pexels-photo-2166711.jpeg

ذات الرجع

فقدان المؤسسة الكهنوتية لاي دليل ذي مصداقية على ادعاءات النبي – التي ليست سوى تهيؤات ذهانية – دفعها لصناعة الإعجاز في محاولة لتوفير هذا الدليل. وقد تحدثت عن الطرق المختلفة المتبعة وكيف يتم التركيز على الألفاظ الميتة التي لا يعرف الناس معناها مثل كفات ودحاها وخنس وكنس لسهولة مغالطة العوام وإلباسها دلالات جديدة يتم تفصيلها على مقاس الادعاء الاعجازي. كما يتم التركيز ايضا على ألفاظ له جذور مشابهة لفظا ومختلفة معنى. فيتم إخفاء أحد استخدامات اللفظة المتداول في زمن تأليف القرآن وقصرها على معنى اللفظة المشابهة في الزمن الحالي من أجل فبركة إعجاز مناسب. ومثال على ذلك كلمة رجع. فمن دلالاتها في العربية القديمة الماء سواء كان مطرا أو كان راكدا. كما كان يمتد استخدامها لأي شيء سائل من باب الاستعارة.

لفظة رجع لتسمية الماء والمطر كانت موجودة قبل الاسلام في لغة العرب ولم يخترعها الساجع كما تدعي المؤسسة الكهنوتية. سنرى الدليل في هذا المنشور

قبل ذلك نذكر بمعنى مصطلح نبي في الأدبيات الكهنوتية : نبي تعني شخص يسمع اشياء لا يسمعها أحد غيره ولو كان متواجدا معه بنفس المكان ونفس اللحظة وتسمى بالوحي ويرى اشياء لا يراها أحد غيره ولو كان متواجدا معه وتسمى ملائكة ورؤى وإله وإلى جانب هذه المدركات الحسية لديه معتقدات معرفية بأنه خير البشر وأفضل من وطئ الثرى ومشى على الأرض. هذا التعريف يتطابق تطابقا تاما مع التعريف العلمي للاضطراب الذهاني. ويعرف الوحي علميا بالهلاوس السمعية بينما تعرف الرؤى بالهلاوس البصرية أما الاعتقاد بأنه أفضل شخص في الوجود على الاطلاق فهي علميا ضلالات عظمة

صناعة الاعجاز

قال ساجع القرآن

وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)

والرجع اسم من أسماء الماء وهو هنا المطر استخدمت اللفظة تحديدا لتناسب القافية. ويقصد بالصدع انشقاق الارض بعد المطر لخروج النبات.

لكن العبارة مغرية لمؤسسة الكهنوت لفبركة اعجاز مناسب. فرغم أن كلمة رجع هنا اسم جامد وليس مشتقا ولا علاقة له بالفعل يرجع إلا أن الكهنوت قام بهذا التدليس. تماما كما فعل في كلمة سماء في بعض محاولاته الترقيعية. فكلمة سماء اسم جامد لكينونة مشاهدة لديهم على غرار : سماء أرض جبل بحر نهر مطر وهكذا. لكنهم يحاولون أحيانا القول أنها مشتقة من الفعل سما. فتصبح سماء تعني كل ما سما فوقك. وهذه كذبة. فكلمة سماء اسم جامد غير مشتق. وهو آرامية الأصل ورثتها كل من العبرية والعربية ففي العبرية شموييم تعني السموات. كما أنها كلمة موجودة في اللغة السبئية القديمة حيث عبد السبئيون الإله ذوسماوي. والإله بعل سمن وأرضن. ولا علاقة للفعل سما بها

تدليس الكهنوت

الرجع في العربية معناه الماء عامة والمطر خاصة. كلمة الرجع ليست من اختراع القرآن ولم يدع احد ذلك ما عدا مؤسسة الكهنوت. كلمات مثل ذرة ورجع وسيارة لم تعد تستخدم بنفس دلالاتها الأصلية ولا يتركها مختصصوا صياغة الأكاذيب لوحدها

يقول محمد إبراهيم أحد كهنة القرآن ما يلي

(فى قوله تعالى والسماء ذات الرجع أي أنها ترجع وتعيد للارض ما يصعد من بحارها ومحيطاتها من بخار الماء الذى يتجمع مكونا سحبا ثم يتكاثف ويسقط الامطار الغزيرة على الارض كما أقسم سبحانه بالارض ذات الصدع أي التى تتصدع وتتشقق ليخرج منها النبات بعد ارتوائها بماء المطر

كتاب الاعجاز العلمي لمحمد ابراهيم

كالعادة يقومون بخيانة الأمانة العلمية وشرف المعلومة بدون أن يرف لهم طرف أو يهتز لهم ضمير.

لا يخبرون القارئ أن كلمة رجع تعني المطر في اللغة العربية من قبل أن يولد ساجع القرآن. ولا يوردون له معناها من معاجم موثوقة كلسان العرب أو مختار الصحاح. بل أنهم أنشأوا عام 2010 قاموسا الكترونيا أسموه قاموس المعاني ودلسوا فيه ما استطاعوا حيث إذا بحث المرء في الانترنت سيجد هذا القاموس أول ما يجد ويجد المعنى التدليسي الذي أرادوه. لكن لسوء حظهم هناك من جعل لسان العرب ايضا متاحا اونلاين

 رجع اسم من أسماء المطر ليس مشتقا ولا علاقة له بالرجوع. دلالة مختلفة تماما.

معنى اللفظة الصحيح من كلام العرب

 يقول الشاعر الجاهلي المتنخل الهذلي في وصف سيفه:

*** أبيض كالرجع رسوب إذا … ما ناح في محتفل يختلي***


يصف سيفاً شبهه بماء المطر في بياضه وصفائه. لاحظوا غياب العلاقة تماما بين رجع بمعنى ماء ورجوع. وإلا يصبح الاعجاز لعرب الجاهلية الذي عرفوا طبقا لمحمد ابراهيم (أنها ترجع وتعيد للارض ما يصعد من بحارها ومحيطاتها من بخار الماء الذى يتجمع مكونا سحبا ثم يتكاثف ويسقط الامطار). ويكون مؤلف القرآن مجرد سارق لا غير إذا أخذنا بصحة كلام الادعاء الاعجازي

وتقول الخنساء

يوم الوداع ترى دموعاً جارية … كالرجع في المدجنة السارية

(الرجع: المطر. المدجنة السارية: السحابة السوداء المتحركة)

وهكذا تصبح الخنساء نبية يوحى لها وتعرف أن المطر هو بخار الماء الذي يرجع طبقا لمختصي صناعة الاعجاز

لكن الحقيقة أن رجع تعني ماء ولا دخل لها بالرجوع على الاطلاق. كانت العرب تسمي الماء رجعا ورجيعا ومنها غزوة الرجيع وهي غزوة غزاها محمد ومر بغدير ماء لهذا يسمى الرجيع.

فلفظة رجع لتسمية الماء والمطر كانت موجودة قبل الاسلام في لغة العرب ولم يخترعها الساجع كما تدعي المؤسسة الكهنوتية

اللفظة في المعاجم الموثوقة

من مختار الصحاح:

و الرَّجْعُ المطر. قال الله تعالى (والسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)

ومن لسان العرب:

والرَّجْعُ والرجيعُ والراجعةُ الغدير يتردَّد فيه الماء قال المتنخل الهُذلي يصف السيف

أَبيض كالرَّجْع رَسوبٌ إِذا **ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي

 وقال أَبو حنيفة هي ما ارْتَدّ فيه السَّيْل ثم نَفَذَ والجمع رُجْعان ورِجاع أَنشد ابن الأَعرابي

 وعارَضَ أَطْرافَ الصَّبا وكأَنه ** رِجاعُ غَدِيرٍ هَزَّه الريحُ رائِعُ

وقال غيره الرِّجاع جمع ولكنه نعته بالواحد الذي هو رائع لأَنه على لفظ الواحد

وإِنما قال رِجاعُ غدير ليَفْصِله من الرِّجاع الذي هو غير الغدير إِذ الرجاع من الأَسماء المشتركة وقد يكون الرِّجاعُ الغَدير الواحد كما قالوا فيه الإِخاذ وأَضافه إِلى نفسه ليُبَيِّنه أَيضاً بذلك لأَن الرِّجاع كان واحداً أَو جمعاً فهو من الأَسماء المشتركة والرَّجْع المطر وفي التنزيل والسماء ذاتِ الرَّجْع

