حذر الموت – لغة الذهان
رأينا كيف أستخدم ساجع القرآن عبارة ردوا أيديهم في أفواههم استخداما نيولوجيزميا لا محل له في الجملة ولا يؤدي المعنى المطلوب
خلل التواصل اللفظي علامة مهمة في الاضطرابات ىالذهانية. وأي كلام غير كاف بمفرداته وغير مفهوم بألفاظه ويحتاج لتفسير وتأويل هو كلام مختل من ناحية التواصل اللفظي
المذهون هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها غيره ويرى أشياء لا يراها غيره ويعاني من أوهام عظمة فهو أفضل شخص في الكون بعد الله. يظن عبدة الوثنخاف أن تطابق هذا التعريف الطبي للمذهون تطابقا تاما مع تعريف النبي في أدبيات الكهنوت الوثنخافي مجرد مصادفة. لقد خدعوهم وغسلوا أدمغتهم وأدخلوا فيها ما يشاؤون
ولأن المذهون يرى أشياء لا يراها الشخص الطبيعي تسمى بالهلاوس البصرية فإن كلامه يظهر مشاهدا لا مكان لها في الحياة الواقعية ولا وجود لها إلا في عالم الهلاوس والتهيؤات مثل وضع الناس اصابعهم في آذانهم للحماية من الموت
أصابعهم في آذانهم حذر الموت
يقول الساجع
يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ
اراد استخدام تعبير يوضح فيه عملية اتقاء الموت فقال يجعلون اصابعهم في آذانهم حذر الموت.
لكن وضع الاصابع في الآذان لغرض الحماية من الموت ليس سلوكا طبيعيا ولا يحدث ولا أحد سليم يفعله ولكن المذهونين يفعلونه في محاولة لتخفيف سماع الهلاوس المزعجة. لقد كان الساجع يصف سلوكا شخصيا له ومشهدا هلوسيا غرق فيه إلى أذنيه
في التعبيرات المجازية و في الكناية يبنى المعنى المقصود على صورة حسية تدخل من ضمن مكوناته الأساسية. إذا قلت جرى فلان حتى تقطعت أنفاسه كناية عن شدة التعب يظل المعنى الحسي واردا وهو تقطع الأنفاس. لأن تقطع الأنفاس جزء حسي يشارك في تكوين الصورة المجردة للتعب الشديد. في الاضطرابات الذهانية يشاهد المريض صورا حسية كثيرة ليست طبيعية ولا يخبرها الانسان السليم وتسمى هلاوس بصرية. لكن المذهون لا يفرق أصلا بين الطبيعي والمضطرب فيحسبها صحيحة. ولذلك عندما يستخدمها لا يلاحظ أنها غير صحيحة. الصورة الحسية التي يستخدمها لبناء الفكرة المجردة تكون قادمة من عالم هلاوسه البصرية ولذلك يطلع بتعبير غريب شاذ لم يستخدمه أحد قبله ورفض الناس الطبيعيون أن يستخدموه من بعده لأنه غير صحيح ولا يبدو منطقيا لهم
وفي هذه السجعية عبر عن اتقاء الموت بوضع الاصابع في الآذان تعبيرا حسيا خالصا. وكما هو واضح للطفل الصغير هنا هذه صورة هلوسية خاصة به وليست جزءا من المكونات الحسية للحذر من الموت فلا يوجد أحد يضع اصابع في أذنيه حذر الموت
لو تتبعنا موضوع هذه السجعيات من بدايتها سنجد أن هذه السجعية كانت انجرافا ذهانيا عن موضوع التشبيه وغرقا في التفاصيل الحسية حيث دخل مشهد هلوسي في الصورة عندما كان محمد يحاول تشبيه الكفار والمنافقين.
المشهد الهوسي الذي غرق فيه جلب له صورة الاصابع في الآذان للحماية من الموت بالصواعق. بينما لا يوجد أحد يحمي نفسه من الصواعق بوضع أصابعه في أذنيه. لا يستخدم وضع الاصابع في الأذن كوسيلة للحماية من الموت بالصواعق. قد يستخدم لتجنب الصوت العالي حتى لا يؤذي طبلة الأذن ولكن ليس حذر الموت
وضع الاصابع في الاذن حذر الموت صورة هلوسية لا صلة لها بالواقع ولا محل لها إلا في دماغ المريض الذي رآها.
