يحفظونه من أمر الله
لا يمكن أن يخفى اضطراب سجعيات القرآن وشذوذها اللغوي على أي شخص يتأملها بموضوعية وحيادية. ولا يمكن أن تنطلي ادعاءات البلاغة المبهرة التي أعجزت العرب على أحد. ولو كانت سجعياته سليمة لما قضى مؤلفه 14 عاما يستخدمه للدعوة في مكة ولم يؤمن به سوى خمسين شخصا غالبيتهم عبيد تمت رشوتهم باعتاقهم عن طريق ابي بكر
تأملوا السجعية التالية
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)
إذا لم يتضح لكم أن هناك شذوذا مخلا في السجعية السابقة فما رأيكم بالتالي:
تخيلوا أن الرئيس الروسي بوتين تكلم عن نفسه قائلا:
الرئيس الذي علم بمؤامرات الغرب وأحبطها ورصد لكل مواطن روسي حراسا من أمامه ومن خلفه يحمونه من بوتين
لا تستعجلوا. تأملوها مليا وفكروا فيها طويلا. عندها فقط قد يفهم البعض مدى جنون ساجع القرآن
الضمائر
الشذوذ اللغوي الذهاني علامة هامة في التقاط الاضطرابات العقلية في المصابين وفي المهيئين للاصابة حتى قبل ظهور الاعراض. هذه الدراسة توضح هذه العملية وتشير لبعض أنواع هذا الشذوذ
من هذه العلامات ارتباك الضمائر. وارتباك الضمائر من أكثر أنواع الشذوذ اللغوي الذي يظهر في الاضطرابات العقلية ومن أكثر ما نجده في القرآن
هذه السجعية نسبت لله. لكن الله ظهر فيها يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب. يحدث هذا لأن المتكلم هو محمد وفي خضم تأليفه لكثير من السجعيات يعيش مشهدا تخيليا حيث يكلم فيه الناس فيتحدث لهم ويخاطبهم ويواجههم وعندما يشير لله يشير إليه بصيغة الغائب
لاحظ هذا المقطع الذي تحدثنا عنه في مقال آخر والذي يتم ترقيعه للعوام والبسطاء على أساس أنه بلاغة وفصاحة:
وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)
كان يتحدث بصيغة المخاطب : أن تميد بكم ثم قفز فجأة إلى صيغة الغائب : وبالنجم هم يهتدون. وليس وبالنجم أنتم تهتدون كما يتوقع أن يقول الشخص السليم الخالي من الشذوذ اللغوي الذهاني
هذا في نهاية الأمر طبيعي لكذبة كهذه. تنسب الكلام الذي تؤلفه أنت لشخص آخر وفي النهاية زلات لسانك توضح الأمر
له معقبات
لكن الشذوذ يظهر أكثر في العبارات التالية. له معقبات. استخدم لفظة غامضة لا يعرف معناها غيره ومع الزمن حتى هو نسي معناها المقصود في لحظتها
المعقبات لغويا يفترض أنها تعني اللاحقات. الاشياء التي تلحق شيئا ما. نفس معنى العاقبة والعواقب
لكنها هنا لا تقبل هذا المعنى وتحتاج لكثير من الترقيع والاصلاح والتبرير
عندما تحاول أن ترى ما حاول المفسرون قوله تتضح لكم القصة كاملة … رجل يهذي بكلام نيولوجيزمي بسبب اضطرابه الذهاني
من تفسير الطبري
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: معناه: لله تعالى ذكرهُ معقِّباتٌ قالوا:”الهاء” في قوله:”له” من ذكر اسم الله.
وقال بعضهم “المعقبات” التي تعتقب على العبد.
