al aqsa mosque facade in jerusalem

النبي وفلسطين

لماذا لم تذكر فلسطين ولو مرة واحدة في القرآن؟ بينما ذكرت إسرائيل أكثر من 40 مرة؟

للكهنوت الإسلامي محاولات خجولة للاقتراب من هذا السؤال. لكن الجواب لا يمكن أن نجده ما لم نأخذ حقيقة اضطراب النبوة بعيدا عن الأوهام الدينية وضلالات الإيمان الغيبي بالادعاءات الكهنوتية.

ساجع القرآن كان مصابا بذهان النبوة. وذهان النبوة اضطراب عقلي تسيطر فيه على المرء أوهام العظمة فيعتقد أنه الشخص الذي وقع عليه اختيار السماء ليكون أحسن واحد في الكون ويجب على الناس طاعته واتباعه لينقذهم من غضب خالق الكون عليهم إن لم يفعلوا, وبالتماشي مع وهم العظمة هذا تنتابه هلاوس حسية فيسمع أصواتا لا يسمعها أحد غيره تؤكد له أوهامه ويرى كائنات مجنحة لا يراها أحد غيره ويتصف كلامه بالغموض والمطاطية وقابلية التأويل والتفسير بسبب خلل التواصل اللفظي الذي يهيمن على لغة المذهونين

فلسطين في القرآن

لا يمكن للمذهون الإتيان بفكرة ليس لها جذور مسبقة في ذاكرته. لذلك لن تجد في سجعيات تم تأليفها في القرن السابع ذكرا للأمريكيين مثلا لان المؤلف لا يعرف عن أمريكا شيئا. وجاهل الشيء لا يمكنه ذكره. ولن تجد بريطانيا ولا كوريا. ولكنك ستجد الروم. والأعراب. والمجوس. والنصارى. والصابئة. والأحناف لأن لهم مكانا في ذاكرته.

ولهذا السبب سادت إسرائيل في القرآن. واختفت فلسطين. لم يكن الساجع يتوقع ما سيحدث بعد 14 قرنا وكيف سيكون الصراع على فلسطين بهذه الحدة. ولذلك لم يهتم بالموضوع. ولم يقل حتى أن فلسطين حق للمسلمين وعدهم الله بها. بل قال أن الله أورث الأرض لليهود. وقال لليهود ادخلوا الأرض المقدسة التي كتبها الله لكم. لقد كتبها الله لليهود.

تتلمذ محمد منذ كان عمره 12 عاما على يد بحيرى الراهب. وظل عمه يأخذه بعد ذلك كل عام إلى بحيرى في رحلة الشام. وبعد أن عجز عمه عن السفر الطويل تولى الأمر غلام لخديجة اسمه ميسرة. ثم تزوج محمد بخديجة التي تنتمي لأسرة نسطورية كاهنها يدعى ورقة بن نوفل. ومن ورقة وبحيرى واليهود المجاورين سمع محمد حكايات الكتاب المقدس عن أرض الميعاد. وعرف أن الله كتبها لليهود. وعندما أصيب بذهان النبوة ظهرت هذه الفكرة في سجعياته. أخذت جذورها من مخزون ذاكرته. ولم يكن في مخزون ذاكرته أن هذه الأرض للفلسطينيين. بل لليهود. ولذلك نجد في القرآن تأكيد على أن الأرض لليهود وليس للعرب. عديد السجعيات تؤكد أن الله أورث الأرض لليهود. ولا سجعية واحدة تقول أن أرض إسرائيل للعرب. أما فلسطين فليس لها ذكر في القرآن. والسبب أن التسمية لم تكن شائعة في مكة. لم يكن للعرب القدامى اهتمام بتلك البقعة القاحلة الواقعة تحت حكم الرومان. ولذلك لم يرث الساجع من مخزون ذاكرته المسبقة شيئا عنها سوى ما تسلل من موروث معابد الكهنوت عن أرض اليهود المقدسة.

خواء القرآن من فلسطين

آمن الساجع بأوهام التواصل مع السماء. وكان يؤمن أن السماء منحت الأرض لليهود. تفكير المذهون محدود ويسوده الجهل. لم يستغرب كيف أن خالق الأرض سيرتكب حماقة بجعل بقعة صغيرة منها أرضا مقدسة أفضل من غيرها وكيف سيكتبها في لوحه المحفوظ لقبيلة بعينها من رعاة الماعز في العصر البرونزي. لا يمكن للمذهون الارتقاء للحد الذي يمكنه من معرفة تفاهة هذه الفكرة. ولذلك قال راويا عن موسى

يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتبها الله لكم – المائدة 21

كتبها الله لكم. لقد كتبها. انتهى الأمر لديه

وقال ايضا عن إسرائيل

وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا – الاعراف 137

مشارق الأرض ومغاربها مرة احدة. ربما جملة الوصل التي باركنا فيها تعود على الأرض وليس على المشارق والمغارب وارتبك ترتيبها بسبب خلل التواصل اللفظي الذي يطغى على سجع القرآن. كما قال على الطريق في بعض السجعيات

كذلك وأورثناها بني إسرائيل

آمن أن الله أورث الأرض لبني إسرائيل. مشارقها ومغاربها. لا ندري كيف كان يفكر. كما اعتقد أن الله كتب الأرض المقدسة لهم. هذه الأفكار ليست سوى اهراقات من مخزون ذاكرته المسبقة مما سمعه من بحيرى وورقة وغيرهم من الأوهام الدينية

كل هذه الأفكار كانت تنتج من مخزون ذاكرته المسبق. في ذلك الوقت لم يكن للعرب أي تواجد في فلسطين. حتى الاسم لم يكن له وجود. ولذلك لم يخطر بباله قط أن يمنحها للعرب.