لكن وضع الاصابع في الاذن سلوك ذهاني يلجأ له المريض لحجب الهلاوس المخيفة
في هذه العبارة تظهر لنا صورة حسية تمثل جزءا من مشهد هلوسي ولده محاولة الساجع بناء تشبيه للمنافقين فضاع عليه المشبه به ووجه الشبه وانجرف في صورة حسية ذهانية لا صلة لها بالواقع كما رأينا
المشهد الكامل
وضع الأصابع في الآذان حذر الموت كان جزءا من مشهد هلوسي حسي رآه كاتب القرآن في إوج اضطرابه العقلي. وهذه هي سجعيات هذا المشهد
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُوْنَ (18)أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
تأمل هذه السجعية جيدا. انها كافية لاعطاء اشارة الى التشخيص
حاول ان ترى المشبه والمشبه به ووجه الشبه واداة التشبيه
المشبه هو خصوم محمد أو ما يسميهم بالكفار والمنافقين والمشركين والمشبه به هو رجل يوقد نارا
يشبه محمد خصومه بصيغة الجمع برجل واحد مفرد اوقد نارا
ومع محاولته اكمال الصورة التشبيهية تشوش وضاعت الحدود بين المشبه والمشبه به
وبينما كان يحاول استكمال صورة الرجل الذي انطفأت ناره تشوشت عليه الصورة وتداخلت عناصر المشهد الهوسي ببعضها كما تتداخل الصور في الأحلام والكوابيس فصار خصومه فجأة هم الذي اوقد النار فذهب الله بنورهم وليس بنوره(الرجل) وتركهم في ظلمات وليس تركه. اختفى الرجل الذي استوقد نارا تماما. هذا ما يحدث في الأحلام عند الشخص السليم ويسمى بالتكثيف
condensation
وهو ما يحدث ايضا في دماغ المذهون في المشاهد الهلوسية
ووجه الشبه مضطرب جدا فهو هنا قيام الله بالذهاب بنورهم (اي المشبه وهم خصوم محمد وليس المشبه به وهو الرجل الذي أوقدها ليستضيء)
الغرض من التشبيه هو الاتيان بوجه شبه من شيء معروف يتم التشبيه به من اجل توضيح شيء مبهم في المشبه لتتضح الصورة
ولكن المذهون يعجز عن الحفاظ على سلسلة الفكرة المجردة وتسيطر الصورة الحسية على دماغه وتتحول لمشهد هلوسي يراه ولذلك يضطرب التشبيه ويتشوش الغرض منه ويفشل في اعطاء عبارات متماسكة
الفكرة المجردة التي شرع في توضيحها وهي الضلال والكفر اختفت من المشهد وطغت الصورة الحسية لايقاد النار في ليلة مظلمة ثم هبوب الريح والمطر والرعد والبرق وصار الساجع بسبب مرضه يراهم أمامه حقيقة في مشهد لا يراه أحد غيره لأنه يهلوس. وقد رآهم يضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يموتوا
محاولة الاتيان بصورة تشبيهية لرجل يوقد نارا ولدت مشهدا هلوسيا في دماغ الساجع انجرف معه ولم يقدر على الحفاظ على الحدود الفاصلة بين المشبه (الكفار) والمشبه به (رجل يوقد النار)
لقد استغرق الامر من الطبري عدة صفحات وهو يحاول أن يفهم فقط كيف تم تشبيه الجماعة بالواحد وحاول أن يصلح بقدر الامكان قوله استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم وكان الصحيح ان يقول ذهب بنوره وتركه
وتحير المفسرون بعملية تشبيه شيء ضار ومكروه ولا ينبغي فعله مثل الكفر بشيء نافع ومرغوب وينبغي فعله وهو ايقاد النار – والتي ستنطفئ في نهاية المطاف وانطفاؤها لا يمكن أن يكون غضبا من الله بل هو الامر الطبيعي ويجب تغذيتها بالحطب حتى تستمر
الاضطراب التفكيري وضياع الحدود بين البنيات الاساسية للتشبيه وغياب القدرة على التفكير المجرد وتولد مشهد هلوسي يسيطر على الصورة بأكملها تظهر في معظم محاولات القرآن للتشبيه
كيف رأى الأصابع
لان الصورة قد تشوشت وتحولت لمشهد هلوسي وصار خصوم محمد هم من أوقد النار ولم يعد الذي استوقد نارا موجودا في المشهد أصبح الساجع يراهم يمشون عميا صما بكما ولكنهم واصلوا في الطريق ولم يرجعوا
انجرف الساجع في مشهد هلوسي فضاعت عليه خيوط التشبيه وتاهت الحدود بين المشبه والمشبه به وتبدد وجه الشبه تماما.
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
تواصل المشهد الهلوسي الذي ولده محاولة الساجع لتخيل صورة ما عن خصومه
لا يوجد هنا سوى مشهد هلوسي انجرف فيه الساجع. فبعد أن اختفى الرجل الذي اسوقد نارا و صاروا هم من أوقد النار ويمشون صار الجو ممطرا بظلمات ورعد وبرق. انجراف شديد في مشهد هلوسي غريب.تحول تشبيه أعمال الكفار بإيقاد رجل لنار إلى فيلم رعب هلوسي في دماغ محمد
يفقد محمد تماما عنصر التشبيه ويشاهد خصومه يمشون في منطقة بها مطر ويضعون اصابعهم في اذنيه حذر الموت
هذا انجراف من محاولة تشبيه إلى مشهد هلوسي
سلوك وضع الاصابع في الاذن ليس سلوكا للوقاية من الموت بالصواعق بل هو سلوك ذهاني للحماية من الهلاوس المخيفة. وكثير من المذهونين في وقتنا هذا يضعون قطنا في آذانهم حذر الموت بعد أن بدأوا بوضع أصابعهم أول الأمر
خطأ علمي
بديهي جدا أن يقع مذهون من القرن السابع في أخطاء علمية. وبديهي جدا أن يستميت ورثته من الكهنة في تغطيتها وترقيعها. فلا أحد يتوقع منهم أن يعترفوا. ويتضح من السجعية أعلاه ومن وصفه للمشهد الهلوسي الذي غرق فيه ومن طريقة تعبيره أنه كان يؤمن بأن الصواعق تهلك الناس عن طريق السمع. وهذا خطأ علمي كبير. وكان يعتقد أن وضع الاصابع في الاذن يحمي من الموت بالصواعق. وهذا خطأ أكبر. فالصاعقة تميت لأنها تيار كهربائي يقتل إذا كانت الشحنة عالية ومرت بمناطق مهمة مثل القلب والدماغ . ليس الصوت هو الشيء القاتل في الصاعقة كما اعتقد الساجع في خطأ آخر أكبر من سابقيه بل الكهرباء التي لم يعرف شيئا عنها وعاش ومات وهو لا يدري حتى بتسميتها. في الحقيقة الهلاك سمعا ضلالة ليست بالنادرة ويعاني منها كثير من المضطربين عقليا. وقد آمن بها ساجع القرآن إيمانا راسخا لا يتزحزح
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
