رب المشارق والمغارب – خطأ وترقيع
رغم كل الضجة التي تثيرها مؤسسة الكهنوت حول الاعجاز العلمي تبقى الحقيقة أنه لا توجد سجعية واحدة في القرآن تشير إلى أن مؤلفه يعرف حقيقة الكون. يعتقد مؤلف القرآن بوجود سبع سماوات والسموات عنده سقف مرفوع للأرض ومحروسة من الجن والشياطين بالكواكب والنجوم التي تقوم برجمها والتي هي عبارة عن مصابيح درية توقد من شجرة زيتونة. لا يعرف أن الشمس اكبر من الأرض ولا يعرف أن الشمس ثابتة بالنسبة للأرض ولا يعرف أن كل النجوم هي ايضا شموس بعيدة ولا يعرف أن هناك عدد هائلا من الاقمار ويتكلم عن قمر واحد فقط ربط به طول السنة الخاطئ.ولا يعرف أنه لا توجد سماء لا واحدة ولا سبع والقبة الزرقاء التي يراها ليست سوى خداع بصري وليس هناك سوى فضاء من الفراغ مترامي الأطراف
عن طريق إعادة التأويل في اللحظة الأخيرة ولوي عنق الكلمات يحاول الكهنوت إيهام نفسه والعوام بصحة نسبة القرآن لخالق الكون.
ومن أخطاء ساجع القرآن تفسيره الخاطئ لتغير موقع شروق الشمس وغروبها خلال السنة بالاعتقاد أن هناك مشارق ومغارب. ما لم يكن يعرفه أنه ليس هناك اي مشرق أو مغرب للشمس وما يدركه بعينه المجردة ليس سوى خداع بصري يوهمه أن الشمس هي التي تتحرك مثلما يرى راكب القطار السريع أن الاشجار على جانبي الطريق هي التي تتحرك.
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)
تكلم الساجع هنا عن المشارق وفي موضع آخر عن المشرقين
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18)
طبعا العامل الوحيد المتحكم في اختيار لفظة المشارق او المشرقين هو قافية السجع لا غير.
عندما يتطلب السجع أن يقول المشارق والمغارب يقول ذلك وعندما يتطلب السجع منه أن يقول المشرقين والمغربين يقول ذلك.
هذا المفهوم الخاطئ عن مشارق ومغارب تحدث عنه ابن عباس حيث ذكر أن للشمس ١٨٠ مشرقا و١٨٠ مغربا. ونلاحظ أن هذا القول يتطابق مع درجات الدائرة الكاملة ٣٦٠ مما يؤكد ما ذهبنا إليه في مواضيع سابقة من محاولات الكهنوت سرقة المحاولات العلمية الاغريقية ثم لعدم فهمهم لها يصيغونها بلغة كهنوتية عجيبة لأنهم لم يفهموا المراد الحقيقي للاغريق الذين كانوا قد حددوا حركة الشمس الظاهرية بدقة وتكلم اريستاركوس عن العلاقة بين الارض والشمس والقمر وحدد الاحجام النسبية للشمس والقمر كما حدد ايراتوستينيس شكل الارض ونصف قطرها قبل أهازيج محمد بمئات السنين.
اي شخص يمكنه ان يلاحظ طبعا ان زاوية طلوع الشمس وغروبها تتغير كل يوم. تغير الزاوية سببه تغير المكان الفراغي للارض في دورانها حول الشمس ودورانها حول نفسها بمحور مائل بمقدار 23.5 درجة مما يجعل الشمس تظهر في نقطة تتراوح بين سالب 23.5 جنوبا الى موجب 23.5 شمالا. الشمس ثابتة بالنسبة للأرض ولا تشرق ولا تغرب لكن الانسان القديم لم يدرك ذلك ففسر تغير الزاوية هذا بوجود مشارق ومغارب . البدوي معذور. لكن ماذا اذا تمت نسبة هذا الكلام لخالق الكون؟ الاستنتاج واضح…الادعاء كاذب لان خالق الكون لن يخطئ بشيء بسيط كهذا يفترض انه هو من قام بتصميمه.
حاليا نستطيع حساب هذه الزاوية بدقة ولمئات السنين في المستقبل كما سنرى من التطبيق الشبكي المرافق لهذا المقال لاحقا. العلماء يسمون ذلك بكلمات دقيقة. لا يوجد عالم يقول أنها مشارق أو مغارب ولو مجازا لأن هذا المفهوم سخيف ومضحك ومضلل. تسمى زاوية اتجاه الشمس في وقت محدد
Azimuth.
ودرجة ميلان الشمس عن خط الاستواء
declination.
الحقيقة العلمية
حقيقة ما في الأمر ان المكان الفراغي للأرض بالنسبة للشمس يختلف باختلاف موقعها في مدارها طوال السنة فيتولد خداع بصري بوجود مشارق متعددة.
