لقيا غلاما فقتله
قد يكون غالبية الدينيين أناسا طبيعيين لكن المؤسس الأول أو المؤسسين الأوائل ليسوا كذلك. على الأقل كاتب النص الديني لم يكن شخصا سليم القوى العقلية ولا طبيعي المعايير الأخلاقية
هذا ليس محصورا على سلوكياته بل يشمل ايضا أفكاره وفلسفاته وتفسيراته للأمور
من يعتقد أن قتل غلام بريء هو فضيلة إلهية؟ ومن يعتقد أن قتل طفل صغير هو قمة الأخلاق النبوية وخلاصة التعاليم السماوية وأعلى ما جاء به معلم الأنبياء وجبل الحكمة؟
للأسف الشديد هذا ما أعتقده ناظم القرآن وروج له كسلوك نبوي وفضيلة إلهية وحكمة بالغة لا يفهمها الجاهلون
الحكمة اللامتناهية
قال ساجع القرآن
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)
وردت هذه السجعية في سياق تضخيم الساجع لحكمة وعلم أستاذ الأنبياء. ويوضح في السياق كيف أن موسى جهل الحكمة البالغة ولم يستطع التعرف عليها وكيف أنه استنكر خاطئا قيام معلم الأنبياء بقتل الغلام
إن تصوير حادثة قتل طفل لأي غرض كان وربط تجريمها بالحكمة منها أمر فظيع. لا يوجد ولم يوجد معيار ثابت للأخلاق في الدين. كانت الغاية تبرر الوسيلة دائما. هذا ليش شيئا يكتظ به النص الديني فقط بل هو شيئ نراه في وقائع تاريخ الأديان
طفل جرى قتله قبل أن يرتكب أي ذنب, خشية أن يرهق أبويه بالكفر, ألا يستطيع المرء أن يرى أن هذا مناف للعدل والرحمة وحكم مسبق على جرم لم يرتكب بعد, لو افترضنا أن الكفر جرم !.و إذا كان الله يعلم مسبقاً بمستقبل طغياني لطفل ,فلماذا أخرجه الى الدنيا لوالديه ولم يخرج الصالح بدايةً ولم يعرضهما للمعاناة الثقيلة والأحزان العظيمة بموت طفلهما بطريقة شنيعة قتلاً؟(فادي كمال الصباح)
تتم صناعة وثنخاف مختبئ فوق السحاب. يزعم أنه يملك العلم والحكمة والفهم والذكاء الخارق ويطلب من الناس تصديق ذلك بالغيب. ثم يفرض كل هذا بالقوة. وتنسج التبريرات لكل الجرائم والانتهاكات بناء على هذا الإيمان الأعمى بكائن وهمي لا وجود له ووثنخاف صنعه البشر من خلاصة غرائزهم وجشعهم ونقائصهم
ثم يورد الساجع بعد ذلك الحكمة البالغة من قتل طفل صغير
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)
حتى عذر اقبح من ذنب صغيرة على هذا التبرير. إنه شيء يجعل الانسان السوي يشمئز. لقد خشي معلم الأنبياء مجرد خشية على الوالدين أن يجعلهما الغلام يكفران بالوثنخاف. اي مبرر هذا؟
يعبر ناظم القرآن بهذا المبرر عن حقيقته. إنه يريد الناس أن تصدق مزاعمه بأية وسيلة مهما كانت إجرامية. قصة الخضر وموسى خرافة لم تحدث وشخصية الخضر ليست حقيقية. لكن المستفاد من القصة هو إسقاط مؤلفها لافكاره ومشاعره على شخصياتها.
البقاء على تصديق مزاعمه أهم من حياة طفل بريء
أليس الأبوان عاقلين؟ مسؤولين عن تصرفهما؟ يعرفان ما يجب أن يكون؟ هل الإيمان بالله هش إلى هذا الحد وقائم عن نزوات بحيث أن حب الوالدين لطفل صغير يجعلهما يقتنعان بالعكس؟ أليس هذا اعترافا بعدم وجود دليل ذي مصداقية على الوثنخاف؟
الشخص الذي يعرف شيئا ويثبت له بالدليل لا يمكنه فيما بعد أن ينكره؟ أو يشك فيه؟ قابلية الشك والانكار بعد الإيمان تعني غياب الدليل وهشاشة الادعاء ووهم المدعي لا غير. لو كان وثنخاف الدين حقيقة لما قبل التشكيك والارتياب والجدل
هل يمكن لشخص ما تأكد من طلوع الشمس من جهة الشرق أن ينكر ذلك فيما بعد أو يساوره الشك؟
قابلية الشك دليل على عدو وجود دليل ثابت. وقابلية الجدل دليل على عدم وجود برهان مقنع. والخوف من اقتناع الناس بالعكس دليل قاطع على عدم وجود دليل بالمرة
لقد عبر ناظم القرآن عن موقف وحشي وعن ادعاء هش يجب حمايته بالدم والقتل. وهذا ما يتوافق مع تاريخ الدين إلى يومنا هذا. لا يوجد دليل على وجود الوثنخاف الذي صنعه الدين ويمكن لطفل صغير زعزعته ويجب قتله للحفاظ على الوثنخاف وبقائه
ويواصل ساجع القرآن تبرير الجريمة بعبارة تقطر جنونا
فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)
كم زعق المرقعون بوجود فرق بين الإرادة والمشيئة. وهو فرق لم يوجده سوى الحاجة للترقيع. لكن ماذا يقولون هنا؟
