من أين جاء الله
هتلر اسمه هتلر بالالمانية وهتلر بالعربية وهتلر بالانجليزية. بوتين اسمه بوتين بالروسية وبالعربية وبالانجليزية وبكل لغات الأرض.
لكن الله اختلف اسمه باختلاف اللغة. الله عند العرب إيل عند الآشوريين يهووه عند اليهود ديوس عند الاسبان جاد عند الانجليز خدا عند الهنود.
السبب الوحيد المنطقي هو أن الانسان القديم كان يحرف الاسماء لتناسب لغته ويساعد في ذلك صعوبة التواصل بين الشعوب واللغات. من أطلق الاسم هو الذي اخترع المسمى. من أطلق الاسم وبلغته لهجته وجد قبل المسمى. حقيقة بديهية بسيطة
فكيف ظهر لفظ الله وكيف صار هو إله الاسلام؟
ظهور ديانات الوثن الواحد
أول ظهور لفكرة توحيد الأوثان في معبود واحد كان في القرن ال14 قبل الميلاد. هذا يسبق زمن موسى طبقا للتوراة بمائة عام فقط. وهذا يعني شيئا واحدا –اليهود التقطوا الفكرة واحتكروا الوثن الواحد الخفي لهم. وماذا عن ابراهيم ونوح وبقية الشخصيات التي سبقت موسى طبقا للتوراة؟ هذه مجرد قصص توراتيةفبركها الحاخامات من أجل تمرير فكرة الوثنخاف الواحد وكل الأدلة الأثرية والنقوش تبرهن على عدم وجود هذه الشخصيات اطلاقا
بعد السبي البابلي أثرى الحاخامات قصصهم من فولكلور حضارات العراق القديم وطوروها كقصة كملحمة جلجاميش التي نسخوا منها قصة نوح والطوفان وقصص أخرى كقصة آدم وقصة الراعي والمزارع (هابيل وقابيل في القرآن)

عندما رأى الإنسان القديم القمر يجري في السماء كما فهم من مدركاته الحسية فسر جريانه بوجود كائن عاقل وسماه إله القمر. كان سين أحد أسمائه. وعندما رأى الشمس تجري في السماء مثل القمر فسر ذلك بوجود عامل عاقل سماه إله الشمس. وكذلك الرياح والمطر والسحاب والحب والموت والزراعة الى آخر القائمة
وفي زمن الفرعون آمينــــ ــ حوتب في حوالي 1350 قبل الميلاد (قبل زمن موسى المزعوم طبقا للتوراة بحوالي 100 عام) رأى شيئا آخر. قال للناس أن الذي يحرك الشمس والقمر والرياح والمطر وكل هذه الاشياء هو كائن عاقل واحد وهو آتون أو آتين. وغير اسمه من آمينــ ـ حوتب التي تعني ليرضى آمون (وينطق آمين ايضا) وهو الإله الذي كان اسمه يردد في المعابد بعد الصلوات الفرعونية ( وما زال إلى يومنا بفضل اليهود) إلى إخناتون أو أخناتين وتعني قوة آتون أو آتين. وهكذا نشأت فكرة توحيد الأوثان.
يظن عبدة الوثنخاف في زمننا هذا أنهم ليسوا وثنيين ,انهم أذكى من متعددي الأوثان. والحقيقة لا فرق. كلهم يجهلون كيف جاء الكون ومكوناته فنسبها عبدة الوثنخاف إلى وثن واحد خفي ونسبها الوثنيون إلى أكثر من واحد. وكلاهما بنى استنتاجه على التوسل بالجهل : نجهل كيف جاء الكون ومكوناته إذن الوثنخاف موجود وهكذا.
لم تقدر عقولهم على تقبل عدم قدرتهم على فهم كيف جاء الكون المنظم المعقد بدون قوة عاقلة خلفه فاخترعوا كائنا أكثر تعقيدا وتنظيما من الكون وقبلوا ظهوره بالصدفة بدون أية قوة عاقلة. ولا يمكنهم في ظل سيطرة الكهنوت على التعليم فهم كيف صار معروفا في العلم أنه من الضرورة أن يظهر شيء من لا شيء
اليهود بحكم احتكاكهم بالفراعنة عرفوا فكرة توحيد الأوثان المتعددة في وثنخاف واحد. فاخترعوا الوثنخاف العبراني وسموه إيل في بداية عهدهم ثم سموه بعد ذلك يهووه. ورث المسيحيون هذا الوثنخاف وسموه الرب وجاد وديوز كل حسب لغته. ثم ورثه المسلمون وسموه الإيل – الإلاه – اللاه – ثم فخموها فصارت الله.
عزيزي عبد الوثنخاف — كونك وحدت الأوثان في وثن واحد لا يعني أنك لست وثنيا. الموحدون ايضا وثنيون لأن العدد لا يهم ما دمت عبدا لوثن ما. وكونك جعلت وثنك خفيا تضطر لتخيله تخيلا ثم اقناع نفسك بوجوده لا يعني أنك لست وثنيا. كونك تمرغ جبهتك خمس مرات يوميا في التراب نحو مكعب أسود من الاحجار يظل دليلا حيا متكررا كل يوم يصرخ في وجهك ويقول لك أنت وثني رغم إنكارك لحقيقة ذاتك ومغالطتك لنفسك


الله وثنخاف يحمل اسما عربيا
بعد اكتشاف الانسان للزراعة قبل حوالي 10000 سنة بدأت التجمعات الحضرية في الظهور وحدث تطور كبير في نمط الحياة من مجمواعت صيادين ورعاة إلى تجمعات سكنية مستقرة سمحت بظهور القرى والمدن والممالك.
هذا النمط سمح بظهور التنوع بين الناس فلم يعد الصيد والرعي هما وظيفة كل شخص من أجل العيش بل صار هناك مزارعون وهناك حكام وجنود وبدأ يظهر نوع من التخصص والمهارات المتنوعة.
وسمح ذلك بظهور الكهنوت المنظم. إذ ظهرت مجموعة من الناس صنعت الآلهة ثم ادعت أنها تستطيع التواصل معها ولب العون منها.وتطورت مهنة الكهانة. وارتبط الكاهن بالملك ارتباطا وثيقا وكان الكاهن أحيانا هو الملك نفسه
كان الإله إيل هو كبير الآلهة في كثير من حضارات الشرق الأوسط كالآشوريين والكنعانيين
وأخذ قدامى العبرانيين فكرة توحيد الاوثان في وثن واحد من الفراعنة واختاروا الإله إيل وجعلوه إله اليهود. وبدلا من وجود إله آخر للشر تم اختراع فكرة الشيطان لتحل محل إله الشر
وبدل وجود إله للمطر وإله للرعد وإله للخصوبة الخ تم اختراع الملائكة لتكون مساعد الإله في هذا الأمر فكان جبرا-إيل وإسرافـــــــ- إيل وميكا-إيل
اختراع اليهود لفكرة الملائكة كطريقة لتحويل الآلهة الأخرى إلى معاونين تفسر لماذا اسماء الملائكة باللغة العبرانية حتى عند المسلمين
صار يضاف كلمة إيل لآخر الكلمة ليدل على أنه مساعد تابع للإله إيل وليس إلها بحد ذاته
الله عند العرب
العرب كان لهم نفس فكرة الحضارات المجاورة. فكما كان إيل كبير آلهة الكنعانيين كان ايضا كبير آلهة العرب. وكان يتم تحوير الأسماء عند العرب لتناسب لغتهم. فكما يصير جوزيف يوسف ويصير جاكوب يعقوب ودايفيد داوود وسولمون سليمان صار إيل الله.
الله هو اللفظ العربي لكلمة إيل . الله وإيل وإله ثلاث كلمات تحمل نفس المعنى لدى العرب.
وكان هناك إلهة تحمل نفس الاسم لدى العرب هي اللات. الله المذكر واللات المؤنث
اعتنق العرب هذه الفكرة قبل ظهور الاسلام بمئات السنين.
قال أوس بن حجر يحلف باللات
وَبِاللاتِ وَالْعُزَّى وَمَنْ دَانَ دِينَهَا
وَبِاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ مِنْهُنَّ أَكْبَر
الله منهن أكبر. كانت العرب تقول الله أكبر.
الله اكبر هي تثبيت لكون الله هو كبير الآلهة عند العرب
القرآن وفكرة الله قبل الاسلام
بتأمل سجعيات محددة في القرآن نجده يثبت فكرة الله ككبير للآلهة. فكرة كبير الآلهة وردت في قصة ابراهيم ايضا. كما نجد أن العرب كانت له إله اسمه الله وهو كبير آلهتها. الفكرة التي سماها مؤلف القرآن بالشرك في صدد إلغائه لبقية الأوثان وإبقائه على وثن واحد غير مرئي
أ أنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟ قال : بل فعله كبيرهم فإسألوهم إن كانوا ينطقون
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ – العنكبوت 61
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ- العنكبوت 63
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ- لقمان 25
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) – الزخرف
إذن الله إله عربي قبل الإسلام. وكان الناس تتسمى بعبدالله كعبدالله بن أبي وعبدالله بن جدعان ووالد مؤلف القرآن
مؤلف القرآن التقط كبير آلهة الوثنيين وقضى على الآلهة الأقل منه. وكان لدى الوثنيين آلهة مرئية مثل مناة والعزى وهبل وآلهة غير مرئية مثل اللات والله
محمد اختار الإله غير المرئي كبيرهم وألغى بقية الآلهة. الأديان الابراهيمية هي ايضا أديان وثنية بوثن واحد غير مرئي
ما هي المصادر الأولى لله؟
قد لا يعدو الأمر كونه لغويا. الله هو النطق العربي لكلمة إيل كما أن يوسف هو النطق العربي لكلمة جوزيف وقد ورد إيل بلفظ إل في القرآن
لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً – التوبة 10
لكن هناك مصادر تشير إلى ظهور اسم الله إلى الديانات الوثنية في بلاد الرافدين
أول ظهور لكلمة الله كان في ملحمة أتراهاسيس الأكادية التي تحكي أسطورة خلق الكون والحياة وعن الطوفان
يرد الله كأحد الآلهة التي تمت عبادته في ألواح هذه الملحمة التي ترجع الى 1700 سنة قبل الميلاد
الله في الألواح تم وصفه بأنه إله العنف والثورة. الله كان إلها وثنيا عراقيا قديمة للعنف والثورة
تبدأ الملحمة بشرح كيف أن كل الآلهة عملت بجهد مضني تحت أمر إنليل أو إيليل
لكن الآلهة ثارت وكان أحدها الإله الله
هذا المقطع من الألواح يصف كيف قام الله باقناع بقية الآلهة للثورة ضد انليل:
Then Alla made his voice heard and spoke to the gods his brothers,’ Come! Let us carry Elil, the counselor of gods, the warrior, from his dwelling. Now, cry battle! Let us mix fight with battle!’
لم يكن الله إذن سوى إله اخترعه الوثنيون القدامى في معابد كهنة بلاد الرافدين والتقطه العرب ليكون كبير آلهتهم ثم جاء محمد فجعله إله الإسلام
