man people sand desert

أسطورة الخروج

هناك فرق بارز بين القصة التي يؤلفها شخص سليم وبين القصة التي يؤلفها شخص مذهون. ويعتبر اختبار القصص من أهم الاختبارات الاسقاطية التي تجرى للمريض الذهاني. ويعرف كل متخصص قام بتحليل اختبار تات مثلا كيف يتميز القصص الذهاني بالتناقضات الكامنة وتشويه الأفكار وارتباك الترتيب والخلط بين الأزمان وأحيانا الأشخاص وتغيير الأحداث وتعدد السيناريوهات حتى أن القصة الواحدة يمكنها أن تكون أكثر من قصة

وهناك علامة أخرى تبرز عند تكرار المذهون لسرد القصة وهو تناقض التفاصيل. فبالرغم من أنه ينجح في الحفاظ على العناوين العريضة إلا أنه يفشل في الالتزام بنفس التفاصيل

ويعود ذلك إلى الاضطراب في تخزين المعلومة بسبب تشوه المعلومات المخزنة سابقا بالأفكار الضلالية لاحقا

وفي كل قصص القرآن نجد هذه البصمة الذهانية التي تسميها مؤسسة الكهنوت إعجازا. نجدها في قصص النمل القائل والهدهد العابر للقارات الخبير بلغات البشر وفي مواضع أخرى كثيرة

وقد تناولت في سلسلة القصص الذهاني بعض جوانب العلامات الذهانية في القصص القرآني

وفي هذه الحلقة سأتناول قصة الخروج. وهي أسطورية عبرية سمعها محمد باكرا عن طريق جلساته طوال سفرياته في تجارة القوافل على يد بحيرى الراهب. تحت إشراف أبي طالب في البداية ثم تحت إشراف ميسرة غلام خديجة المكلف بالمهمة بعد ذلك. ثم جاء دور ورقة وخديجة نفسها بعد تزوجها به

وعندما أصيب بالذهان وسيطر عليه وهم الاصطفاء والعظمة أعاد صياغة اسطورة الخروج بذاكرة مضروبة لتكون مزيجا بين القصة التوراتية والتشوهات الذهانية

أنتج التأثير الذهاني على محمد عدة أخطاء تاريخية سواء بالمقارنة بالآثار الموثوقة ونقوش الفراعنة أو بالرواية العبرانية التي أدخلت الفكرة في رأسه بالمقام الأول

خواء الأسطورة

اهتم كثير من علماء الآثار بمحاولة التحقق من قصة الخروج التوراتية. حدث الخروج هو الحدث الأهم في الديانات الإبراهيمية. هو اللبنة الأولى لليهودية والمسيحية والإسلام والقاديانية والبهائية. الديانات الإبراهيمية الخمس المعاصرة

العلم في الغالب لا يثبت نفي ادعاء. أي ادعاء لم يقدم عليه دليل يعتبر باطلا ولا نحتاج لتضييع الوقت عليه. ولذلك لا نستطيع القول أن علم الآثار اثبت أن قصة الخروج وهمية. تماما كما لا يمكن أن نقول أن علم الآثار اثبت أن قصة السندباد وهمية. محاولة اثبات كل ادعاء ليست مشكلة العلم وإلا ضاع الوقت كله. محاولة اثبات أي ادعاء هي مشكلة من قام به

لكن العلم يستطيع أن يقول, لمن يبحث في حقيقة أي ادعاء, ما إذا كان هناك فعلا دليل ذو مصداقية يدعمه أم لا. وهذا ما قاله علم الآثار حول قصة الخروج

يقول علم الآثار أنه لا يوجد شيء في السجلات المصرية يدعمها. ولا يوجد شيء عن استعباد الفراعنة للإسرائيليين. ولا شيء عن الطاعون المزعوم في القصة الدينية. ولا شيء عن العبور الخارق للبحر الأحمر

