همزة لمزة
ضلالات الإشارة مصطلح نفسي لا يعرف عامة الناس ما هو. وتكثر ضلالات الإشارة في الاضطرابات الذهانية وخاصة تلك التي تتعلق بوهم العظمة وتظل فيها شخصية المريض متماسكة. يعاني المريض غالبا من وهم أنه أفضل شخص أو أنه ملك الملوك أو أنه رسول الله. تنطبق هذه الحالة على أناس مشهورين مثل القذافي وأحمد قاديان نبي القاديانيين وبهاء الله نبي البهائيين ومحمد مؤسس الوثنخافية الإسلامية
تعرف ضلالات الإشارة بأنها إيمان المريض إيمانا راسخا لا يتزحزح رغم عدم وجود أي دليل على أن الآخرين يهمزونه ويلمزونه ويتحدثون عنه من وراء ظهره ويستخدمون كلمات معينة بمقدروها أن تؤذيه
من كتاب فيش للسايكوباثولوجي
In delusions of reference the patient knows that people are talking about him, slandering him or spying on him. It may be difficult to be certain if the patient has delusions of self-reference or if he has self-referential hallucinations. Ideas and delusions of reference are not confined to schizophrenia and can occur in depressive illness and other psychotic illness
ولأن ذهان النبوة اضطراب ضلالي أحادي الوهم عكس الشيزوفرينيا تظل شخصية المريض فيه متماسكة ويظل أداؤه الوظيفي والمجتمعي غير متأثر فإن ضلالات الإشارة ترد بكثرة في المصاب به يرافقها الشذوذ اللغوي الذهاني كبقية اضطرابات الذهان
عبد الوثنخاف العادي مثله مثل بقية الناس لا يفهم ضلالات الإشارة ولا الشذوذ اللغوي الذهاني ولا يعرف الفرق بين الشيزوفرينيا والاضطراب الضلالي وهذا ليس عيبا لأن الموضوع تخصص. لكن الانسان الطبيعي لا يدعي العلم فيما لا يعرفه بينما يندفع عبد الوثنخاف للمجادلة كالبغل الهائج وكأنه يعرف كل شيء ويبدأ بالفلسفة والمراء والترقيع
بدأ تدريس الشذوذ اللغوي الذهاني في الولايات المتحدة لطلاب الطب النفسي كمؤشر حيوي للذهان. خلال فترة بسيطة سيكون متطلبا أساسيا وموضع اختبار. ونقضي نحن المتخصصون سنوات ونحن نتعلم كيف نحلل الكلام ونكشف مواطن الشذوذ. حتى الآن بعد تخرجنا ما زلنا نتعلم كل يوم شيئا جديدا. ومثلما هو هنا في الولايات المتحدة سيكون الشذوذ اللغوي الذهاني اساسيا لكل طلاب الاف آر سي سايك في الممكلة المتحدة ايضا في القريب العاجل وفي بقية أوروبا وكندا واستراليا بدون شك
في الدي اس ام 5 يندرج الشذوذ اللغوي الذهاني تحت مسمى اضطراب الكلام غير المنتظم ويجمل تحت عبارة خلل التواصل اللفظي. في النسخ القادمة من ال دي اس ام ستكون هناك تفاصيل أكثر
لذلك عزيزي إذا كنت من عبدة الوثنخاف فلا توهم نفسك أنك تفهم الموضوع كاملا. تحل بالتواضع وابحث وادرس. كما استطاع غيرك أن يفهم ستفهم أنت ايضا. أنت لست بلا دماغ لكنك لا تسعمله أو لا تتجرأ أن تستعمله كاملا. إذا بحثت ستعرف. لكن إذا أخذك الكبر والغرور أنك امتلكت الحقيقة المطلقة فستظل طوال حياتك مصدقا أن خالق الكون قال كوكب يوقد من شجرة زيتونة. خالق الكوكب يعرف ما هو الكوكب وما هي الشجرة. هو ليس راعي غنم جاهل يجيد السجع في جبال الحجاز
ضلالات الإشارة نجدها كثيرة جدا في طول القرآن وعرضه. إليكم بعض الأمثلة المختارة
همزة لمزة
سيطرت ضلالة الهمز واللمز على ساجع القرآن في مكة. كان طوال الوقت يؤمن أنهم يسخرون منه. وأنه إذا مر بهم يستهزئون ويتضاحكون. ثم انفجر غاضبا وتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور وفرن ناري يدخلهم فيه ثم يغلقه عليهم (نار مؤصدة)
وصل به الوهم إلى درجة تسمية هذه المقطوعة بسورة الهمزة. تصوروا
يقول الساجع في سورة الهمزة
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ
الهمزة هو الذي يتكلم عن الناس من وراء ظهورهم. يقول الشاعر
تُدلِي بوُدِّي إذا لاقَيْتَنِي كَذِبا… وَإنْ أُغَيَّبْ فأنتَ الهامِزُ اللُّمَزَهْ
اعتقاد المريض الذهاني بأن الناس تتكلم عنه بالسوء من وراء ظهره هو تعريف ضلالة الإشارة كما رأينا. يتداخل ايضا مع ضلالة الاضطهاد أو مصطلح الضلالات الزورية التي أقرها مجمع اللغة لترجمة ضلالات الاضطهاد
سنلاحظ في مقطوعة الهمزة إلى جانب ضلالة الإشارة كما هو شائع عند مرضى الذهان شذوذا لغويا وهو تقوقع الفكرة والانجراف من المعنى المجرد العام إلى الصورة الحسية الخاصة. حيث يبدأ المريض بالتعميم ويستخدم لفظة تعميمية مثل قوله كل. كل همزة لمزة بلا استثناء. ثم يفقد الفكرة التعميمية ويبدأ بالتقوقع نحو فكرة وسواسية واحدة تشغله. ركزوا على بقية السجعيات
الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ
بدأ يتقوقع تفكيره نحو شخص واحد. فقد التعميم. لم يعد المقصود الكل كل همزة لمزة. بل صار بعضهم – ربما واحد فقط منهم: الذي جمع مالا وعدده.
الآن إذا كان الهمزة لم يجمع مالا فقد خرج من الحسبان. وإذا لم يعدد ماله فقد خرج ايضا من الحسبان. ويتواصل التقوقع الذهاني كلما استمر الساجع في الكلام. يفقد خيط الفكرة ويسيطر عليه وسواس انشغالي بشخص واحد. ركزوا على قوله
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ
الآن حتى الذي جمع مالا وعدده خرج من المقصود إذا كان لم يحسب أن ماله أخلده. الويل صار مشروطا بمن يحسب أن ماله أخلده. انتهى الساجع من الكل بشخص واحد فقط تأكله نار الحقد عليه
تحولت عبارة كل همزة لمزة إلى شخص واحد بعينه توهم الساجع أن هذا الشخص يحسب أن ماله أخلده.
ولكن فكرة أن يصدق محمد أن خصمه يحسب أن ماله أخلده هذيان وضلالة كاذبة. لم يوجد شخص واحد حسب أن ماله اخلده في تاريخ البشرية. كل البشر يعرفون أن أموالهم لا تخلدهم. وكل خصوم محمد كانوا يعرفون أنهم سيموتون. لم يوجد شخص واحد من خصوم محمد حسب أن ماله أخلده مهما يكذب علينا المرقعون من عبدة الوثنخاف. هذا خطأ يكفي بمفرده لمعرفة بشرية القرآن. ساجع القرآن هو وحده من آمن أن أحد خصومه يحسب أن ماله أخلده. ومثلما آمن بهذا الهذيان آمن أنه يتهامز عليه. الضلالات متصلة ببعضها.
رغم أن خصوم الساجع قالوا له صراحة أنهم يعرفون أنهم سيموتون واعترف بذلك في سجعياته : وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا – وما يهلكنا إلا الدهر.
لكنه رغم قولهم له هذا توهم أن هناك شخصا منهم يحسب أن ماله اخلده
وبما أنه لا يوجد أي إنسان يمكنه أن يحسب أن ماله أخلده فقد كذب الساجع. وهذا يبرهن على أن الدين نتاج مرض عقلي. ولا توجد كمية من الترقيع والسفسطة والمراء والجدل والتلاعب بالألفاظ يمكنها أن تغير هذه الحقيقة : كذب الساجع في قوله يحسب أن ماله أخلده. هذا يفضي لنتيجة مهمة جدا في تاريخ مؤسس الوثنخافية الاسلامية : اتهاماته لخصومه التي تدرسها مناهج الوثنخافية كحقائق تاريخية ليست سوى ضلالات إشارة وأوهام مؤامرة وهذيانات اضطهاد ناتجة عن اضطرابه العقلي.
لم يكن خصوم محمد يؤمنون بفكرة الخلود أساسا ولم يؤمنوا إلا بحياة واحدة تنتهي بالموت. هو من آمن بضلالة الخلود ثم اتهمهم. أسقط ضلالته عليهم. وقال هم يحسبون أنهم يخلدون وهو الذي يحسب أنه يخلد. الاسقاط هو الآلية النفسية خلف الهذيانات الزورية طبقا لعلم النفس
هذا التقوقع الهذياني تكرر كثيرا في القرآن. على سبيل المثال في سجعية إعصار النار
يَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ دلَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
جنة من نخيل وأعناب فقط. أي جنة أخرى من ثمار مختلفة مثل المانجو والرمان مثلا ليست معنية ولا داخلة في الموضوع.. التعبير فقد التعميم الذي يوفره المجاز وتقوقع في صورة حسية محدودة جدا محصورة بالنخيل والاعناب فقط.
من تحتها أنهار
فكرة النخيل والأعناب تقوده إلى الأنهار التي تجري من تحتها. الآن انحصرت الصورة أكثر بشرط وجود أنهار. إذا وجدت جنة مثمرة بدون أنهار تحتها فليست معنية. ازداد التقوقع. تحولت الفكرة المجردة إلى مشهد حسي هلوسي خاص
من كل الثمرات
ونصل لعبارة فيها من كل الثمرات. وهنا يظهر الارتباك المعرفي الذهاني المعتاد
الجنة كانت محددة من نخيل وأعناب فكيف يقول من كل الثمرات؟ وللمفسرين فيها آراء كثيرة لا تبرهن إلا على اضطراب القائل
صاحبها عجوز
ثم تأتي عبارة : واصابه الكبر. صار صاحب الجنة رجلا طاعنا في السن. ازداد التقوقع التصويري اكثر. من كان شابا فلا يخصه المشهد. من لم يكن كبيرا بالعمر فلا يخصه. صارت صورة محدودة جدا ومحصورة بكبار السن
ذريته ضعفاء
ويتواصل المشهد ويبرز التقوقع الذهاني للفكرة أكثر واكثر
من ليس له ذرية خارج من المشهد ولا ينفع في الصورة. ومن له ذرية متمكنون غير ضعفاء ايضا خارج الصورة
ومثال آخر على الانجراف الحسي والتقوقع الفكري قوله
قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا
فقد الساجع القدرة على تعميم شامل. بدأ بالحديث عن تفسير الأحلام. ثم تقوقع في تفسير الأحلام التي تخص الطعام فقط. ثم تقوقع أكثر وانكمش من تأويل أحلام الطعام إلى تأويل الطعام نفسه. ثم انكمش أكثر ليتقوقع في نوع محدد من الطعام وهو الطعام الذي يرزقانه. سيؤول فقط كل طعام يرزقانه.
السجع تحت تأثير هذيان الإشارة
لم يقتصر هذيان الإشارة على الهمزة اللمزة وعلى إيمانه الكاذب أن هناك شخصا يحسب أن ماله أخلده. بل سيطر هذا النوع من الهذيان على سجعيات القرآن. حتى أن هذيان الإشارة جعله يصنع فرقة المنافقين بنفسه.
