من أين جاء الرحمن

مثلما كان الله أحد آلهة العراق القديم كما ورد في الألواح الأثرية لملحمة اتراهاسيس ومثل إله العنف والثورة ضد إنليل وكان رئيس مجمع آلهة العرب فإن الرحمن هو إله قديم من آلهة ثقافات الشرق الأوسط
كان ساجع القرآن صناعة فريدة للكهانة والذهان. وقد تعلم ساجع القرآن الكهانة باكرا. وكان لجده وعمه صلات كهنوتية وثيقة
ولمن لا يعرف فإن جد محمد عبد المطلب لم يكن ابنا معروفا لهاشم حتى جاء يوم اسود في تاريخ البشرية وجلب المطلب بن هاشم ولدا أسود البشرة بعمر 12 عاما من ديار اليهود بيثرب. في البداية على أنه عبد فسماه الناس عبد المطلب. ثم غير رأيه بعد ذلك وادعى أنه أخوه وألحقه بنسبه
وورث ساجع القرآن كل تعاليم الكهنوت في زمنه
ومن عمر الـ12 عاما أخذه أبو طالب إلى الراهب بحيرى وظل يقابله سنويا بعد ذلك برعاية ابي طالب ثم ميسرة غلام خديجة ولمدة 12 عاما كاملة حتى تزوجته خديجة
وبدراسة عميقة للقرآن نجد أن كثيرا مما جاء به الساجع هو إعادة صياغة لأفكار الصابئة كقس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل وأمية بن ابي الصلت مضافا اليه اقتباسات كثيرة من التوراة والانجيل الذين عرفهما محمد بفضل بحيرى وورقة بن نوفل وخديجة وآخرون ذكرتهم كتب السيرة كجبر ويسار وبلعام واعترف القرآن ببعضهم بقوله: لسان الذين يلحدون اليه اعجمي الخ . ومع الزمن وتنامي خبرة الساجع ونتيجة لذهانيته أضاف ما يناسب رغباته
ومما ورثه الساجع وأعاد صياغته اسم الرحمن. فالرحمان كان إلها معروفا لدى الوثنيين
وردت في نصوص عربية جنوبية أخرى وفي نصوص عثر عليها في أعالي الحجاز. وقد كان أهل مكة على علم بالرحمن،
رحمن هو أحد الآلهة التي قدسها اليمنيون القدماء في القرن الرابع الميلادي . ليس من المعروف ما إذا كان رحمن إلها بعقيدة و تشريع منفصل أم مجرد إسم من أسماء إله واحد. و تشير اليه النصوص بأنه ” بعلن سمين وأرضن ” ( بعل السموات والأرض) (بعل = رب) و قد يكون إمتدادا لدين محلي آخر والرحمان هو ايضا كاهل وإيل مقه وذو سماوي
المراجع: (AFL Beeston: Studies in the History of Arabia. Vol II, Pre-Islamic Arabia. Proceedings of the 2nd International Symposium on Studies of Arabia 1984, pp. 149
2.^ H.St.J.B.Philby ,Arabian Highlands , P.260
3.^ Walter W. Müller: Art Himyar. In: Reallexikon for Antiquity and Christianity . Vol 15, Stuttgart 1991, ISBN 3-7772-5006-6 , 303-331
4.^ CIH Corpus inscriptionum 4. Inscriptiones Himyariticas et sabaeas continens 1/3 (Paris 1889/1929))
الفقرة التالية للمؤرخ العلامة جــــواد عــلى فى موضع آخر من كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثانية الجزء الثالث 1980م الفصل السبعون أَصنام الكتابات ص 736
ونقرأ في النصوص العربية الجنوبية اسم إله جديد، هو الإله “رحمنن”، أي “الرحمن”. وهذا الإله هو الإله “رحمنه
” Rahman-a “رحمنا” في نصوص تدمر.
وورد في نص: “رحمنن بعل سمين” “رحمنن بعل سمن”، أي “الرحمن رب السماء”، أي انه إله السماء. فصار في منزلة الإله “ذ سموى”. ثم لقب ب “رحمنن بعل سمين وارضن”، أي “الرحمن رب السماء والأرض” في نصوص أخرى. فصار إله السماوات والأرضين.
