من إصداراتنا: ذهان النبوة

ذهب مع جماعة من أصحابه إلى بني النضير لطلب مساعدتهم في دفع ديات قتلى بئر معونة. رحب به اليهود ووافقوا على إعانته
فجأة ترك الاجتماع وعاد مسرعا للمدينة تاركا اصحابه. وعندما عادوا بعده وسألوه عن السبب قال:
لقد تآمر عدد منهم على قتلي عن طريق إلقاء حجر. وقد جاء جبريل واطلعني على ذلك. استعدوا لتأديبهم وإجلائهم
لا يوجد دليل آخر غير ادعائه. لم ير شخص آخر أية مؤامرة. لم يسمع شخص آخر كلام جبريل
هذا الموقف مثال واضح عن الضلالات الزورية. الضلالات الزورية تعرف في الطب النفسي على أنها إيمان الشخص إيمانا راسخا لا يتزجزج ولا يستند إلى دليل بوجود مؤامرة ضده وبوجود نوايا من طرف الآخرين لإلحاق الأذى به رغم انعدام الدليل أو حتى وجود الدليل على العكس.
استجابة بني النضير وترحيبهم بمساعدته هو دليل على العكس في الموقف السابق.
الضلالات الزورية قد تكون ألية أو ثانوية. الضلالات الأولية يحسها المريض كالإلهام. يجد نفسه فجأة وقد عرف.
الضلالات الثانوية تنتج بعد شيء آخر. مثل تلك التي تنتج بعد الهلاوس السمعية.
في المثال السابق الضلالات ثانوية. تولدت أولا بسبب تواجد المريض تحت جدار مبنى ولد لديه إمكانية إلقاء حجر ثم تحول الفكرة إلى ضلالة وثانيا لأنه سمع صوتا يخبره بذلك صوت الملائكة.
سماع صوت الملائكة هو هلاوس سمعية.
تعريف الهلاوس : هي صوت يسمعه المريض بأذنه مثلما يسمع شخصا يحدثه (وليس صوتا من داخل رأسه) ولا يمكنه التحكم به ولا يسمعه أي شخص آخر غيره.
يوفر القرآن وتاريخ محمد علامات كافية لمعرفة مرضه الذهاني
في كتاب ذهان النبوة نسلط الضوء على كل هذه العلامات والإشارات