وكيف فعل ذلك سهل فهمه. كان هناك أناس آمنوا به وصدقوا أنه يتواصل مع السماء. وفي لحظة ارتياب عاشها قال لهم أنتم قلتم كذا وكذا وأنتم فعلتم كذا وكذا وقد أخبرني الله في الوحي. وهم متأكدون من أنفسهم ويعرفون أن ما يتهمهم به كذب. على الفور سيعرفون أنه ليس نبيا ولا يتواصل مع الله. لأنه كذب. قال لهم ألله أخبرني انكم قلتم كذا وهم لم يقولوا. حسم الأمر بالنسبة لهم.
هذيان الاشارة في التحية
من أساسيات هذيان الإشارة تفسير المريض للألفاظ وكأنها تشير إليه. وذلك ما حدث مع الساجع في قصة التحية. إذا قيل له صباح الخير يفسرها على أنهم منافقون لأنهم لم يقولوا السلام عليكم. وإذا قالوا له عمت مساء فسرها ايضا على أنهم منافقون لأنه حصر التحية بالسلام عليكم وهم قالوا عمت مساء
كان الأوس والخزرج متعودين على القول عمت صباحا وعمت مساء. ولذلك يحتاجون وقتا للتعود على التحية الجديدة. ولذلك عندما اتهم من زل لسانه منهم بالنفاق عرف هذا الشخص أن محمدا كذاب ولا يتلقى أي وحي فلو كان يتلقى لعرف أنها زلة لسان.
وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ
حيوك بما لم يحيك به الله. هذا دليله الذي ثبت به ضلالته. الذهاني المصاب بضلالة الخيانة الزوجية إذا رأى الستارة مفتوحة استخدمها كدليل قاطع على خيانة زوجته له وهكذا. بالنسبة لمصاب بذهان النبوة استخدامهم لتحية مختلفة دليل قاطع على تآمرهم عليه.
وركزوا جيدا على قوله : وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ – هذا مثال نموذجي يمكن تدريسه لمن يتخصص في الطب النفسي عن هذيان الإشارة. يقولون في أنفسهم-لم يسمعهم. ولم يسمعهم أحد. ولم ينطقوها بألسنتهم. يقولون في أنفسهم. هكذا تنشأ ضلالة الإشارة حيث يؤمن المريض أن الآخرين يقولون في أنفسهم. مثلما آمن تماما أن خصمه يحسب أن ماله أخلده وهذا مستحيل أن يحدث ويحسب شخص اي شخص أن ماله أخلده. مجرد ضلالة
الساجع يؤمن أن تحيتهم له بتحية مخالفة للسلام عليكم تلحق به الضرر ويقصدون بها أنه كذاب وادعاؤاته دجل. ثم يوهمه دماغه أنهم بعد أن يفعلوا ذلك ويذهبوا ولا يحصل لهم غضب إلهي يهزأون منه ويقولون اين الله يعذبنا لو كان صادقا؟
مثال نموذجي يدرس على هذيان الإشارة
تحريم التسارر
بلغ هذيان الإشارة ذروته في سلوك آخر للساجع. سيطر عليه وهم أن كل من يتكلم سرا يتكلم عنه بالسوء. فحرم الكلام سرا. حرم التسارر تماما. تحريم التسارر من الامور التي نسخها ابو بكر وعمر لاحقا ولم يلتزم بها أحد مثلها مثل الاشهر الحرم والخمس وبعض المواريث
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ (8)
النجوى هي التسارر
يقول مختار الصحاح والنَّجوى السِّر بين اثنين يقال نَجَوْته نَجْواً أي سارَرْته وكذا نَاجَيْته. وانْتَجَى القَوْمُ وتَنَاجَوْا أي تَسَارُّوا
نهاهم عن التسارر. ثم توهم أنهم ما زالوا يتساررون؟ برايكم ماذا سيحدث عندما ينهى عن التسارر ويلتزم الناس خوفا من جهنم ثم يتهمهم بفعل ذلك. بعضهم سيصدقه أن هناك من تسارر لكن ينكر. لكن بعضهم سيزداد يقينا أنه كذب على الله وأنه لا يتلقى اي وحي وأنه مجنون يعيش في عالم من أوهامه وهلاوسه. هذه نتيجة طبيعية
تحريم التسارر بحد ذاته سيثبت لهم جنونه واضطراب عقله. هل هناك شخص عاقل ينهى عن التسارر؟ هل هناك عاقل يهتم لما يقوله الناس سرا بينهم؟ هل هناك عاقل يحشر نفسه في خصوصيات الآخرين إلى درجة نهيهم عن التسارر.