أما قصة القرآن فهي بكل المقاييس خاطئة. أضاف فيها الساجع هلاك المصريين وإيراث بني إسرائيل أرضهم وديارهم ومشارق الأرض ومغاربها كما سنرى من سجعيات القرآن لاحقا

يتفق علماء الآثار حتى المتدينون منهم أن توهان الآلاف في صحراء سيناء لمدة أربعين عاما لن يمضي بلا أثر. ودولة ضخمة مثل ما يقال عن دولة داود وسليمان لن تمحى آثارها من وجه الأرض وستترك أثرا بسيطا ولو على شقفة فخار

الخلاصة أنه إذا كنا لا يمكن لنا أن ننفي تواجد الاسرائيليين في مصر وهروبهم إلا أننا نستطيع أن نرى أن تفاصيل القصة الكهنوتية كاذبة. ربما حدث أن هربت مجموعة صغيرة غير مهمة إلى درجة أن لا أحد اهتم بنقشها وإلى درجة أنها لا تكفي لترك أي أثر. أضيفت لها خرافات شق البحر وتطور الخشب إلى أفاعي وإرسال القمل والضفادع وهلاك الفراعنة وبقية العنتريات الإلهية التي لا تختلف عن مواصفات الخرافة

أخطاء الساجع

قال مؤلف القرآن ان قوم فرعون هلكوا جميعا بالغرق ولم يبق منهم أحد

 وقال ان بني اسرائيل  ورثوا مصر بعد هلاك فرعون وقومه

 ويظهر من السجعيات أنه اعتقد ان المكان الذي القي فيه موسى صغيرا هو نفس البحر الذي شقه بالعصا

 كما اعتقد ان فرعون هو اسم علم لرجل واحد حكم مصر ايام موسى ولم يعامله كلقب لملوك مصر

هلاك المصريين اجمعين:

يؤكد مؤلف القرآن في عدة مواضع في القرآن أن الفراعنة تمت إبادتهم. لم يكن المسلمون الأوائل يجدون مشكلة في هذه المعلومة فهم لا يعرفون أي شيء صحيح عن الفراعنة . والتوراة بالنسبة لهم محرفة. أدرك محمد في المدينة اضطراب ذاكرته فعمل احتياطاته وقال لهم التوراة محرفة. نفس السبب الذي جعله يخترع فكرة الآيات المتشابهات لتغطية التناقضات في سجعياته.

لكن الكهنوت المعاصر يعرف أن هذا مأزق كبير ولا بد من ترقيعه. فيقوم بإعادة تفسير السجعيات التي تحدث عن فناء الفراعنة كلهم

يقول الساجع في سورة الإسراء مؤكدا اعتقاده الخاطئ بفناء كل المصريين

فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)

تم إغراق فرعون وجميع من معه وقام بني إسرائيل بالاستيطان في مصر بعدهم كما سنوضح لاحقا

لكن الكهنوت يستغل غموض النص ومطاطيته كباقي كلام المشعوذين والكهنة ويقول أن المقصود بمن معه جميعا فقط الذين خرجوا. والمقصود اسكنوا الأرض فلسطين وليس مصر

لكن الترقيع لا ينفع هنا. لأن ساجع القرآن كان مهووسا باليهود قبل أن يبيدهم ولذلك كرر قصتهم عدة مرات موضحا فكرته الخاطئة أكثر وأكثر

فأعاد نفس القصة في سورة الزخرف لكن هذه المرة كانت الألفاظ أكثر وضوحا

فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (56)

لقد تأكد الامر. تم اغراق كل قوم فرعون.اجمعين. ليس الذين خرجوا معه بل كل قومه. استخفهم فأطاعوه فانتقم منهم وأغرقهم أجمعين وجعلناهم سلفا أي مجرد ماضي وعبرة. رغم أنه يكفي القارئ فقط التركيز على ألفاظ النص الأصلي ليعرف خطأ القرآن. استخف قومه فأطاعوه فأغرقناهم أجمعين. أجمعين دون أي استثناء. فهل أجمعين تعني أجمعين يا ترى؟ أو ما زالت تعني أجمعين؟