يمكن تمثيل هذه النقطة بمعادلة تناسقية بسيطة تجعلنا نعرف الدرجة التي يظهر لنا فيها شروق الشمس طوال العام على طول قوس يمتد من -23.5 جنوبا الى 23.5 شمالا جهة الشرق:
الدرجة في أي يوم من السنة تساوي :
-23.5 * cos((2pi/365)*(T – 355))
T
تمثل رقم اليوم من السنة بدءا من يناير حيث 28 فبراير مثلا يساوي 59
المسافة الزاوية القصوى بين نقطتي شروق أو نقطتي غروب تساوي الزاوية بين أي اعتداليين شمسيين.
وتتغير هذه الزاوية تبعا لخط عرض المكان المحدد. وتكون اصغر قيمة لها عند خط الاستواء حيث تساوي الانحراف الاستوائي او الكسوفي ثم تتزايد من هناك طبقا للقيمة المطلقة لخط العرض حتى تحدث شمس منتصف الليل في المناطق القطبية.
ويتسبب انحراف محور دوران الأرض أيضا في ظاهرة الفصول بسبب تحكمه في شدة ومدة إضاءة الشمس على الأرض.
في واقع الأمر لا يحتاج الأمر بنحسب نقاط الشروق والغروب وأوقاتها وبدقة عالية لمئات السنين سوى رياضيات فيثاغورث التي عرفها الاغريق قبل ظهور التوراة والقرآن والانجيل بعشرات القرون. فشل الله طبقا للأديان فيما نجح فيه الاغريق. وبدل أن يعطي أرقاما ومعلومات صحيحة ظل يلف ويدور ويكرر كلام اي بدوي يرى مكان الشمس يتغير فيظن أن لها مشارق وان لها مغارب وكل هذا الكلام مجرد هراء فلا يوجد مشرق ولا مغرب لا واحد ولا اثنين ولا اكثر والشمس بحد ذاتها لا تتحرك بالنسبة للأرض ولا تشرق ولا تغرب بل هي ثايتة والأرض هي التي تدور
التطبيق الشبكي التالي يعطيك زاوية الشروق والغروب لأي يوم تريد وأي مكان. العلم يعطيك نتائج وأرقام والكهانة تعطيك تخرصات وكلام لا يودي ولا يجيب ولا يخرج بنتيجة ولا يختلف عن أهازيج أي راعي غنم ريفي
حاسبة زاوية الشروق والغروب
زاوية طلوع وغروب الشمس
سبب وقوع الساجع في الخطأ
ظن الساجع أن الشمس هي التي تتحرك وأن حركة الشمس مثل حركة القمر تماما رغم الفرق الشاسع بينهما. وقال أن الشمس والقمر يجريان حسب تفسيره لما يراه.
الحقيقة السرعة التي يتغير بها مكان القمر أو اي جرم سماوي لا تدرك بسبب المسافة البعيدة. ما تدركه العين هو تغير مكان مشاهدة هذا الجرم بعد وقت كاف. فعندما تنظر للقمر بعد طلوعه بقليل ستراه ثابتا في مكانه. لن تدرك عينك حركته رغم أنه يتحرك حول الأرض عكس الشمس. وإذا انصرفت عنه ثم قمت بالنظر إليه بعد ساعة ستلاحظ أن موقعه تغير نحو جهة الغرب. سيفسر دماغك هذا التغير بأن القمر يجري لأننا لا نشعر بحركة دوران الأرض حول نفسها. الحقيقة أن دوران القمر حول الأرض يساهم فقط في 4% من هذه الحركة الظاهرية بينما يعود 96% إلى دوران الأرض حول نفسها.
بالنسبة للشمس الأمر يختلف. الشمس لا تتحرك بالنسبة للأرض. وجريان الشمس الذي توهمه ساجع القرآن لا وجود له. والحركة الظاهرية للشمس تعود لدوران الارض حول نفسها بدرجة 100% كلية وتغير زوايا الشروق والغروب يعود لدورانها حول الشمس وميل محورها عن المستوى الكسوفي
الشمس بالنسبة للأرض ثابتة
حركة الشمس حول مركز المجرة لا تغير ثباتها بالنسبة للأرض. لأن الشمس لا تتحرك وحدها وإلا فارقتنا منذ زمن طويل ولم يعد معنا شمس. فالذي يتحرك حول مركز المجرة ليس الشمس بل المجموعة الشمسية كلها ككلتة واحدة. الشمس والارض وبقية الكواكب والاقمار وكل شيء. كلها تتحرك ككتلة واحدة بحيث تظل الشمس ثابتة لا تتحرك بالنسبة للأرض وبقية الكواكب.
مثل ذلك مثلما تدور حول المدينة في باص. الباص لا يتحرك بمفرده بل يتحرك معك ومع كل الركاب والكراسي ككتلة واحدة. بالنسبة لمقعدك المقعد الذي أمامك ثابت والذي خلفك ثابت ومقعد السائق ثابت. يمكن تشبيه مقعد السائق بالشمس ومقعدك بالارض وبقية المقاعد ببقية أعضاء المجموعة الشمسية.