طبعا النهي في الفقه الاسلامي بسجعية قرآنية هو تحريم لمن لا يعرف.
لكن هذيان محمد كان أعمق. لقد آمن أن الشيطان هو الذي خلق النجوى لكي يلحق به كمؤمن الأذى والضرروالحزن وقال
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
النجوى من الشيطان. التسارر من الشيطان. يا للهول أين ذهبت عقول عبدة الوثنخاف وكيف يصدقون هذا الهراء؟
نهي الساجع الناس عن الكلام سرا مع بعضهم نتج عن هذيان الإشارة. مرة أخرى مثال نموذجي على هذيان الإشارة لطلاب الطب النفسي لن يجدوا مثالا آخر واضحا بهذا الشكل
هذا هذيان تم التصرف على أساسه بسلوك. هذه أعلى درجات الضلالة. الضلالة التي يتم الافصاح عنها تلقائيا أو يتم التصرف على اساسها هي في أعلى درجاتها. ابحثوا عن ذلك في أمهات السايكوباثولوجي إن كنتم لا تعلمون
تحريم بعض الألفاظ
لم يقتصر هذيان الإشارة عند محمد على النهي عن التسارر بل شمل أشياء أخرى أكثر جنونية. فحرم بعض الألفاظ. ومنع أتباعه من استخدامها. ومن استخدمها صنفه كمنافق. مرة أخرى كان الذي يستخدمها تلقائيا يتأكد من كذب محمد ويعرف يقينا أنه لا يمكن أن يكون يتلقى وحيا من السماء
قال الساجع
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)
لفظة راعنا لفظة سبئية ما زالت حية في لغة اليمنيين إلى يومنا هذا وهي تعني انتظرنا. راع تعني انتظر. هذه هي اللفظة الحية المتداولة إلى يومنا هذا في اليمن. عندما يريدك أن تنتظره يقول لك راعي.
وكان الأوس والخزرج قبائل يمنية ويستخدمون الألفاظ سبئية المصدر ولا شك. لكنها لم تكن موجودة في لهجة قريش. وبسبب هذيان الإشارة فهمها محمد فهما ضلاليا وحرمها. تصوروا. حرم لفظة. لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا. وكفر من يقولها وهددهم: وللكافرين عذاب أليم
أي شخص يستخدم هذه اللفظة تلقائيا سيتأكد من كذب محمد وسيتيقن أنه مخبول. كيف يفهم هذا؟ ما الذي يزعجه من لفظة راعنا؟ هل هذا شخص عاقل؟ هل هذا يتواصل مباشرة مع الخالق؟ مستحيل. لذلك ظهرت فرقة المنافقين التي صنعها محمد بسبب هذيانه وهلاوسه وضلالاته
التخابر مع الجن
في لحظة في منتهى الجنون والهذيان آمن الساجع بالتخابر مع الجن. توهم أن معارضيه يتخابرون مع الجن ويتكلمون عنه من وراء ظهره. في مثال آخر نموذجي لضلالات الإشارة يجب أن يدرس
وَإِذَا لَقُوْا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤون
توهم أن خصومه يعقدون اجتماعات مغلقة مع الجن. يقومون بالاختلاء اي إجراء لقاءات سرية مع الشياطين ويتهامزون ويتغامزون ويتكلمون عنه من وراء ظهره. يا للهول. كيف لا يستطيع عبدة الوثنخاف رؤية الحقيقة الماثلة أمام اعينهم طوال الوقت؟ كيف لا يفهمون ولا يعقلون؟
تحت الضغط
يظهر هذيان الإشارة تحت الضغط. ولو تأملتم القرآن المكي لوجدتم عشرات السجعيات. كذلك في هزيمة أحد وفي رعب الخندق حيث بلغت القلوب الحناجر.
قال الساجع بعد معركة أحد
وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ
أهمتهم أنفسهم.هذه العبارات نموذجية في هذا النوع من الهذيان مع تغير اللفظ حسب الزمن. لكن التعريف ثابت : المريض يؤمن إيمانا راسخا أنه يعرف ما في أنفسهم وأنهم كذا وكذا. يظنون بالله غير الحق : معناها باختصار يعتقدون أني كذاب ولا أتواصل مع الله. لاحظوا أن كل هذا الهذيان استنتاج داخلي ومعتقد خاص به ولم يقل أحد شيئا من الاساس. ويواصل
يخفون في أنفسهم ما لا يبدون : مرة أخرى عبارة نموذجية يجب أن تدرس. يخفون في أنفسهم ما لا يبدون. ناهيك عن اضطراب العبارة فكل شخص إذا كان لا يبدي شيئا فهو يخفيه إلا أن معناها يعطينا هذيان إشارة نموذجي. يخفون في أنفسهم : لم يقولوا شيئا ولم يظهر عليهم شيئا لكنه يؤمن أنهم يخفون تكذيبه واحتقاره والاستهزاء به. بلاغيا الجملة من الطباق الضعيف حيث تذكر ما لا حاجة لذكره. يخفون في أنفسهم ما لا يبدون…. وهل يخفون في أنفسهم ما يبدون؟ بديهي أنهم يخفون ما لا يبدون… هذا طباق لا حاجة لذكره… كان يجب أن يحدد ما يخفونه لا أن يقول ما لا يبدون…. لكنه قال ما لا يبدون في إشارة إلى وهم محدد يؤمن به. وهي ضلالة إشارة بطبيعة الحال
ولو بحثتم في السجعيات التي ألفها خلال غزوة الخندق لوجدتموها مليئة ايضا بهذيان الاشارة.
مصير الهمزة
تتمحور كل ضلالات الاضطراب الضلالي كذهان النبوة حول ضلالة واحدة كما أنها تتجمع نحو ضلالة واحدة. وكل ضلالات الساجع تتمحور حول هذيان الاصطفاء وهو وهم عظمة يجعله يؤمن أنه أفضل كائن في الكون كله. وتنتهي ضلالاته بضلالة نهاية العالم. وعودة إلى سورة الهمزة التي وجدنا أنه بدأ فيها بالكل وانتهى بشخص واحد بعينه نجده استمر في الانجراف الحسي نحو صورة هلوسية لشخص واحد بعينه ألف حوله كامل المقطوعة رغم أنه حاول أن يتظاهر بالتعميم في بدايتها. ونجده يختمها بضلالة نهاية العالم, وهذيان نهاية العالم هو المسار النهائي العام لكل ضلالات المصابين بذهان النبوة كمحمد وقاديان وبهاء الله وغيرهم
يقول الساجع موضحا مصير كل همزة لمزة الذين أصبحوا شخصا واحدا يحسب أن ماله أخلده :
كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
لينبذن : ما زال مشغولا بشخص واحد فقط. نجد هنا جملا قصيرة لاهثة متزاحمة متسابقة ومسجعة تسجيعا شديدا. هذه هي علامة الكلام المضغوط وتطاير الافكار. وهي علامة شائعة جدا في الاضطرابات العقلية.
ثم نجد النيولوجيزم : الحطمة. الحطمة كلمة اخترعها محمد لم تكن تستخدم. لا نجد لها أي اثر لا قبل ولا بعد الساجع. ولا نجده استخدمها في موضع آخر.
من أهم الوسائل لالتقاط النيولوجيزم هو أنها تكون يتيمة. يستخدمها المريض في سياق واحد فقط. إذا كررها يكررها في هذا السياق. وبعد فترة من الزمن ينساها حتى هو نفسه ولا يستخدمها. ونجد هذا المعيار العلمي للنيولوجيزم متوفرا في نيولوجيزميات محمد : كهيعص عسق قسورة حطمة ضيزى طسم وغيرها.
وتظهر علامة النمطية اللفظية. يسمى ذلك في الطب النفسي بالاستيريوتايپي. نجد المريض يكرر نمطا ظهر كثيرا في نيولوجيزمياته : وما أدراك : العقبة وما أدراك ما العقبة … الحاقة وما أدراك ما الحاقة …. في نيولوجيزمية الحاقة كان جنونه أوضح : الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4)
تنتظر منه أن يخبرك بالحاقة فيقول لك : كذبت ثمود بالقارعة
🤣🤣🤣
لو كان أمامك في تلك اللحظة لقرعت رأسه قرعة واحدة
🤣🤣🤣
هنا قال لهم ما هي الحطمة : نار الله الموقدة
ثم وصفها وصفا بمنتهى الاضطراب : التي تطلع على الأفئدة. يؤنسن المريض الذهاني الجماد والحيوان والطير والحجر والشجر. لأنه يسمع الحجر يكلمه والشجر يحن إليه بسبب هلاوسه السمعية ولذلك تتسلل فكرة أن لها تفكيرا مثل الانسان ومشاعر ودماغ وجهازا عصبيا لا شعوريا وتظهر في زلات لسانه.
تطلع على الأفئدة تعني أنها تعرف اسرار الناس. الفؤاد هو القلب والساجع ظن الأسرار تحفظ في القفص الصدري:
قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ
وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ
أَفَلم يَسِيروا في الأرضِ فتكونَ لهمْ قلوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا..فانَّها لا َتْعمى الابصارُ ولكنْ تَعْمى القلوبُ الَّتي في الصُّدو
ولذلك أنسن الحطمة وجعلها تطلع على القلوب وتعرف هذه الأسرار وتعاقب الهمزة عليها. ما يعاني منه الساجع هو إيمانه بأن هذا الشخص يتكلم عنه بالسوء سرا ولذلك الحطمة ستعرف ما كان يقول وتعاقبه.
ثم تظهر علامتان من علامات جنون الساجع واضطرابه الشديد عندما يقول :
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
الأولى نجده يفقد صورة الشخص الذي يحسب أن ماله أخلده ويعود للجمع. بدأ بالجمع ثم انجرف في مشهد هلوسي عن شخص واحد ثم قفز مرة أخرى للجمع. تطاير أفكار شديد. لقد نبذه في الحطمة . ثم صار المنبوذ هم. عليهم مؤصدة. لقد قفلها.
والعلامة الثانية تعبر عن تشوه تفكيري ذهاني نموذجي: في عمد ممدة.
كيف في عمد ممدة؟ هذه صورة يتيمة وردت فقط هنا. لم تكرر. هي صورة ذهانية لا يمكن للشخص العاقل حتى تخيلها. أعمدة ممدة وليست قائمة. والحطمة موجودة في هذه الأعمدة وهي ممددة. هل الحطمة هي الممدة؟ أم الأعمدة؟؟
هذه عبارة نيولوجيزمية لا يمكن أن يكون لها معنى عاقل. لها تفاسير عدة يختلفون فيها اختلافا شديدا لأنهم يريدون أن يخرجوا بمعنى عقلاني من كلام مضطرب مختل الصلاحية من ناحية التواصل اللفظي : كلام يغلب عليه اضطراب التواصل اللفظي بشكل لا يمكن لأي عطار وثنخافي إصلاحه.
ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد

Good