاتجاه من الفضاء للأرض هو نزول بسبب الخداع الحسي الذي يجعله يدرك السماء كسقف مرفوع فوق رأسه.

حاول أن تتصور إدراك أي بدوي للسماء؟ أو اي طفل؟؟ بما أنه سينظر للأعلى ليرى السماء كما يعتقد فإنه سيتولد لديه إدراك أن السماء فوقه مرفوعة

هل يعقل أن كل ما قدر عليه خالق الكون عندما قرر تأليف سجع ليتخاطب مع قريش لا يتجاوز تصور طفل أو شخص بدائي؟

هذا الادراك خطأ. مجرد خداع حسي. تماما كما تشعر وأنت تركب قطارا سريعا منتظم السرعة أن الاشجار حول الطريق هي التي تتحرك

ومثلما تدرك أن الشمس هي التي تتحرك من الشرق للغرب والحقيقة عكس ذلك تماما : الشمس ثابتة بالنسبة للأرض والأرض هي التي تدور حول نفسها من الغرب للشرق

لكن هذا ما نعرفه الآن. في القرآن السابع لم يكن سكان الحجاز وما حولها يدركون ذلك. ولذلك كان مستحيلا على ساجع القرآن أن يعرف الحقيقة ويتجنب الوقوع في نفس الخطأ البدائي.

سقف مرفوع

اعتقد ساجع القرآن أن السماء عبارة عن سقف مبني مرفوع يقع فوق الأرض. هذه هي الصورة الطفولية التي يولدها الخداع الحسي. يقول في سجعياته :

وإلى السماء كيف رفعت 18 الغاشية

إلى السماء فوقهم كيف بنيناها 6 ق

وجعلنا السماء سقفا محفوظا 32 الأنبياء

والسقف المرفوع 5 الطور

وبنينا فوقكم سبعا شدادا 12 النبأ

كل شيء غلط. فالسماء ليست فوق الأرض بل تحيط بها من كل جانب لأن الأرض مجرد كرة صغيرة تدور في السماء حول الشمس. ليس هذا وحسب. تقسيم الكون إلى أرض وسماء تقسيم خاطئ لأن الأرض بالنسبة للسماء مثل المشتري بالنسبة للسماء ومثل القمر المرتبط جاذبيا بالارض بالنسبة للسماء. موقع الارض بالنسبة للسماء مثل القمر تماما. فإذا كان القمر في السماء فالأرض ايضا في السماء.

هذا أمر لم يدركه ساجع القرآن منذ ولادته حتى مات. وكل سجعياته عن السماء تتوافق مع المفهوم البدائي الخاطئ فقط وتحتاج للكثير من الترقيع لإخفاء هذه الأخطاء

كما أن تقسيم السماء إلى سبع سموات توجد النجوم والكواكب فقط في السماء الدنيا تجسيد لكل الجهل والبدائية والخطأ

وطبقا للمبدأ الكوني لا يمكن تقسيم الكون إلى طبقات. والنجوم والكواكب موجودة في كل الكون وليس في السماء الدنيا فقط. التقسيم الديني ليس له اي مكان وهو خاطئ من الطرف للطرف

فكرة سبع سماوات واحدة منها دنيا ومزينة بالفوانيس يتناقض مع مبدئي الايزوتروبي والهوموجنايتي طبقا للمبدأ الكوني

 cosmological principle

ما هي السماء

عندما يبدأ الطفل باستكشاف العالم ينظر للأعلى يرى قبة زرقاء. ويدركها الدماغ البشري على أنها سقف مرفوع. ويدرك مكانها على أنه فوق. ولذلك إذا لم يكن لديه علم فسيقول جعلنا السماء سقفا. والسقف المفروع. وبنينا فوقهم. وأنزلنا من السماء.

لكن الحقيقة البسيطة هي أن هذا السقف المرفوع ليس سوى خداع حسي. فالعين البشرية تدرك الصور عن طريق تحليل اشعة الضوء الواصلة لها وتدرك الألوان عن طريقة الأطوال الموجية لهذه الاشعة.

