لدلوك الشمس – التواصل والتوصيل
أدى اختلال التواصل اللفظي السليم لدى مؤلف القرآن إلى غموض شديد في النص الوثنخافي إلى درجة اختلاف أتباعه حتى في أهم أساسياته مثل الصلاة. يرى السردابيون ومعهم جماعة القرآنيين المعاصرة أن مواقيت الصلاة ثلاثة فقط : ميقات للفجر وميقات واحد للظهر والعصر وميقات واحد للمغرب والعشاء بينما يرى السقيفيون وهم الأغلبية الكاسحة من الوثنخافيين المسلمين أن المواقيت خمسة
سبب الاختلاف
وسبب هذا الاختلاف يعود إلى اضطراب الساجع حيث أنه عندما أراد أن يحدد المواقيت في أواخر أيام تواجده في مكة عن طريق سورة الاسراء إحدى أواخر السور المكية خرج بسجعية فوضوية لا تعطي أية فائدة فقال
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)
اعتبر السردابيون أن هذه ثلاثة مواقيت واعتبروا قوله أقم الصلاة أمرا صريحا بها. دلوك الشمس – غسق الليل – قرآن الفجر. لكن السقيفيين لم يروا ذلك ورأوا أنها سجعية مبهمة تحتمل الكثير من التآويل فأولوها إلى خمسة مواقيت
والحقيقة أنها لا تحدد أية مواقيت ولم تكن سوى اهزوجة مضطربة.
لا يستطيع المسلم المعاصر رؤية ذلك لأنه في الغالب لا يتحدث اللغة القياسية لغة القرآن بل الدارجة وبالتالي لا يمكنه التقاط الشذوذ فيها إلا بما وقر في بواطن إدراكه من لغة الكتب والتليفزيون وهي لغة معدلة عن الفصحى وليست الفصحى الحقيقية
عندما تحدد العربية القديمة المواقيت لا تستخدم حرف الجر لــــ. ولا تستخدمه مع فعل الأمر أقم. اللفظ السليم هو أقم الصلاة وقت دلوك الشمس أو وقت الفجر أو عند غسق الليل أو حين دلوك الشمس وهكذا. لتحديد الزمن يستخدم ظرف زمان وليس لام الجر. لو أردت أن تقول لشخص أن ينتظرك وقت الشروق فستقول انتظرني وقت الشروق. ويمكنك استخدام أية لفظة أخرى لتعطي معنى ظرف الزمان وقت فتقول انتظرني ساعة الشروق أو لحظة الشرق أو حين الشروق. لكنك إذا قلت انتظرني للشروق فقد أعطيت معنى آخر وهو انتظرني لغاية الشروق. وكأن الوقت هو وقت المغرب وأنت تقول له انتظرني إلى وقت الشروق فإذا لم آت فاذهب. لا تعطي عبارة انتظرني للشروق دلالة انتظرني وقت الشروق واستخدامها بهذه الطريقة من شخص يجيد اللغة جيدا هو شذوذ لغوي ذهاني يسمى بمصطلح
حيث يحدث استخدام شاذ لحروف الجر وروابط الجمل
لدلوك الشمس
للام معاني عديدة ومحددة في العربية القياسية وتصير أكثر تحديدا عندما تكسر. اللام المكسورة لها معاني عدة ولا ينطبق معنى واحد لها هنا. فقد ترد للتعليل (جئت لأخبرك) وللجحود (ما كنت لأنساك) ولتوكيد الفعل (أريد لأنسى ذكرها) وللاستغاثة والسببية والأمر (لتذهب إليهم). لكنها هنا لا شيء. وهذا ما تسبب في الحيرة والخلاف
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ : هذه لا تعني أقم الصلاة وقت دلوك الشمس. الأمر واضح لدى العرب القدامى من كانت العربية لغتهم الأم ولذلك قالت قريش لمحمد أنت مجنون عندما سمعت طرقة كلامه المبعثرة. فهل يريد أن يقول اقم الصلاة إلى غاية دلوك الشمس؟ أم أقم الصلاة من أجل دلوك الشمس؟ أم اقم الصلاة بسبب دلوك الشمس؟ يمكنها أن تعني كل هذا لكنها لا تعني أقم الصلاة وقت دلوك الشمس
إلى غسق
وزادت الحيرة والابهام عندما أردف إلى غسق الليل. صار واضحا أن المعنى ليس اقم الصلاة وقت دلوك الشمس لأنها لا تتوافق مع قوله إلى غسق الليل. فهو لا يحدد أي وقت وإنما يعطي وقتا طويلا سداح مداح. لدلوك الشمس إلى غاية غسق الليل. واحتاروا. هل يقصد أنه من وقت دلوك الشمس يجب إقامة الصلاة على طول الخط إلى غسق الليل؟
وقرآن الفجر
ثم بلغ التخبط ذروته والشذوذ مداه عندما اضاف وقرآن الفجر بفتح كلمة قرآن. الفتح جعلها غير معطوفة على ما قبلها لأن ما قبلها مجرور وبالتالي فالواو استئنافية. وقرآن لا يجوز معها إلا أن تكون مفعولا به لفعل محذوف يتم تقديره : واقرأ قرآن الفجر أو باللغة المعاصرة واتل قرآن الفجر.