دوران الأرض حول الشمس وميلان محورها يتسبب بظاهرة أخرى وهي تغير مكان مشاهدة شروق الشمس ومكان غروبها بدرجة تتناسب مع درجة ميل محورها. إذا مثلنا الافق بدائرة وجعلنا الشمال الحقيقي يقع عند الدرجة صفر وتحركنا باتجاه عقارب الساعة فإن الشرق الحقيقي سيقع عند الدرجة 90 والغرب الحقيقي سيقع عند الدرجة 270

بدائية مفهوم محمد الخاطئ
يشاهد نقطة الشروق من الشرق الحقيقي فقط عند الاعتدال الربيعي 21 مارس والغروب من نقطة الغرب الحقيقي عند الاعتدال الخريفي في 21 سبتمبر وكل يوم يتغير مقدار طلوعها بما يقارب 0.4 درجة.
هذا التغير يدرك بالعين بالمجردة ويلاحظ من قبل أي انسان وببساطة وتلقائية ولا اعتقد يوجد أحد منا لم يلاحظه.
وقد لاحظ الانسان القديم ذلك و اعتقد البعض كمحمد أن هناك مشارق عديدة ومغارب عديدة.
والنقطة التي تظهر الشمس وكأنها تشرق منها على خط الأفق تختلف يوميا على مدار السنة ويبلغ البعد بين اقصى نقطة جنوبا إلى اقصى نقطة شمالا 47 درجة.
إدراك حركة الشمس وتغير أماكن شروقها وغروبها على طول السنة بالنسبة لساكن الأرض هو في الحقيقة ظاهرة بصرية نتيجة دوران الأرض حول الشمس وحول نفسها وانحراف محورها بمقدار 23.5 درجة عن الخط المتعامد مع المستوى الافقي الذي يقطع مدارها حول الشمس ويوازي المحور الأكبر لهذا المدار.
من هذا التغير الواضح أنشأ الانسان القديم التنجيم وهو صنعة كهنوتية لعلم الغيب وتنبؤ المستقبل.
بدأ هذا العلم الزائف في بلاد الرافدين حوالي القرن السابع قبل الميلاد.
قام البابليون بتقسيم الكرة السماوية الى 12 قسما متساويا بمقدار 30 درجة لكل قسم, وهذا التقسيم هو أساس الأبراج الاثني عشر وعلم التنجيم.
وقام التقويم البابلي بتعيين شهر من اشهر السنة لكل برج.
علم الأبراج البابلي عكس نفسه في التوراة العبرانية كما يوضح إي دبليو بوللنجر ذلك. ثم وصل علم النجوم البابلي إلى الاغريق حوالي القرن الرابع قبل الميلاد. ثم انتقل الى الرومان كما وصل الى الحضارة الفرعونية وصار علم التنجيم وحركة الأبراج شيئا مهما للإنسان القديم.
ولكن هذا الأمر امتد لحضارات أخرى فظهر هذا العلم عند الهندوس وهناك اختلافات وتشابهات بين البروج الهندوسية والاغريقية.
مثل علم الأبراج ركيزة أساسية في السحر والتنجيم والكهانة لدى كل الحضارات الإنسانية القديمة.
المشارق في كلام العرب
القول بوجود مشارق عديدة ومغارب عديدة تعبير خاطئ نشا عن جهل الانسان البدائي.
الساجع اضطر في سجعية أخرى للاختصار فقال رب المشرقين ورب المغربين لموافقة السجع والقافية.
وكانت العرب تكرر نفس التعابيرلأن الفهم البدائي كان هكذا. يقول أمية بن ابي الصلت:
بلغ المشارق والمغارب يبتغي **آثار ملك من كريم محتد.
وللمتنبي:
لَو سابَقَ الشَمسَ مِنَ المَشارِقِ *** جاءَ إِلى الغَربِ مَجيءَ السابِقِ
وآخر:
طلعن شموسا والغمود مشارق ... لهن وهامات الرجال مغارب
سلسلة خطأ وترقيع
محاولات الترقيع
يتم ترقيع الأخطاء البدائية عادة عن طريق تحريف المعنى وإنكار المعنى الواضح إنكارا شديدا يبعث على السخرية.
فيظهر المرقع وأحيانا العامي البسيط وكأنه سيد اللغة ويعرفها أحسن ممن كان يتكلمها كلغة أم بالسليقة فيخطئون الصحابة وابن عباس ولسان العرب ومختار الصحاح والطبري وابن كثير ويظهرون علماء لغة هكذا بقدرة قادر.
وبعضهم لا يجيد إعراب جملة واحدة ولا نظم بيت شعر واحد ولا يفرق بين الذال والزاي.
فيأتي المرقع منهم ويقول ليس المقصود هذا الذي ذكره ابن عباس او ابن كثير بل المقصود هو كذا وكذا ويضع ترقيعه هنا.
لا يوجد ترقيع يستحق الذكر لهذا الخطأ في الحقيقة وكلها محاولات إصلاح ظاهر عيبها وخللها.
لمزيد من الاطلاع:
Fundamentals of physical geography, 2nd edition
Algebra and trigonometry, 3rd edition
Babylonian star catalogues and MUL.APIN
E.W. Bullinger, The Witness of the Stars
D. James Kennedy, The Real Meaning of the Zodiac.
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

تطبيق اندرويد

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
