كسف السماء – مشهد هلوسي

سقوط الكسف كان من النبوءات الكاذبة. لكنه ورد نتيجة مشهد هلوسي رآه محمد. رأى السماء تتمزق كسفا وتسقط
المصاب بذهان النبوة يلاحظ لديه ضلالتان بارزتان : ضلالة نهاية العالم وضلالة عذاب السماء
هذه الضلالات في الغالب ثانوية نتيجة لهلاوس سمعية وبصرية. ويمتلئ القرآن بمشاهد هلوسية يتم ترقيعها
في المقطع السجعي التالي نصادف خطأ علميا وعلامة ذهانية – دعونا نشرحهما
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47)
الخطأ العلمي
ظن الساجع أن السماء بناء مادي يمكنه أن يتمزق كسفا. (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32))
لم يعرف قط أن السقف الأزرق الذي يراه فوق رأسه ليس سوى خداع بصري ينتج عن تشتت الاشعة الزرقاء في ضوء الشمس عند اصطدامها بذرات النيتروجين والأوكسجين في الغلاف الجوي. الحقيقة لا توجد سماء بل فضاء لا متناهي لا يري بالعين
ويمكن أن تفهم منظور الساجع بنفسك. ماذا لو أن بدويا يعيش في القرن السابع يتأمل السماء فوق رأسه؟ سيظن السماء فعلا سقفا ماديا للأرض. وكيف ستكون القطع التي تسقط منه إذا تمزق؟ كيف سيكون شكلها؟ ما هو أقرب شيء في الشكل لهذا السقف الأزرق؟ السحاب. ستكون هذه الكسف التي تتمزق عن السماء مثل السحاب في مخيلة بدوي لا يعرف ما نعرفه اليوم
الكسف التي يراها الساجع تشبه السحاب. وقد يكون المشهد الهلوسي الذي رآه وصورته له مخيلته الذهانية كسفا ساقطة من السماء في السجعية أعلاه هو سحاب. ولذلك قالت قريش عندما قال لهم أنها كسف ساقطة من السماء قالت له سحاب مركوم
ومما يؤيد أن الساجع كان يؤمن أن السماء سقف مادي يمكنه أن يسقط كسفا تشبه السحاب هو توضيحه لكلمة كسف في موضع آخر يخص السحاب
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا
يجعل السحاب كسفا. أي مثل القطع المتمزقة عن السماء. يسقط السماء كسفا. اي قطعا تشبه السحاب
فكرة الساجع عن السماء فكرة بدائية ساذجة وبسبب إصابته بذهان النبوة سيطرت عليه ضلالة العذاب من السماء وضلالة نهاية العالم التي تمت استثارتها بمشاهد هلوسية عديدة رآها وحده ولم يرها احد غيره فاضطر للتخلي عنها وعدم التمسك بها وصارت نبوءات كاذبة مثلها مثل نبوءة الدخان تأملها ينير الدرب لمن يريد معرفة حقيقة مؤلف القرآن
العلامة الذهانية
سقوط السماء كسفا مشهد هلوسي عانى منه ساجع القرآن. شاهد وقوعه مرة واحدة في هذه السجعية لكنه ذكره في مواضع أخرى ردا على تذكير قريش له بعد تهديده لهم : أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا
كما زعمت. يذكرونه بأنه وعدهم ولم يصدق أي أنه اثبت كذبه
سقوط الكسف كان من النبوءات الكاذبة. لكنه ورد نتيجة مشهد هلوسي رآه محمد. رأى السماء تتمزق كسفا وتسقط كما وضحت هذه السجعية
ويتحسر أن قريش قالت أن تلك الكسف هي سحاب. ووعدهم بصاعقة من السماء
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47)
قد يجادل الكهنوت ومن ورائهم العوام أنه يقصد في المستقبل. لكن تأمل السجعيات جيدا وتأمل المواضع الأخرى التي وردت فيها كلمة إن يروا يبين أن الساجع يصف مشهدا هلوسيا حدث له برؤية السماء تتمزق قطعا وتسقط وبينما قالت قريش سحاب مركوم أصر أنها كسف من السماء
ولذلك قال فذرهم. اي اتركهم فهم لن يصدقوا أنها كسف إلا عندما يهلكوا وتصيبهم الصاعقة
لا الكسف وصلت ولا الصاعقة حدثت. كان نبوءة كاذبة بسبب تصديق رؤية الساجع مشهدا هلوسيا مخيفا
كلمة إن يروا لوصف حدث رآه كهلاوس بصرية ولم يره غيره أحد وبالتالي كذبوه تكررت ايضا في وصف موقف قريش في مشهد هلوسي آخر هو مشهد انشقاق القمر
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)
في انشقاق القمر قال وإن يروا آية. وفي تساقط السماء كسفا قال وإن يروا كسفا من السماء ساقطا. الواضح أن الساجع يستخدم عبارة إن يروا للتعبير عن أحداث في الحاضر وقعت له ولم يرها أحد غيره فاتهمهم بعدم تصديقه وهو متأكد
وهذا يثبت أنه كان يتحدث في الكسف عن مشهد هلوسي حدث له وليس عن المستقبل. المستقبل ذكره بعد شجعية الكسف الساقط بيوم الصاعقة النبوءة الكاذبة
فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45)
هم الآن لا يصدقونك أنها كسف ويقولون سحاب فاتركهم وسينتبهون عندما تصل إليهم ويصعقون. وبعد الصاعقة قال سيحدث لهم عذاب آخر. ربما يقصد فيه يوم القيامة أو عذاب آخر
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47)
إذن الكسف التي رآها ساقطة سوف تصعقهم وعندها سيصدقون أنها كسف وليست سحابا مركوما وبعد صعقهم لهم عذاب آخر غيره
النبوءة الكاذبة
هدد محمد قريشا بتعذيبهم عن طريق إسقاط كسف من السماء. كسف السماء ضلالة عاني منها وكابدها ولأن الذهاني يؤمن بضلالاته ويصدق هلاوسه فقد كان جادا عندما هددهم
ولكي تثبت قريش له أنه كاذب تحدته ان ينفذ تهديده
أوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا
ولأن تهديده كان ضلالة ذهانية وكانت فعلا مجرد (زعمت) كما تبين لقريش لا يمكن تحقيقها في الواقع اضطر للمراوغة والمجادلة والقول اقدر أن افعل لكن لا أريد. هذه المراوغة هي تبرير له اكثر من غيره وتفسير لعدم تحقق ما رآه بعينه وأيقن به في دماغه. وكان التبرير إن نشأ. وظيفة الهلاوس تطمين الملهوس. ولذلك سمع صوتا لم يسمعه غيره يوضح له لماذا لم تسقط الكسف وتصعقهم – إن نشأ
إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ
إن ولو ولولا ولعل وربما. لغة كل الذهانيين ومهرب كل الكهنوت عبر العصور
المصدر: كتاب أخطأ الراعي وضل القطيع – من اصدارات الصفحة