وقال بعضهم أن ملائكة الليل إذا صعدت بالنهار أعقبتها ملائكة النهار، فإذا انقضى النهار صعدت ملائكة النهار ثم أعقبتها ملائكة الليل. وقالوا: قيل”معقبات”،
الخ الخ
ابتداء المفسرين بعبارة أختلف أهل التأويل ثم اختتامهم بعبارة والله أعلم بالصواب تختصر ببساطة شديدة قصة السجع المرتبك المضطرب الذي عجز ‘ن إيصال معنى واضح ومحدد رغم حجم الترقيعات الخرافي
لا يدرون ما هي. لأنهم لا يعرفون أن المريض الذهاني يظهر عليه الشوذو اللغوي ومنه استخدام الكلمات استخداما غريبا لا يفهمه أحد بينما هو يظن أنه مفهوم لهم. ولو كنت منصفا عزيز القارئ وموضوعيا لأدركت أن هذا الشذوذ لا يقتصر على هذه اللفظة هنا فقط بل هناك الكثير منه في طول القرآن وعرضه
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
هذه المعقبات من أمامه ومن خلفه. إنها حماية. الساجع استخدم من أمامه ومن خلفه للحماية في أماكن أخرى من القرآن كقوله
إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)
وقوله
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ
بينما استخدمها في مكان آخر للتعبير عن الماضي والمستقبل وهو ما لا ينطبق هنا
هذا السياق الغريب لإطلاق لفظة معقبات على قوة حماية افترض المؤولون أنها الملائكة جعل المفسرين يستبعدون المعنى الأصلي للفظة الذي يشير للتعاقب واللحاق ويذهبون إلى الملائكة رغم أنهم لم يفهموا لماذا سماها معقبات ولماذا لم يطلق عليها هذا الوصف إلا هنا وهنا فقط
يقول لنا العلم أن المذهون عندما يستخدم النيولوجيزم فإنه قد يستخدم اللفظة النيولوجيزمية في موضع واحد فقط ولا يكررها إلا نادرا
ولو لاحظتم فهذا ما نجده مع لفظة ضيزى وأبا وكهيعص وناشئة الليل وقسورة وكثير من الألفاظ النيولوجيزمية التي وردت فقط في موضع واحد في القرآن ولم ترد في مكان آخر لا في القرآن ولا في كلام العرب واشعارهم لا قبل ولا بعد الاسلام
يحفظونه من أمر الله
لكن الحماية من ماذا؟ لماذا تصور الساجع أن الله مؤذي ومتوحش وضار وأن الناس يحتاجون حماية من ضرره؟
لماذا يقوم الله باصدار أوامر ضارة ويضطر يخصص معقبات لحماية الناس من هذه الأوامر؟ ألا ترون جنون الساجع؟ وغرابة تفكيره؟ واعتلال منطقه؟
وكيف تستطيع المقعبات ايا كانت الانتصار على أمر الله؟ وابطاله؟ وافشال خطته الأولى؟
ولماذا يقوم الله بوضع خطة ثانية لافشال خطته الأولى ووضع معقبات لابطال أمره؟
لقد كان الساجع مضطربا ولم يكن تشخيص أهل مكة له من فراغ
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ
المعقبات تقوم بحراسة الشخص من أمامه ومن ورائه وتبطل أمر الله. تحميه وتقف حائط صد أمامه
هل هذا كلام شخص عاقل؟ فكروا ولو مرة واحدة بموضوعية واستخدموا عقولكم. لا تبحثوا عن ترقيعات الكهنة ولا عن فذلكات السدنة. اللغة لغتكم والعبارات واضحة ولستم جهلة ولا حمقى. لا تحاولوا أن تجدوا تفسيرا ملتويا لتحدعوا به أنفسكم وتكذبوا على ذواتكم. فقط احترموا عقولكم ولا تسمحوا لأنفسكم أن تظلوا ألعوبة في ميدان سدنة الوثنخاف
لا تهملوا ارتباط الفعل بحرف الجر. يحفظ من. في كل اللغات ومنها العربية اقتران الفعل بحرف جر محدد يزيل الغموض ويجعل المعنى ثابتا لشيء واحد. تقول مثلا أرغب في الزواج. تجعل المعنى أريد الزواج. وتقول أرغب عن الزواج. تجعل المعنى لا أريد الزواج. ومثل ذلك قوله هنا يحفظونه من. تزيل الغموض وتعطي معنى الحماية الواضح
ترقيعات
نعرف أن سدنة الوثنخاف يتشدقون كثيرا بدقة القرآن وفصاحته وبلاغته. لكن هذا الادعاء لا يتوافق مع سجعيات القرآن. لكن ما يفعلونه مفهوم لأنهم لا يمكن أن يعترفوا ببشرية القرآن. ليس لهم سوى وظيفة واحدة وهي الاستمرار في الترقيع والمحافظة على استغفال البسطاء والعوام حتى لا تكشف حقيقة الأديان. لكن فكر أنت بعيدا عن تاثيرهم : لماذا يصدر الله أوامر لإيذاء الناس ثم يضطر لوضع حماية لهم؟ وأين هي هذه الحماية؟ لماذا ما زال الناس يتأذون؟ وكيف يمكن صد أوامر الله بهذه السهولة؟ كيف يمكن للحماية التغلب على الأوامر الإلهية؟
عندما تؤمن أن كلام مذهون مضطرب هو كلام ألفه خالق الكون تنفق كل عمرك في ترقيعه وسمركته وإصلاحه وتعديله لتستمر في خداع ذاتك والضحك على نفسك
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

تطبيق اندرويد

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
