لو كان في الأرض ملائكة
حقيقة أن إخبار الناس بوجود إله يقتضي أن يقوم به بشر كافية بحد ذاتها لاستنتاج عدم وجود إله. إن إلها يحتاج للبشر لتوصيل أفكاره هو إله صنعه البشر
لو كان هناك إله حسب التصور الديني لما كان عاجزا إلى درجة احتياجه للبشر للكشف عن وجوده ….. هاي أنا هناك في السماء. هذه فكرة سخيفة. فكرة الإله العاجز عن تبليغ ما يريد بنفسه إلى منتجاته واحتياجه لبشر لفعل ذلك
لا تحتاج هذه الحقيقة لذكاء هوكينج أو آينشتاين لاستنتاجها. وقد عرف أهل مكة ذلك وقام محمد بالمراوغة
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94)
قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95)
لو كان في الأرض ملائكة؟ أليست هذه هي نفسها “لو” الشيطانية؟ جعلها ساجع القرآن وسيلة الله لتبرير عجزه واختلاق الأعذار؟
حسنا ليس في الأرض ملائكة فلا تنزل عليهم ملكا من السماء. لكن فيها بشر فنزل عليهم بشريا من السماء .هل تستطيع؟ لا تسمح لبشري يعيش في مغارة ويسمع أصواتا ويرى أشياء ويؤمن أنه أحسن واحد يتحدث بالنيابة عنك وهو بكل المقاييس مضطرب؟
الإله الحقيقي لن يقول لو ولو ولوة ويختلق الاعذار ويبحث عن المبررات. فقط إله خلقه البشر وتصوروه مثلهم عاجزا مقيدا محدود القدرة والامكانيات تقف في وجهه لو ولولا وإن وإلا
الحجة الذهانية
للذهان علامات موجبة مثل الهلاوس والضلالات وعلامات سالبة مثل تقلص بعض القدرات
من العلامات السالبة الذهانية فقدان القدرة على التفكير المنطقي واستخدام الجدل المختل منطقيا كدليل يراه الذهاني حاسما ويكتفي به
عندما ادعى الساجع أنه مع تواصل مع السماء كان يعاني من أوهام عظمة وهلاوس سمعية وبصرية
في ذلك الزمن لم يكن هناك قدرة طبية كافية للتشخيص لكن كان هناك معرفة المجتمعات والثقافات بلغة المختل عقليا وطريقة تصرفه وكيفية جدله وكلامه ولذلك تبين لقريش أن الرجل مختل حسب تعريفهم البسيط للجنون وقالوا له بصراحة
يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون
السجعية أعلاه دليل قوي على الاختلال المنطقي. فلو أخذنا لولوة الساجع بشكل جدي ووضعنا أنفسنا في محل قريش التي تريد دليلا وتطالب به ولا تريد أن تسمع أعذارا ولو ولو ولوة وصدقوا بالقوة وبقية المنطق الوثني منطق عنزة ولو طارت
رد قريش على ادعاء التخاطب مع الفضاء الخارجي بسيط ومنطقي : ما دام هناك رسول من السماء يكلمك فدعنا نسمعه عندما يكلمك؟؟
أنت تسمع أشياء لا يسمعها أحد غيرك وترى أشياء لا يراها أحد غيرك. وهذه أمور تحدث للمجانين فقط
فكان جواب الساجع أغرب من الخيال. قال لهم لو كان سكان الأرض ملائكة لتم إنزال ملك من السماء يكلمهم؟؟
ولم يدرك الساجع أنه يرتكب خطأ منطقيا فادحا يؤكد للشخص الذي أمامه أنه مختل العقل
فهل لاحظتم هذا الخلل؟
لو كانوا ملائكة سيتم إنزال ملك من السماء وليس اختيار ملك من أوساطهم
لكن لو كانوا بشرا؟؟
المفروض حسب منطق الساجع أنهم لو كانوا بشرا يتم إنزال بشر من السماء يكلمهم وليس راعي غنم يعيش في مغارة؟؟ فلماذا لم يتم ذلك؟؟