لقد اراد معلم الأنبياء بعد أن خشي مجرد خشية. اراد أن يبدلهما الله. يظهر الوثنخاف هنا وكأنه لعبة بيد معلم الأنبياء واقع تحت إرادته منفذ لنزواته معتنق لسلوكياته الإجرامية قابل لتبريراته القبيحة لجرائمه
هذا هو الخلل المنطقي في التفكير الذهاني. حيث لا يستطيع المذهون الحفاظ على صورة مجردة سامية للإله ويقوم بإنزاله إلى مستويات بشرية هابطة. لم يكن الإله في الأديان سوى وثنخاف مزاجي نرجسي متقلب متعصب ومجنون. وثنخاف ظهر كما صنعه مخترعوه وتصرف كما رغبوا وكره ما يكرهون وأحب ما يحبون وانزعج من صوت الحمير كما ينزعجون وكأن له نفس طبلة الاذن التي يملكونها بالضبط . الله المفروض ألا ينزعج من الانفجارات التي لا يمكن تخيلها في المستعرات العظمى يزعجه صوت الحمار ويقول عنه أقبح الاصوات؟ وماذا أبقى للانفجارات النووية؟ هل تطربه؟ أم لم يكن يعرف عنها شيئا؟
حكمة لا يعلمها إلا الله
المرقعون الجدد يبحثون عن ترقيعات جديدة. وأحيانا ينكرون. وأحيانا يعيدون أسطوانة مشروخة استهلكت كإجابة معلبة جاهزة لحقب طويلة مثل ترقيعة حدث ذلك لحكمة لا يعملها إلا الله
هذه خيانة للأمانة العلمية. عليهم أن يعترفوا أنها جنون ولا توجد أية حكمة. هذا ما يفعله الطغاة والقتلة والمجرمون. الدافع غريزة وحشية متعطشة للسلطة والحكم والدماء والقوة.
لكنهم بدل أن يحترموا أنفسهم وجمهورهم ويقولوا لهم أنه لا توجد اية حكمة يمكنهم إدراكها يقولون أنه توجد حكمة لا يعلمها إلا الله
وهذه فذلكة تبعث على الغثيان
ما معنى توجد حكمة لا يعلمها إلا الله؟
إنها تعني لا توجد حكمة يعرفونها.
اي لا توجد حكمة معروفة
أي لا توجد حكمة
ببساطة لا توجد حكمة.
إذا كان لا يعلمها إلا الله فكيف عرفوا أنها موجودة؟ إذا كنت لا تعلمها فكيف تقول أنها توجد؟ الواضح أنها لا توجد؟
في العلم الحقيقي عندما نجد أن ادعاء ما غير صحيح نقول لا يوجد دليل على صحة هذا الادعاء.
لا نكذب على الناس وندلس ونقول يوجد دليل لا نعلمه. أو يوجد دليل لا نعرفه.
من يقول يوجد دليل لا نعلمه أو لا نعرفه أو يوجد شيء نجهله شخص دجال
الأصح أن يقول لا يوجد دليل على كذا وكذا.
هذا هو التعبير الخالي من الدجل. أما أن تقول يوجد دليل لا نعلمه فهذا كذب. ما دمت لا تعلمه فكيف عرفت أنه يوجد؟ وكيف تقول أنه يوجد؟
إذن عندما تسمع أحدهم يقول توجد حكمة لا يعلمها إلا الله فاعرف أنه كاذب. الصحيح أنه لا توجد حكمة. يوجد ترقيع
القول توجد حكمة ولكن لا نعلمها هي شهادة زور بوجود حكمة لا علم لأحد بها. والقائل توجد حكمة لا نعرفها أو لا يعلمها إلا الله هو شاهد ما شافش حاجة.
لماذا لم ينتبه الساجع لقبح قتل طفل؟
يعود السبب لعرض شائع في المذهونين تطرقنا له في مقالات سابقة. الانشغال التوحدي يجعل المذهون عندما يؤلف القصة يغرق في الجزئيات التافهة ويأتي بحلول ذهانية حتى وإن برر بها سلوكا محرما أو فكرة إجرامية كفكرة قتل طفل بريء من أجل ألا يغوي ابويه.
وكان بالامكان ارسال ملك الموت ليأخذ حياته ببساطة. أو إصابته بالملاريا الدماغية وانتهى الموضوع. أو هدايته أو تقوية إيمان أبويه.
ثم ماذا سيفعل طفل صغير أمام إبليس الذي أنظره الله وخلده ليغوي الأبوين وبقية العالم؟
كيف يمكن للمسلم أن يقبل هذا العذر؟ الله أرسل معلم الأنبياء لأنه خشي أن يغوي شخصين اثنين فقط بينما هو نفسه أعطى ابليس الخلود ليغوي كل البشر عبر كل العصور؟
لا يستطيع المريض الذهاني إدراك الصورة كاملة وسبر جميع الابعاد وينهمك تفكيره في جزئية صغيرة. وهي هنا كيف يبرر قتل معلم الأنبياء صاحب الحكمة اللا متناهية لطفل بريء
أصل الحكاية
لا يمكن فهم سجعيات القرآن المجنونة دون فهم اضطراب محمد الذهاني. قصة الغلام القتيل كانت ارتباكا تفكيريا حصل للساجع وتشوش فيه بين قصة التلمود عن الرابي يوحنان بن ليفي وبين موسى. الياهو الخالد الذي لا يموت تحول إلى الخضر في أدبيات الوثنخافية الاسلامية لارتباط الخضرة بالحياة. تفاصيل القصة شرحناها في مقال آخر
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

تطبيق اندرويد

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
