ذات الرجع
فقدان المؤسسة الكهنوتية لاي دليل ذي مصداقية على ادعاءات النبي – التي ليست سوى تهيؤات ذهانية – دفعها لصناعة الإعجاز في محاولة لتوفير هذا الدليل. وقد تحدثنا عن الطرق المختلفة المتبعة ومنها التركيز على الألفاظ الميتة التي لا يعرف الناس معناها مثل كفات ودحاها وخنس وكنس لسهولة مغالطة العوام وإلباسها دلالات جديدة يتم تفصيلها على مقاس الادعاء الاعجازي. نفس الشيء يفعلونه عندما يمكنهم ذلك مع ألفاظ ماتت دلالاتها الاصلية وصارت تستخدم لتعطي دلالات مستحدثة. مثال على ذلك ذرة وحشرة ورجع. الرجع اسم للمطر عند العرب قبل الإسلام. قالت الخنساء : يوم الفراق ترى دموعا جارية**كالرجع في المدجنة السارية: رجع تعني مطر والمدجنة تعني السحابة
في مثل هذه الادعاءات تظهر الحقيقة من سؤال واحد: هل كان العرب يستخدمون المعنى هذا قبل ظهور محمد أم لا؟ من أول من استخدم هذه اللفظة وفيم استخدمها؟
لفظة رجع لتسمية الماء والمطر كانت موجودة قبل الاسلام في لغة العرب ولم يخترعها الساجع كما تدعي المؤسسة الكهنوتية. وبالتالي الإعجاز إن وجد فهو لأول من تكلم بها وهم الوثنيون العرب. سنرى الدليل في هذا المنشور
قبل ذلك نذكر بمعنى مصطلح نبي في الأدبيات الكهنوتية : نبي تعني شخص يسمع اشياء لا يسمعها أحد غيره ولو كان متواجدا معه بنفس المكان ونفس اللحظة وتسمى بالوحي ويرى اشياء لا يراها أحد غيره ولو كان متواجدا معه وتسمى ملائكة ورؤى وإله وإلى جانب هذه المدركات الحسية لديه معتقدات معرفية بأنه خير البشر وأفضل من وطئ الثرى ومشى على الأرض. هذا التعريف يتطابق تطابقا تاما مع التعريف العلمي للاضطراب الذهاني. ويعرف الوحي علميا بالهلاوس السمعية بينما تعرف الرؤى بالهلاوس البصرية أما الاعتقاد بأنه أفضل شخص في الوجود على الاطلاق فهي علميا ضلالات عظمة
صناعة الاعجاز
قال ساجع القرآن
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)
والرجع اسم من أسماء الماء وهو هنا المطر استخدمت اللفظة تحديدا لتناسب القافية. ويقصد بالصدع انشقاق الارض بعد المطر لخروج النبات
لكن العبارة مغرية لمؤسسة الكهنوت لفبركة اعجاز مناسب. فرغم أن كلمة رجع هنا اسم جامد وليس مشتقا ولا علاقة له بالفعل يرجع إلا أن الكهنوت ادعى أن معناها يرجع
تدليس الكهنوت
الرجع كما يقول مختار الصحاح معناه الماء عامة والمطر خاصة. كلمة الرجع ليست من اختراع القرآن ولم يدع احد ذلك ما عدا مؤسسة الكهنوت. كلمات مثل ذرة ورجع وسيارة لم تعد تستخدم بنفس دلالاتها الأصلية ولا يتركها مختصصوا صياغة الأكاذيب لوحدها
يقول محمد إبراهيم أحد كهنة القرآن ما يلي
(فى قوله تعالى والسماء ذات الرجع أي أنها ترجع وتعيد للارض ما يصعد من بحارها ومحيطاتها من بخار الماء الذى يتجمع مكونا سحبا ثم يتكاثف ويسقط الامطار الغزيرة على الارض كما أقسم سبحانه بالارض ذات الصدع أي التى تتصدع وتتشقق ليخرج منها النبات بعد ارتوائها بماء المطر
كتاب الاعجاز العلمي لمحمد ابراهيم
كالعادة يقومون بخيانة الأمانة العلمية وشرف المعلومة بدون أن يرف لهم طرف أو يهتز لهم ضمير
جدير بالذكر أن الكهنوت أنشأ عام 2010 قاموسا الكترونيا أسموه قاموس المعاني ودلسوا فيه ما استطاعوا حيث إذا بحث المرء في الانترنت سيجد هذا القاموس أول ما يجد ويجد المعنى التدليسي الذي أرادوه. لكن لسوء حظهم هناك من جعل لسان العرب ايضا متاحا اونلاين
معنى الرجع من كلام العرب
يقول الشاعر الجاهلي المتنخل الهذلي في وصف سيفه:
*** أبيض كالرجع رسوب إذا … ما ناح في محتفل يختلي***
يصف سيفاً شبهه بماء المطر في بياضه وصفائه
وتقول الخنساء
يوم الوداع ترى دموعاً جارية … كالرجع في المدجنة السارية
(الرجع: المطر. المدجنة السارية: السحابة السوداء المتحركة)
ببساطة كانت العرب تسمي الماء رجعا ورجيعا ومنها غزوة الرجيع وهي غزوة غزاها محمد ومر بغدير ماء لهذا يسمى الرجيع