ويرد اسم الإله “بعل سمن” “بعل السماء” “بعل السماوات” في الكتابات الصفوية، وفي كتابات تدمر، حيث ورد “بعل شمن” “بعل شمين”، وفي كتابات بعلبك، وفي كتابات اللحيانيين. وقد ظهرت عبادته قبل الميلاد. ويظهر لذلك انه من الآلهة المعروفة عند الساميين وعند العرب الشماليين قبل الميلاد، ومن الجائز ان يكون قد انتقل إلى العرب الجنوبيين من العرب الشماليين.
الفقرة التالية ايضا للمؤرخ العلامة جــــواد عــلى فى موضع آخر من كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثانية الجزء الثالث 1980م الفصل السبعون أَصنام الكتابات ص 737
في نص متأخر، يعود عهده الى ما بعد الميلاد، وورد معه اسم: “رحمنن بعل سمن”، أي “الرحمن رب السماء “. وقد أرخ النص بشهر “ذ دون” “ذ داون” “ذي دوأن” لسنة “574” من التأريخ الحميري. المقابلة لسنة “9 5 4” للميلاد.
عرب الجزيرة الوثنيون كانوا أيضا يعبدون الها اسمه الرحمان
أشعار ورد فيها أسم الرحمن قبل الإسلام
وقد أنشدوا للشنفرى
ألا ضربت تلك الفتاة هجينهـا *** ألا قضب الرحمن ربي يمينهاْ
ونجد مثل هذه العقيدة في قول سلامة بن جندل الطهويّ
عجلتم علينا عجلتينا عليكـم *** ومايشأ الرحمن يعقد ويطلق
العرب الوثنيون كانوا يطلقون على أولادهم أسم عبد الرحمن
فإن ذلك يعني أن قوماً منهم كانوا يدينون بعبادة “الرحمن”. ومما يؤيد هذا الرأي ما ورد من أن بعض أهل الجاهلية سموا أبناءهم عبد الرحمن، وذكروا أن “عامر بن عتوارة” سمى ابنه “عبد الرحمَن”.
وتذكر سيرة ابن هشام ما يلي:
وأنزل عليه في قولهم : إنا قد بلغنا أنك إنما يعلمك رجل باليمامة ، يقال له الرحمان ، ولن نؤمن به أبدا : كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب
كما يذكر من حفظ التراث الإسلامي من قرآن وسيرة ما يلي
يروي مقاتل في تفسيره: (قال أبو جهل: يا ابن أبي كبشة، تدعو إلى عبادة الرحمن الذي باليمامة)(22) وفي تفسير الطبري: (وذكر بعضهم أنّ مسيلمة كان يدعى الرحمن، فلمّا قال لهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم اسجدوا للرحمن، قالوا: أنسجد لما يأمرنا رحمان اليمامة؟)(23)
ملاحظة: كانت قريش تدعو محمدا بابن أبي كبشة تشكيكا في نسبه كما يبدو حيث ولد لارملة بعد موت أبيه وهذا اثار الشك خاصة إذا عرفنا أن هناك من يقول أن أمه حملت به أربع سنوات. في النهاية لا يهم إن صح أنه ابن ابي كبشة أو ابن عبدالله بن عبدالمطلب. فما فعلته أمه ليس ذنبه إذا صح الاتهام. أوردنا هذا لتوضيح لماذا ناداه أبو الحكم بن هشام هكذا. وقد كرر ذلك أبو سفيان في أحد كما كرره الشاعر ابن الزبعرى في تحدي محمد أن يجعل إلهه يرد الموت إن كان من الصادقين حيث قال:
أيوعدني ابن كبشة أن سأحيا **** وكيف حياة أصداء وهامِ
أيعجز أن يرد الموت عني **** ويحييني إذا بليت عظامي؟
فقل لله يمنعني شرابي ***وقل لله يمنعني طعامي