حسب منطق محمد إذا كانوا ملائكة سيتم إنزال ملك مثلهم من السماء يكلمهم وليس ملكا من أوساطهم لكن إذا كانوا بشرا فلن يتم إنزال بشر مثلهم من السماء بل من أمن مغارة نائية في جبل قاحل
يستند الساجع إلى حجة هي ضده أساسا وتثبت كذبه ثم يتمسك بها كدليل له وهي دليل عليه. هذا ما جعل قريشا تشخصه بالجنون فلا يفعل هذا إلا مختل
يتضح لقريش الخلل ببساطة
لماذا بما أن سكان الأرض بشر لا ينزل لهم بشرمثلهم من السماء بينما لو هم ملائكة سينزل ملك مثلهم من السماء؟
لو حدث أن سكان الأرض صنف آخر غير البشر مثل الملائكة فسوف يتم إنزال كائن من صنفهم من السماء لكن فقط في حالة البشر سيتم إرساله هو شخصيا وليس واحدا من السماء
يضطرب التفكير المجرد عند الذهانيين ويضيق أفق الرؤية ولا يستطيعون رؤية الصورة كاملة ولهذا السبب لم يستطع محمد المقابلة بين كون سكان الأرض بشرا وبين كونهم ملائكة بشكل شامل وأنتج حجة مشوهة تنقض ادعاءه بدل أن تثبته
كان المنطقي أن يقول الساجع : لو كان سكان الأرض ملائكة لأرسلنا لهم ملكا منهم. وليس نزلنا عليهم ملكا من السماء
قابل الساجع بين البشر وبين الملائكة في أول الجدلية لكنه فقد القدرة على الحافظ على التوازن المنطقي في نهايتها
هذا الانجراف علامة ذهانية شائعة جدا في الاضطرابات الذهانية وتندرج تحت إطار اضطراب بناء الحجة
حسحسة المجرد
يظهر الانجراف وفقدان الفكرة المجردة وسيطرة الصورة الحسية في السجعية ايضا. وهذا شذوذ لغوي شائع بدوره. فبعد أن قال الساجع لو كان في الأرض ملائكة لم يستطع التوقف وانجرف نحو الصورة الحسية بسبب تكون مشهد هلوسي فرآهم يمشون مطمئنين فأضاف يمشون مطمئنيين . وهي إضافة لا داعي لها في الأصل. وأصبح المعنى أنه لو كان هناك ملائكة لكنهم لا يمشون بل يطيرون فقد خرجوا من الشرط ولم يحققوا الشرط اللازم لنزول الملك 🤣🤣🤣🤣 ولو كانوا يمشون لكن قلقين غير مطمئنين فقد فقد الشرط اللازم لنزول الملك
تحسيس المجرد اضطراب شائع عند الذهانيين. تتحول الفكرة المجردة إلى صورة حسية
لا يستيطع الذهاني كبح الأفكار الطارئة التي ترد بشكل طبيعي مع الكلام لكن الشخص السليم يتمكن من تثبيطها بينما يفقد الذهاني هذه القدرة وينجرف
تعرف طبيا بمصطلح اضطراب القدرة على التثبيط الأمامي
وهي من أكثر العلامات في الشذوذ اللغوي الذهاني شيوعا
وهكذا أمضى الساجع كل نقاشاته جدلا ذهانيا مختلا وكان كل ما عليه ببساطة أن يبرهن ما يقول بدل أن يصادر على المطلوب اثباته ويميع القضية بالجدل والمراوغة ويصر على إيمان الناس غيبا بما يدعيه ويجادل ثم يقاتل عندما توفرت له العصابة والسلاح
فبينما نجده ينسب إلى الله قدرات لا حدود لها نجده عند ما تحين الفرصة لاثبات أي منها يختلق المبررات ويظهر الله وكأنه عاجز إلا عن الجدل وكأن وجوده كعدمه
لقد كانت الأديان منتجا ذهانيا متأثرا بموروثات معابد الكهنة التي تراكمت عبر الزمن منذ ظهورها في حضارات العراق القديم
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