ورجع هنا اسم جامد وليس مشتقا ولا علاقة له بالرجوع
اللفظة في المعاجم الموثوقة
من مختار الصحاح:
و الرَّجْعُ المطر. قال الله تعالى (والسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)
ومن لسان العرب:
والرَّجْعُ والرجيعُ والراجعةُ الغدير يتردَّد فيه الماء قال المتنخل الهُذلي يصف السيف
أَبيض كالرَّجْع رَسوبٌ إِذا **ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي
والجمع رُجْعان ورِجاع أَنشد ابن الأَعرابي
وعارَضَ أَطْرافَ الصَّبا وكأَنه ** رِجاعُ غَدِيرٍ هَزَّه الريحُ رائِعُ
وقال غيره الرِّجاع جمع ولكنه نعته بالواحد الذي هو رائع لأَنه على لفظ الواحد
وإِنما قال رِجاعُ غدير ليَفْصِله من الرِّجاع الذي هو غير الغدير إِذ الرجاع من الأَسماء المشتركة وقد يكون الرِّجاعُ الغَدير الواحد كما قالوا فيه الإِخاذ وأَضافه إِلى نفسه ليُبَيِّنه أَيضاً بذلك لأَن الرِّجاع كان واحداً أَو جمعاً فهو من الأَسماء المشتركة والرَّجْع المطر وفي التنزيل والسماء ذاتِ الرَّجْع
و ذاتِ الرجع ذات المطر والراجِعةُ الناشِغةُ من نَواشِغ الوادي والرُّجْعان أَعالي التِّلاع قبل أَن يجتمع ماء التَّلْعة وقيل هي مثل الحُجْرانِ والرَّجْع عامة الماء وقيل ماء لهذيل غلب عليه وفي الحديث ذكر غَزوة الرَّجيعِ هو ماء لهُذَيْل
قال أَبو عبيدة الرَّجْع في كلام العرب الماء وأَنشد قول المُتَنَخِّل أَبيض كالرَّجْع
وقال لبيد
كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ ** رَجِيعاً في المَغَابنِ كالعَصِيمِ _________أَراد العَرَقَ الأَصفر
الصدع
محمد إبراهيم قصر خيانته للأمانة العلمية على كلمة رجع واعتمد المعنى الصحيح للفظة صدع في السجعية وهو تشقق الأرض لخروج النبات : إنا شققنا الأرض شقا
لكن هناك آخرون زعموا أن الصدع هو الوادي المتصدع
كلمة صدع ايضا لم يخترعها الساجع. كانت العرب تستخدمها بمعنى شق. وكانت تستخدم كلفظة عادية مكافئة للفظة شق وليس بشكل اصطلاحي. ومنها عبارات مجازية مثل رأب الصدع التي تعني التصالح لأن الخلاف بين الناس مثل الشق في الثوب يجب رأبه وتخييطه
وقد ورد الجذر ص د ع في اشعار العرب بمعاني عدة قبل محمد حيث قال الاعشى:
قد يَتْرُكُ الدهرُ في خَلْقَاءَ راسِيَةٍ … وَهْيَاً ويُنزِلُ منها الأَعْصَمَ الصَّدعا
وقال آخر:
فلمّا بَدا مِنها الفِراقُ كما بَدا … بظَهرِ الصَّفا الصَّلْدِ الشُّقوقُ الصَّوادِعُ
وقال ابن الرقاع:
وَنَكْبَةٍ لو رمى الرامي بها حَجَرَاً … أصَمَّ مِن جَنْدَلِ الصّوَّانِ لانْصَدَعا
ما فعله ساجع القرآن واضح وبسيط حيث ربط هنا بين نزول المطر وخروج النبات من الأرض. هذا الترابط السجعي والتطاير ثنائي القطب للافكار معروف جدا في لغة الساجع وتختلف الالفاظ فقط من موضع لآخر حسب الضرورة السجعية. واستخدامه لكلمتي رجع وصدع كان فقط خدمة للسجع والقافية لا غير.
يقول الساجع في موضع آخر: إنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فانبتنا منه حبا وعنبا قضبا
لماذا هنا رجع وصدع وهناك صب وشق وحب؟؟ الجواب واضح: السجع والقافية.
لوكان ساجع القرآن يعرف حقيقة علمية واحدة لقالها بلغة واضحة
الفشل في ذكر معلومة حقيقية يعني عدم المعرفة بها. وليس المعرفة بها كما يحاول الكهنوت قلب المنطق للاستمرار في انكار الحقيقة وايهام العوام. كما أن المحاولات المستميتة من قبل الكهنوت لإنتاج دليل عن طريق السفسطة والفبركة برهان على الصناعة البشرية للدين والافتقار الكلي لاي دليل ذي مصداقية. مجرد هلاوس وضلالات عانى منها رجل بدائي وصدقوها فوقعوا في فخ أبدي لا خلاص منه
نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم

ساهم في تبديد الخرافة
ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