بالنسبة للسقيفيين هذا يبرهن أنه لم يكن يعطي أية مواقيت وإنما هو في صدد الوعظ بإقامة الصلاة وقراءة القرآن والأوقات التي ذكرها وردت بباله لتعلقها بالصلاة وليس لأنها مواقيت محددة
ومن الليل
ولم يتوقف الابهام والشذوذ هنا. حيث انجرف الساجع قائلا : ومن الليل فتهجد به نافلة.
بالنسبة للسقيفيين زادت قناعتهم أن السجعية مجرد وعظ لأنه قال لهم وفي الليل تهجدوا نافلة. والنافلة هي ما خرج عن الفريضة. أي تطوع. وبالتالي هو كان يوعظ ولا يحدد مواقيت. وكأنه يقول صلوا من أجل دلوك الشمس إلى غاية غسق الليل في اي وقت يعجبكم ومارسوا قراءة القرآن وقت الفجر وتهجدوا تطوعا في الليل
شذوذ ذهاني
اضطراب الكلام هو العلامة الرئيسية الثالثة في الاضطرابات الذهانية مع الضلالات والهلاوس. ويظهر اضطراب الكلام على شكل خلل ملحوظ في القدرة على التواصل اللفظي السليم حيث يصعب فهم كلام المريض. في الحالات الخفيفة يكون الكلام صعب الفهم قليلا لكن بالتركيز على السياق يمكن معرفة ما يريده المتكلم. وفي بعض الحالات يكون خلل التواصل اللفظي على شكل كلام غير مألوف يعرف في الطب النفسي بمصطلح
يظل المستمع قادرا على فهم المذهون لكنه يلاحظ ببساطة غرابة استخدامه للألفاظ مثل أن يقول كتابيه بدل كتابي أو سينين بدل سيناء أو إلياسين بدل إلياس أو لا أقسم وهو يقصد أقسم وهكذا. ومن الكلام الايديو سينكراتي استخدام حروف الجر بشكل خاطئ وارتباك الضمائر
هناك سبع درجات لاختلال التواصل اللفظي في الاضطرابات الذهانية ويسمى ايضا اضطراب المفاهيم لأن هذا الاضطراب في التفكير يقاس عن طريق اللغة والكلام. الدرجات توضحها الصورة التالية

ويعرف خلل التواصل اللفظي السليم باي كلام غير مكتف بمفرداته ولا واضح بكلماته ويحتاج للتفسير والتأويل ليصبح كلاما معقولا له معنى. وهذا التعريف ينطبق تماما على القرآن
لماذا اختلفوا على مواقيت الصلاة
لكن السؤال الأهم هنا هو كيف اختلفوا على مواقيت الصلاة؟ أهم ركن في الاسلام؟ ألم يكن محمد يصلي بهم عددا محددا؟ ولماذا لم يتطرق الساجع لطريقة الصلاة في سجعياته؟ ولا لعدد ركعاتها؟ ولا لكيفية ركعاتها؟ ولا لمواقيتها؟ ولا لأذكارها؟ ولا لما يجب أن يقال خلالها؟
هو فقط قال صلوا. وكل شيء آخر عن الصلاة وضعه أصحابه من بعده أخذا منه وبدون شك.
لكن المشكلة تكمن في طريقة التشريع بالتواتر العملي كما حدث في تشريع الصلاة أنها تعتمد على ثبات النهج. فإذا كان الساجع غير ثابت على نهج واحد فستظهر طرق عديدة متناقضة
الساجع لم يمارس الصلاة في مواقيت محددة خلال بقائه في مكة. بل كان يتخبط. مرة يقول قبل شروق الشمس وقبل الطلوع ومرة يقول أطراف الليل وآناء النهار
لكنه في المدينة التقى سلمان الفارسي. وكان للفرس خمس صلوات. أخذ محمد المواقيت بالنص كما أخذ اسم صلاتين بالنص وهما صلاة العصر وصلاة العشاء. ولذلك اسم العصر كإشارة للوقت قبيل غروب الشمس غريب ولم يرد في أشعار العرب ولا في كلامهم قبل الاسلام وكان اختراعا من الساجع. لأنه في الحقيقة أخذه كما ورد من الفرس. كانت العرب تطلق على هذه الفترة الزمنية من اليوم لفظ الأصيل وليس العصر. لكن الصلاة عند الزرادشتية في هذا الوقت كانت تسمى عصيرن. كما تسمى صلاة الليل عشاهن. وقد أخذهما لفظا وكيفا وكما
Uzayäirin – úsha.hin
فيما يلي جدول الصلوات الزرادشتية وما يقابلها في المعبد الاسلامي
المعبد الزرادشتي | المعبد الاسلامي | الوقت |
صلاة هاوان | صلاة الفجر | قبل الشروق |
صلاة رابيثوان | صلاة الظهر | الظهيرة |
صلاة عصيرين | صلاة العصر | المساء |
صلاة ايويسوثرم | صلاة المغرب | بعد الغروب |
صلاة عشاهين | صلاة العشاء | الليل |
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