وما يحدث فعلا هو أن الأشعة الزرقاء في ضوء الشمس ذات الطول الموجي القصير تحمل طاقة عالية عن الاشعة الخضراء والحمراء وعندما تصطدم بذرات الأوكسجين والنيتروجين في الغلاف الجوي تنعكس وتتشتت حتى تصل للعين البشرية فتولد إدراكا بوجود سقف مرفوع أزرق. وهو غير موجود. وهذه هي السماء التي ظن البشر بوجودها قديما. بينما الحقيقة هناك فقط فضاء وفراغ مترامي الأطراف.

في نهاية النهار لا يتبقى سوى الاشعة الحمراء لتنعكس إلينا ولذلك نرى الشفق الأحمر قرب غروب الشمس وقرب طلوعها .

العلم يعطينا الإجابات الصحيحة بينما يعطينا الدين أكاذيب مقدسة نحتاج لترقيعها وسمكرتها.

تجد بعض المرقعين أحيانا تحت وطأة الأخطاء الكثيرة عن السماء يقول لك : السماء هو كل ما علا رأسك مشتقة من كلمة سما أي ارتفع.

ومع أن هذا الترقيع لا يصلح شيئا من كم الأخطاء القرآنية عن السماء إلا أنه ايضا كذب. فكلمة سماء اسم جامد وليس مشتقا وقد وضعه مؤسسو العربية القدامى كاسم جامد لكيان محدد. مثلها مثل كلمة أرض وبحر وسماء ونهر وجبل. هذه كلمات جامدة غير مشتقة. تتميز اللغات الحية بالقدرة على إعطاء الكيانات المدركة أسماء خاصة بها غير مشتقة. يحصل الاشتقاق عندما تبدأ اللغة بالموت كالعربية المعاصرة التي فشلت في إعطاء اسماء جامدة وصارت تسمي بالاشتقاق مثل سيارة وطيارة ومدفع ومركبة وهاتف ومذياع وغيرها. لكنها لم تكن كذلك في زمن شبابها. سماء لا علاقة لها بـ الفعل سما وهي لفظ موجود في الآرامية والعبرانية والسبئية لغات الشرق الأوسط القديمة ايضا

لا يوجد نزول

إدراك ساجع القرآن لتشتت الاشعة الزرقاس على أنها سقف مرفوعء جعله يعتقد أن الاتجاه من الفضاء للأرض هو نزول. وهذا ايضا خداع حسي لا يحدث إلا لساكن الأرض. ولو كان هناك إله فعلا يرسل السجعيات بعد تأليفها إلى محمد لقال له أوصلنا أو أرسلنا وليس أنزلنا لأنه لا يوجد اتجاه نزول من الفضاء للأرض

فلو كنت على سطح القمر وأردت مشاهدة الأرض فلن تذهب إلى الطرف وتنظر لأسفل كما يمكن لطفل صغير أن يتصور لأنه لا يوجد طرف بل ستنظر للأعلى. ستظن الأرض فوقك في السماء وستتوقع أن أن الكون مكون من قمر وسماء وما بينهما. وهذا خداع حسي لا غير

وإذا أردت إرسال شيء من القمر للأرض فسوف ترسله للأعلى. ستجعله يصعد وليس ينزل.

صورة للأرض من على القمر – ابوللو 8

وعندما يعود رواد الفضاء من القمر إلى الأرض فإنهم لا ينزلون بل يصعدون. ينطلقون للأعلى حسب المنظور الأرضي. لأنه لا يوجد نزول من الفضاء للأرض

فقط ساكن الأرض من يخيل له ذلك. ولو كان مؤلف القرآن يعيش خارج الأرض لقال أصعدنا إليك آيات وليس أنزلنا

أنزلنا سيقولها فقط رجل يسكن الأرض. وهذا يخبرنا أين تم تأليف القرآن. في مغارة على الأرض وليس في الفضاء

ولو استوطن البشر المريخ فسيدركون الأرض كنجمة مضيئة في السماء فوقهم. وعندما يريدون النظر إليها ينظرون للأعلى وليس للاسفل. وإذا أرادوا إرسال شيء للأرض فسيصعدونه. سيرسلونه للأعلى. وليس ينزلونه لأنه لا يوجد نزول من الفضاء للأرض