حاول الوضاعون بعد موته بقرون أن يؤلفوا أحاديثا وينسبوها إليه للاستفادة منها في الحروب الصليبية. لكنهم لم ينجحوا في زرع مقطوعة منها في سجعيات القرآن. فظل القرآن مفعما بحق إسرائيل وخاليا من فلسطين.

المستقبل والمذهون

لا يمكن للمذهون أن يرى المستقبل بطريقة واقعية ومعقولة. لأن الذهان اضطراب يؤثر على التفكير المنطقي وعمليات الإدراك.

الساجع لم يهتم بفلسطين إلا بقدر ما أثر عليه تعليم بحيرى وورقة وبعض اليهود. فاعتنق فكرة الهيكل وسماه المسجد الأقصى. لكنه لم يدرك أن الهيكل بحد ذاته قد لا يكون أكثر من مجرد أسطورة عبرانية. ولذلك حينما عانى من نوبة هلاوس سمعية وبصرية شديدة في مشهد الإسراء الهلوسي حكى للناس أنه ذهب للمسجد الأقصى. ويروون أنه قال لهم أنه صلى فيه بالأنبياء وربط مركبته الحيوان الطائر في الجدار لكي لا تهرب. وحينما استولى عمرو بن العاص على القدس ذهب أتباعه بحثا عن المسجد الموصوف. فلما لم يجدوا أثرا واحدا لأي مسجد أو جدار أو مربط بغال اعتقد بعضهم أنها كنيسة القيامة. لكن عمروا الذي أسلم كما يبدو مع التيار أدرك الحقيقة. وهو الذي ذهب لملك الحبشة ليشرح له جنون محمد. على الأرجح في تلك اللحظة عرف أن الإسراء مجرد كذبة فأرسل لعمر يشرح له الأمر. قدم عمر الذي كان يحفظ ما قاله محمد عن رحلته الفضائية جيدا فخرج من الكنيسة ومشى مسافة 400 مترا وصلى في العراء. وقال لهم ابنوا المسجد هنا. فبنوا مسجدا صغيرا يعرف اليوم بالمسجد العمري. وبعد ذلك بعشرات السنين في أيام الأموي عبدالملك بن مروان بنى قبة الصخرة وتوالت الإضافات لتكون اليوم ما يعرف بالمسجد الأقصى. المسجد الأموي الذي يريد الشيعة الخمينيون تحريره من اليهود. هذا المسجد بني بعد موت محمد. ولم يكن اختيار مكانه مدروسا بل مجرد اختيار تلقائي من عمر. وليس مبنيا على الهيكل كما يعتقد اليهود. فلا يوجد أي دليل ذو مصداقية على وجود هذا الهيكل

ظاهرة متكررة

النظرة المجنونة للمستقبل تكررت كثيرا في أفكار ساجع القرآن. فهو وقع تحت تأثير ضلالة انتهاء العالم. واخترع عدة سيناريوهات لهذه النهاية أكثرها من مشاهد هلوسية عانى منها أثناء الفترة المكية.

ومنها نظرته للمستقبل القريب. فالساجع لم يعرف قط ما سيحدث له ولأهل مكة. ولذلك قام بتوعدهم بسيناريوهات خرافية. وأغفل السيناريو الواقعي الوحيد : سينضم لي أهل يثرب وأهزمكم عسكريا وتسلمون خوفا من سيفي. خطرت بباله كل السيناريوهات إلا هذا. لم يخطر بباله هذا الحدث الواقعي أبدا.

فهددهم وتوعدهم بالدخان الذي لم يأت حتى مات:

بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16) ۞ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17)

لكنه ارتقب ولم يأت شيء. ومات وهو يرتقب. أو قد نسي ذلك السيناريو أصلا. كان يعتقد أنهم سيهلكون بالدخان مثلما هلك قوم فرعون أعداء بني إسرائيل بالغرق. ولذلك قال ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون. كشخص مذهون كان غارقا في الخرافة والأوهام. ولذلك كان مؤمنا بهلاك الفراعنة الخرافي. كما كان مؤمنا أن شيئا مماثلا سيحدث لأهل مكة.

كما أنه اعتقد أن أهل مكة لن يؤمنوا. لم يخطر بباله قط أن أهل يثرب ستبعونه ويجبرون أهل مكة على الإيمان به بالسيف. فقال عن أهل مكة في نبوءة نعرف اليوم أنها كذبت:

وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة.

لا يمكن للمذهون قراءة الواقع بشكل منطقي. ويغرق في مستنقع أوهامه وضلالاته وهلاوسه. ولهذا السبب لم يعرف ابدا ما سيحدث في فلسطين فلم يركز عليها كثيرا ولم يعد أتباعه بها. في الحقيقة بعد يأسه من اقناع اليهود وطردهم وإبادتهم وتغيير القبلة لمكة انتهت أهمية الأرض المباركة بالنسبة له. ولم يذكرها بعد ذلك في القرآن. ولم تعد ترد على لسانه سجعيات الأرض المقدسة التي كتبها لكم ولا أورثناها بني إسرائيل. اختفت تلك السجعيات من القرآن المدني وخاصة بعد القضاء على اليهود. لم تعد تهمه بشيء. اهتمامه الوحيد بأرض الشام عامة كان لاغتنام بنات بين الأصفر. حتى الروم الذي كان يسميهم في مكة بـــ يومئذ بقرح المؤمنون بنصر الله أصبحوا كفارا يحشد الناس لقتالهم.


نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم


قناتنا على اليوتيوب


ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d