يستخدم الكهنوت نفس الترقيع السابق رغم اختلاف النص الأصلي ووضوحه. ليس لديهم خيار آخر. لكن الساجع يوضح مصير مصر بعد قصة الخروج في سجعيات أخرى أخطاؤها أوضح للمتحري وأصعب على المرقع

مصير مصر طبقا للساجع

طريقة تفكير الساجع واضحة. يظن أن المصريين هلكوا جميعا. مثلهم مثل باقي قصصه. فكفار قوم عاد هلكوا جميعا. وكفار ثمود هلكوا جميعا. وكفار قوم نوح هلكوا جميعا. وإيمانه بهذه القصص السندبادية جعله ايضا يؤمن أن قوم فرعون هلكوا جميعا. طريقة تفكيره نمطية وضلالة هلاك الآخرين بسبب السماء مسيطرة عليه

ولذلك ما ذا حدث بعد هلاك قوم فرعون أجمعين؟ .

موسى ومن معه ورثوا الأرض كلها مشارقها ومغاربها. لكن بينما قوم عاد وثمود ونوح مجرد فولكلور شعبي فإن وجود الفراعنة أمر حقيقي. تاريخ موثق بالنقوش والآثار. ولذلك اكتشاف اعتقاد القرآن الخاطئ كان أمرا حتميا

القول أن بني اسرائيل ورثوا كل أملاك فرعون وقومه خطأ تاريخي لا يختلف عليه اثنان من علماء الآثار

في ثلاث سجعيات تالية سترون ماذا اعتقد الساجع

يقول في سورة الأعراف:

فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)

.ورث اليهود الذين كانوا مستضعفين مشارق الأرض ومغاربها

الساجع يقول أن القوم الذين كانوا يستضعفون ورثوا مشارق الأرض ومغاربها. أي كل الكرة الأرضية. الخطأ واضح لولا أنهم يقولون بشكل مثير للشفقة الأرض لا تعني الأرض. تعني فقط فلسطين. ومشارقها ومغاربها؟ الضفة والقطاع؟

وطبعا بسبب وجود لفظة باركنا فيها سيرتاح قلق العوام ويصدقون الترقيع الكهنوتي ويهملون قوله مشارق الأرض ومغاربها وهي لفظة فلسطين صغيرة عليها جدا

لكن مشكلة الكهنوت في قصة موسى أن الساجع كان مهووسا بتكرارها. ولذلك كلما رقعوا خرقا فجر لهم بسجعياته خرقا آخر

يقول الساجع في سورة الدخان موضحا ماذا يعني بوراثة اليهود للأرض وأي أرض يقصد

فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28)

ترك المصريون مكان اقامتهم واملاكهم وورثها قوم آخرون(سيسميهم في السجعية الثالثة)

وتماما كما هو متوقع يقول الكهنوت : لكنه قال قوما آخرين ولم يقل بني إسرائيل؟

حسنا لنر موضعا آخر

يقول في سورة الشعراء:

فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)

انتهى ترقيع الكهنوت بالضربة القاضية. كان الأمر محسوما من البداية لكن لا يمكن أن نتوقع أن يسلم الكهنوت بذهانية مؤسسه وأخطائه بمجرد ظهور الخطأ. ذلك أمر لا يحدث

لكن لمن يبحث فعلا عن الحقيقة فإن مؤلف القرآن صور معركة بين موسى وفرعون انتهت بانتصار موسى وسيطرته على كل دولة وأملاك وميراث الفراعنة . لقد قال أن و كل قوم فرعون أجمعين هلكوا

وهذا خطأ تاريخي. لم يحكم بنوا اسرائيل مصر اطلاقا. ذلك ما نعرفه على وجه اليقين من كل الآثار والنقوش. بل إن قصة الخروج نفسها ليست مما يوافق الحقائق التاريخية والاركيولوجية.