الأرض كنجمة صغيرة في السماء – من المريخ – المسبار كيوريوستي
الأرض كنجمة في السماء من مدار زحل – المركبة كاسيني

كان الإعجاز لو قال أصعدنا إليك. أما أنزلنا إليك فهذا ما يعتقده أي طفل صغير في ذلك الزمن

يقول ساجع القرآن معبرا عن اعتقاده بوجود اتجاه نزول من الفضاء إليه

وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)

ويقول

إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)

يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا

ويقول في سجعية مثيرة للاستغراب والدهشة

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ

كيف يشك محمد في نفسه؟ إذا كان فعلا يقابل جبريل وجبريل طالع نازل كما يدعي فكيف يشك ؟ وكيف يقول اسأل أهل الكتاب لتتأكد؟ ما أدرى أهل الكتاب بنزول وطلوع جبريل عليه؟ وهل أهل الكتاب أوثق من مقابلته شخصيا لجبريل؟

الجواب هنا أن المريض الذهاني تمر عليه فترات ويخالطه الشك في هلاوسه وضلالاته فتقوم الهلاوس مرة أخرى بطمأنته واقناعه مثل هذه السجعية : إن كنت في شك اسأل اليهود…. وعندما فعليا قابل اليهود قالوا له أنت كذاب ومع ذلك طمأنته هلاوسه من جديد أنهم فقط يخفون الحق ويحرفون التوراة

تخيلات راعي غنم

القرآن يصف الكون بعيون راعي غنم يعيش في بادية. كلما يقوله هو ما يمكن لأي شخص ريفي أن يقوله في وصف السماء والكون. نتاج للخداع الحسي الذي يدركه أي شخص محدود المعرفة والثقافة.

يملأون الدنيا صراخا بوجود اعجاز ولكن أين هو هذا الإعجاز؟ هذه كومات من الأخطاء لا أول لها ولا آخر.

الحقيقة أن القرآن يعبر عن معتقدات مؤلفه نحو الحياة والكون.

النظرة العلمية للكون تختلف من المدى الصغير كحجم النظام الشمسي او حجم المجرة إلى المدى البعيد الذي يشمل مساحة كبيرة جدا من الكون.

في علم الكوسمولوجي يقضي المبدأ الكوني

 cosmological principle

بخاصيتين للكون:

الايزوتروبي isotropy:

و تعني عدم وجود اتجاهات معينة في الكون. لا يوجد فوق ولا تحت. ولا رفعنا ولا خفضنا. ولا سقف ولا أرضية. الاتجاهات غير موجودة على المدى البعيد.

لكن حتى بمقياس النظام الشمسي فقط. الأرض محاطة بالفضاء من كل الاتجاهات ولا يوجد فوق ولا تحت.

لكن الخداع البصري لأحد سكان الكوكب سيجعله يشعر ان السماء سقف تقع فوقه وأنه مبنية بناء ماديا وزادهم مؤلف القرآن أن هذا السقف محفوظ بالكواكب التي ترجم الشياطين(انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب 6 وحفظا من كل شيطان مارد 7 سورة الصافات )

والخاصية الثانية الهوموجنايتي

 homogeneity :

وتعني انه لا يوجد مكان خاص في الكون مختلف عن غيره وبالتالي فتقسيم الكون الى سماء دنيا مزينة بالكواكب والنجوم وست أخر غير مزينة والى سموات سبع تقسيم خاطئ استنتجه الانسان البدائي من افتراضاته العتيقة ونقضه العلم الحديث تماما.

عندما نتكلم على جزء صغير جدا  يمكن القول ان الايزوتروبي والهوموجنايتي ليستا واضحتين لكن عندما نتكلم عن كل الكون السموات والأرض وما بينهما بتعبير الساجع  فهذا كلام خاطئ.

السماء رفعت.السماءفوقكم. السقف المرفوع



نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم


قناتنا على اليوتيوب


ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: