الأكاذيب الكبرى – مكة والنسبة الذهبية
رأينا في الأجزاء السابقة من سلسلة الأكاذيب الكبرى كيف تعمد المؤسسة الكهنوتية إلى اسلوب إعادة التأويل وإقحام عبارات افتراضية من أجل تحويل نصوص الشعوذة الغامضة إلى نصوص علمية. لا يملك الكهنوت نصا واضحا يمكن التعويل عليه أو اعتباره نصا قابلا للاعتبار والتفكير. لديهم نص شعوذي يعيدون لويه وعصره واغتصابه مرات ومرات
رأينا كيف ادعوا المعرفة بسرعة الضوء مع أن مؤلف النص الأصلي لم يكن حتى يعرف مفهوم السرعة. ورأينا كذبة المجال المغناطيسي الذي عاش ومات مؤلف النص الاصلي وهو لا يعرف عنه شيئا. وهنا سنناقش كذبة أخرى : تحقيق الكعبة للنسبة الذهبية.
ما هي النسبة الذهبية
تتحقق النسبة الذهبية بين عددين س و ص حيث س > ص إذا تحقق التالي:

وهي تساوي

وهذا رقم أصم غير منطقي ليس كسريا ولا عشريا وعند تمثيله بعدد عشري نجد أنها عدد عشري لا تنتهي حدوده ويساوي تقريبا =
1.1680339887499………….
رغم كثرة الحدود إلا أن الرقم العشري مجرد تقريب لأن النسبة الذهبية عدد أصم
فحوى الادعاء الكهنوتي
تقوم عبادة الوثنخاف بشكل عام على افتراض الأمور وليس اثباتها. فيفترض الكاهن الوثنخافي أن مؤلف القرآن ايا كان يعرف النسبة الذهبية رغم أن المؤلف نفسه لم يدع ذلك ولم يقل شيئا يدل على أنه يعرفها. هذه النسبة التي عرفها الاغريق قبل ظهور القرآن بآلاف السنين. بل إننا من مسألة بسيطة كمسألة المواريث نستطيع أن نستنتج أن ناظم سجعيات القرآن سواء كان بشريا أم كائنا فضائيا كما يتوهمون لا يعرف حتى مبادئ الرياضيات البسيطة. لكن دعونا نجاريهم ونرى إلى وصل بهم الحال من خيانة الأمانة العلمية وفبركة الأكاذيب
تقول مؤسسة الكهنوت:
إذا تساءلنا: أين نقطة النسبة الذهبية لكرتنا الأرضية؟ فسنجد أن نسبة بُعد مدينة مكة عن نقطة القطب الجنوبي، إلى بعدها عن نقطة القطب الشمالي، هي 1.618 تماماً. أي النسبة الذهبية. وزيادة على ذلك فإن نسبة البعد بين القطبين إلى بُعد مدينة مكة عن نقطة القطب الجنوبي هي أيضاً 1.618. ولا تنتهي المعجزات بذلك، لأنه حسب خارطة الطول والعرض التي يحدد البشر من خلالها الأماكن، فإن نقطة النسبة الذهبية، تتواجد في مدينة مكة، أيضاً فإن نسبة بُعد مكة المكرمة من جهة الغرب إلى خط التوقيت اليومي إلى بعدها الشرقي إليه، هي 1.618، وبشكل يبعث على الاندهاش، نرى أن الرقم 1.618 أي النسبة الذهبية، هي نفس نسبة البعد المحيطي لخط عرض الكرة الأرضية (المار بمكة) إلى بُعد مكة من الجهة الغربية عن خط التوقيت اليومي.
لاحظوا عملية التأثير اللفظي عن طريق تنميق العبارة وزخرفة القول واستخدام لغة طنانة رنانة مبالغة وهذا اسلوب كهنوتي معروف حيث يتم اللجوء إلى التأثير اللغوي واللفظي وتعابير البلاغة لتخدير المستمع عاطفيا بدل إبراز الحجة والدليل المفقود أصلا
يتم استغلال عدم اهتمام الناس بالرياضيات وكون محاولة التحقق من هذا الادعاء امر ممل ورتيب فيتم تمرير هكذا اكاذيب.
أكاذيب ومغالطات الادعاء الكهنوتي
أولا
قوله: ” 1.618 تماماً هي النسبة الذهبية. “…. كاذب. الرقم 1.618 هو تقريب للنسبة الذهبية إلى الرقم العشري الثالث. وهو رقم نسبي يساوي

وهذا العدد ليس النسبة الذهبية التي يجب أن تكون عدد أصم غير نسبي وقيمته تساوي

ثانيا
موقع مكة لا يحقق حتى العدد التقريبي 1.618 الذي تم استخدامه بدلا عن القيمة الحقيقية للنسبة الذهبية. يعني حتى الرقم الذي تم تغيير النسبة الذهبية به تم التدليس في الحسابات القائمة عليه ولم يتم نقل النتيجةالصحيحة لقرائهم لأن غرض الكهنوت لم يكن إيجاد الحقيقة أبدا بل إن غرضهم دائما وأبدا هو إيهام الناس بصحة افتراضاتهم التي لم يتم اثباتها يوما ما ولن يتم طبعا
ثالثا
بعد المغالطة في القيمة الحقيقية للنسبة الذهبية والمغالطة في الحسابات الناتجة عن الرقم التقريبي فإنه تم استخدام هذه النسبة في قياس مسافات تتجاوز 40000 كيلومتر (محيط الأرض)، ومع درجة التقريب التي قاموا بها – أي إسقاط الرقم العشري الرابع وما خلفه – فإنه ينتج عن هذا التقريب خطأ كبير قدره عشرات الكيلومترات. وهذا يعل مناطق شاسعة حول مكة تحقق النسبة الذهبية كمدينة الطائف وجدة والمدينة وصحراء نجد. بينما النقطة الذهبية هي مكان واحد لا يتعدى بضعة أمتار
رابعا
تزيين الأكاذيب بزخرف القول وتنميق الألفاظ..من تعريف النسبة الذهبية نجد أنه إذا كان موقع مكة يحقق النسبة الذهبية بين بعديها إلى القطبين الجنوبي والشمالي على التوالي، فحتماً لا بد وأن تكون نسبة المسافة بين القطبين إلى المسافة بين مكة والقطب الجنوبي هي أيضاً النسبة الذهبية، ولو لم يكن الأمر كذلك لما كانت تلك النسبة ذهبية أبداً.
لكن نجد في قوله: (وزيادة على ذلك فإن نسبة البعد بين القطبين إلى بُعد مدينة مكة عن نقطة القطب الجنوبي هي أيضاً 1.618) وكأنه يفيد بإضافة جديدة، والحقيقة أن هذه الإضافة ليست إلا تحصيل حاصل. هذا يعني أن رجل الكهنوت هذا إما غبي لا يعرف ما هي النسبة الذهبية أو أنه يعامل اتباعه على أنهم أغبياء فيضحك على عقولهم وهذا هو الأرجح
خامسا
كما سنرى حسابيا موقع مكة لا يحقق النسبة الذهبية بقيمتها الحقيقية كما أنه ايضا لا يمثل حتى النسبة
1.618التقريبية التي استخدمها الكهنوت وهي

موقع مكة والتحقق من حسابات الكهنوت
أفضل نقطة لتحديد إحداثيات مكة هي نقطة الكعبة التي دار حولها التدليس. لكن يمكن للقارئ استخدام أية نقطة أخرى وعمل الحسابات والتأكد بنفسه.
تقع الكعبة على خط عرض 21.42249 شمالا وخط طول 39.8262 شرقا
تقع نقطة القطب الجنوبي على خط العرض -90 ونقطة القطب الشمالي على خط العرض +90
تبعد الكعبة عن القطب الجنوبي بمقدار 111.42249 خط عرض وعن القطب الشمالي بمقدار68.57751 خط عرض
المسافة بين القطبين تبلغ 20003.93 كيلومتر (محيط الارض القطبي = 40007.68 كيلومتر)
حساب البعد بين مكة والقطب الجنوبي
(20003.93/180)*(21.42249 + 90)
=
12383 km
حساب البعد بين مكة والقطب الشمالي
(20003.93/180)*(90 – 21.42249 )
=
7622 km
سنستخدم هذه القيم لمساعدتنا في حساب احداثيات المكان على الارض الذي يحقق النسبة الذهبية ونرى هل هو مكة أم موقع آخر
الادعاء الكهنوتي الأول يقول
يقول المدعي من طرف الكهنوت : أن نسبة بُعد مدينة مكة عن نقطة القطب الجنوبي، إلى بعدها عن نقطة القطب الشمالي، هي 1.618 تماماً
التحقق
12382.7094/7621.2206
=
1.625
ولأن عبدة الوثنخاف عموما لا يبحثون عن الحقيقة مهما كانت بل يرغبون فقط في تصديق ما يوافق معتقداتهم بأي طريقة كانت فإنهم ينتهون دائما بمغالطة أنفسهم
ولذلك سنجد من يقول أن هذه القمية قريبة. وهذا شخص يرفض قبول الحقيقة وهي أن الكعبة ومكة لا تحقق النسبة الذهبية ويرغب في تصديق أنها تحققها ولو كذب على نفسه
قريبة أو لا يهم. المهم أنها لا تحققها. هناك نقطة أخرى تحققها تماما. هناك فعلا على الارض نقطة تحقق النسبة الذهبية فلماذا نعمى عنها ونسلبها من هذه الخاصية ونعطيها لموقع نقول أنه قريب. هناك أماكن أقرب بكثير. واحد من عشرة في محيط يبلغ 40000 كم يعني الكثير
هذا الرقم لا يساوي النسبة الذهبية ولا يساوي حتى الرقم العشري الذي استخدموه. ما يهمنا هنا هو الرقم المساوي وليس بالتقريب. سنرى لاحقا كم يبعد بالكيلومترات. 180 خط عرض تمثل أكثر من 20000 كيلومتر ولذلك الفرق الذي ببدو صغيرا قد يكون عبارة عن مئات الكيلومترات. سنكمل أجزاء الادعاء الكهنوتي ثم نحسب النقطة الذهبية بشكل صحيح ونرى هل تقع في مكة أم تبعد عنها وبمقدار كم تبعد عنها
الادعاء الكهنوتي الثاني يقول:
(نسبة البعد بين القطبين إلى بُعد مدينة مكة عن نقطة القطب الجنوبي هي أيضاً 1.618)يقول الكهنوت
التحقق:
20003.93/12382.7094
=
1.615
لا يساوي النسبة الذهبية ولا يساوي الرقم العشري الذي استخدموه. مرة أخرى ما يهمنا الآن هو القيمة الدقيقة وليس التقريب. الفارق يبدو صغيرا لكن إذا أخذنا بالاعتبار أن محيط الارض يساوي 40000 كيلومتر فإن فارق 0.003 يساوي 120 كيلومترا وهذا رقم كبير. نقطة واحدة فقط يجب أن تحقق النسبة الذهبية وسنقوم بحسابها لاحقا
الواضح أن الكهنوت قام ببعض التحاذق والفذلكة واستغل قرب القيم ليدعي أن موقع الكعبة هو النقطة الذهبية. كما يبدو أن مفبرك الادعاء كان قادرا على حساب النقطة الذهبية الصحيحة ويمتلك المعرفة الرياضية الكافية لكنه فضل التدليس الديني كالعادة على الحقيقة وادعى أن النقطة الذهبية هي موقع مكة
قام الكهنوت أولا بتغيير النسبة الذهبية الى رقم عشري هو 1.618 ثم قاموا باعتبار أي رقم قريب منه هو ايضا النسبة الذهبية. يتم عادة إفراغ القيم الأصلية من معناها وإعطائها معاني تدليسية. انطبق هذا كثيرا على الكلمات في لعبة الترقيع اللفظية المعروفة
نواصل التحقق من الادعاء الكهنوتي ونواصل الحسابات حتى نحصل على المعطيات الكافية لحساب النقطة الذهبية الصحيحة ونرى هل هي كما ادعوا وإذا لم تكن كم يبلغ بعدها عن موقع الكعبة
ادعاء الكهنوت الثالث يقول:
(نسبة بُعد مكة المكرمة من جهة الغرب إلى خط التوقيت اليومي إلى بعدها الشرقي إليه، هي 1.618) قال المدعي
التحقق:
يقع خط التوقيت اليومي عند خط الطول 180 درجة
يبلغ محيط الأرض الاستوائي 40075.017
km
بعد مكة من جهة الشرق عن خط التوقيت الدولي:
(40075.017/360) *(180 – 39.8262)
=
15604.0762
كيلومتر
بعد مكة عن خط التوقيت الدولي غربا
=
(40075.017/360) *(180 + 39.8262)
=
24470.9408
كيلو متر
نسبة بُعد مكة المكرمة من جهة الغرب إلى خط التوقيت اليومي إلى بعدها الشرقي إليه
=
24470.9408/15604.0762
=
1.568
مرة أخرى لا يساوي النسبة الذهبية ولا حتى الرقم العشري الذي استخدموه بدل النسبة الذهبية. لنستكمل العملية للنهاية
ادعاء الكهنوت الرابع:
بلغة طنانة رنانة تفوح منها رائحة الخداع يقول المدعي الكهنوتي : وبشكل يبعث على الاندهاش، نرى أن الرقم 1.618 أي النسبة الذهبية، هي نفس نسبة البعد المحيطي لخط عرض الكرة الأرضية (المار بمكة) إلى بُعد مكة من الجهة الغربية عن خط التوقيت اليومي
التحقق:
40075.017/24470.9408
=
1.638
رقم بعيد عن كل من النسبة المزعومة 1.618 وعن النسبة الذهبية الحقيقية ايضا. بدأت الأرقام تصير اكثر بعدا
طبعا عبارة وبشكل يبعث على الادهاش عبارة كهنوتية مشهورة لغرض التأثير اللفظي والعاطفي. ورأينا أنه لا معنى لحساب الجزء الثاني من كل ادعاء لأن تعريف النسبة الذهبية يقتضيه. وهذا يعني إما أن رجل الكهنوت غبي لا يعرف تعريف النسبة وإما أنه يستغبي اتباعه ويضحك على سذاجتهم وهذا هو الأرجح
الآن دعونا نرى أين تقع النقطة الذهبية الصحيحة ونحسب بعدها عن الكعبة إذا كانت خارج مكة
:
خط عرض النقطة الذهبية
حساب خط عرض النقطة الذهبية

بدأ يتضح أن النقطة الذهبية لن تكون في مكة. خط عرضها لا يمر بمكة ويمر بمناطق إلى الجنوب منها. لنواصل حساب خط طولها ونرى أين تقع بالتحديد
حساب خط طول النقطة الذهبية

أي خط الطول 42.4922 شرقا. يبعد عن مكة بثلاثة خطوط طول كاملة. هذا فارق توقيت يساوي 12 دقيقة. أي أن مركبة بسرعة دوران الارض حول نفسها ستحتاج أكثر من عشر دقائق لقطع المسافة من مكة إلى النقطة الذهبية الصحيحة على الارض. مرة أخرى لا يمر بمكة. النقطة الذهبية إذن إحداثياتها هي
21.246118 N , 42.492236 E
يمكننا الآن ادخال هذه الاحداثيات في جوجل ايرث أو جوجل ماپس لنرى الموقع الصحيح للنقطة الذهبية. أو انقر هنا لتراها على خرائط جوجل
هذه نقطة تبعد عن مكة بحوالي300 كم. تمر بالسعودية لكنها بعيدة جدا عن مكة. يبدو أن مفبرك الادعاء عرف أنها تمر بالسعودية واستلهم من ذلك صناعة الكذبة
منطقة مقفرة بالقرب من بلدة اسمها رنية. لا يوجد شيء مميز. مقلب الوثنخافيين هو إيمانهم بوجود مصمم ذكي وهو وثنهم الخفي. ولذلك تشوهت طريقة تفكيرهم إلى حد كبير
الصورة التالية توضح موقع النقطة الذهبية.

النتيجة هي أنه اذا كان الله ينوي فعلا جعل الكعبة في النقطة الذهبية فقد اخطأ الحساب بأكثر من 300 كم. لكن كما قلنا سابقا الكهنوت مثل اللص المازح يأخذ الشيء بغرض السرقة فإذا لم يلاحظه أحد أتم فعلته وإذا انكشف يقلبها مزاح. والكهنوت إذا لم يكشفه أحد استمر بالتدليس وإذا تم فضحه يقول هو اجتهاد وغير ملزم والخطأ يقع على المجتهد وليس على النص وهكذا
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