وراثة بني إسرائيل لملك فرعون وجناته وعيونه مقامه الكريم خطأ كهنوتي

كيف أثر اضطراب الساجع

ارتبك محمد كعادة كل المذهونين. فالصورة الهلاكية للكفار في دماغه تقتضي هلاك كل الكفار عن بكرة أبيهم كعاد وثمود وقوم نوح وبالتالي لماذا ستكون قصة فرعون مختلفة؟ وهذا ما فعله فأهلكهم أجمعين. وكما ورث المؤمنون كل أملاك الكفار في قصص عاد وثمود ونوح وغيرهم جعل الساجع اليهود يرثون كل أملاك فرعون وجناته وعيونه ومقامه الكريم.

هذا النمط الجامد غير المرن الذي يميز التفكير الذهاني جعله يرتبك بين القصة التوراتية التي عرفها من بحيرى وورقة وبين النمط الذهاني.

ظهر ارتباك المذهون في قصة غريبة رواها الساجع عن موسى مع البقل والعدس. حيث قال

وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ

عودة اليهود لمصر صارت وسواسا ثابتا في دماغ الساجع يتكرر في كلامه. تاه تركيزه عن الكيفية ففي مرة ما ورثوا مصر بعد هلاك قوم فرعون أجمعين و وفي مرة أخرى عادوا من أجل البصل والثوم

الترقيع الكهنوتي اختلف هنا وتركز على لعبة الألفاظ. قالوا أن مصر تعني أي بلد. لذلك هي فلسطين. لكنهم لا يوردون السجعيات السابقة ولا يأخذونها كلها مع بعضها وذلك ليسهل عليهم ترقيعها واحدة واحدة بينما لو أخذوها جميعها مرة واحدة تنهار عليهم أحجار الدومينو ويسقطون . هذه السجعية تتوافق تماما مع سجعيات وراثة بني إسرائيل لكل ميراث الفراعنة كما رأينا مسبقا

الخطأ الجغرافي

سجعيات محمد توحي بأن الغرق حدث في نفس المكان الذي القي فيه موسى وهو طفل وهو اليم

قد يجادل مجادل ويقول ان كلمة يم تعني البحر . ولكن المجادل يجهل حقيقة التفكير الذهاني وكيف ترتبط اللفظة في دماغه ارتباطا سحريا. فمثلا يثرب سماها محمد المدينة. رغم أن مدينة تطلق على أي تجمع سكني آخر. لكن هذه هي المدينة لا غير في نظره. وهكذا اليم بالنسبة له. اليم عنده هو مكان واحد فقط وسنرى ذلك من ربطه بموسى ربطا لم يخل به أبدا

محمد لم يذكر كلمة نهر قط في قصة موسى

واستخدم كلمة يم استخداما اصطلاحيا للاشارة الى مكان واحد. كما استخدم كلمة المدينة للاشارة الى يثرب.

كان مؤلف القرآن مشوشا ومرتبكا ارتباكا جغرافيا حيث ظهر لنا اليم في القرآن مرتبطا فقط بقصة موسى ولم يذكر في اي موضع آخر غير موسى

  ولو ان مؤلف القرآن استخدم كلمة يم بشكل مكافئ لكلمة بحر او حتى نهر لتكرر استخدامها في وصف أماكن أخرى.

يقول في سورة طه:

أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ

اليم مكان القي فيه موسى طفلا. ماذا تعتقدون؟ هل يقصد نهر النيل أم البحر الأحمر

عندم يرتبك المذهون يستخدم كلمات فضفاضة غير محددة. لا يعرف نهر النيل ولا البحر الأحمر فيقول اليم. مثلما يقول بضع سنين عندما يتنجم ويخمن المستقبل وهو لا يدري متى بالتحديد

ويقول في هلاك فرعون:

فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41)

نبذهم في اليم وجعلهم أئمة يدعون إلى النار. أين جعلهم ومتى جعلهم ومتى دعوا إلى النار وكيف نبذهم في اليم وجعلهم أئمة؟ هذه السجعية توضح علامة ذهانية وشذوذا لغويا في كلام الذهانيين سنتطرق لها في مكان آخر.

وقال الساجع في موضع اخر:

فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78)

المكان الذي رمي فيه موسى طفلا هو اليم. والمكان الذي غرق فيه فرعون هو اليم. نفس المكان. ومع ذلك يعتقد الوثنخافيون أن اليم تعني نهر النيل عندما ألقي موسى وتعني البحر الأحمر عندما غرق فرعون.

زعمت طائفة القرآنيين أن القرآن ليس به مترادفات. وأن الكلمة فيه تعني شيئا واحدا فقط. وبنفس الوقت يقولون اليم تعني النهر واليم تعني البحر ويمكنها على فكرة أن تعني الصحراء إذا احتاجوا لذلك

الساجع لا يعرف الفرق بين النيل والبحر الأحمر. لا يوجد أي سجعية في القرآن توحي أنه يعرف أن مكان إلقاء موسى في النيل مختلف عن مكان غرق فرعون وقومه طبقا للاسطور التوراتية. أسطورة الخروج تشوهت لدى الساجع بشكل كبير حيث أثر اضطرابه الذهاني على مخزون ذاكرته من بحيرى وورقة

إذن لم يرد ذكر اليم الا مرتبطا بموسى في تسمية مكان القاء موسى وغرق فرعون..

ومرة ثالثة بعد هلاك فرعون أعاد محمد موسى لليم مرة أخيرة لينسف العجل

وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)

يا ترى في أي يم نسفه تائها في صحراء سيناء؟ ماذا يقول المرقعون هنا؟

اليم مكان مرتبط بموسى في القرآن. ورغم أن مؤلف القرآن تحدث عن النهر والأنهار والبحر والبحار في أماكن أخرى متفرقة من القرآن لكنه لم يستخدم قط لفظة يم. اليم ظل مكانا محددا مخصصا لموسى مربوطا به.

يفسر ذلك الانشغال التوحدي لدى المذهونين بالألفاظ. كلمة عبرية سمعها من بحيرى أو ورقة أو يهودي آخر وظلت عالقة بدماغه مربوطة بموسى وحده لا شريك له

اليم وخلط الأحداث

اذا كان موسى هرب من جوار النيل فلماذا لم يستطع المصريون لحاقه قبل بلوغ البحر الاحمر؟؟ كيف حل مؤلف القرآن هذه العقدة؟

كان الحل بسيطا لديه كما رأينا. اليم مكان واحد مربوط بموسى. وهو المكان الذي غرق فيه فرعون بالجوار. أي ليس بعيدا بعد البحر الأحمر. الساجع نفسه كان يتخيل ولم يكن يعرف أين تقع الأماكن ولا يدري جغرافية مصر على الاطلاق إلا تخيلا لا غير. كان يعيش بمكة حيث يبعد البحر حوالي 50 كم وهذا جعله يسقط المكان على القصة دون أن يشعر

 ونستطيع أن نعرف ذلك من خلال القصة . ففرعون جمع جنوده ولحق بموسى خلال فترة زمنية قصيرة.

فموسى اخذ قومه ليلا…

فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23)

الغرض من الخروج ليلا ان تسبقوهم قبل ان يستيقظوا وينتبهوا في الصباح…

هذه الخطة لا قيمة لها اذا كان مكان الهروب بعيدا جدا بعد البحر الاحمر من الدلتا

فكم يا ترى المسافة بين النيل والبحر الأحمر بوسائل ذلك الزمن؟؟مع امتلاك المصريين للخيل والدواب وعدم امتلاك بني اسرائيل المستعبدين

ويكمل لنا مؤلف القرآن وقت لحاقهم:

فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)

الخروج بالليل ولحاقهم عند الشروق….مسافة قصيرة جدا. قد يقول مجادل منهم انه ليل من ليلة قديمة وصبح بعد اسبوع مثلا. ولكن هذا قوله وليس كلام القرآن الذي يوحي بالعكس تماما. ساروا ليلا ولحقوهم صباحا. لو كان اللحاق بعد اسبوع مثلا فليس هناك اية قيمة تعبيرية لقوله اسر بهم ليلا ثم قوله فاتبعهوم مشرقين. كان سيقول فلحقوهم بعد اسبوع لان الحساب صار بالايام وليس بالساعات

خرجوا ليلا ولحقوهم عند الشروق تشير الى أن حساب الوقت ما زال بالساعات

هذا تصور الساجع للفترة الزمنية بين الخروج واللحوق. وهي تثبت مفهومه الخاطئ عن اليم وكيف أنه مكان قريب رمي فيه موسى وغرق فرعون. جهل تام بجغرافيا المنطقة التي أنشأ فيها أحداث قصته. لا توجد أية سجعية توحي بغير ذلك لكن هناك ترقيع كثير جدا يتم فيه فتح أقواس عديدة لاضافة جمل افتراضية وعبارات ترقيعية من أجل تجميل كتلة من الهذيان استعصت على التجميل

ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب
إعلانات- Advertisements
كوللاجن انتسيف … مركب يحتوي على المواد اللازمة لتجديد الكوللاجن الطبيعي كما يحفز الجلد على إنتاجه مما يساعد على إزالة التجاعيد الخفيفة وتقليل ظهور التجاعيد وخطوط الوجه وتقليلها ويساعد في تخفيف الأكياس تحت العين ويساعد على الحفاظ على منظر شاب. يفيد بشكل خاص الفتيات بين عمر الـ35 والـ 60 عاما
بروفوليكا … منتج لإعادة نمو الشعر وإيقاف التساقط. ينفع بشكل أفضل عندما يستخدم في بداية تساقط الشعر أو عندما يلاحظ خفة نمو الشعر. يعالج بروفوليكا السبب الرئيسي في تساقط الشعر لدى الرجال وهو زيادة افراز الدايهيدروتيستيرون. كما أنه يمنع نمو البكتيريا الضارة لبشرة الرأس ويساعد على إحياء الحويصلات
جين اف20 … يساعد هذا المنتج جسمك على افراز هرمون النمو مما يمكنه من مقاومة علامات التقدم في العمر وابطاء تسارع الشيخوخة. تناوله ينتج في مظهر أكثر شبابا وفي عضلات اكثر مرونة
كما انه يسرع الاستقلاب ويقوي الرغبة الجنسية ويساعد في مقاومة الخمول

تطبيق اندرويد
Download@GooglePlay
حمل تطبيق الموقع من متجر جوجل

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

One thought on “أسطورة الخروج

  1. من يتأمل تلك الرواية الأسطورية يستغرب من محاولة عبور موسى وقومه البحر “يفترض أنه خليج السويس” بينما الطريق البري معروف ومفتوح بين الدلتا وسيناء … علاوة على اتساع خليج السويس حتى في أضيق مناطقة وبافتراض خيالي بصحة انشقاق البحير يمكننا أن نتخيل طول الطابور الذي يشكله موسى وقومه وهم يسيرون على أقدامهم حاملين أمتعتهم والزمن الذين استغرقوه لعبور البحر وهنا إما أن يتمكن جنود فرعون من اللحاق بالطابور لإدراكهم طابور طويل من قوم موسى أو أنهم لم يدركوهم ولم يروهم وبالتالي لن يحاولوا العبور وراءهم… ونعود للنقطة الأولى لم يكن جنود فرعون بحاجة إلى عبور البحر وحتى لو كان هناك ممشى أرضياً فهذا مرعب كفاية وكان يمكنهم الالتفاف والعبور من نقطة أعلى شمالاً واللحاق بقوم موسى… قصة خرافية ساذجة

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Discover more from Quran Debate

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading