تناقض التفاصيل في القصص الذهاني-5 حوت يونس
للقصص الذهاني بصمة خاصة تظهر عند تحليل اختبارات تات واختبارات إكمال القصة الاسقاطية. إلى جانب تشوه الافكار يظهر الشعور بتآمر الآخرين والارتباك السردي وعلامات أخرى
ومن هذه العلامات اختلاط الأزمان وضياع الحدود بين الماضي والمستقبل والحاضر
والاختلاف المتكررفي التفاصيل عند إعادة السرد وتناقض ترتيب الأحداث
وغلبة التفكير الحسي وسيطرة التفكير السحري وخاصة عند حل العقدة في القصة
تتشوش الذاكرة لدى الذهانيين فيختلط ابطال القصص وتختلط الازمنة والاحداث وينعكس ترتيب الاحداث كل مرة يعاد فيها سرد القصة
والأمثلة على ذلك في القرآن كثيرة. فمرة نجد عبادة العجل قبل الصاعقة ومرة نجد الصاعقة قبل عبادة العجل
ومرة نجد فرعون هو من قال للملأ إن هذا لساحر يريد أن يخرجكم (الشعراء 34) ومرة نجد أن الملأ هم من قالوا لفرعون إن هذا لساحر يريد أن يخرجكم (الأعراف 109). ومرة تم إهلاك ثمود بالرجفة ومرة تم إهلاكها بالصاعقة وهكذا
حوت يونس
وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49)
كأي مذهون آخر كان ساجع القرآن ينسى التفاصيل ويحفظ فقط العناوين العامة ويظهر في قصصه التناقض والتفكير السطحي الخرافي
في هذه السجعية ينفي أن يكون يونس نبذ في العراء وذلك لأن نعمة ربه تداركته
لولا حرف امتناع لوجود وهو حرف شرط غير جازم , جوابها ممتنع لوجود شرطها. جوابها جملة فعلية وتقع اللام في جوابها. لنبذ اللام واقعة في جواب لولا والجملة الفعلية نبذ بالعراء هي جملة جواب الشرط
وتعني السجعية لمن لا يجيد العربية القديمة أنه لم ينبذ بالعراء لأن نعمة ربه تداركته
مالذي منع نبذه في العراء؟؟ الجواب تدارك نعمة ربه له. هذا التدارك منع نبذه في العراء
إذن النبذ في العراء لم يحدث وذلك لأن نعمة ربه تداركته ومنعت أي نبذ
ولاحظ عزيزي القارئ الالتزام الشديد بالقافية. مذموم على وزن مكظوم. ولو قال كظيم أو مليم لقال سقيم وهكذا
لكن الساجع ينسى ما قاله هنا وعندما يسرد القصة من جديد في موضع آخر يقول أنه فعلا نبذ بالعراء
لم يمنعه شيء من أن ينبذ في العراء. لا تدراك نعمة ربه له ولا غيرها
ما لم يحدث هنا في السجعية الجديدة هو لبوثه في بطن الحوت وليس نبذه بالعراء. النبذ بالعراء تم فعلا في تناقض مع السجعية السابقة
فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142)فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145)
لولا للتذكير مرة أخرى حرف امتناع لوجود وهو حرف شرط غير جازم. امتنع بقاؤه في بطن الحوت لوجود التسبيح. لكنه تم نبذه بالعراء .لم يمتنع النبذ هذه المرة ولم تدراكه نعمة ربه على ما يبدو
إذن النبذ في العراء حدث والذي لم يحدث هو اللبث في بطن الحوت لأنه كان من المسبحين
بسبب موت الفصحى وكونها لغة ثانية لكل العرب حاليا يتعلمونها في المدرسة فقط إذ أن الدارجة هي اللغة الأم التي يتعلمونها في البيت فإن مؤسسة الكهنوت توهمهم أن هذه الأخطاء القصصية ليست أخطاء بل بلاغة وسبب التشوش أن الناس لا تفهم العربية
تقوم مؤسسة الكهنوت بترقيع مثل هذه التناقضات مستغلين رغبة المؤمن البسيط القوية في أن تكون معتقداته صحيحة
ويندفع العوام في اتهام كل من يشير لهذه الأخطاء بالقول أنت لا تفهم العربية انت مدعوم من الغرب هذه مؤامرة وبلا بلا بلا حيث تمت تعبئتهم بإجابات معلبة مسبقا كررها الكهنة على مسامعهم منذ نعومة أظفارهم حتى أصبحوا غير مستعدين للتفكير بأنفسهم
ترقيع واستهبال
الوثنية ليست أن تعبد أكثر من وثن. بل أن تعبد وثنا واحدا على الأقل. وتوحيد الأوثان في وثن واحد لا يعني أنك لم تصبح وثنيا. وجعلك وثنك خفيا فوق السحاب لا يعني أنك لاوثني. أنت فقط موحد. وحدت الأوثان في وثنخاف. ولذاك ظل المنطق واحدا : منطق وثني ينسب الظواهر الطبيعية لوثنخاف غير مرئي. ولهذا السبب لا يفكر الوثنخافيون في حقيقة دينهم ولا يتوصلون إلى أن النبي كان مذهونا يعاني من اضطراب عقلي لأنهم يؤمنون غيبا بما لقن لهم ويتشربون الإجابات التي أعطيت لهم. ولم يكن لدى الكهنوت الوثنخافي أية مشلكة مع تناقض التفاصيل في قصص الساجع لأنه لا أحد يسألهم حتى ظهرنا نحن وأمثالنا مع ثورة الانترنت وطرحنا الأسئلة التي لم يجرؤوا حتى على مجرد التفكير فيها. وبدأت موجة جديدة مضحكة من الترقيع. ومن الترقيعات المضحة والتي تستغرب كيف يبتلعها شخص عاقل هو قولهم أن المقصود بانلفي هو قوله وهو مذموم؟ شيء مضحك. كيف يستطيع الانسان الضحك على نفسه إلى هذا الحد ليبقى في قيود العبودية. ونحن نعرف وهم يعرفون أنه جملة وهو مذموم ليست سوى مستلزمات السجع وهي تابعة للنبذ في العراء. والنفي (هو عند النحويين امتناع وليس نفيا لكننا هنا سنطلق عليه نفيا لتسهيل المعلومة) كان للنبذ في العراء لأن النفي يقع دائما على الفعل الواقع في جواب لولا بعد لام الجواب. وهو إنما قال مذموم في السرد الأول لأنها تناسب مكظوم التي وردت قبلها وسقيم في الثانية توافق مليم التي سبقتها. يتحكم الرابط السجعي بالمعنى في نوبات الهوس الحاد التي كانت تنتاب محمدا في مكة من فترة لفترة مختلطة مع ذهان النبوة. النفي (امتناع الحدوث) وقع على الفعل نبذ ولا علاقة لما بعد واوا العطف به. سنرى أمثلة أخرى من سجعيات محمد على ذلك فيما بعد
لكننا نتفهم موقف عبدة الوثنخاف هنا كما نتفهم موقف أي وثني آخر يفضح زيف معتقده لأنه لا خيار لهم. ليس هناك سوى خيارين في هذا الموضع : إما أن ترقع بما تقدر عليه لغرض الترقيع وإما أن تعترف بأنك كنت ساذجا انضحك عليك وصدقت هلاوس شخص آخر. والأنانية والجرح النرجسي تمنع أي شخص من أن يعترف بأنه ساذج حتى لو كان كذلك. سينكر وسيلجأ لأي شيء وأي ترقيع يطمئنه أنه ليس ساذجا تم خداعه
دعونا نرى أمثلة أخرى على استخدام لولا في سجعيات محمد. ستلاحظون أن النفي (الامتناع) يقع دائما على الفعل مثلما وقع هنا على فعل النبذ : لنبذ في العراء
وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ
الامتناع وقع على الفعل قضي. جملة ما بعد واوا العطف (وإنهم لفي شك) لا علاقة لها بالامتناع. مجرد مستلزم للسجع بسبب قافية الباء. حتى أنه قدم وأخر وعجن وطحن وقال لفي شك منه مريب بدل أن يقول في شك مريب منه. حتى أن مريب لا داعي لها أصلا وكان يكفي أن يقول في شك ليصل المعنى. مريب أربكت المعنى ولم تفده
ومن الأمثلة الأخرى قوله
وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ
لولا حرف امتناع لوجود. امتنع فساد الأرض لوجود دفع الله. الامتناع وقع على الفعل فسد
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ
وقوله
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ
ومنها قوله
وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
مجيئ العذاب هو الذي لم يحدث. هو الذي امتنع حدوثه.الفعل الواقع في جواب لولا. ما بعد حرف العطف شيء آخر قد يمتنع وقد لا يمتنع حسب السياق. وسواء كان حالا أو تمييزا أو مفعولا فيه أو جملة استئنافية لا تفرق
النفي (الامتناع في حالة لولا)يقع على الفعل الواقع في جواب لولا وما يعطف بعد بالواو يمكن أن يقع عليه هذا الامتناع ويمكن ألا يقع حسب السياق. لكن النقطة المهمة هنا هو أن ما تم نفيه هو الفعل الواقع في جواب لولا. وهو النبذ في العراء. عبارات وهو مذموم وهو سقيم وهو مكظوم أو أي شيء آخر سواء انتفى أو لم ينتف ليس مهما هنا ولا علاقة له بالنقطة الواردة وهي تناقض التفاصيل. في المرة الأولى لم يحدث نبذ في العراء وفي الثانية حدث نبذ في العراء
ومثل ذلك قوله
وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ
ما وقع عليه الامتناع هو عذبهم في النار. ما بعد حرف الواو اللاحقة شيء آخر مختلف
لاحظوا أن غرض الكهنوت الوثنخافي هو الترقيع لغرض الترقيع حتى لو ناقض هو نفسه كل سجعيات القرآن الأخرى وخالف اللغة والقاعدة. عند الترقيع الأولوية للابقاء على الوهم والأكاذيب وليس لتدبر الحقائق. والغرض هو المغالطة قدر الإمكان للتشويش على العوام ومنعهم من فهم الحقيقة
لولا حرف امتناع لوجود. والذي يمتنع حدوثه هو الواقع في جواب لولا بعد لام الجواب. الفصحى لغة ميته ولذلك يسهل على المؤسسة الوثنخافية مغالطة العوام بزخرف القول وتنميق العبارة وتدليس المعلومة
ساهم في تبديد الخرافة
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