و ذاتِ الرجع ذات المطر والراجِعةُ الناشِغةُ من نَواشِغ الوادي والرُّجْعان أَعالي التِّلاع قبل أَن يجتمع ماء التَّلْعة وقيل هي مثل الحُجْرانِ والرَّجْع عامة الماء وقيل ماء لهذيل غلب عليه وفي الحديث ذكر غَزوة الرَّجيعِ هو ماء لهُذَيْل

قال أَبو عبيدة الرَّجْع في كلام العرب الماء وأَنشد قول المُتَنَخِّل أَبيض كالرَّجْع

وقال لبيد

كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ ** رَجِيعاً في المَغَابنِ كالعَصِيمِ _________أَراد العَرَقَ الأَصفر

الصدع

محمد إبراهيم قصر خيانته للأمانة العلمية على كلمة رجع واعتمد المعنى الصحيح للفظة صدع في السجعية وهو تشقق الأرض لخروج النبات : إنا شققنا الأرض شقا

لكن هناك آخرون زعموا أن الصدع هو الوادي المتصدع في الحبشة فمن أدرى محمدا بذلك وهو لم يكن من ضمن المهاجرين للحبشة إذا لم يكن جبريل من فعل ذلك؟

شيء مضحك. ربما جبريل قام بمصاحبة ابن عم الساجع جعفر بن أبي طالب في هروبه للحبشة يراقبهم من الجو وعندما عاد لتطمين الساجع على سلامة وصولهم أخبره بأنه رأى الوادي المتصدع 😂😂😂🤣🤣🤣 كيف تنطلي مثل هذه الألاعيب على شخص عاقل؟ وكيف تقع جموع العوام بهذه السذاجة في فخ المدلسين؟

كلمة صدع ايضا لم يخترعها الساجع. كانت العرب تستخدمها بمعنى شق. وكانت تستخدم كلفظة عادية مكافئة للفظة شق وليس بشكل اصطلاحي كما يزعم المدلسون. ومنها عبارات مجازية مثل رأب الصدع التي تعني التصالح لأن الخلاف بين الناس مثل الشق في الثوب يجب رأبه وتخييطه

وقد ورد الجذر ص د ع في اشعار العرب بمعاني عدة قبل محمد حيث قال الاعشى:

قد يَتْرُكُ الدهرُ في خَلْقَاءَ راسِيَةٍ … وَهْيَاً ويُنزِلُ منها الأَعْصَمَ الصَّدعا

وقال آخر:

فلمّا بَدا مِنها الفِراقُ كما بَدا … بظَهرِ الصَّفا الصَّلْدِ الشُّقوقُ الصَّوادِعُ

وقال ابن الرقاع:

وَنَكْبَةٍ لو رمى الرامي بها حَجَرَاً … أصَمَّ مِن جَنْدَلِ الصّوَّانِ لانْصَدَعا

ما فعله ساجع القرآن واضح وبسيط وساذج ولا يتعدى ثقافة بدوي جاهل حيث ربط هنا بين نزول المطر وخروج النبات من الأرض. هذا الترابط السجعي والتطاير ثنائي القطب للافكار معروف جدا في لغة الساجع وتختلف الالفاظ فقط من موضع لآخر حسب الضرورة السجعية. واستخدامه لكلمتي رجع وصدع كان فقط خدمة للسجع والقافية لا غير.

يقول الساجع في موضع آخر: إنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فانبتنا منه حبا وعنبا قضبا.

لماذا هنا رجع وصدع وهناك صب وشق وحب؟؟ الجواب واضح ولا يحتاج لا لكثير ولا لقليل سفسطة: السجع والقافية.

لوكان ساجع القرآن يعرف حقيقة علمية واحدة لقالها بلغة واضحة.

الفشل في ذكر معلومة حقيقية يعني عدم المعرفة بها. وليس المعرفة بها كما يحاول الكهنوت قلب المنطق للاستمرار في انكار الحقيقة وايهام القطيع المغيب. كما أن المحاولات المستميتة من قبل الكهنوت لإنتاج دليل عن طريق السفسطة والفبركة برهان ساطع على الصناعة البشرية للدين والافتقار الكلي لاي دليل ذي مصداقية. مجرد هلاوس وضلالات عانى منها راعي غنم وصدقوها فوقعوا في فخ أبدي لا خلاص منه


شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

إصدارات الصفحة

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: